اسعد عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 10:14
المحور:
كتابات ساخرة
بمناسبة الحديث عن تعدد الزوجات وما اشارت اليه عضوة مجلس النوائب (النواب ) عن وجود اربعه ملايين ارملة ومطلقة وعانس في العراق ودعوتها لزواج الرجل من اكثر من امرأة واحدة معتبرة هذا الامر على انه حق طبيعي للمرأة ( لصونها من العنوسة -يبدو من هذا ان النائبة تفترض ان عدد النساء اكثر من الرجال ولذلك تحصل العنوسة ), بهذه المناسبة ولمراجعة هذ الفكرة ,فكرة تعدد الزوجات ,اجريت دراسة مبسطة فوجودت فيها ما يلي
ان عدد الذكور في الفئة العمرية من 25 الى 54 سنة في العراق حسب تقديرات العام 2016 هو 6,499,000 في حين ان عدد الاناث المقدر لنفس الفترة العمرية هو 6,354,000
وان عدد الذكور للفترة العمرية 15 الى 24سنة هو 3,703,000 وان عدد الاناث هو 3,572,000
بمعنى ان عدد الذكور في عمر الزواج هو اكبر من عدد الاناث وهذه يعني انه في النسبة الطبيعية لعدد الزوجات للرجل الواحد وهي واحد الى واحد فان عدد النساء المتوفرات للزواج هو اقل بقليل من عدد الرجال فكيف يا سيادة النائبة يمكن ان نعقل وجود أربعة ملايين مطلقة وعانس وعلى أي مصدر علمي بنيت استنتاجك هذا ؟ . وكيف يكون تعدد الزوجات حلا منطقيا والنساء اقل من الرجال وعن اي مشكلة عنوسة تتحدثين ؟فان كانت هنالك من مشكلة فمشكلة عزوبة الرجال اكبر من عنوسة النساء , ولو شئت يا ايتها النائبة ان تبحثي علميا في مشكلة عدم قدرة الشباب على الزواج فالافضل ان تبحثي في علاج للبطالة وعن تنشيط الاقتصاد فهكذا تحل مشكلة العنوسة, وليس بتعدد الزوجات بينما لايكاد الرجل ان يطيق العبء المادي للزواج من واحدة .
. وان افترضنا جدلا ان تعدد الزوجات هو حل للعنوسة افليس من المنطقي القول اذن انه سبب في زيادة حالات الطلاق , وسبب في زيادة معدلات الانجاب في بلد مثل العراق حيث المعدل هو من بين اعلى المعدلات عالميا بما يعنيه من انهاك للموارد وزيادة في البطالة . او لا يعني وجود اطفال اكثر في العائلة ان نوعية الرعاية المادية والمعنوية المقدمة لهم من ذويهم اقل ,بل ربما اقل بكثير من العائلات الاصغر عددا ,–قارني في ذهنك بين الرعاية المقدمة لسبعة أطفال في بيت كادح وبين طفلين لشخص من نفس الدخل !! لعل الأول لا يكاد يذكر متى ولد اطفاله ناهيك عن الاهتمام بتوفير أي رعاية حقيقة لهم غير اطعامهم . وهل نتجاهل الارتباط القوي بين تعدد الزوجات وبين الفقر .وبين فكر تعدد الزوجات والفكر الاتكالي غير المتعقل والذي يردده التنابلة الغيبيون بلا مراجعة من ان رزق الأطفال على خالقهم ( ولو صح هذا المعنى المفعم بالكسل والاتكالية لما وجدنا أطفالا فقراء جائعين-, بل يموتون جوعا حتى) .وطبعا نعلم ان وسائل منع الحمل ممنوعة ايضا ضمن الفكر الديني بمعنى انه لامفر من اطفال اكثر وعبء مالي اكثر وضغط اكبر على مرافق الدول المنهكة اصلا . لعل النائبة اذ اجرت بحثها ووجدت رقم الاربع ملايين من شعب العوانس هذا لم تصادف الارقام التالية
ان نسبة الذكور الى الاناث عند الولادة (تسمى نسبه الجنس ) هي حوالي 106 ذكر مقابل كل مئة امرأة . بمعن انه لو تزوج كل رجل من امرأتين لاضطرت اكثر النساء ان يتزوجن من رجلين في نفس الوقت .ورغم ان هذه النسبة تقل قليلا حين بلوغ الانسان عمر الزواج فهي تصل الى 102 رجل الى كل مئة امراة (في العراق) .
ان نسبة الجنس (الرجال الى النساء) في اكثر البلدان الاسلامية هي اعلى من المعدل الطبيعي ( ولو بشيء قليل ) مما يتعارض اكثر مع فكرة التعدد في مجتمعاتنا .( ولطالما جادل الدينيون ان عدد النساء اكثر وان فكر التعدد به رحمة وصون للمرأة, وكل احصائاتهم هراء ارقام يطبخونها في قدر جهلهم المقدس)-
ان معدل الخصوبة في العراق حاليا تبلغ
4,06 مولود للمرأة الواحدة حسب تقديرات 2016 وهي الاعلى عربيا بعد قطاع غازة وتأتي في المرتبة الرابعة والثلاثين في العالم ( تسبقها مجاهل دويلات افريقيا فقط )
ان نسبةالنمو السكاني في العراق تبلغ 2,87 بالمئة وهي عاشر اعلى نسبة نمو سكاني في العالم اجمع . فهل هكذا نسبة تتماشى مع فكرة تعدد الزوجات بما تتضمنه من زيادة اكبر واكبر في معدلات الانجاب .
هل تعلم النائبة ان نسبةالانفاق العام على قطاع الصحة تبلغ 5,5 ٪ اي ان العراق يأتي في المرتبة 170 بين دول العالم في الانفاق على قطاع الصحة
ان نسبة الاطباء لعدد السكان هي 0,6 في الالف . بما يشير بوضوح الى تردي الخدمات الصحية بحيث تتعارض تماما والاجرائات التي من شئنها ان تشجع تضخما كبيرا في عدد السكان كفكرة تعدد الزوجات .
هل تعلمين ان نسبة الأشخاص المعالين من قبل اخرين ( وهم الأطفال وكبار العمر ) تبلغ في العراق حاليا 69,8% (نسبة مافوق الخمسين في المئة تعتبر نسبة عالية) . فكيف يكون التعدد الا إضافة لعبء فوق عبء .عبء على الفرد وعبء على المجتمع . وكيف يكون التعدد للفقير الا إهانة لنفسه ولزوجاته واطفاله .وفي الاجمال فهل نبقى نزيف الحقائق ونمعن في جهلنا فقط لنجامل بعض المفاهيم الدينية ونعظمها, والدين في الأصل هو لخير الانسان .وختاما اذكر النائبة ان التسمية الاجتماعية التي تطلق على الزوجة الاخرى هي ( الضرة ) وأصل الكلمة من الضرر فهل تثير هكذا تسمية في ذهنك تداعيات تتماشى ومفهومك لحفض كرامة المرأة؟.
المصادر
https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/fields/2018.html
http://www.searo.who.int/entity/health_situation_trends/data/chi/sex-ratio/en/
http://countrymeters.info/en/Iraq#Aged_dependency_ratio
https://knoema.com/atlas/iraq/topics/demographics/population/sex-ratio
#اسعد_عزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟