أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين سميسم - من يتذكر ابكار السقاف















المزيد.....

من يتذكر ابكار السقاف


حسين سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 4949 - 2015 / 10 / 8 - 13:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


من يتذكر ابكار السقاف

يشعر من يطلع على كتابات الكاتبة اليمنية أبكارالسقاف بفوات تاريخي يعيشه نظرا لاصالة وغزارة الانتاج الفكري الذي كتبته ولم يطلع عليه اغلب المثقفين والقراء ، لقد رحلت عنا بهدوء قبل حوالي عقدين ونصف تاركة ذخيرة من الكتب ذات العمق الفكري غير المتوقع جرأة واسلوبا وخيارات تنبئ عن وضوح فكري عم كل كتاباتها . فقد مارست الكتابة مدة تجاوزت نصف قرن كرستها في تأسيس بحوث مرجعية ، ويعجب المتابع كيف غابت كتابات هذه الكاتبة الكبيرة التي تناولت اكثر الامور حساسية بطريقة فريدة وبلغة عربية بليغة غابت عن المشهد الثقافي العربي منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي ؟ . لقد عاشت ابكار السقاف في مصر في فترة الانفصال غير المكتمل بين الثقافة الدينية المذهبية ومرحلة صعود الثورة القومية العربية وتنامي افكار التحرر من ربقة التخلف ، فعملت على مسك الخيط التاريخي الواقعي السائب من المسألة الدينية التي ابتعدت عن الواقع البشري وحلقت في الغيب ، ونشرت عليه الوقائع والاخبار الناتجة عن يوميات الدعوة الدينية والعوامل والاحداث المسببة لنشوء الاديان في العالم وكيفية البناء التاريخي للنصوص الدينية والسور والآيات القرآنية ، واظهرت معرفة دقيقة ومقدرة على فهم القرآن وعلومه وتاريخه ، وقد عرضت كل ذلك بسلاسة وتسلسل منطقي أخاذ ، وبينت وجود حاجة قصوى لقراءة الدين وفهمه ونقده من خارجه اولا ووضعه بالسياق العام للتاريخ ثانيا بحيث لا يمثل عائقا في طريق التطور البشري فهو فقرة من عمود التاريخ وليس العمود الفقري للتاريخ . وتحررت ابكار السقاف في بحوثها من السنة النبوية وتواريخها المزيفة المدافعة عن الاوهام والقدسية ، وقد قرأت قراءة دقيقة كل الاحداث والاخبار المتعلقة بحادثة واحدة وكونت سلسلة تاريخية مترابطة تجعل القارئ يفهم ترابط الاحداث وذلك يدفعه للبحث عن المزيد لانها تفجر فيه اسئلة تكشف التناقض المتراكم للمعلومات التي ضختها المؤسسة الدينية والتعليمية ومنابر الحكواتيين ، وعندما تنتهي من قراءة فصل من فصول كتبها تشعر ان تغيرا ما حدث ، فتعيد التفكير مرة اخرى بمجمل الفكرة المستحصلة وتسأل نفسك عن معقولية تعايشك كل تلك السنين مع افكار ومفاهيم خاطئة قد كنت تدافع عنها يوما من الايام ، لكن غزارة المعلومات وفيضها الجامح يأخذك بعيدا عن الافكار الجامدة الجاهزة المطلقة . اننا عندما نبحث في المعجم الثقافي النسوي للثقافة العربية سنجد مؤنثا لكلمة شاعر وكاتب وروائي وقاص وناقد وفنان لكننا لا نكاد نعثر على مؤنث لكلمة مفكر وهي الكلمة التي تربعت على عرشها السيدة ابكار السقاف ، فقد بحثت في الفكر الديني وتاريخ الانبياء موسى وعيسى ومحمد وكبار المتصوفة كالسهروردي والحلاج وعرضت تاريخ الاديان كالديانة الصينية والهندية واديان الشرق الاخرى والديانة المصرية القديمة والدين الاسلامي بتبحر وهدوء علمي دون هدف سياسي يحيل البحث الى فائدة آنية سياسية تنتهي بأختفاء الحزب او القائد او المرجع الذي له صيغت تلك الافكار ، فهو بحث علمي يستطيع طالب العلم ان ينهل منه كمصدر ومادة خام يستطيع ان يطور بعض مفاصلها ويتعمق في البعض الآخر . لقد ظهرت ابكار السقاف في فترة تشكل وظهور الوعي التحرري بعد الحرب العالمية الاولى فقد قام عدد من المفكرين بطرح الافكار التحررية ومشاريع قراءة الماضي بطريقة حديثة وظهر في مصر سلامه موسى وعلي عبد الرازق وطه حسين والعقاد وكثير غيرهم ، وبدل ان تتلقفهم حركة التحرر الوطني التي قادها الضباط الاحرار لغرض اكمال مشروعها التحرري نجدها منعت كتب ابكار السقاف من الصدور ، وجمدت الواقع الثقافي ، ووقفت بالضد من تحديث الفكر العربي والاسلامي ، وذهبت الى شيوخ الجوامع والمرجعيات للاستفادة من كل المنابر الدينية وقيادة الدين ورجاله . لقد تشدقت قيادة الضباط الاحرار بالوطنية قولا ، وعملت على عزل الوطنيين من المثقفين والمفكرين وزجهم بالسجون وحصرت المدارس والدراسة تحت وصاية المؤسسات الدينية ، وتحول الازهر واتسع وأصبح أكبر جامعة رسمية في الشرق الاوسط ، حيث تخرج منه معظم قيادات الاخوان والمنظمات المتفرعة منه ، واسس جمال عبد الناصر اذاعة القرآن الكريم التي اصبحت رديف الجهاز الاعلامي للاخوان ، وبنى القاعدة المادية الاساسية لكي يلعب الدين دورا كبيرا في واقع الامة ، وسلم في النهاية الحكم للرئيس المؤمن انور السادات واصبح الطريق سالكا امام الاخوان للصعود للسلطة وتوفرت لرجال الدين كل المستلزمات الضرورية للفوز بالشارع والجماهير ، وفي العراق اعترف عبد الكريم قاسم بخريجي كلية الفقه التي اصبحت بعد ذلك جامعة رسمية وحاول الانفتاح على المؤسسة الدينية ، وسمح لبعض شرائحها في بث افكارها من الاذاعة الرسمية ، وزج بالمقابل العناصر التقدمية في السجون ، وسلم في النهاية السلطة لتحالف مكون من البعث والطوائف الدينية ، واستمر هذا المسلسل لغاية هذا اليوم .وبالرغم من مطالبة رئيس مصر الحالي شيوخ الازهر بالقيام بالثورة الدينية تراجع لدى سماعه الاعلامي اسلام البحيري ينتقد صحيح البخاري !! وقامت اجهزته بالتضييق وغلق فضائية يقين الاعلامية وابعاد اسلام البحيري عن الاعلام ومنعوا كتاب جدران الحرية من دخول مصر ، وهو كتاب مصور عن الجداريات المرسومة خلال الثورة ، واستمرت اجهزته بمتابعة اليساريين والتنويريين ، واصبحت ثورته الدينية عبارة عن سيطرة على قيادة الجماعات الاسلامية بعد ان زج قياداتها في السجن ولم يحارب الاساس العقائدي الذي تنطلق منه تلك الجماعات المتطرفة ، وهو بذلك يقوم بوضع التجمعات العقائدية تحت اليد لاستخدامها كقوة شعبية متى ما طلبت منه الجماهير القيام باصلاحات ديمقراطية وانتخابات نزيهه ، لقد تكرر سيناريو الضباط الاحرار في الجزائر وليبيا وسوريا واليمن ، فقد تشابهت تلك الانظمة وساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في صعود التيارات الدينية المتطرفة .
لقد ساهم المثقفون ممن اطلعوا على كتابات ابكار السقاف( مع الاسف )في ابقاء الكاتبة الكبيرة خارج الذاكرة ، فلم يكتبوا عنها ، ولم يقوموا بنقد نتاجاتها ، ولم يساهموا بتعريف القارئ بهذه القامة الثقافية ، فقد نهل من كتبها فرج فودة وخليل عبد الكريم ونصر حامد ابو زيد ، والف سيد محمود القمني كتاب الحزب الهاشمي معتمدا بشكل كبير على كتابها الدين في شبه الجزيرة العربية ولم يكتب عنها ، اننا بحاجة كبيرة بالتعريف بكتابات ابكار السقاف ولو بعد اكثر من نصف قرن على صدور اكثر كتاباتها ، ونهيب بأصحاب الشأن ممن تتوفر عندهم مخطوطاتها طباعتها ونشرها ، وادعوا كل المواقع الشريفة وضع كتبها بمتناول الجمهور ، ونحن بأمس الحاجة للاطلاع على هذا الارث الثقافي الكبير .
مؤلفاتها :
1ـ الدين في مصر القديمة .
2ـ الدين في الهند والصين وايران .
3 ـ الدين في شبه الجزيرة العربية .
4ـ الحلاج .
5ـ السهروردي .
6ـ اسرائيل وعقيدة الارض الموعودة .
7ـ همسة في اذن اسرائيل باللغة الانكليزية .
8ـ محمد النبي ، لم ينشر بعد .
9ـ المسيح ، لم ينشر بعد .
10ـ النبي موسى ، توفيت قبل اتمامه .
11ـ مقدمة اللغات ، لم ينشر .
12ـ اصداء متفرقة ، قدم له الكاتب مهدي مصطفى .
13 ـ الليل والقلم ، شعر لم ينشر .

حسين سميسم



#حسين_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور التطرف الديني
- رشيد الخيون والتطرف المسالم
- الشخصية المحمدية بين العقل والنقل


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين سميسم - من يتذكر ابكار السقاف