أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسعد عبدالله عبدعلي - أريد بيتاً














المزيد.....

أريد بيتاً


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 21:55
المحور: المجتمع المدني
    


أريد بيتاً

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

حدثني صديقي الكاتب محمد عن همه الأكبر, فقال لي: منذ عشر سنين وأنا أسعى لان اشتري بيتا, وكنت اعمل ليل نهار, وابخل بكل شيء على نفسي, لكن كل ما وفرته لم يكن يكفي لشراء مجرد قطعة ارض, فالعقارات أسعارها خيالية, كم احسد المواطن الغربي وهو يجد السكن بسهولة, أما نحن العراقيون تحول البيت الى حلم كبير, يصل الى مستوى الاستحالة, هذا البلد بخل علينا بحقوقنا البسيطة, نتيجة تسلط من لا يخاف الله.
أريد بيتاً, هو مطلبنا جميعا, وهو حق من حقوق الإنسان بالعيش الكريم, ونحن كمواطنين لنا حق في أموال النفط وإيرادات الدولة, وما جاءت الحكومة الا لحماية الحقوق, واهم حق هو حق السكن, الذي فرط فيه السياسيين مع شديد الأسف.
قضية السكن لم تعالج في العراق بسبب تكاسل الساسة, وتضخم وحش الفساد الذي كبر ونما في أحضان الطبقة السياسية, خصوصا في العقد الأخير, حيث كان من الممكن حل أزمة السكن, مع الموازنات الانفجارية التي ذهبت مع الريح, فلو توفرت قيادة سياسية حكيمة ونزيه, لتحول العراق الى دولة متطورة, ولاختفت أزمة السكن تلقائيا, لكن من حظ العراقيين العاثر أن تصعد قافلة من اللصوص والدواعر لكراسي القرار.

● حقوق مغتصبة
من أهم الحقوق الإنسانية التي يجب أن توفرها السلطة السياسية هو حق السكن, فهو يجعل الإنسان مطمئناً, ومن دون السكن يصبح الإنسان تحت ضغط مستمر, وهذا حال كل عراقي يتنقل في بيوت الإيجار.
يقول علي حسين ألساعدي ( من أهالي مدينة الصدر) : الظلم هو كل ما لازم حياتنا, سنوات طويلة ونحن تحت رحمة المؤجرين, كنت أحلام مع زوال حكم صدام بان تفتح لنا الدنيا أبوابها ونسترد حقوقنا, وكثيرا ما وعدنا الساسة الجدد بحل مشكلة السكن, لكن مرت السنوات وتحولت معها كل الوعود الى وهم, للضحك على السذج, الى ألان وأنا لا املك شبر في العراق, وسأرحل عن الدنيا وأنا بغصة أن أعيش مطمئنا ولو ليوم واحد.
أما المواطن أزهر علاء (طالب جامعي) : اشعر بالقهر يوميا, فمنذ الطفولة وأنا أعيش في منطقة عشوائية في بيوت من الصفيح والطين, اخجل أن يعرف أصدقائي محل سكني, وسكنا هذه البيت العجيب عندما قرر أبي أن يترك بيوت الإيجار, ويستولي على قطعة ارض مثل الكثيرون ممن تعبوا من عيشة الإيجارات, فاوجد مكان للسكن من الحديد والبراميل والصفيح والأخشاب, حلمي وحلم عائلتي أن يكون لنا بيت ملك مستقل منظم ونظيف, حلم بسيط تحول الى المستحيل بسبب العصابة الحاكمة التي عمدت على سحق المواطن.

مؤامرة السكن
عندما نشاهد كيف ينهض العالم من حولنا, وكيف تتبلور الأفكار عن مشاريع حقيقية, وعندما نشاهد ساسة العالم ممن يعبدون الإلهة والحيوانات كيف يخلصون في عملهم لإرضاء ألهتهم وشعوبهم, نتحسر بسبب السلوكيات المنحرفة لمن بيدهم القرار على مر العقود والى ألان, فمع ادعاء اغلب الحكام والطبقة السياسية تدينها, لكن سلوكهم كان كفر وزندقة وانحراف فاضح, انه النفاق الذي دمر حياتنا وأحال كل أحلام العراقيين الكوابيس, فما يجري اليوم هو مؤامرة على الشعب العراقي من قبل العصابة المنتفعة.
يقول الأستاذ ماجد عبد ( اختصاص تاريخ أوربي): عندما نقرا ما يجري في العراق ومنذ عهد البكر وصدام ثم التحول الديمقراطي, نجد أن هنالك مشترك في سياسات كل من حكم العراق, الا وهو ترسيخ الظلم, وعملية إدامة القلق للمواطن, وأبعاد عوامل الاستقرار, لان الساسة بصورة عامة تلتزم بقاعدة السيطرة على الشعب وهي (( جوع شعبك)), فكان صدام يلتزم بها ولا يبحث عن حلول حقيقية لازمة السكن, مع أن بعض سياساته في الثمانينات عملت على تحقيق بعض الانفراج, من قبيل توزيع الأراضي السكنية على العسكريين, ودعم الدولة للمواد الإنشائية, مما ساهم في حركة بناء عامة.
لكن في زمن الديمقراطيين, فان أحزاب السلطة التزمت نظرية جوع شعبك وكرسوا منهج سحق المواطن, بل وضيقوا على العراقيين وأهدروا أموال الوطن, ولم يضعوا برنامج حقيقي لحل مشكلة السكن, ولم يحضر عندهم مخافة الله, مما جعل المشكلة تتفاقم, الى أن تصبح شبه مستحيلة الحل, اعتقد أن الطبقة الحاكمة الحالية من الأحزاب والكتل والشخصيات لن تحل المشكلة, قد يأتي المستقبل لنا برجال يخافون الله ويحبون العراق فيحلون مشكلة السكن.

الثمرة
أريد بيتا, هو مطلب كل عراقي, وهو حق أنساني, وعلى الحكومة الإسراع في توفير خطط وبرامج, كفيلة في توفير حقوق العراقيين, وعليهم أن يتقوا الله لان الأمر بيدهم, وممكن جدا الحل, وعليهم أن يتركوا الكسل والتراخي والعمل الجاد لتحقيق مطالب العراقيين, أو أن يعتزلوا العمل السياسي لأنهم لا يقدرون على تحقيق طموحات الشعب, واستقالتهم دليل تربية وشرف, فان غابت مع عدم القدرة على العمل, فإنها بلا شك دليل فساد التربية وضياع الشرف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الحب: حبيبة واحدة لا تكفي
- هتلر في بغداد
- رحلة البحث عن بيت للإيجار
- الحل الصيني لمشكلة السكن
- كاتب وموت وشمعدان
- من المعابد الى القنوات الفضائية
- المعلم العراقي حزين في عيده
- فتح ملف اغتيال السيد محمد باقر الحكيم
- الانتخابات القادمة بين الأحزاب والمرجعية
- عندما تشيخ اللعنات
- الاتجاهات السياسية بين الأمس واليوم
- العنوسة بين المعوقات والحلول
- حديث الحب: الثقة في زمن الدولار
- بديل الشيطان بعد 2003
- يا حكومة السوء, أين ذهب النفط الأبيض؟
- أغتيال موظف نزيه
- رسالة عاجلة للاتحاد العراقي لكرة القدم
- حديث الشرف بين كاتب وعاهرة
- توحش المجتمع وحلول العودة
- هل هناك جدوى من المشاركة في الانتخابات القادمة ؟


المزيد.....




- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسعد عبدالله عبدعلي - أريد بيتاً