أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد منتصر - الثورة المهزومة















المزيد.....

الثورة المهزومة


أحمد محمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سنةٌ أخري بعد خمسٍ قد سبقوا علي هزيمة ثورتنا المصرية , وعلي غرار الثوري الروسي ليون تروتسكي حين أصدر أحد أشهر كتاباته بعد تسعة عشر عاماً من الثورة الروسية أوكتوبر 1917 " الثورة المغدورة " , هناك وُلدت ثورة من رحم إنتفاضة عمالية هزّت الأوتوقراطية الروسية , هناك تواجدت السوفييتات علي سُدة الحكم , هناك تولّد جيش ثوري من بؤس و عوز الجماهير تمكّن من إنزال أشد أنواع الهزيمة بالجيش النظامي القيصري , هناك وصّف تروتسكي - قائد سوفييت بتروجراد وقائد الجيش الأحمر - ثورته بالمغدورة , أما نحنُ هنا فإننا نتجرّع كأس الهزيمة والإذلال يوماً بعد يوم , ولكن كل تجرّع من ذاك الكأس هو تجرّع آخر لدوافع البؤس والعوز وتشبّع بكامل الضجر واليقينية التي تحركنا دوماً مُتمتمة بداخلنا : لابُد من قلب هذا المجتمع رأساً علي عقب .
وأعلمُ جيداً حقيقة أنه ليس صعباً علي المناضل السياسي أن يتحمل الهزيمة والحرمان والإذلال طالما هو يعرف بوضوح - لماذا يقاتل ؟ - وطالما يشعر أن إنتصار قضيته يتوقف فقط علي عمله وعمل رفاقه .
الآن أتوجه بكلامي وطرحي هذا لا إلي الشعوب والجماهير , بل لكل من يصنّفون أنفسهم " ثوريون " , سئمتُ التعالي من القول والتهكّم علي الجماهير وتوصيفها دائماً وأبداً بأنها غير واعية بدون وعي حقيقة بديهية تقول بأن الجماهير بطبيعتها محافظة , هكذا علي مدار ست سنوات من ثورتنا المصرية مازال ينظر السواد الأعظم من الجماهير إلي الغالبية الثورية علي أنهم مجموعات نباح , حالما ينتابها السُعار تنبح ولكنها هادئة مُستكينة غير واعية لا بدورها الوظيفي المجتمعي ولا موقعها الذاتي , لماذا ؟ لأننا وبكل بساطة نفتقر لمنهجية في صراعنا ومنهجية أخري في عداءنا .
لابُد أن نُجزم أن تلك السُلطة العسكرية تتمير بمنهجية شديدة حين تمارس قمعها , تلك الآلة العسكرية دوماً منذ إنقلاب الضباط الأحرار حتي إنقلاب عبدالفتاح السيسي تعرف كيف تمارس عدوانها ؟ ومتي تتخذ حليف ومتي تجعله مُجرم ؟ تعرف كيف تُسخّر جهودها المادية في تطويع وخدمة هدفها الأسمي هو حماية الطبقة الحاكمة , تعرف كيف تجعل من أبواقها الإعلامية ودعاويها علي المنابر والكنائس وأذنابها في المدارس والجامعات بجانب كلابها البوليسية لتحقيق إستقرارها النظامي .
السؤال الذي يطرح نفسه الآن , ماذا سيفعل الثوريون في الذكري السادسة لثورتهم ؟ أقول لكم إنهم يقيمون النواح والتعازي ويستمتعون بالأهازيج وإسترجاع ذكريات ليالي الميدان وطرب الأغاني الثورية وهكذا أصبحت النوستالجيا منهجية ثورية , وفي أجواء تلك النوستالجيا تتوالي الإتهامات , واحدة تلو الأخري صوب الجماهير بأنها معدومة الوعي , والحق أقول أن أولئك المنتسبين للثورة معدومي المنهجية , تلك المنهجية التي ذكرتها , منهجية في صراعنا ومنهجية في عداءنا .
من نُعادي ؟ ومن هم علي الخط المقابل لصراعنا وما حقيقة صراعنا ؟
هاذين السؤالين بالإجابة عليهم تتجسد منهجيتنا و بالتالي نستشف حقيقة صراعنا وعلي أثرهما سيتحدد النسق الثوري , الإصلاحي من الجذري .
هل نُعادي عبدالفتاح السيسي بشخصه ؟ هل نُعادي الحكومة ؟ هل نُعادي الجيش ؟ هل لنا عداء خاص مع البوليس والقضاء ؟ هل نُعادي رجال الأعمال والمُحتكرين الرأسماليين ؟ هل نُعادي رجال الدين الشيوخ والقساوسة ؟
الآن نُسطّر بخطوط عريضة منهجيتنا , نقول : إننا نُعاديهم جميعاً , إننا نُعادي الدولة إنطلاقاً من أدبيات مُمنهجة تستدعي تعريفاً للدولة بأنها مجموعة من الرجال المُسلحين , الدولة هي تلك القوة التي تقف في الظاهر فوق المجتمع وتلطّف الإصطدام وتُبقيه داخل حدود النظام . إن هذه القوة المُنبثقة عن المجتمع والتي تضع نفسها مع ذلك فوقه وتنفصل عنه أكثر فأكثر هي الدولة .
قوة منبثقة من قلب المجتمع محتكرة للقوي المادية التي تجعل منها مسيطرة دائماً محتكرةً للسلاح والمال , تعمل علي تشكيل مؤسساتها من داخل البنية المكونة لطبقتها , رجالها المسلحين من الجنرالات وكبار الضباط ماهم إلا ورثة جنرالات سابقين , يتولوا نفس الأدوار للحفاظ علي نفس مصالح الطبقة , تلك القوة أيضاً لكي تتمكن من السيطرة لابُد من فرض قوانينها الخاصة , تلك القوانين تتمثل في العمل المأجور والبيروقراطية والتجنيد والتعليم الحكومي والتلقين الديني , تلك الخمسة قوانين كافية جداً لإدارة وكبح مجتمع .
الآن نستطيع بكل جزم أن نُجيب علي السؤال الأول , من نُعادي ؟ نُعادي الدولة . ما صراعنا وما حقيقته ؟ صراعنا يتجسد في أشكال عديدة لكن الصراع الأم , هو الصراع الطبقي : ذلك المتولّد من السيطرة والتحكم , سيطرة الإنسان علي أخيه الإنسان , تأجير الإنسان لقوة عمله لإنسان آخر , إستنزاف حياة مجموعات بشرية بأكملها من أجل تحقيق أرباح شركةٍ ما , تراكم الثروات في قطب وتراكم البؤس والعوز في القطب الآخر .
ولا شك أن هذا الصراع ينتج منه صراعات عِدة : سياسية ودينية وعرقية ...إلخ , ولكن دائماً ما يتم تسليط الضوء علي الصراعات الناتجة تلك وغض كافة الأبصار عن أصل الصراع الحقيقي , لماذا ؟ لإفتقار العديدين لمنهجية الصراع والعداء تلك التي طالما أكررها دوماً . فاليوم تُطرح عديد من القضايا الإقليمية والعالمية وقضايا تحررية : قضية المرأة وحرية الإعتقاد مثلاً , وكالعادة يتم تمريرها مرور الكرام دون النظر لأهمية تلك القضايا ولكن حين تُحطّ في نصابها الطبيعي وإيجاد حل جذري لها .
الآن أستطيع أن أقول أننا - كماركسيين مصريين - حينما نسطّر منهجيتنا بإستقاء واقعنا وظرفنا الموضوعي الحالي , فلابُد من وضع الكل في سياق وتفنيده مروراً بأجزاءه , أعني بموقفنا المُعلن من الدولة بأنها مجموعة من الرجال المسلحين و موقفنا المُعلن من النظام الجمهوري القائم علي مؤسسات طبقية وظيفتها كلب الحراسة الدائم للطبقة الحاكمة وهذه المؤسسات " البوليس والجيش النظامي والقضاء " , هذا هو الموقف الكُلّي الخاضع لمنهجية علي أساسها أي قضية مطروحة لابد أن نتناولها في نفس السياق , وعلي أثره فهناك عديد من القضايا الذي يطرحها واقعنا المصري , كقضايا المعتقلين والحد الأدني للأجور وزيادة المرتبات وربطها بالأسعار ... إلخ من القرارات التي من الممكن أن تتناولها الحكومة , لذلك سنجد العديدين من مفتقدي المنهجية يجعلون من تلك القضايا نصب أعينهم وكأنها ستقلب الطاولة وتقلب معها المجتمع !
نعم , تلك القضايا مهمة جداً وواجبنا أن ندافع عنها في قلب معركة حقيقية بتتمثل في تكوين جسم شعبي له طابع طبقي تُحركه المصلحة الطبقية البحتة بدوافع البؤس والعوز , هذا الجسم قادر علي شلّ الجسم الحكومي و قلبه لصالحه , مع العلم بأن قضايا كتلك تستدعي حلاً جذرياً وتلك الحلول الجذرية لن تأتي من خلال أحكام القضاء ولا ضغوطات المواقع الإجتماعية .
لست بصدد طرح قضايا ومناقشة الموقف منها وكيف تم تناولها بقدر ما أستطيع أن أقول في المطلق أن كل توقّف عند قضيةٍ ما نستبين أن عديد من المُنتمين للمعسكر الثوري مازالوا لم يكوّنوا قناعات و رؤي واضحة ليس فقط عن مواقفهم , بل عن منهجيتهم التي علي أساسها يُحكم علي مواقفهم . فسنجد البعض يُهللون لقرار محكمة و يقيموا الإحتفالات والإنتصارات وأهازيج النشوة بقرار محكمة ! و آخرون يبحثون دائماً عن مبررات أخلاقية لمواقف عديدة خصوصاً حينما يتعلق الأمر بإمرأة !
كل هؤلاء المُدعين إنتسابهم للمعسكر الثوري نستطيع أن نقرّ بعدمية منهجيتهم , هُم في النهاية أبناء للنظام الجمهوري ودُعاة للمجتمع الطبقي , لأنهم بطريقة أو بأخري , مباشرة أو غير مباشرة يُقرّون بإعتراف ضمني علي الوسائل المطروحة من قِبل النظام الجمهوري الطبقي المتمثل في أطره الأخلاقية وديمقراطيته الزائفة , وفي النهاية سيصير سبيل التغيير لهذا المنتسب للمعسكر الثوري هو طريق الإنتخابات المفروش بالدعايا الديمقراطية البرجوازية , من الممكن أن تجد هذا المنتسب للمعسكر الثوري يشجب العنف الذي تمارسه الحكومة حين يُمارس علي فصيل مُنتمٍ له , ولكن حين يُمارس العنف علي فصيل آخر أو أقلية دينية مثلاً تجده غاضاً بصره شاحباً في ملكوت جهله , بل وتجده رافض وغير داعم لشعب يرفع السلاح بوجه مغتصبي السُلطة - لا أقصد دعماً للإرهاب الفردي بل أقصد الثورات المسلحة - وتجده حينها غارقٌ في المبررات الأخلاقية لنبذ العنف أياً كان " لنأخذ مالك عبيد يلجأ للحيلة والعنف ليقيّد العبد , وهذا العبد يستخدم العنف والحيلة ليفُك قيوده , فقط خصيان جديرون بالإحتقار سوف يقولون لنا أنهما متساويان أمام محكمة الأخلاق " أليس كذلك أيها المنتسب للمعسكر الثوري ؟
بتحديد منهجيتنا في الصراع والعداء , وتحديد موقفنا من الدولة ومؤسساتها الطبقية " الجيش والبوليس والقضاء " , وتحديد موقفنا من أطروحات الدولة في سبيل الحفاظ علي النظام , وتحديد موقفنا من دعاوي الدولة الدينية والأخلاقية , كل ذلك يتأتي في النهاية علي تحديد النسق , النسق الثوري الذي يكمن في التغيير الجذري – أي بتغيير الظرف الموضوعي تتغير تبعياته – أم النسق الأصلاحي الذي يتبني ترقيعات في جسم الدولة المشوّه ؟
"لنفهم الانتفاضة تهدم النظام والدولة الجمهورية , تهدم أساسها (البوليس) وهم جزء من مجموعة الرجال المسلحين ، ويتعين علي المنظمة الثورية الإطاحة الكاملة بباقي العصابة المسلحة التي تحكم وطننا , لذلك فهم هذه القاعدة والسعي لتطبيقها هو السبيل الوحيد لانتصار ثورة شعبنا المظلوم , وهذا هو الفارق بين "الاستياء الثوري علي السلطة وهدم النظام الجمهوري" وبين "التداول السلمي للسلطة للحفاظ علي النظام والدولة الجمهورية" وأيضاً هو الفارق بين الثوريين والاصلاحيين المعاديين للثورة والتغير الجذري". هكذا علّق الرفيق المعتقل محمود أبوحديد علي أتباع النسق الثوري والنسق الإصلاحي , ولكن قبل أن نفكر ونتحدث عن الإنتفاضة والإستيلاء علي السُلطة لابُد أن نتحدث عن شيئين مُهمين : أولهم البُعد النظري – أي المنهجية – وهذا تطرّقنا له , وثانيهم البُعد التنظيمي – أي منظمة قادرة علي الإستيلاء علي السُلطة - .
في عام 1897 كتب الثوري الروسي فلاديمير لينين في كراسته - مهمات الاشتراكيين الديمقراطيين الروس - يقول : " أنه لا يصح في الوقت الراهن أن نتحدث عن إسقاط الأوتوقراطية سواء بالإنتفاضة المسلحة أو بالإضراب العام السياسي لإن في هذه اللحظة سنبدو كجنرالات يعقدون مجلساً للحرب قبل حتى أن يحشدوا الجيش . "
الجيش الذي يقصده لينين هو جيش الشعب , ولكن ما يُهمني الآن هم تلك الطليعة التي ستُلهم هذا الجيش , كيف ستؤدي دورها القيادي المنوط بها وهي مفتقدة لأرضيتها النظرية التي من المفترض أن تنطلق من خلالها في مجالها المجتمعي ؟
تلك الطليعة تكسحها قوة المجتمع , بالإضافة لحالة الردة الثورية التي تميزت بدسامة التشتت والإرتداد وإشتداد الميل للمثالية الفلسفية وإنبعاث الصوفية الدينية علي الفن والأدب وانتشار الأفكار الرجعية من ذوات الدعاوي الأخلاقية ...إلخ . ولعلنا نجد في أوساطنا العديدين من الثوريين القُدامي حتي وإن كانوا مفتقرين لمنهجية إلا أنهم كانوا يتميزوا بالإخلاص لقضيتهم ودفاعهم المُستميت عن الثورة , ولكن حين نوجّه خطاب للمرتدين الثوريين , لابُد أن ندرك تصنيفهم في اللحظة الحالية أنهم ليسوا من لا يُريدوا نصر الثورة , بل أولئك الغير قادرين علي الدفع نحوها .
سنجد الحناجر المطلوقة ليل نهار بالإستياء من وعي الجماهير , المرددة جُمل الرثاء علي عمرهم ومستقبلهم الضائعين بالنسبة إليهم , الذين أغرقتهم النزعة الذاتية الفردية بعد أن كانوا يعلموا من البداية أنهم يكرّسون وقتهم وجهدهم لخدمة قضية جماعية - قضية التحرر - ثم ارتدوا علي آثارهم مُدبرين , عديد من هؤلاء جذبهم المجتمع إما بقوة إستلابه أو بإستسلامه الرخيص , أو بالتبريرات العدمية المُزرية والإنسياق وراء المخدرات والحياة الرتيبة الروتينية .
صحيح أن سلسلة من الهزائم المتكررة نالت من الثورات العربية ومن التيارات اليسارية الصاعدة في أوروبا , صحيح أننا نعيش الآن في هذا العالم الذي يحتفل به الطُغاة ببقائهم رغم تحذيرات الثورات , بالأمس نري أحزاب اليمين الفاشي الأوروبية تجتمع في ألمانيا في مؤتمر بعنوان – الحرية لأوروبا – فبنظرة ثاقبة علي المسرح الأوروبي نجد أن هولندا وطبقاً لإستطلاعات الرأي سيكون الحزب الأول ورئيس الحكومة من الحزب الفاشي المُسمي – من أجل الحرية – في سابقة تاريخية لهولندا , ماريان لوبان زعيمة الجبهة اليمينة الفرنسية حصدت أعلي الأصوات في آخر إستطلاع للرأي , في المانيا سيدخل حزب – البديل لأجل ألمانيا – لأول مرة الرايخستاخ , دول شرق ووسط أوروبا بتحكمها أحزاب يمينية قومية , كل هذا ليس عبثاً بل كل هذا يطرح أسئلة وقضايا مهمة لها علاقة بتواجد الأنظمة العسكرية و اليمينية علي كراسي الحكم في شرقنا الأوسط . صحيح أننا نعيش في ظل هذه الإنهزامات , لكن صحيح أيضاً أن الطاقة والذكاء الثوريين لا يجب أن تأخذهم الريح إلي مكان سحيق .
فالقادة الثوريون , طليعة الشباب , المُستقون من الظرف الموضوعي بمده وجزره هم الذين عليهم أسمي دور تطلّعي لإنتصار الجماهير بالرغم من أنهم من الممكن أن يفتقروا لأدوات النصر إلا أن دورهم القيادي كفيل للإنتصار .
فبالنظر لديالكتيك الصيرورة التاريخية نجد أن بروليتاريا روسيا أحد البلدان الأكثر تخلّفاً , أنجبت القيادة الأشد شجاعة والأكثر وضوحاً في مطالبها المُتسقة مع حركة الجماهير , بينما في بريطانيا البلد الأقدم في الحضارة البرجوازية أنجبت القادة أكثر غباءً وخضوعاً .
لكن القادة يمضون وتبقي الطبقة الإجتماعية , أكرر :القادة يمضون وتبقي الطبقة الإجتماعية , وعلي الماركسيين السعي الدائم وراء تجديد القيادة وتأكيد القناعات الماركسية ويعلموا بأن المهمة الأساسية لعصرنا لم تتغير , لسبب بسيط هو أنها لم تُنجز بعد .
"حين يتعلق الأمر بأعمق التغييرات في الأنظمة الإقتصادية والثقافية , تزن 25 سنة علي مستوي التاريخ أقل مما تزنه ساعة في حياة رجل , فما الذي كنا نقوله عن فرد يتخلّي لأنه عاني من نكسات في بعض الساعات في بعض الأيام عن الهدف الذي حدده لنفسه علي أساس كل تجربة ؟ " هكذا علّق تروتسكي علي المرتدين الثوريين .
وهذا ما يعلمنا إياه التاريخ , أنه من الممكن أن تعيش أجيال وأجيال في عالم في كامل إنحطاطه دون أن تدري ذلك , وكل فترة من الردة الرجعية تُجبي ضريبتها في أوساط جيل من المكافحين المتعبين الذين يكفّون عن المقاومة , لكن عاجلاً أم آجلاً تحل محل العناصر الشائخة والمتعبة , عناصر شابة تدخل ميدان النضال بشجاعة متجددة وتستخلص الدروس من إنحطاط سابقيهم .
في النهاية .. أقول أن التاريخ مازال يعطينا فرصه بأطروحات ظرفه الموضوعي , تواجد تلك الأنظمة العالمية علي سُدة الحكم ما زال يفتح أبواب الإنتفاض أمام جماهيرها , خطوات الإنتفاض ستُنجز بالتأكيد بمدها المُتشبع ببؤس وعوز الجماهير , لكن الأهم الآن كيف نجهّز لإنتفاض ؟ كيف نصبح ثوريين لديهم من المنهجية ما يجعلهم قادرين علي طرح رؤاياهم وتحليلاتهم وتوقعاتهم المستقبلية ؟ قبل أن تسألوا أنفسكم ذاك السؤال المتكرر " ما البديل ؟ " راجعوا منهجيتكم إن كانت هناك منهجية حتي تكونوا قادرين علي الحكم علي مواقفكم .
" أمامنا أفق نضال طويل وعنيد , وعمل تربوي مديد " ليون تروتسكي .



#أحمد_محمد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا عن 11/11 ؟
- الستالينية أعلي مراحل التروتسكية (الفصل الثاني)
- الستالينية أعلي مراحل التروتسكية (الفصل الاول)
- لا وطنياً ولا قومياً بل أممياً ثورياً
- إنهيار النظام المالي العالمي
- الأفكار و الوعي نتاج للظرف المجتمعي
- كلنا غرقي في بحر الرأسمالية
- لرفاقنا الذين سبقونا بدفع الثمن
- دعماً لرفيقي المُعلّم .. محمود أبو حديد
- إلي عزيزي المواطن
- الإخوان المسلمون .. جُناة أم ضحية
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا و أجدادنا
- مغلطناش في البخاري !!
- النعرة الناصرية .. من الإنقلاب للسقوط
- سلطوية رجال الدين .. من الأزل و إلي الأبد
- محمد إسماعيل - عبده - .. مُخبر شرطة عميد كلية
- ما يُقترف بِسم سُنة الحياة
- أنت و مالك رأس مال لأبيك
- التجنيد الإجباري المصري .. رأس مال القوات المسلحة


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد منتصر - الثورة المهزومة