أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - قطرتتلقى درسا بليغا في الأخبار الملفقة!














المزيد.....

قطرتتلقى درسا بليغا في الأخبار الملفقة!


ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين

(Nagih Al-obaid)


الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قطرتتلقى درسا بليغا في الأخبار الملفقة!

قطر في عين العاصفة: هكذا يمكن وصف وضع قطر حاليا التي تواجه حملة إعلامية غير مسبوقة جعلتها في موقف محرج للغاية أمام حلفائها وخصومها على حد سواء. مثل هذا الوضع غير مألوف بالنسبة لبلد اعتاد خلال السنوات الماضية أن يُحرج الدول الأخرى عبر نشر أخبار نصفها حقيقي ونصفها الثاني ملفق ومفبرك. هذا الدور الخطير والتخريبي لعبته بكفاءة عالية قناة الجزيرة التي تحولت إلى هراوة غليظة بيد دولة قطر تستخدمها بكثرة لتهديد الآخرين ولممارسة نفوذها في المنطقة وبطريقة تتجاوز حجمها الجغرافي والسكاني. ولكن هذا السلاح ارتد أخيرا إلى نحرها.
بدأت فصول القصة المثيرة بنشر وكالة الأنباء القطرية تصريحات نسبتها لأمير قطر "المفدى" تميم بن حمد آل ثاني والذي تعرض فيها لملفات حساسة للغاية تتعلق بالسياسية الخارجية لبلاده مع أهم القوى الإقليمية والعالمية والتي بدت وكأنها لا تبقى حجرا على حجرا وتتضمن انتقادات شديدة اللهجة لعدة دول بطريقة تكسر كل الأعراف الدبلوماسية . أولى هذه الانتقادات المنسوبة إلى أمير قطر تطال الرئيس الأمريكي ترامب وتشير إلى أنه يواجه مشاكل قانونية في بلاده. وتتحدث هذه التصريحات المنشورة على الموقع الرسمي لوكالة الأنباء القطرية وظهرت على الشريط الأخباري للتلفزيون القطري عن تعرض قطر لحملة ظالمة تزامنت مع زيارة ترامب إلى المنطقة الأمر الذي يوحي بوجود توتر في العلاقة مع واشنطن. وتضمن نص التصريحات المذكورة ما يشبه التهديد لإدارة ترامب عندما ورد فيها بأن "قاعدة العديد هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره".أما أخطر ما جاء في التصريحات المنسوبة للشيخ تميم فيتعلق بالعلاقة بإيران. هنا يخرج النص المنشور عن الإجماع الخليجي باعتبار إيران العدو الأخطر ويشير إلى احتفاظ الدوحة بعلاقات قوية مع طهران التي وصفها التصريح بأنها "تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله". وانسحب هذا الموقف على حزب الله اللبناني وحركة حماس التي اعتبرتهما التصريحات حركتي مقاومة في رد مباشر على تصريحات ترامب في خطابه في القمة الإسلامية-الأمريكية في الرياض الذي صنفهما كتنظيمات إرهابية.
فور نشر هذه التصريحات أصبحت مادة دسمة لكل الجهات التي تشعر بالانزعاج حيال دور قطر وقناة الجزيرة وفي مقدمتها قناتا العربية وسكاي نيوز عربية ووسائل اعلام من دول عربية أخرى. لهذا انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم. وقطعت قناة سكاي نيوز عربية على سبيل المثال لا الحصر برامجها وسارعت إلى بث برنامج حواري مباشر استضافت فيه عددا من "المحللين" و"الخبراء" للحديث باستفاضة عن دلالات هذه التصريحات وتوقيتها. ويعكس هذا "الاهتمام" تربص هذه الجهات بقطر وقناة الجزيرة والاستعداد لرد الصاع صاعين لها على خلفية تدخلاتها المريبة في الصراعات الدائرة في المنطقة وعلاقاتها المشبوهة بقوى إسلامية متطرفة مثل طالبان وجبهة النصرة وحركة الأخوان المسلمين وجماعات متشددة في العراق وسوريا وليبيا وغيرها. غير أن هذه المواقف تعكس أيضا حالة التوتر والتنافس المستتر بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، لا سيما بين السعودية وقطر، واختلاف الرؤى بينها حيال الكثير من الملفات.
بعد وقوع الفأس في الرأس سارعت وكالة الأنباء القطرية إلى سحب هذه التصريحات، قائلة بأن حساب الموقع الرسمي تعرض للاختراق من جهة غير معروفة وطلبت من وسائل الإعلام تجاهل ما ورد من تصريحات "ملفقة" لأمير دول قطر. غير وسائل الإعلام المنافسة وفي مقدمتها قناتا ىالعربية وسكاي نيوز عربية واصلت تغطيتها لهذا الخبر، بل ونشرت مقطع فيديو لتلفزيون قطر الذي بث هذه التصريحات حرفيا في شريطه الإخباري ونسبها إلى أمير البلاد "المفدى". وبالطبع يصعب القول بأن الشريط الأخباري قد تعرض هو الآخر للإختراق.
لا يستبعد استمرار المعركة الإعلامية رغم المحاولات المحمومة لقناة الجزيرة احتواء تداعيات نشر التصريحات الحساسة ومحاولتها حصر الخسائر في حدها الأدنى عبر مطالبة وسائل الاعلام بعدم نشر هذه الأخبار الملفقة. غير أن عدم تجاوب البعض قد يدفع الجزيرة للقول في سرها لوسائل الإعلام هذه :"علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني". فمهما اختلفت الآراء حول دور القناة القطرية، إلا أنه من المؤكد أنها تستحق لقب المعلم الأول في فبركة الأخبار وتلفيقها واستغلالها كأداة للتأثير في مسار الأحداث وللضغط على الآخرين. ويبدو أن وسائل الإعلام العربية المنافس تريد أن ترسل للجزيرة مفادها بأن مجال التعلم مفتوح للجميع.
بغض النظر عن ملابسات هذه التصريحات، إلا أن هناك مؤشرات تُرجح بأنها ملفقة بالفعل لأنه أمير قطر لا يمكن أن يصل به الغباء إلى هذا الحد لكي يهاجم أهم حلفائه حاليا ويعزل بلاده في مرحلة حرجة تمر بها المنطقة. صحيح أن هذه التصريحات تشبه كثيرا تصريحات سابقة كانت قيادة قطر (ومعها الجزيرة) تحرص على ترديدها عندما كانت توحي بأنها جزء من محور "الممانعة" سيء الصيت وتحافظ في نفس الوقت على علاقات جيدة مع إسرائيل. غير أن قطر لم تعد قادرة على ممارسة هذه اللعبة المزدوجة بعد أن وضعتها السعودية أمام خيارات صعبة.
في كل الأحول بينت هذه القصة بوضوح مدى خطورة الأخبار الملفقة. مع ذلك هناك شكوك كبيرة بأن هذه الدرس البليغ سيكون كافيا لكي تتعظ قيادة قطر ومعها بوقها الشرس الجزيرة وتتخلى عن تغطيتها الإعلامية غير المستقلة وذات الأهداف السياسية المشبوهة.

د. ناجح العبيدي
24 / 5 / 2017



#ناجح_العبيدي (هاشتاغ)       Nagih_Al-obaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغلى يوم في التاريخ!
- طريق الحرير مزروع بالألغام!
- عملات صعبة وحلول ’’سهلة’’!
- الاقتصاد السياسي للعنف
- لماذا يفوز الإسلام السياسي في العراق؟
- تشظي المشهد السياسي العراقي: المشكلة والحل!
- ماركس ’’العملاق’’ وماركس ’’الشاب’’
- ’’حرب الأرحام’’ تمتد إلى أوروبا!
- تركيا وأوروبا: توتر عابر أم نُذر مواجهة جديدة؟
- التيار الصدري ولعبة الحسابات الخفية!
- أردوغان يُكشر عن ’’أنيابه’’!
- اطلبوا الإصلاح ولو في مصر!
- ترامب: معركة شرسة مع الإعلام!
- انقلاب شباط: الثورة تُنجب حفاري قبرها!
- مدافع ترامب الرقمية!
- سور ترامب ‘‘العظيم‘‘!
- ترامب: إعلان الحرب على العولمة!
- الألمان ‘‘الكسالى‘‘ واليونانيون ‘‘المُجدون‘‘!
- بيتكوين: عملة جديدة تتحدى الدولار؟
- السعودية: العمالة الأجنبية كبش فداء الأزمة المالية!


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - قطرتتلقى درسا بليغا في الأخبار الملفقة!