أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازغ محمد مولود - كليميم ..ينبت الحجر مكان الشجر















المزيد.....

كليميم ..ينبت الحجر مكان الشجر


مازغ محمد مولود

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


كليميم، منذ قرن ونصف. زارها أحد الاسبان ، يدعى -جواكيم كاتيل- وبالضبط سنتي = 1864-1865 .ولاندري ، هل هو مغامر، أو مكتشف؟. جاسوس أم رحالة؟ . مايهمنا أنه دون رحلته ، عن بلاد وادنون وتكنا. سجل ، وكتب عن ما عاشه و عايشه . حكى عن مارأى وشاهد . سرد و وصف . الحال والاحوال ، وعن المجال والناس ، ونقل واقع كليميم و وادنون ، بعد ترصد دام سنتين . سأنقل شيئا مماكتب . كيف وصف كليميم ، وسنرى أنها الحياة ،و سنكتشف انها التقلبات ، وأن الأحداث هي الموجودات الحقيقية .سنرى أن للتاريخ هدف واحد " انه يتجاوز نفسه".فهل يمكن أن نلقح اليوم بالامس ؟ بقدر مانفهم، أن الحياة سيرورة ، تنجب الجديد، وتواري القديم . و نفهم ،أن الصراع قائم جدليا . من أجل الحاجيات، ومن أجل الحفاظ على الحياة، واعادة انتاجها . هذا مايفعله الانسان، تحت كافة الاوضاع المحتملة ..الزمن ياخد من الايام ، اياما، الى هوة لاسبيل لها. وان كان الزمن يتكرر، فالحدث ينمو ، ويتطور .
كليميم ، ماذا بعد..وان كنت سأهدهدك بحكايتك. كي لا تنامين، على جانب الفراغ. كيف كنت يومها،منذ قرن ونصف ، كيف كان الهواء؟.وكيف كان الغبار، يتصاعد من بين الاقدام والحوافر؟. ربما كنت مركز العالم، بنسبة لأناسك ، وأهلك. ربما كنت الظل البادر في اليوم القائظ..خيمة الجميع ، او غيمة المطر .مساحةببريق العبقرية والمهارة . سنرى. لكني، أحس برؤية لاترى.. رؤية بعيدة في أفق المنسي ،او المطمور في خبايا الريح. لا أدري بما أسميها ، هل هي صورة باهتةللظل العابر . ام رمادية ، بلا ألوان تجدد المشهد القزحي. ضوء لا يشبه الضوء. سحابة هلامية في طريق العكس...والغريب ،مايفيد،؟ وبما سيفيد ما أرى؟. قد خلوت اليك، كم مرة . ربما عدة مرات ، جلسنا الى الجوار المشبع بالتمدد. استمتعنا بخيالات واحلام ذائبة، نزلت شهوة للخراب.هل تمثلين عظمة وبؤس الانسان امام الحياة ؟.هل تمتلكين هذه الخاصية، كما أثينا ،اسبرطة ،الاسكندرية ،روما وباريس؟. ماذا اقول ؟ اية لغة احتاج؟ ومن أمانة القصص ، ان اتلو ما مر بها من أيام .لا تشبه هده الايام .علنا ندري كيف شق أناس ، سبيلهم في هده الدنيا ، الى حيث نحن الأن.
كليميم .اما قبل ..يحكي جواكيم كاتيل حين حط رحاله بوادنون ..((كليميم هي اهم مدينة بوادنون ، وتقع في أقصى الجهة الشرقية لسهل تحيط به جبال. وهو سهل يشمل جميع أراضي وادنون . وقد بنيت المدينة على سطح منبسط ، الا جزءا منها ،يقع على مرتفع صغير او كدية . وتنقسم المدينة الى ثلاثة أقسام لكل منها اسم خاص ، أما الأول يسمى " أكدير " ويقع على الكدية التي تحدثت عنها قبلا . والثاني يسمى " القصبة " يقع جهة الغرب من أكدير اما القسم الثالث فيسمى " القصر". يحيط بالمدينة سور لا يشمل كل المنازل . وللمدينة خمسة أبواب صغيرة هي " باب أكدير" و"باب اكولت" ( المتهدم ) و"باب محمد ابراهيم" و"باب جامع " و"باب السوك".الباب الاول يوجد أسفل "أكدير" والثاني في" القصبة " أما الأبواب الأخرى فكلها في "القصر" .يحيط بالجزء المسمى أكدير" سور من الطرش، علوه اربعة امتار وعرضه اربعون سنتمتر ا .وتتخلل السور أبراج وركائز. ثلاث منها في الشمال ،واثنان في الجنوب . وينتصب غربا برج من الطرش مطلي بالجير. علوه عشرون مترا، يمكن من خلاله رؤية المدينة كلهااضافة الى جزء من المنطقة ( وادنون). ونجد على نفس الكدية مسجدا ،وبعض المنازل الخاصة، بالجهة الجنوبية الشرقية .اما" القصبة" فتتكون من منازل كبيرة، منها ماهو حديث العهد، ومنها ماهو قديم . بالاضافة الى بعض الابراج . وبين "اكدير و"القصبة" توجد بعض المنازل والاقبية حيث تقطن عدة عائلات تحت الخيام ويسكن " القصر" عدة عائلات، به بيوت كبيرة وابراج ، اما اليهود فيقطنون شمالا، في حي له شارع ،بباب واحد يغلق ليلا .ويبلغ عدد اليهود في هذا المكان مائة نفر. يؤدون صلواتهم، ويعلمون اطفالهم ،في كنيستين صغيرتين لهم . وتتكون كليميم من ستمائة منزل تقريبا .ويصل عدد سكانها ثلاثة الاف نفر .وبها ثلاث مساجد، لاصومعة لها ولا زينة، واحد في" اكدير"، و واحد في "القصبة "،والثالث في "القصر" .اما سكان المدينة، فعادة ما يصلون في مصلى وسط ساحة السوق.وماعدا ذلك، فلا وجود لاي مزار ذي طبيعة خاصة .وتقع السوق وسط المدينة، قرب حي اليهود ، وحي "لقصر"حيث اكواخ من حجر تستعمل متاجر يوم السوق. وهو يوم الاحد .وكليميم تتوفر فيها المياه . فضلا عن ذلك، فان وادي ام لعشار ،يمر قرب المدينة من جهة الغرب، حاملا معه ماءا عذبا من بعض العيون المجاورة له.وبالمدينة اربع مدارس للاطفال ، وسجن، واربع مقابر، اثنتين منهما للسكان ،وواحدة للعبيد، والاخرى لليهود. وبضواحي كليميم حقول ،توافرت فيها اشجار النخيل والتين واشجار فواكه قليلة .بينما تشغل الحبوب ، باقي الجنبات والمساحات. ..)).
في رحلة خارج كليميم وبالضاحية . الأن ،في سنة 2017، اقف متأملا،أراها من بعيد .لم تعدالأشياء كما كانت .كما في السابق. كل شيء هو جزء من كل شيء.وأن كل شيء هو وعي واحد، و وحيد. لكن الأشياء تنفصل بعضها عن بعض. لم تعد كليميم أصغر، في مهدها الطفولي .بل قادرة أن تنسج ألف حكاية وحكاية . تأتي عبر اندفاعات كهرومغناطيسية ، في ذهننا البشري . مجرد افرازات وحالة نثرية . كم هو مريح أن نتحدث عن التفاهات، ولا نصغي لحواسنا الأدمية. تجاوزا لعلاقة الصراع الدائمةو القائمة ،مع كل هذا المحيط ، مثل اسلافنا ، كائنات عقلانية ، لكن زمننا أخد طريق العكس. لم يعد قابلا لترحال للبحث عن الحاجة . سيجنا عصرنا ،بسقفه المشبع بالتقاطعات.أشياء عديدة دابت في الايام . مكان الشجر صعد الحجر .وعلى الاسفلت ينبت شجرا أخر لا يثمر . ترى ..؟ لو سألنا لوحة عن ماتحمله من الوان ..لن تجيبتا. كذلك كليميم ..لايمكن سبر غور حجارتها.تماما مثلما نغوص تحت الماء لاول مرة ،ونفتح عيوننا.نكتشف،اته ليس في العالم مدينتان متشابهتان ..ولن تكون كليميم الا كليميم نفسها . وهي تشكل جغرافية وجودها .وتصنع مغامراتها ..ورغم اختفاء التفاصيل القديمة ،وذوبانها فيما هو جديد.فلا وجود لحقيقة واحدة .لكل عصر اهله . لكل زمن صناعه. وكل واحد منا ،هو شخصية فريدة .لا تعيش الا مرة واحدة .سنتحلل الى ذرات ،نتفكك ونتجمع، لتصنع شيئا اخر .كي تتسع كليميم..لكن السؤال، يسقط سهوا ..ماذا ستكونين عليه، سنة 2164.؟ اي بعد قرن ونصف من الان.؟

كليميم عاشقة، وحبيبها حجر . حجر هو الزمن الذي تنهد. واستيقظ يسعى ، كثعبان يبتلع الطبيعة والبشر . يسعى الى هضمهم وتقيئهم. صور اخرى ،تظهر في الحلم . الحلم الذي مضى وسقط في النسيان ، او الغياب. ما هذه الدهشة في احلام الناس ؟. اين الحقول ؟ اين الابواب ؟ اين الابراج ؟ اين الدور والخيام . اين العيون والماء؟ والمعابر الضيقة في غرائز الدواب؟.ماشكل ذاك الزمن، قبل ان يتحول سريرا، يتمدد فيه الموتى ، مع الموتى ؟ فكل مايوجد الان..لايعجبني ، حتى أخذ منه مكانا لي . رجلاي ترفضان حملي،و لا أستطيع حمل الحجر النازل جسدا. لاأستطيع أن ألبس جبة أبائي، ولا أحدية من كانوا صاعدون فوق هذا الثرى. لاأستطيع أخذ حصتي ،من الحمق الوثني ، ومنهم. وان فضحتني عيناي.لن أتي لسان شمعة ، لأضيء ما تبقى من الطريق الي. فكرت كثيرا . فكرت في الراقدين تحت الوقت . والصاعدون الى سطح المطر الغزير. وهذا الرذاذ لايسقي ظمئا. أناس ماتوا عطشا، واخرون ماتوا لأنهم ولدوا، تحت الشمس. أناس قتلوا من أجل صورة الوصف الدامي.ومن نازع البقاء وما أفلح .أرى الهذيان في صورة انسان. ينقسم الى قطعتين متنافرتين.لكنهما تتعانقان،تتطابقان . أسألك ايها الهذيان المتورم كالوحي..ألم يولدوا ؟، وعاشوا ،وماتوا. شيدوا وخلفوا..و طمروا تحت الاعتاب، حكاية لاتحكى ؟. وما خلفوه ،اكثر اتساعا، من قبر .ومن واقع، دفين فينا.
كليميم، عدة مبان ارتفعت مكان الأطلال، واخرى مكان بيوت قديمة.واتسعت ، وتمددت. تجددت الأركان. جيل يشيخ ، بينما جيل أخر يرى النور . وخلال ذلك يتابع التاريخ طريقه. يبدو التاريخ كنهر يجري، كل يستسلم له .لكن لابد لأحد أن يتوقف..ليلم ماتبقى بحافة النهر. كأن الحياة ، تبدو محبطة مأساوية ، تتركنا ندخل عالما رائعا،نلعب، ونلهو ، نتلاقى، نتعارف، نفطع معا جزءا من الطريق ..طريق النهر نحو النهاية..نتوه، عن بعضنا البعض. ونختفي.. بطريقةما...كالأحلام، مليارات الصور ، تظهر كل ليلة، في أحلام الناس. تتناثر على الفور وتنمحي . كل شيء يمحى ، كل شيء على الاطلاق .ليس كل شيء على خط واحد، لكن الحياة مذهلة.. العالم اليوم ، يقع في شباك شبكة ضخمة. لم يعد بامكان أحد أن يسافر للبحث ليعرف.يكفي أن يضغط على الزر السحري، فتأتي حصيلة المعارف البشرية . شيء خرافي،يذهلنا، يغرينا ، يخيفنا ، لم نعد مواطني مدينة او دولة ، قد أصبحنا في نطاق كوكبي . فوق سمائنا سماء اخرى .شموس ونجوم لا تعد ولا تحصى ، وعليك أن تتعجبي .. لأنك لا تتعجبي . يكفي ان تعودي ، بضع الأف أو ملايين من السنوات. ستلاحظين أن النجوم كانت في مواقع مختلفة ، من موقعها اليوم . .كليميم ، هذه أنت ،كليميم ،ماثلة الان امام الرؤية ،وعلى وسادة الوقت..نراها جالسة الى مائدتها، ووجهها في غاية الجدية.تلتهم أبنائها ،في صمت. تأكل زمن عاشقيها ،و الذي مضى منها. نعلم أنها توفيت .نلتف جميعا حولها ، ولا نستطيع أخبارها بموتها .. موتها الذي مضى..



#مازغ_محمد_مولود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا علينا ان نكون يساريين ؟
- السياسة المغربية بين الاخلاق والنضج
- المعطل بين الحق والهامش .
- كليميم...هل تستحقين هذا المديح ؟
- اية حكومة يجري الرهان عليها في المغرب
- صناعة النجم ...وثقافة الهدم
- مدينة تزوجت جبلا....فانجبتني
- يرحل الجسد ...ولا يرحل الفكر
- الفساد بين الفهم والمفهوم
- في المغرب ..لا تستغرب
- لا قداسة للجلاد...
- الانسانية المفقودة
- يا ناهض حتر ...انهض
- ضرورة فكر يساري متجدد
- الانتخابات بالمغرب والمثقف
- مرثية ..لنوم ابراهيم
- الانتخابات...ووهم التغيير
- الرسمالية ...تؤدي الى الخراب
- لمادا تصر الدولة على حماية منتهكي حقوق الانسان .؟


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازغ محمد مولود - كليميم ..ينبت الحجر مكان الشجر