أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - بيت هيدرا2














المزيد.....

بيت هيدرا2


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 10:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رحل الغريب الاكبر ليترك من خلفه غلاما فى الرابعة عشر من عمره لا يجيد التحدث بالعربية لا يعرف سوى لغة امه ،ترك الغريب وصية بان يظل حفيده هنا ،كان هذا غريبا لما لم يحضر سوى حفيد من اولاده ليبقيه بالمحروسة؟!
كانت تقرأ جريدتى المقطم والجريدة فى الخفاء بعد ان انتهى منهما زوجها وقامت خادمتها باحضارهم بخفه الى غرفتها فتزداد غضبا فقد كانتا تدعوان الشعب الى القبول ببريطانيا كافضل الدول التى تحكم المحروسة مادام الاستقلال غير ميسور !! لذا كانت تأمر خادمتها ان تحضر لها جريدة المستقبل الاسبوعية لسلامة موسى صاحبها فهى لم تكن تنشر كمثل بقية الجرائد ما تفرضه عليها السلطات البريطانية والاخبار التى يريدون لاهل المحروسة ان يعرفونها فحسب وتخفى البقية عن امور بلادهم .كانت تشعر بالحماسة تاره ثم تعود لتراقب نفور زوجها فتصاب بالحزن والاحباط ،كانت تهمس لوالدتها عندما تتذكرها هل كنت مخطئة يا امى عندما تركت عملى ؟عمل لنساء قلائل فى بر المحروسة كله لاتحظى به امراة اخرى وهى معلمة فى مدرسة ابتدائية وكان يمكنها ان تثبت جدراتها باستكمال الدراسة لعامين اخريين والحصول على دبلوم المعلمات ولكنها قررت ان تترك كل هذا لانها شعرت بالتعب فحسب..اعرفت هدية ذلك ام انها صمتت لمشيئة ابنتها ام خافت كى لا تحصل على النهاية التى حصلت عليها امها .هى لم تحظ بالحب قط اما مقار فقد كان حب ايزيس هى تعرف هذا لانها لم تشعر بمثل هذا الشعور لاحد اخر .حتى وسط المدرسة الداخلية للمعلمات لم تتاثر بحديث الفتيات او سخريتهن من بعض معلماتهن المتأنقات فى لباسهن وهن يعلمن جيدا بقرار حرمان المعلمة من الزواج .وهو ما اثار سخط امها وخالها فى البداية ولا تعرف كيف اقنعت خالها وابيها بان يتركوها لتتعلم حتى الان؟!
اشتاقت لجدران مدرستها السنية فى شارع خيرت الذى انتقلت اليه ،لمس مير التى كانت تفضلها لانها من افضل طالبتها فى المدرسة.تمنت لو تعود الى غرفتها الواسعة التى تركتها هناك. تلعن تلك الليلة التى وافقت فيها على ان تترك الحلم الذى راودها صغيرة وهى ان تصير معلمة عندما تغدوا امراة وان تكون مثل مس مير ناظرة مدرستها ،تخيلت ان تكون هى ايضا ناظرة لمدرستها السنية وان يوضع اسمها جوار اسم مس رزوالينا ومس مير.كانت امها تشعر بالسرور عندما تخبرها بذلك وتقص عليها انها ارادت ان تفعل نفس الشىء ولكن جدها لم يقبل ابدا ومن بعده اخيها الاكبر وتزوجت من ابيها الذى لم تكن تعرفه فقط لانه الانسب لها كما قال لها الاخ الاكبر .تنهدت وهى تقول ولكن الابن مثل ابيه هو ايضا يحبسنى داخل البيت الواسع الذى كان لجدنا فى السابق فلا ارى سوى جدرانه حتى سئمت من مجرد رؤيتها لم يعد يشغلنى سوى دفاترك القديمة يا امى هى من حمستنى لاكملها انا ايضا سارسم رسوما اخرى لطيور لم تريها ولحشرات اردت ان تريها ولم تعرفيها سوى من كتب جدى التى كنت تسرقين رؤيتها فى الظلام لانه لم يكن يسمح سوى لاولاده الصبيه من الدخول الى هناك وكانت الجدة تعاقبك لانك تقرأين.
كانت فى المساء تري من بعيد خليطا من الضيوف لدى مضيفة زوجها مقار ارساليات الانجليكانية والبروتستانت كما كان صديقا لاسرة واصف الكاثوليكية وكان هذا غريبا على بيت هيدرا فى السابق لم يكن سوى القبط هم من يدخلون دارهم ولم يحبوا قط من خارج الارثوذكس .لم تعرف ان كان حراما لو صادقت من الارسالية فكان الهمس ياتى لصدرها بالطبع انهم يسرقون الفقراء ليكونوا معهم يستغلونهم .سألت فقد كان محرما الاختلاط بهم او الزواج او التناول فى كنائسهم فاذا كان كل هذا لما يستقبلهم مقار فى بيته ولكن عندما تنجح فى سرقة المزيد من كتب جدها تغار لانها لا تجلس فى مجالس الرجال .لكنها ابدا لم تعترض عندما يطلبها زوجها لان ليس لها حق الاعتراض ،كانت تسمع العظة وتواظب عليها ليس للمراة حق تعليم الرجل وليس لرجل ان يتعلم من امراة ،المراة تطيع زوجها لان ما لجسد المراة على نفسها بل لزوجها هو راسها وقائدها ولا تريد ان تغضب البتول منها اذا رفضت زوجها .كانت تمر عليها ايام النساء فى الشهر لتكون نجسة ليس عليها الاقتراب من الكنيسة او التناول او الاقتراب من احد الاجساد المكفنة للشهداء عصر الاضطهاد بالكنيسة لانها امراة نجسة حتى تتطهر فتنتظر ذلك اليوم بصبر حتى تستحم وتتطهر وتعود صالحة لفعل كل هذا من جديد .
كانت تشعر بالغضب كون جسدها هى يصبح منجسا لقوة خارجة عن ارادتها ولكنها لم تستطع ان تسأل او تعترض ،كانت ايزيس تعلم ان هناك حد للاسئلة عليها ان لا تتخطاه،ليست مثل هدية ،فى الليل عندما تكون وحيدة تتمكن من سؤال نفسها هل هى جبانة ولا تستحق امها؟لم تعد ايزيس كما هى منذ ان رحلت عنها هدية وكانها رحلت واخذت معها الشجاعة والطمأنينة التى امتلكتهما فى الماضى ولم تعد الان تقلق اكثر سوى من همسات الخدم وما ينقلونه عنها لزوجها.لم تكن تتحدث مع ذلك الغلام جون الذى اتى من بلادا بعيدة لاتعرف عنها سوى فى الكتب .
كادت ان تصرخ عندما وجدته امام باب غرفتها ذات صباحا تعلثمت كيف جئت الى هنا ؟هنا ليس المكان المخصص لك .
ضحك:اريد ان احدثك لااحد هنا يحدثنى اعادنى جدى الى هنا لانى اخبرته اننى اريد ان اعرف عن اصلى الذى اسمع عنه من بعيد فحسب .لقد قرأت كثير من الكتب عن الشرق ولم ارها من قبل والمحروسة هى اول من اردت ان اتعرف اليه لانها كانت لاجدادى انا ايضا مثلك .اريد ان اعرف محروسة قبل ان اغادر.لم تملك سوى الضحك على كلماته التى بالكاد تعلمها من العربية .قالت :حسنا سوف اعلمك اللغة العربية اولا ثم نتحدث عن المحروسة التى تريد ان تعرفها شرط ان تخبرنى عن فرنسا التى اريد انا ان اعرف عنها ايضا. تصافحا ورغم انه كان صبيع صغيرا شعرت بالارتباك والخوف وازالت يدها سريعا من كفيه الرقيقين فمسح بيده على شعره فى ارتباك .اخبرته ان ينتظرها فى الحديقة ليبدا اول درس عن بيت هيدرا الواسع ولن تخبره كيف كان جده الاول حتى جده الذى انشأ تلك الدار وانجب جده الذى يعرفه.



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع القبط الاخيرة
- شارع القبط25
- شارع القبط26
- شارع القبط23
- شارع القبط24
- داخل الاتون جدران المعبد27
- داخل الاتون جدران المعبد28
- شارع القبط21
- شارع القبط22
- شارع القبط19
- شارع القبط20
- داخل الاتون جدران المعبد26
- شارع القبط17
- شارع القبط18
- شارع القبط15
- شارع القبط16
- شارع القبط13
- شارع القبط14
- شارع القبط12
- شارع القبط11


المزيد.....




- إسرائيل.. إصابة امرأة بجروح في إطلاق صواريخ من غزة
- -تم إسكاتي-... جدل يغلف مسابقة ملكة جمال أميركا
- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - بيت هيدرا2