أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد النحيلي - موقف الولايات المتحدة من حرب الريف المغربي















المزيد.....

موقف الولايات المتحدة من حرب الريف المغربي


محمد النحيلي
كاتب

(Mohamed Nhili)


الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 22:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عرفت العلاقات المغربية الامريكية عبر التاريخ، الكثير من المنعطفات منذ الاعتراف المغربي باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية الذي كان الأول عربيا عام 1777. أهم هذه المنعطفات مشاركة طياريها في حرب الريف 1926-1921 والدور الذي لعبهما في حسم المعركة لصالح القوى الامبريالية عن طريق رش الغازات السامة من الطائرات على أهالي الريف وإنهاك المقاومة الشعبية والقضاء عليها.

في هذا المقال سأحاول الغوص في عمق هذه المشاركة وتدعيانها على المواطنين الأمريكيين الذين كانوا يتعاطفون إلى حد ما مع سكان الريف المحتل من طرف المستعمر الإسباني من خلال الصحافة والكتاب. بمقابل الجهات الرسمية الأمريكية التي التزمت الحياد في بعض الفترات وتدخلها بشكل أو بآخر في الوقت الذي أحست فيه بقوة الريفيين المغاربة في معركة أنوال، الذين أبانوا عن استماتتهم في مواجهة القوى الامبريالية الفرنسية والاسبانية خلال عشرينيات القرن العشرين. إيمانا منا كباحثين في حقل التاريخ والحضارة بإماطة اللثام على أهم الحركات التحررية في العالم والمساهمة في إعادة كتابة التاريخ النضالي الحقيقي للمغرب.

كانت معركة أنوال سنة 1921 مع المستعمر الانجليزي بمثابة البوابة الكبيرة التي فتحتها المقاومة الريفية لإسماع صوتها للعالم ، إذ أن عمق هذه المعركة لا يقل أهمية ولا وزنا مقارنة مع معارك حاسمة في تاريخ الإنسانية ، فالفترة التاريخية التي دارت فيها المعركة هي عالم ما بعد الحرب العالمية الأولى و ما عرفته من متغيرات جيوسياسية واستراتيجية و بروز تحالفات دولية ورغبات استقلالية. فبعد أن أبانت الولايات المتحدة الأمريكية للعالم و لقوى الوسط أن الحلفاء يشكلون جبهة موحدة عبر حدثين دالين في السياسة الدولية حسب محمد مزيان في مؤلفه العلاقات المغربية الأمريكية 1956-1912،هما :

الأول : الإعتراف الأمريكي بالحماية الفرنسية على المغرب ، بعد أن ظلت ترفض الإعتراف بها على اعتبار أن ذلك مسألة سياسية يجب أن تسوى بين البلدين . كما كانت تعتبر اتفاقية فاس 1912 لا تخرج عن الإطار الذي تم الإتفاق عليه من خلال مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي وضع المغرب تحت وصاية دولية . و اعتبرت أن عقد الحماية عقد سياسي يكرس المسار العام للوفاق الودي وتطبيقا عمليا لمقتضيات الجزيرة الخضراء . وبالتالي اعتبرت أن الإتفاقية لا تمنح أي امتياز اقتصادي لفرنسا لذلك رفضت الإعتراف بها خشية أن يمس ذلك مصالحها ، إذ وجه كاتب الدولة Lansing رسالة للحكومة الفرنسية بتاريخ 2 يناير 1917 يعترف فيها حصريا بالحماية الفرنسية شريطة الحفاظ على المصالح الإقتصادية للأمريكيين ، دون الإعتراف بالحماية الإسبانية على المنطقة الشمالية للمغرب.

الثاني : تمثل في دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب ، وخروجها من عزلتها عن طريق المساهمة في إنشاء عصبة الأمم و إعلان الرئيس ويلسون المناهض للإستعمار والمؤرخ ب 8 يناير 1918، خاصة النقطة الخامسة من المبادئ الأربعة عشر التي تقول بنظام حر شامل كامل بعيدا عن كل المطالب الإستعمارية ، وهو ما ولد الأمل لدى عبد الكريم في الدعم الأمريكي له.

في نهاية الحرب العالمية الأولى كانت الوضعية الداخلية في اسبانيا متدهورة ، وكان النظام الملكي في أمس الحاجة إلى ما يسنده من أعمال ناجحة في الداخل و الخارج ، وكان الملك ألفونسو أمام أمرين : الرضوخ للحكومة ذات الشعبية المكينة ، أو اللجوء إلى الحكم القوي الذي كان انتهى بدستور 1876 . و إذا كانت اسبانيا قد استفادت اقتصاديا من الحرب، فإن اختفاءها أسلمها إلى المشاكل من انخفاظ في الإنتاج، وتكاثر البطالة ، وانتشار الفقر ، وهذا أصبح من عوامل ظهور الأفكار الإشتراكية ، والميل إلى الجمهورية خصوصا و أن نجاح الثورة في روسيا ساعد على الدعوة إلى التيارات اليسارية . ومع هذا فقد ظلت اسبانيا دولة إقطاع تسودها طبقة الأرستوقراطية و الكهنوت ، وهكذا شم الملك بطامة الإقتصاد في 1920 ، فوجد نفسه بين اختيارين : تطبيق الدستور أو إقامة الدكتاتورية .ولما كان سيئ السمعة في البلاد لم يكن أهلا لأخذ السلطة بيده ، فكان في حاجة إلى اكتشاف رجل يتولى الحكم بدلا منه ، وكان قواد الجيش سيئي السمعة مثله لما تسببوا فيه من كوارث و انهزامات في المغرب على حد تعبير محمد حسن الوزان في كتابه “مذكرات حياة وجهاد التاريخ السياسي للحركة الوطنية التحريرية المغربية”،.بحيث أن إعلان جمهورية الريف تزامن مع أسوأ سنة في إسبانيا خلال أي في صيف عام 1921 .

كان الإسبان قد تمكنوا بن نهاية القرن الخامس عشر و منتصف القرن السابع عشر من تثبيت أقدامهم في ثلاثة أماكن رئيسية من الساحل الريفي. يتعلق الأمر في البدء بحصن مليلية ، الواقع في الشرق على شبه جزيرة صغيرة ، ثم بجزيرتين تنتصب كل منهما مباشرة قبالة الساحل ، أحدهما غربا في الجون الذي كانت تقوم فيه مدينة بادس ، والأخرى وهي (صخرة النكور) في قعر الخليج الأوسط الكبير الذي تكونه الحسيمة .

ثم إن هناك عنصرا من الأهمية القصوى بمكان، وهو يتعلق بموقف الدولة المغربية آنذاك من الحرب التي شنتها إسبانيا على الريف، وهو موقف يتراوح بين الصمت النابع من انشغال السلطان وحاشيته بأمور الحماية الفرنسية، التي قبلها، فقبل بذلك أن يكون موظفا ساميا لدى الجمهورية الفرنسية وبين الاحتفاء الخفي بما يتعرض إليه الريف من قمع وتخريب، لأنه كان في طور الانفصال التلقائي عن الدولة المغربية التقليدية، وتشكيل الجمهورية الريفية المستقلة، بل وثمة من يذهب إلى أن سلطان المغرب حث الإسبان أو شارك إلى جانبهم في مواجهة الحركة الريفية، غير أن هذا الرأي يظل في مسيس الحاجة إلى التحري والدعم الموضوعي بالأدلة والمعطيات.

الرأي العام الأمريكي وموقف الإدرة الأمريكية من حرب الريف:

يذكر مصطفى عزو في “« L’escadrille Lafayette : des aviateurs américains dans la guerre du Rif. (1921-1926 ” أن ضغط جزء من مكونات الرأي العام لم ينل من موقف الإدارة المركزية إذ حافظت واشنطن على حيادها تجاه هذا النزاع ، ورفضت المشاركة في الحصار البحري الذي ضربته القوتين الفرنسية و الإسبانية على السواحل المغربية لعزل عبد الكريم ، لمنع تسريب الأسلحة و المؤن للمقاومة الريفية ، ولتسهيل هذه المهمة سمحت فرنسا للبوارج الإسبانية بالدخول إلى الموانئ الجزائرية كميناء وهران ، وقدمت مثل هذه التسهيلات للسفن الفرنسية التي سمح لها باستعمال الموانئ الإسبانية كميناء الجزيرة الخضراء و مالقا، و أليمريا . وهو ما عارضته الحكومة الأمريكية التي لم تسمح بمراقبة أو اعتراض سفنها من طرف القوات البحرية الفرنسية و الإسبانية باعتبار ذلك خرقا لحرية الملاحة الدولية ، إذ أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بباريس على ذلك في رسالة موجهة إلى وزير الشؤون الخارجية في 3 غشت 1925 جاء فيها :

“…إن الحكومة الأمريكية لا تعترف لا بحق الحكومة الفرنسية

و لا الإسبانية بأن تمارس مراقبة السفن الأمريكية خارج الثلاث أميال

المعترف بها في القانون الدولي للبحار. و الأكثر من ذلك أنها لا تعترف

بحق مراقبة السفن إلا في الحدود التي تنص عليها بنود ميثاق الجزيرة

الخضراء”.

غير أنه من جهة أخرى تشير الوثائق إلى تورط الولايات المتحدة الأمريكية و إن بشكل غير رسمي في الحرب الريفية ، عن طريق مشاركة طياريها في هذه الحرب . حيث عمل الكولونيل “شارل سويني” “Charles Sweeney” الذي كان مجندا في اللفيف الأجنبي التابع للجيش الفرنسي ، ثم في الجيش الأمريكي إلى جانب بعض الضباط على إنشاء فرقة من الطيارين من قدماء فرقة “لا فاييت” “Lafayette” تكون في خدمة القوات الفرنسية بالمغرب ، و قد أعربوا في طلبهم عن رغبتهم في القتال بالمغرب انتصارا للقضية الفرنساوية ، فاستقبلهم الجنرال “جاكو” رئيس الديوان العسكري لدى “بانلفي” و شكرهم على اقتراحهم ثم أخبرهم أن وزير الحربية استحسن هذه المبادرة ثم وافق عليها بعد ذلك وزير الخارجية الفرنسية “Arstide Briand ” كما تم توجيه برقية إلى ليوطي بتاريخ 10 يوليوز 1925 لإخباره بالأمر.

غير أن المشروع اعترضته صعوبات على المستوى القانوني ، لأن الدستور الفرنسي لا يسمح بانخراط الأجانب في أية وحدة من وحدات الجيش الفرنسي ما عدا اللفيف الأجنبي، مما فرض ضرورة إيجاد صيغة لتجنب التعقيدات التشريعية و الدبلوماسية. لذلك رأى “بانفلي” أن أحسن طريقة لتفادي هذه الصعوبات و لضمان حرية المحاربين الأمريكيين والحكومة الفرنسية ، هي أن يضعوا أنفسهم رهن إشارة جلالة السلطان ليقوموا بالخدمة التي أتوا من أجلها . وقد وافق المتطوعون الأمريكيون على هذا المقترح نظرا لكون المقصود بالذات هو المشاركة في العمليات الجارية بالمغرب ، فقد تقرر إدماجهم في القوات المغربية لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد ، ولهذا تم منحهم تسمية “الفرقة الشريفة” ، كما أن دفع تعويضات ورواتب هذه الفرقة كانت على حساب المخزن و صندوق الدعاية التابع للحماية ، مما ولد صعوبات جديدة للسلطات المقيمية التي كانت مصادرها التموينية المحدودة ، ما جعل ليوطي يطالب بدفع تعويضات الجنود الامريكيان من ميزانية الحرب.

ونقرأ في برقية موجهة من وزارة الخارجية الفرنسية إلى ليوطي في 10 يوليوز وردت في جريدة السعادة في عددها 2834 الصادر في 21- 07- 1925، اهتمام الوزارة بالإلتفاتة الامريكية ، التي اعتبرتها مهمة خاصة في هذه المرحلة من الحرب، وستهيئ الاجواء للقيام بحملة دعائية لصالح فرنسا في الأوساط الأمريكية و تحويل اهتمام الرأي العام الأمريكي الداعم لإبن عبد الكريم الذي يعتبر كأشجع جمهوري أبدي مقاومة بطولية أمام السيطرة الأروبية ، والذي كان كذلك ملهم اليسار الفرنسي و الإسباني والكنفدرالية العامة للشغل التي أظهرت تضامنها مع القضية الريفية عن طريق تنظيم مسيرة احتجاجية في باريس نوفمبر 1925، في حين علق سفير الولايات المتحدة الأمريكية بفرنسا أن تطوع الطيارين الأمريكيين في القوات العاملة بالمغرب دافعهم الأساسي هو أولا روح الشباب ، ثم ما يشعرون به نحو فرنسا من ميثاق المحبة الراسخة في أفئدتهم. أما موقف الدوائر العليا في واشنطن فقد كان مغايرا لما قاله السفير الأمريكي بباريس إذ نقرأ في الرسالة التي أوردها محمد مزيان في كتابه السالف الذكر التالية:

” من أجل إزالة أي سوء تفاهم قد ينجم عن تجنيد مواطنين

في جيش السلطان ، فإنه ينبغي اتخاذ التدابير اللازمة لإثارة اهتمام

المواطنين الأمريكيين في المغرب للفصلين 2825 و 0904 من

قوانين الولايات المتحدة الأمريكية “.

أثارت هذه المشاركة موجة عارمة من الاعتراض ، وحملة صحيفية ضدها اعتبرت الطيارين الأمريكيان مجرد مرتزقة، كما نددت بحياد الحكومة الأمريكية، إذ كتبت جريدة “Literary Digest” عن القذائف الأمريكية و أطفال الريف ، وتساءلت جريدة “Prittsburg post ” لماذا يحاربون في الصفوف الأولى ضد الريفيين؟ الولايات المتحدة ليس لها أي نزاع مع القبائل الريفية التي تدافع عن أراضيها ضد فرنسا و إسبانيا. و تابعت الإفتتاحية : “هناك بعض البطولة في أن تحلق لنجدة هؤلاء الجبليين العرب الذين يدافعون عن حريتهم ضد الكل ، لكن ليس هناك لا بطولة و لا مجد في إمطار القرى غير المحصنة بقاذفات الطائرات إننا أمام عمل شنيع” ، كما جاء في مقال نيويورك سان “New York sun ” الأمريكي أقل إحساسا من الشعب الريفي الشجاع المرتبط بحريته أكثر من أي شيء آخر”. لكن الإنتقادات الأكثر عنفا الموجهة للطيارين المرتزقة كانت من دون شك من جريدة “Christian Centry” التي اعتبرت أن هذا العمل يدخل في إطار مطاردة الإنسان واعتبرتها رياضة ملكية قديمة، و الواقع أن تلك النسوة و الأطفال الذين ولدوا في تلك المناطق هم ضحايا، فليس هناك دلالة بالنسبة للطيارين إلا موت هؤلاء كموت الأرانب في حملة صيد.

دور الطيارين الأمريكيين في حرب الريف:

شكلت مشاركة الطيارين الأمريكين في هذا الحرب في واقع الأمر ، عنصرا حاسما في المعركة . رغم الصعوبات التي اعترضت عملها متمثلة في طبيعة تضاريس المنطقة وعدم وضوح الخرائط حول ميادين المعركة . يضاف إلى ذلك أن الأحوال الجوية غير مناسبة للطيران. لهذا قام الطيارون الأمريكيون ببعض الطلعات الجوية ما بين شهر غشت و نهاية شهر أكتوبر بداية فصل الشتاء، و في كثير من الأحيان كانت على علو منخفض و بسرعة 80 ميل (128 كلم) في الساعة، وهو ما ألزم السلطات الفرنسية بوقف طلعاتها الجوية في بداية شهر نوفمبر.

كما أوردت أيضا جريدة السعادة خروج قسمة من سرب الطيارات الأمريكية تحت إمرة جناب القبطان الفرنساوي روكاس ورمت وابلا من القنابل على تازروت من بني عروس مقر الريسوني سابقا، وحيث كان يوجد الزعيم الريفي عبد الكريم . وقد بلغت المسافة التي قطعها الأبطال الفرنساويون و الأمريكان في هذه الجولة الجوية فوق بلاد العصاة ثلاثمائة كيلومتر.

إجمالا يمكن القول إن حرب الريف أظهرت من جهة فشل ليوطي في القضاء على حركة عبد الكريم الخطابي . ومن جهة ثانية فإنها أتاحت لمعارضي السياسة الليوطانية لإقالته من منصبه على رأس الإقامة العامة ، كما أبانت في الوقت نفسه على حيوية حركة المقاومة الريفية و قدرتها القتالية، إذ لم يتمكن المتربول من القضاء عليها إلا بعد التحالف و التنسيق و التعاون .

ويرى أندري جوليان أن ثورة عبد الكريم مثلت يقظة الوعي الوطني المغربي وهو رمز الإحتجاج الإسلامي على انتصار المادية الغربية ، ويقول أيضا : “إن حرب الريف كانت أصعب حرب استعمارية واجهتها فرنسا “. كما يقر “Hoisington” : “إن حرب الريف وما واكبها من إهانة ، أتت على حلم تجديد الصرح الفرنسي من المستعمرات ، وكل ما كان منها، أنها حجبت سياسة ليوطي الاهلية بما كان من تتويج خصومه العسكريين والسياسيين بأكاليل النصر” ويقول Damis : “إن الثورة الريفية شكلت تهديدا حقيقيا لإدارة الحماية الفرنسية منذ احتلالها للمغرب، كما أن هذه الثورة كانت مصدر إلهام للحركة الوطنية المغربية “. في حين يصف سعيد حجي الحرب الريفية بأنها أثرت على النفسية المغربية من ناحيتين : الأولى من جهة قيمتها و الثانية من ناحية قوتها، ويلمس ذلك جليا في المقارنة بين حالة المغرب قبل تلك الحرب و بعدها، حيث أشعلت الحرب المغربية روحا وطنية وصورت أن ذلك الأجنبي مهما يكن قويا بجنوده و معداته وأساطيله لن يقو أمام جهاد الإيمان والحق.

   تأسيسا على ما سبق ، يتضح أن الولايات المتحدة الأمريكية ظلت أسيرة تناقض حاد بين شعارتها البراقة حول التحرر والحرية والمبادئ الديموقراطية في المحافل و الملتقيات الدولية ، وبين تطبيق هذه المبادئ على مستوى الواقع ، وهو ما يتجلى بوضوح من خلال مشاركة طيارين أمريكيين في الحرب الريفية . كما أعطت هذه الحرب بعدا جديدا للقضية المغربة و أخرجتها من المحلية إلى العالمية ، وأفرزت عاملا آخر وجب وضعه في الحسبان وهو رد فعل الصوت المقهور ورد الفعل الداخلي الذي حاول إسماع صوته وتغيير الصورة المشوهة التي كانت تروج لها الدعاية الإستعمارية. وحتى في ظل ما يعيشه العالم حاليا من صراع واقتتال يومي، يبقى دور الدول الكبرى كأمريكا وحلفائها، تكريس المزيد من التخلف والتبعية تارة بالقوة وتارة بالسلمية وبأكذوبة حقوق الإنسان والشعارات البراقة التي أضحت وسائل خفية لهيمنة ظاهرة وهي “الامبريالية”.

المراجع :
- بنهاشم محمد، العلاقات المغربية الأمريكية دراسة في التمثيل الدبلوماسي الأمريكي (1786-1912)، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الطبعة الأولى ، الرباط 2009.
- مزيان (محمد) ، العلاقات المغربية الأمريكية 1912-1956 ، المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الطبعة الأولى.
-عياش (جرمان)، أصول حرب الريف ، ترجمة محمد الأمين البزاز و عبد العزيز التنمساني خلوق، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1992.
-بودرة (عبد العزيز)، محمد بن عبد الكريم الخطابي في مواجهة التدخل الإمبريالي، دورية كان التاريخية، العدد السابع والعشرون، مارس 2015.
-(Azzou (El-Mostafa), « L escadrille Lafayette : des aviateurs américains dans la guerre du Rif. (1921-1926)», Guerres mondiales et conflits contemporains 1/2003 (n° 209) ,
URL : http://www.cairn.info/revue-guerres-mondiales-et-conflits-contemporains-2003-1-page-57.htm.



#محمد_النحيلي (هاشتاغ)       Mohamed_Nhili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد النحيلي - موقف الولايات المتحدة من حرب الريف المغربي