أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - مشكلة الربا















المزيد.....

مشكلة الربا


حسين سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 5417 - 2017 / 1 / 30 - 03:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقالة الاولى
يعتبر موضوع التعارض بين النصوص القرآنية وكذلك النصوص الحديثية من الامور المعروفة في الفقه والتفسير ، فقد واجهت الفقهاء نصوصا متعارضة تمكنوا من وضع قواعد عامة لفك التعارض بينها ، ومنها الاخذ بالمتأخر وترك المتقدم او الاعتماد على الناسخ وترك المنسوخ او اتباع المحكم وترك المتشابه ... ، وغالبا مايتفق الفقهاء على معظم تلك القواعد ، او يختلفون اختلافا بسيطا لا يتجاوز حد تبديل احكام الحرام بالحلال او بالعكس . ولو تفحصنا ايات الربا لا نجد بينها اية منسوخة ولا متشابهه ، فهي ايات واضحة المعالم لغةً ولاتشكو من مشكلة ازدواجية المعنى الظاهر والباطن ، وبسبب ذلك لم يختلف المفسرون في تفسيرها وبالتالي تحريم ماحرمته النصوص الموجودة في سور البقرة ( 275 و 276و 278 و 279 ) وآل عمران ( 130 ) والروم ( 39) فاتفق الفقهاء حسب تلك النصوص على تحريم الربا بعد ان قسموه الى نوعين
: 1 ـ ربا النسيئة : يطلق عليه في بعض النصوص بربا الجاهلية ( ربا التأجيل والتاخير ) ، وهو اخذ المرابي مبلغا شهريا وعندما يحول الحول يطالب برأس المال .
2ـ ربا الفضل : وهو ربا الزيادة او ربا البيوع ، وهو اشتراط الزيادة في بيع عنصرين متشابهيين ، وقد خصصت الاحاديث مجموعة من المبادلات المحرمة هي : مبادلة الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر ( القمح) بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح . وربا الفضل لا يوجد في النصوص القرآنية بل حرم في حديث نبوي نقله ابو هريرة ( رواه احمد رقم 1584 ) ، وقد اباحت الشريعة المبادلة في غير تلك الاصناف مع زيادة ( ربا . فائض . فايز ) . ويشمل ربا النسيئة ايضا الاصناف الستة المذكورة .
وقد شاع حديث غير موثق يقول بأن الربا هو القرض مع الحصول على زيادة ، او الزيادة المضافة على الفائدة لو لم يسدد القرض في موعده المحدد . ويتطلب ذلك وجود (حاجة لدى انسان الى مال ، ووجود أناس ذوي مال يريدون استغلال اموالهم وتكثيرها ) . ( تفسير القرطبي 4/ 202 ) لقد اولى الفقهاء اهتماما كبيرا في عزل مفهوم الربا عن المفاهيم الاخرى كالقرضة الحسنة والبيع والاجارة والبيع الى اجل والجعالة ( تخصيص هدية معينة لمن يقوم بعمل معين ) والهبة . وقد حدد الفقهاء (قبل فترة ظهور البنوك في الدول الاسلامية) الفروقات بين كل تلك المصطلحات ولم يختلفوا اختلافا كبيرا على تحديدها ، وخصصوا ابوابا في كتبهم لكل واحدة من تلك المصطلحات لكي لا يساء فهمها وتدخل في العمليات الربوية . كما شرع بعض الفقهاء عقوبات قاسية على مرتكب الربا كالخروج من الدين والكفر به (حسب تعبير السيد طنطاوي) ، ويترتب على ذلك تفريق المرابي عن زوجته ، وحرمة الصلاة عليه ، ودفنه في مقابر المسلمين ، ولا يدعى له بالرحمة ولا يرث من المسلمين ولا يرثونه لقول النبي لا يتوارث أهل ملتين فهو قد ارتد عن الاسلام ولم يعد مسلما .

نزلت ايات الربا في المدينة في فترة شهدت تصاعد العداء بين المسلمين واليهود الذين كانوا يبيحون اخذ الربا من المخالف لدينهم . وشهدت هذه الفترة تصاعد العمليات العسكرية المنطلقة من المدينة وتخصيص معظم الاموال للمجهود الحربي ، حيث تحولت المدينة الى معسكر كبير انطلقت منه اكثر من مائة غزوة وسرية خلال فترة أقل من عقد واحد ، وجرى خلالها تغيرات ذات طبيعة اقتصادية منها :
- التعرض للقوافل التجارية والغاءها . - الغاء الاسواق المركزية عن طريق فك ارتباطها بالمواسم والاشهر الحرم ، ( انظر مقالة النسئ) . - قطع مصادر التجارة بسبب بدء العمليات العسكرية مع الدول التي كان العرب يتاجرون معها . - الغاء الامن على الخطوط التجارية عن طريق الغاء الايلاف . - الغاء الربا والنهي عن الكنز وتحويل رؤوس الاموال للمجهود الحربي .
ولاجل استكمال الترتيبات العسكرية قدم الاسلام موضوعة الجهاد دينيا على باقي اصناف النشاط الانساني والاقتصادي لاسباب عدة ، وعاب على المسلمين من سكان يثرب اشتغالهم بالربا او بالزراعة او بكل النشاطات التي لاتمت للجهاد بصلة نظرا للحلم الكبير في تاسيس دولة كبرى انطلاقا من مدينة لا يتجاوز عدد سكانها الخمسة الاف نسمة ( انظر هشام جعيد ج3 السيرة النبوية ) حيث يقدر عدد القادرين على القتال باقل من ثلث هذا العدد في حالة قدرة هذا العدد ان ينفض يديه من الاعمال العادية التي يعيش منها بشكل طبيعي كالزراعة والحرف والتجارة والبيع ...الخ ، ومن هذا العدد استطاع النبي ان يجهزاكثر من مائة سرية وغزوة .
لم يستطع النبي ان يجيش الجيوش بجرة قلم ولا بموعظة من على منبر ، بل استطاع ان ينهي الحياة الاقتصادية القائمة على التجارة والزراعة والربا ، وترغيب الناس في تجارة الحرب والغنائم ، وذلك هو العامل الحاسم لزج هذه الاعداد بالغزوات والسرايا . كما ان قول النبي جعل الله رزقي تحت رمحي ، او تحت ظل سيفي هو قول مختصر يوضح تلك الحالة ، فقد كان المشاركون بالغزوات يحصلون على اربعة اخماس الغنيمة ، وليس للقاعد في المدينة شئ منها ، ومن هذه الغنائم الاراضي الزراعية الخصبة التي يسيطر عليها المسلمون ، والتي غالبا ما يترك المقاتلون زراعتها للاسرى والعبيد فيحصلون على ريعها (لهم ولاولادهم) ، فما الذي يجعلهم يزرعون الارض بانفسهم ؟ .

ان الحديث النبوي التالي يجسد هذه الصورة ، فقد قال النبي ( اذا تبايعتم بالعينة ( الربا) واخذتم اذناب البقر ( حرثتم الارض ) ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم ( تقدموا الاخرة على الدنيا وتجاهدوا في سبيل الله ) وقد ساوى هذا الحديث بين عدم الجهاد والردة ( حتى ترجعوا الى دينكم ) والحديث رواه احمد 4987 وابو داود 3462 وصححه الالباني .

ان الغاء الربا هو الغاء لمصدر اقتصادي ينافس الجهاد في ربحيته ، ويلغي قعود المرابي عن القتال اكتفاءا بهذا المصدر المالي ، وبتحريمه وتكفير المتعامل به عمد اشهر المرابين كخالد بن الوليد والعباس وابي سفيان الى الاشتراك بالغزوات فحصلوا على عائد سريع عوضهم عن ارباح الربا اضعافا مضاعفة ، وادى ذلك الى اعادة عملية رجوع رئاستهم المفقودة ، واعادوا موقعهم في الدين الجديد والحكومة الوليدة ليس على اساس اقدميتهم الدينية بل على اساس دورهم العسكري في السرايا والغزوات ، واصبح خيار العرب في الجاهلية هم خيارهم في الاسلام كما ورد بالحديث النبوي المعروف .
لقد ظل جزءا من قضية الربا يحمل معانٍ اخلاقية وانسانية تدين استغلال الغني للفقير ، واكتسبت حرمته المرتبطة بالاستغلال بين المسلمين معانٍ اخرى منطلقة من الاخوة الاسلامية التي لاتبيح استغلال الفقراء ، وعوضت اموال الصدقات والزكاة حاجة فقراء المسلمين - الذين لايستطيعون العمل او القتال - عن طلب القرض من الاغنياء بالربا ، وما دام بيت مال المسمين موجودا والخمس متوفرا فما حاجة الفقراء لاخذ القرض من الاغنياء ؟ . لقد اقتصر معنى الربا عند الفقهاء فيما بعد على معنى استغلال الغني للفقير فقط ، وقد كان هذا جزءا صغيرا منه ، لان القرض بالربا كان يهدف الى استثمارا المال في التجارة من قبل التجار انفسهم او من قبل المزارعين لغاية اخر الموسم ، ويطلق عليه بالربا الاستثماري ويقابله الربا الاستهلاكي الذي يستخدم للمأكل والمشرب وهو نادر الحدوث .
لقد حرم الفقهاء الربا فترة طويلة حسب فهمهم وتفسيرهم للايات القرانية ، واعتبروه من الامور المنصوص على حرمتها ، واعتبرت احاديث النبي عنه من الاحاديث المتواترة واعتبر تحريمه من المعلوم من الدين بالضرورة . لكن دخول البنوك في البلدان الاسلامية واتضاح اهميتها السوقية اربك الحالة وتنادى بعض العلماء لمراجعة النصوص القرآنية لبيان ضيق معانيها لتقييدها وتحديدها باسباب النزول ، ومن ثم اخراج الفائدة البنكية من مقاصد تلك الايات ، فقد اتضح جليا ضرورة البنوك للاقتصاد الذي يرضى به الاسلام للاستثمار وتحريك عجلة البناء والتبادل والتعاملات الداخلية والخارجية والضمان والاعتمادات والاسهم . وقد اضيف عامل آخر له اهميته كبرى ، ففي مصر مثلا تزايدت اموال المهاجرين المصريين المحولة من دول الخليج والعراق في السبعينيات والثمانينيات ، وكان يقدر عددهم بأربعة ملايين مهاجر ، وكذلك تزايد اموال المرجعيات الدينية التي لم تكن بهذا الحجم في السابق ، وصادفت هذه الزيادات وجود البنوك العادية في البلدان الاسلامية ومنها مصر ، وبرزت الحاجة لادخار تلك الاموال وحفظها في البنوك واستثمارها في المشاريع او بقاءها كودائع مأمونة العائد ، كل ذلك ادى الى ضرورة تعديل المفاهيم ومراجعة النصوص القرآنية وحصر حرمتها بحالات قليلة لا تمس نظام الفائدة البنكية . ولغرض المقارنة لا بد من ذكر النصوص القرآنية كما يلي
: الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ( وهو وصف لحالة المرابي ) ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربا ( يعني ان الربا مثل البيع لان المقصود هو الربا) وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه ( جائته ) موعظة فانتهى فله ماسلف ( راسماله) وامره الى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون . (275 البقرة ) . وموضوع هذه الاية هو الوصف السئ للمرابي بتمثيله بالشيطان ، وحرمة الخلط بين البيع والربا اي لا يمكن بيع المال والعناصر الستة المذكورة انفا بزيادة ، وتتضمن الاية حكم المرابي في الاخرة ، فمن انتهى بعد نزول الاية فله راسماله ومن استمر فانه سيخلد في النار ، ولم تنص الاية على عقوبة محددة في الدنيا . ( يمحق ( يذهب البركة ) الله الربا ويربي ( ينمي ) الصدقات والله لا يحب كل كفار اثيم )( 276 البقرة ) والآية مخصوصة بفعل الله . ( ياايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ( دعوا ، اتركوا ) ما بقى من الربا ان كنتم مؤمنين )( 278 البقرة ) وتتكلم الاية عن حكم مابعد نزول الآية ، فلوا اخذتم ربا قبل نزول الاية فانه غير محرم وما بقي منه فعليكم تركه . ( فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون . )( 279 البقرة ) . وعد الله المرابين بالقتل ( ياايها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون )( 130 آل عمران ) . وهي اول آية تشير الى حرمة الربا المضاعف ويعني ذلك امكانية اكل الربا بحدود ما دون الضعف ، والايات السابقة تحرم عموم الربا وهذه الاية تحرمة بنسبة محددة ، وقد فسرها بعض العلماء بحرمة الزيادة على الفائدة ان حل اجلها . ( وما آتيتم من ربا ليربو في اموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأؤلئك هم المضعفون ( لهم ضعف الاجر والثواب )( الروم 39) .
ان الايات السابقة تحرم الربا بشكل عام وتحرم كذلك الربا الفاحش ( اضعافا مضاعفة ) ولم يشر العلماء الى امكانية وجود النسخ في تلك الايات ، ولا يوجد تساهل في حرمة ربا الفضل والنسيئة . لكن السؤال الذي يطرحه الفقهاء بعد 14 قرنا هو ما هية الربا ؟وما حقيقته ؟ هل هو مقيد باسباب نزوله ؟ وهل هو ينطبق على ربا البنوك ام لا ؟ هذا ما ساتناوله في الحلقة القادمة .
يتبع



#حسين_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملكة هولندا الجديدة
- النسئ
- الأشهر الحرم
- مشكلة التقويم الهجري
- القران الكريم دراسة تاريخية حديثة
- دين السلطة
- دين العنف
- تضخم الدين
- دين الرحمة
- تنقيط القرآن تنزيل أم اجتهاد
- فضائيات الفقراء
- حرائر تونس يحملن مشاعل التنوير
- من يتذكر ابكار السقاف
- جذور التطرف الديني
- رشيد الخيون والتطرف المسالم
- الشخصية المحمدية بين العقل والنقل


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - مشكلة الربا