أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كورا - إلى جلالة الملك















المزيد.....

إلى جلالة الملك


رضا كورا

الحوار المتمدن-العدد: 5468 - 2017 / 3 / 22 - 03:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى جلالة الملك

لا أدري حقيقة يا مولاي المنصور بالقمع ، هل سيصلكم كتابي هذا أم أن أجهزتكم الوفية ستكتفي بقرائته و تحليله نيابة عنكم ،

بداية اسمحولي جل جلالكم ان اتقدم إلى فخامتكم بأصدق التبريكات و ازكى التهاني ، لنجاح مساعيكم ومراميكم في ضبط شعبكم و ترويضه ، و ما ذلك إلا تحصيل حاصل لمثابرتكم و مجهوداتكم السامية ، و عملكم المضني و الشاق المتواصل الذي اتممتم به ما بدأه أسلافكم المجانين بالاستبداد و احتكار السلط و استعباد الناس ، فلم تكونوا يا مولاي لتمتطوا المجد العالي لو لم تركبوا المخاطر و تخوضوا في المعارك و الحروب الحامية الوطيس ضد شعبكم المغفل الذي لا يساوي مثقال حبة حصى تحت حذائكم الطاهر المدبوغ من جلد رعاياكم الاوفياء ، الذين لطالما حاولوا خائبين قض مضجعكم المنعم و تعكير صفو جوكم الطاهر باحتجاجاتهم و مطالبهم الغير مشروعة البتة .

انتم يا صاحب الملاحم و المكارم من تحمل غباء و استهتار شعب بكامله لعقود و عقود ولم تنبسوا ببنت شفة ، صابرين مصطبرين محتسبين على ما ابتلاكم به الله ، وذلك راجع لخيب أصلكم و علاء قدركم ، كم انت بليغ و الغين دال ، كيف لا و انتم أمير المومنين و حامي حمى الوطن الذي لازال فاقدا لثغريه و بضع جزره في واضحة النهار و الدين .


أنتم من تحمل في أكثر من مناسبة هذا الشعب الضائع المتخلف الفاقد للتقدير الواجب لمقامكم و لهيبتكم ، الغير مبالي بمكانتكم و دوركم في الحفاظ على أمنه و استقراره و عزته التي لا يستحقها ، فبعد ان كان ولا يزال شغلكم الشاغل هو تقدم هذه الامة الخرساء و رقيها و ازدهارها، وكانت كل مساعيكم لتبويئها أعلى المراتب بين الأمم ، ما انفك هذا الشعب يقف حجرة عقبة أمام ما تصبوا إليه جلالتكم .

فماذا تتحملون لتتحملوا سعادتكم ، أنتم صراحة لا تستحقون شعبا كذلك الذي تحكمونه ، بل اخر اكثر ثقافة و حضارة و انضباطا و اكثر كفاءة للظفر بكم ، لا سيما وأنكم يا قائد القواد الرشيد ، سبط النبي المجيد، صفي اصفياء السياسة و الحكمة بالنار و الحديد ، لم تفرقوا في القمع يوما بين افراد شعبكم البليد ، وذلك يحسب لكم و لديمقراطيتكم المحمدية الفريدة ، لم تكونوا يوما أسرى للانتماء العائلي او اللون او الانتماء العرقي ، ما سعيتم يوما للتصنع أو لإخفاء سريرتكم المكشوفة للعلن ، و انتم الملك المتواضع الذي يتجول نهارا جهارا بين قومه يستمع لشكاويه التي لا ولن تنتهي، انتم الذين حشدتهم كل شيء في سبيل مجدكم و نصركم و تفوقكم على هذا الشعب المشاغب العين .
ما ستفعلون أكثر لهذا الشعب يا تاج رؤوس الاسياد الذي أسر و احتجز البلاد و العباد ، هل هناك اكثر من أنكم نقشتم على ابواب كل الديار اسمكم، و علقتم قسرا في كل البيوت و الواجهات صوركم ، يا من حكم بالحديد و السكين فوق الوريد ، العالم لم ير مثالا لشططكم المديد ، و بأسكم الذي تحتفلون به في كل عيد ، و انتم في العرش جالس و لأحلام الشعب حارس ، و للحرية و الكرامة حابس ، و للظلم و القهر فارس ، و بخيرات البر و البحر و الجو حاسس و لثروات البلاد و العباد مستنزف لامس .

لم اكن ازايد عليكم يا مولاي و لا اريد منكم جزاءا و لا مأذونية ولا وساما و لا شكورا، لان ذلك لا يشرفني، فعلا شعبكم لا يستحقكم ، لقد نال منكم كل شيء فتح فمه عليه ، فماذا فعلتم لهذا الشعب الهمجي حتى يعاملكم هذه المعاملة الوحشية ، بعد ان اعطيتموه من وقتكم لتدشين كل شيء مستهلك ، و حنجرتكم المخنوقة لسرد الخطابات الركيكة ، و طلعتكم البهية للصور التذكارية ، و ذكائكم الغبي لحفظ امنه و استقراره ، و افراد أسرتكم و حوارييكم لخدمته و السهر على عدم نومه ، و وجهكم وضعتموه له في كل قطع العملات و على جدران كل المحلات ، وقواتكم تحيط به حيث لا مجال لتحركه ولا لاحلامه .

فبعد سبع عشرة عاما من الثقة التي وضعتموها في شعبكم الخسيس ،اعطيتموه بعد ان طالب بالحرية كل انواع الحرية وجميع اصنافها لم نجد لها مثيل في الدول الحرة فعلا ، و أرسيتم قواعد الديمقراطية باَلاف الانماط و الانواع غير تلك الديمقراطية المعمول بها في أقل الدول ديمقطراطية ، أبدعتم نظاما جهويا متقدما ليس له مثيل لاستمالة قلوب الصحراويين و عواطفهم فما كان لهذا الشعب سوى أنه لم و لن فهم مغزاه ، طالبكم شعبكم الخائن المتمرد بدستور جديد ذات حراك هائج ، بح له صوتكم و ادى بكم إلى الاستناد إلى عكاز طبي لحين ، فما كان منكم إلا ان منحتموه شيئا يمكن ان نسميه اي شيء باسثناء أن دستور .

و لنفي أن يكون حكمكم ديكتاتوريا مطلقا ، كنتم يا صاحب المهابة و الجلابة سباقين لفهم تطلعات الشعب و امانيه المترفة ، و اعطيتم اوامركم السامية المطاعة لإقامة انتخابات سابقة لأوانها ، و شكلتم حكومة تحالف بسببها أولائك الذين كنا نعتقد ان تصالحهم ولقائهم لن يكون يوما ، ها هم قد تحالفو بسببها ، و أن قوى أخرى لم نكن يوما نتصورها أن تختلف ها قد اختلفت بسببها .
كيف لكم يا سيدي اللئيم أن تحكموا و أن توحدوا شعبا قال بعض النشاز من صوته انه صاحب هوية أمازيغية صرفة ، وأن توفقوا بين الريفي و الزياني و السوسي ، علما أن هؤلاء إن هم تحدثوا بينهم كل بلسانه لن يفهم احدهم الاخر ، ذلك أن معيار لغتهم كاللاتينية ، الفرنسي لا يفهم حديث الإسباني ولا كلام الايطالي ولا قصد البريطاني ، رغم وحدة حروف كتابة لغاتهم المتباينة .
كيف تستطيعون تقمص رداء الحرباء التي تأخذ لون اليسارية مع اليساريين ، و اليمينية مع اليمينيين و التطرف مع المتطرفين ، و العلمانية مع العلمانيين ، فعلا ارفع لكم القبعة لأنكم كقطعة صابون لزج لا يستطيع احد الامساك بكم مهما فعل .

كان عليكم يا مولانا الملك أن تكونوا اكثر صلابة و حزما وقوة ، و أن تغيروا شعبكم و تأتوا بأخر من بعيد ، و ما ذلك عليكم بعزيز ، و أن تتركونا نعود لسابق عهدنا رُحَـلا بدائيين بدون هوية ،نجوب قرون الجبال و ننفخ النار بالشفتين و طرف الجلباب إن نحن وجدنا ما نستر به عورتنا التي هتكتها باسم شرعيتك ، بعد أن عجزنا على معرفة جوهرك و حقيقة محيطك ، و كشف شذوذك و حقدك و غلك ، بعد أن فقدنا بفضلك احساسنا بالأرض و الحرية و الكرامة و الإنتماء، و اعتدنا الجوع و القهر و الظلم ، و الذل و الاضطهاد ، فعلت بنا اكثر بكثير مما فعل ذلك الذي استعمرنا و حماك ، فشكرا لك و لصبرك و تحملك إيانا ، و دمنا عبيدا مقيدين على عتبات قصورك .

رضا كورا
صحفي مغربي مقيم بفرنسا .



#رضا_كورا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم أنا محرض
- متى ستنهض أيها الشعب المغربي؟!
- يا شعب المغرب “ما هزّك ريح البارح.. كيف يهزك ريح اليوما؟!”
- أيها المغاربة، إلى متى ستظلون قطيعا من الرعايا والعبيد؟!
- خدام الدولة أو خدام الملك المخلصين
- هل من اللائق وصف النظام المغربي بالديمقراطي؟
- بين الواقع و واقع المغرب
- الملك و المواطنة .. وأشياء اخرى


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كورا - إلى جلالة الملك