أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - رسالة الى حفيدتي شام...الشام العنوان والهدف















المزيد.....

رسالة الى حفيدتي شام...الشام العنوان والهدف


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5457 - 2017 / 3 / 11 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة الى حفيدتي شام...الشام العنوان والهدف
بقلم :- راسم عبيدات
حفيدتي شام... عندما تكبرين وتميزين الأشياء ستدركين لماذا أسميناك شام،فالشام هي من حضنت شعبنا لاجئاً ومقاوماً،ولم تفرض عليه قيوداً وموانعاً،كما فعلت الدول العربية الأخرى،بل قالت انتم هنا ضيوفاً أعزاء ،حتى تعودون الى وطنكم الذي شردتم منه بفعل العصابات الصهيونية والخيانات العربية،أنتم كما نحن السوريون أبناء وطن واحد،مصيرنا واحد...هدفنا واحد....مشروعنا واحد،وحلمنا واحد في وطن عربي من المحيط الى الخليج،يحمل نفس الرسالة والهدف،حلم يا حفيدتي أعرف جيداً انه صعب المنال والتحقيق، فالأطماع الخارجية والإستعمارية في وطننا وثرواتنا كبيرة ومتواصلة ولم تتوقف،وكذلك الخطر الداهم على الأمة،ممن جاء بهم الإستعمار ونصبهم شيوخاً وامراء وملوك،لكي يحفظ مصالحه ويحقق أهدافه،في إستمرار نهب خيراتنا وثرواتنا وإحتلال أرضنا واحتجاز تطورنا،ومنع أي شكل من أشكال التوحد بين أقطارنا،فالوحدة العربية والمشروع القومي خطوط حمراء،لا يمكن للإستعمار أن يقبل بها،ولعل الوحدة المصرية- السورية خير مثال ودليل،حيث لعب الإستعمار والقوى الداخلية المتواطئة معه،على إفشال تلك الوحدة بعد ثلاثة أعوام على قيامها.
حفيدتي شام،ستسألين وتقولين يا جدي لماذا أسميتني شام وليس فلسطين...؟؟ سؤال محق ومشروع فأصل الحكاية يا حفيدتي هي الشام،ونحن ننتمي لبلاد الشام،فالشام أعم وأشمل من القطريات التي جرنا اليها الإستعمار،ورسخها في عقولنا،لكي يضمن إستمرار الحدود المصطنعة التي رسمها بين أبناء الأمة الواحدة،ويمنع توحدها،ولذلك هي الحرب الان على الشام يا حفيدتي،حرب على سوريا وفي سوريا وكل حملة الفكر والمشروع القومي العربي،فهزيمة الشام تعني يا حفيدتي،التقسيم والتجزءة للمجزأ،والتفكيك للجغرافيا العربية وإعادة تركيبها من جديد على أسس مذهبية وطائفية وثرواتية،من خلال إقامة دويلات هشة فاقدة لإرادتها وقرارها السياسي والسيطرة على ثرواتها،بإختصار حفيدتي سايكس- بيكو جديد يعيد انتاج الإستعمار على نحو أسوأ مئة مرة من سايكس- بيكو القديم قبل مائة عام.
شام عزيزتي....عندما تكبرين وتذهبين الى بيت جدك عماد في مخيم الدهيشة،هذا المخيم الذي ما زال شاهداً حياً بعد سبعين عاماً على جرائم الاحتلال بحق شعبنا،وعلى تواطؤ القوى الدولية مع هذا الاحتلال،و"تعهيرها" لكل القوانين والأعراف والمواثيق والإتفاقيات الدولية،ستعرفين بالممارسة والواقع،كم هو ظالم ومنافق هذا العالم المتمسح بالحرية والديمقراطية والإنسانية،ولا تصدقي بأن عدالة القضية بدون قوة قادرة على إعادة لاجئ واحد طرد وشرد من وطنه.
مخيم الدهيشة يا شام،مخيم يقارع الإحتلال بشكل يومي،كل يوم ستشاهدين بأم عينك وسترين عندما تمكثين وتنامين في بيت جدك عماد،اقتحامات للمخيم من قبل جيش الاحتلال ومخابراته ومستعربيه،وستدركين معنى الإحتلال وفقدان الوطن،في البداية ستصابين بالذعر والخوف وستلتصقين وتتشبثين بصدر جدتك أو والدتك،ولكن هذه ستكون بروفات لكي تتعودي عليها،فهي جزء من يوميات وحياة مخيم يصر على البقاء والوجود والعودة لأرض الأجداد،والإحتلال يا حفيدتي شام يتمنى لو يصحى ويجد ان مخيم الدهيشة قد اختفى عن الوجود،فهو يدرك تمام الإدراك بأن هذا شاهد على جرائمه بحق شعبنا،وبقاؤه قائماً وصامداً لن يعطي مشروعية لإحتلاله ووجوده فوق أرضنا المغتصبة،ولذلك هي الحروب على مخيماتنا في سوريا (اليرموك) ولبنان ( عين الحلوة ونهر البارد)حرب يراد لها إسقاط حق العودة لشعبنا،وتوطينه وتهجيره في رحلة لجوء أخرى،وطمس قضية اللاجئين،ولكي لا تبقى تلك المخيمات شاهد على مأساة شعبنا وجرائم الاحتلال ،ولذلك الحرب على الشام،جزء كبير من أهدافها لحماية امن ووجود الاحتلال،وإيجاد مشروعية لإحتلاله.
شام يا حفيدتي ... الشام لم تتربى وتتعود على الخيانة او التفريط،وثقافتها وتربيتها كانت دوماً وطنية قومية،لم تعرف المذهبية والطائفية،إلا من بعد ما يسمى ب" الربيع العربي، حيث سوريا كانت العنوان والهدف لهذا المشروع المعادي،مشروع بحجم حرب كونية شنت على الشام منذ اكثر من خمس سنوات،شاركت فيه قوى دولية استعمارية وربيبتها إسرائيل ودعاة الخلافة العثمانية المتجددة والمشيخات الخليجية البترودولارية ،وقوى محلية مرتبطة بالإخوان المسلمين،وعصابات إرهابية وتكفيرية ضخت الى أرض الشام تحت مسميات "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من ألوية وتشكيلات إرهابية،تحت يافطة وذريعة "الديمقراطية" و"الحريات" و"الإصلاح" ومحاربة الفساد،وطبعاً هذه الشعارات تم استخدامها في غزو العراق وإحتلاله وتدميره ونهب خيراته وثرواته،وقتل وتشريد أبنائه،حيث ما زال العراق يدفع الثمن ،وما زال في قلب الإستهداف لهذا المشروع الإستعماري المعادي.
سوريا هي عنوان العروبة ...سوريا هي حاضنة المشروع القومي العربي ورأس حربته،ولذلك كانت الهدف للمشروع الإستعماري الجديد،مشروع الفوضى الخلاقة وحروب التدمير الذاتي،الحروب المذهبية والطائفية،فإنكسار سوريا يعني نهاية المشروع القومي العربي،وجعل المنطقة العربية بحيرة مغلقة للنفوذ والمصالح الأمريكية لمئة عام قادمة،مع تسيّيد دولة الاحتلال الإسرائيلي كقوة مركزية في المنطقة،مشروع يراد منه،ليس رأس النظام السوري،وسوريا كدولة وجيش ومؤسسات فقط،بل المطلوب ضرب وتفتيت الهوية العروبية الجامعة للأمة،لجهة خلق هويات فئوية ومذهبية وطائفية وتقسيمية.
سوريا صمدت وانتصرت وهي تستعيد عافيتها،وكما كان نصر تموز /2006 ،الذي حققه حزب الله على جيش الاحتلال الصهيوني حلقة مركزية في إفشال ومنع قيام مشروع ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد،الذي بشرت به وزيرة الخارجية الأمريكية أنذاك "كونداليزا رايس"،فإن ما يتحقق من نصر سوري على قوى العدوان بفعل صمود وثبات قيادتها وجيشها وشعبها،سيكون قبر نهائي لمنع قيام سايكس- بيكو جديد ،يقسم المنطقة العربية ويفتتها ويذررها ويعيد تركيبها على أسس مذهبية وطائفية.

الشام حفيدتي شام لا تخون،ولا تتخلى عن حلفائها،كما فعل البعض منا بها، ولا تفقد اتجاه البوصلة....الشام كانت وما زالت قبلة كل الثوريين والمناضلين .....الشام يا حفيدتي شام،هي من احتضنت الجميع.... وهي من دفعت وتدفع ثمناً باهظاً لقاء مواقفها القومية والعروبية...رفضت ان تخذل المناضلين والمقاومين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية...ومن اجل ذلك سميتك شام يا حفيدتي.

القدس المحتلة – فلسطين
11/3/2017
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا ....وعدم تحويل الأموال المجمدة للسلطة
- حالة التصعيد....هل تصل الى الحروب..؟؟
- في الثامن من آذار.... بماذا تحتفل المرأة الفلسطينية والعربية ...
- حول بيع وتسريب العقارات المقدسية
- القضية الفلسطينية ...والتجاذبات العربية والإقليمية
- أردوغان .....ونكران الجميل
- ما العمل...؟؟
- حول المؤتمر الدولي السادس لدعم الإنتفاضة في طهران
- ما الذي سيحمله وسيناقشه نتنياهو مع ترامب...؟؟؟
- شمبانيا وعطور تطيح بنتنياهو..... فما الذي يطيح بالحكام العرب ...
- الإنتخابات المحلية.....وشرعنة سرقة الأرض الفلسطينية
- واشنطن....طهران....مرة أخرى
- التعليم الفلسطيني في القدس ....شطب وإلغاء
- الحرب على الحركة الأسيرة
- إرجاء نقل السفارة....والنصر المبين...؟؟
- العرب تاريخياً لم يكونوا موحدين...؟؟
- هل هناك جدوى من النضال داخل البرلمان -الكنيست-الصهيوني..؟؟
- ما بين -الإخصاء- السياسي و-الإستنقاع-
- خطاب ترامب.....وشعار امريكا اولاً
- هدم و-تدعيش- وشيطنة للنضال الوطني الفلسطيني


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - رسالة الى حفيدتي شام...الشام العنوان والهدف