أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد منتصر - الإخوان المسلمون .. جُناة أم ضحية















المزيد.....

الإخوان المسلمون .. جُناة أم ضحية


أحمد محمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 01:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التاريخ يكتبه المنتصر , حقيقة لابد أن نعترف بها لذلك لن أتطرق كثيراً إلي تاريخ الإخوان المسلمين , ولكن سأتطرق بالتحديد إلي المواقف المعاصرة العديدة و تحليلها ثورياً قبل سياسياً التي جعلت من الإخوان المسلمين جانِ تارة و ضحيةِ تارة أخري , فاختلفنا مراراً و تكراراً مع الإخوان و نددنا بحكمهم الغاشم و رغبتهم المتوحشة في الإستحواذ و عدم إيمانهم بالتشاركية و بدأ ذلك يظهر في فترة ملء الفراغ بعد تنحي مبارك , و البعض يأوي إلي تاريخ 19 مارس 2013 الذي يعتبرونه مفترق الطرق و لعل لهذا اليوم أهمية كبيرة بالفعل و لكن الأهم منه هو يوم هتاف الجماهير - الجيش و الشعب إيد واحدة - و يكشف لنا هذا اليوم مدي الوعي الثوري المنحط لدي الجماهير , فالجماهير كانت ضحية حسن نية مفترضة , كانت ضحية عدم وعي و دراية كافية بالدور التاريخي للجيوش النظامية في وأد الثورات و الإنتفاضات الشعبية الكبري , كانت ضحية لنخبة مثقفة لم تنشر الدعايا الثورية الحقيقية و تكوين اللجان المنتخبة و مفوضين عن الشعب خصوصاً بعد كسح الشرطة , كانت أيضاً ضحية لجماعة من ذوي اللحي الذين استكانوا في عباءة الجيش و أصبحوا يقومون بدور المُفتي و المُحلل بل و المُبرر لأحداث قتل الجيش في ماسبيرو و العباسية و مجلس الوزراء و محمد محمود , لذلك اعتبر يوم 19 مارس 2013 يوم الإستفتاء المشئوم - قُل نَعَم و لك الجنة - هو يوم الفرقان الحقيقي , و من بعده إتخذ الإخوان المسلمون طريقاً صريحاً نحو السلطة , و لا سُلطة بدون تفاوض , و لا تفاوض بدون صفقات , فالصفقة أجريت مع المجلس العسكري و الثمن دماء شباب سال و أرواح أزهقت , و للأسف العديد يستعجبون مما حدث , فهذا هو نهج الجماعات الدينية و الأحزاب الإصلاحية .
و لئن سألتهم ما موقفكم من العمال و الإضرابات ؟ موقفكم من التوحش الرأسمالي و الإستثمارات علي حساب البشر ؟ موقفكم من الصهاينة و القوي الإمبريالية ؟ موقفكم من الشرطة المصرية التي قتلت المتظاهرين في جمعة الغضب ؟ موقفكم من مؤسسات الدولة التي تخدم طبقة معينة ؟ و قد آن الأوان لأحد الجماعات الإصلاحية الشعبوية التي اكتسبت شعبيتها من عقود من الزمن فقط لفقر اليسار دائماً علي طرح البديل الحقيقي , فقد مكنت الثورة جماعة الإخوان المسلمين من الوصول إلي سُدة الحكم فماذا فعل الإخوان ؟
أبقي الإخوان علي الهيكل القديم للدولة بمؤسساتها القديمة و كُرّم طنطاوي و عنان بقلادة النيل من قِبل محمد مرسي و أعاد مرسي الشرطة المصرية بهيكلها القذر و في يوم 25 يناير 2013 طلّ علينا - مرسي - بكلمته أن الشرطة المصرية في قلب المصريين و نسيَ ما كانت تفعله الشرطة المصرية في مثل ذلك اليوم من عامين فقط بل و نسي أيضاً أنه كان مسجوناً يومها , العديد و العديد اقترفه محمد مرسي و جماعته بحماقات شديدة و أساليب تتسم بقدر كافي من الغباء حتي أوصلتنا في النهاية إلي ما أبعد من نقطة الصفر , فجأة وجدنا أنفسنا مُقحمين في سيناريو لا نُحسد عليه بالمرّة , سيناريو مقيت لم نعلم توابعه إلا بعد أن تكشّفت معالمه بمرور الوقت , فإذ بأسياد البلاد يريدون إستعادة عزبتهم و تركتهم و تركة أجدادهم من قبل , فمثلما لم تُستغل 25 يناير و تم إخمادها بالدبابات العسكرية التي تمترست في الشوارع عشية 28 يناير و شارك في إخمادها العديد من الإنتهازيين من الإخوان و الإعلام , أيضاً أتي مشهد 30 يونيو بحُلم تحيطه إنتفاضة شعبية ساخطة تراقبه الجنرالات العسكرية من بُعد , و يكأن أم تنتظر وليدها بعد أن أطلقت صرختها , و يا لحماقتنا نعم فلنعترف جميعاً أننا بكل سذاجة و بكل تلقائية لا نُحسد عليها تواجدنا وسط الجماهير و رأينا الجنرالات و الضباط يحومون من حولنا و يُرفعون علي الأكتاف أمامنا و لم ننشر دعايانا الثورية الحقيقية , و غابت خطاباتنا فسُرقت الثورة مرة أخري بقوة السلاح و بأمر الجنرال العسكري عبدالفتاح السيسي و بمباركة شعبوية و بتفويض دموي ثم ماذا بعد 3 يوليو ؟
و ما ذكري يوليو ببعيدة يا سادة , فبعد إنقضاض بعض الضباط المتآمرين علي الإنتفاضة الشعبية التي اشتعلت في الشوارع المصرية يوم 26 يناير 1952 و أعلنوا إنقلابهم في 23 يوليو من نفس العام , فها هو الجنرال عبدالفتاح السيسي يعلن إنقلابه العسكري و يُنصّب نفسه علي عرش البلاد بعدها بشهور قليلة بعد ما أتم مهمته في ما أسماه حرب علي الإرهاب و الحقيقة هي حرب علي الشعب و الفقراء و كل من له صوت معارض فبدأ بسحق الإخوان المسلمين بداية من مجزرة رابعة العدوية و النهضة التي راح ضحيتها الآلاف و إعتقالات بالجُملة من الشوارع و البيوت و الجامعات و محاكمات للقُصّر و هكذا أعلنها السيسي حرب علي الجميع , الجميع يُقتل في الشارع و داخل أسوار الجامعة و علي الحدود و في البيوت و لا صوت يعلو فوق صوت الدولة , لا بل دولة عبدالفتاح السيسي و فقط , إنها دولة السيسي وحده لا شريك له .
هكذا أصبح الإخوان المسلمون جناة تارة و ضحية تارة أخري , فبحماقتهم و جشعهم السلطوي اتركبوا من الجنايات العديد و العديد بحق تركهم للثوار و بحق التحايل علي الشعب بِسم الدين , و يا للعجب فمن كان بالأمس وزير دفاع بنكهة الثورة اصبح اليوم القاتل الفاجر , و لا أحد يُنكر ما يُفعل اليوم و ما يُمارس تجاه الجميع و خصوصاً الإخوان المسلمين , إن ما نشهده اليوم في محاكم العُهر المصري من براءات بالجملة لمبارك و أولاده و رجاله و في المقابل إعدامات و مؤبدات بالجملة لقيادات الإخوان و إعدامات لأطفال أيضاً ما هو إلا العُهر بعينه , إني لا أدافع عن الإخوان المسلمين و لكن إنهم يُحاكمون بقانون إنتقامي و من يُحاكمهم ؟ قتلة يُحاكمون خونة .
إن كانت قيادات الإخوان المسلمين قد اثتأثرت الثورة لصالحها فإننا كباحثين علي الجوهر الحقيقي للثورة مدركين تماماً أن يوماً ما ستكون الإنتفاضة الشعبية الحقيقية حاوية و مُلمّة بكل الأطراف المُغرر بها من قِبل قياداتها و ستحتويها المعاني الحقيقية في كسر الفوارق الطبقية و الرغبة التحررية من قيود عِدة , إنني لا أخص فقط شباب الإخوان المسلمين بل أخص كل من وثق يوم في الحركات الإصلاحية عموماً , فمن الطبيعي أن يكون للحركات الإسلامية الإصلاحية قطاع جماهيري عريض خصوصاً و أن المراحل الأولي للثورات لا يتخللها وعي ثوري كامل , فلا أمل يوماً في الإصلاح , فجماهير التيارات الإسلامية أغلبهم من القطاعات الدنيا الفقيرة , و قياداتهم رجال أعمال من ذوي الطبقة البرجوازية , فالأمل في شن نضالات واسعة لكسر هذه الفوارق الطبقية التي لابد أن يبحث عنها الجماهير عموماً و هذا لن يتأتي إلا بنشر خطابات و دعايا حقيقية من أجل كسب عقول هذه القطاعات العريضة التي تقع ضحية للإنتهازيين .
و الآن و قد أصبح الإخوان المسلمون هم الشمّاعة التي يُرجع إليها النظام فشله و عثراته خصوصاً بعد إلصاق كلمة - الإرهاب - بجانبها , إنني لا أبرر قط عمليات الإرهاب الفردي الممارسة ضد المجندين البسطاء علي الحدود المصرية و معسكراتهم , فمثلما تعثو أيادي الجهاد المسلح من فساد و إرهاب بِسم الدين , أيضاً تعثو السلطات فساداً و إرهاباً متمثلة في جنرالاتها العسكريين و جهازها القمعي - الشرطة - في سيناء تجاه المدنيين و في الجامعات تجاه الطلاب و في الشوارع تجاه العُزل و القُصر , و الآن و السجون تعُج بالمعتقلين المصريين ولا أحد ينكر العدد الأعظم من شباب الإخوان المعتقل , فالسؤال هنا ما الحل ؟ أثورة سياسية إصلاحية تقتلع رأس النظام و تبقي لنا المؤسسات القديمة أم ثورة إجتماعية نواتها القطاع العريض الكادح ؟ لن يُحرَر المعتقلون في سجون العسكر إلا بثورة تطيح بالنظام الحاكم بأكمله , و الإطاحة تعني إسقاط الدولة بمعناها الحرفي و بناء دولة ديكتاتورية الأغلبية ذات القمع الممنهج للأقلية - محتكرو السلطة - فذلك هو الضامن الوحيد للتحرر , الحل الأمثل لعدم الوقوع تحت طائلة قيادات الإخوان و سلطويتهم تارة و الحكم العسكري تارة أخري , فالتاريخ يكرر نفسه بأحداث متوافقة علي مر الزمان و للأسف سذاجة إمعان النظر كما هي , تتناول الأمور بسطحية شديدة و تتغير الأنظمة و القمع سواء , ثورات سياسية و الرأسمالية ما زالت تحكم , و سيظل التاريخ يكرر نفسه دوماً فهل من مُعتبِر ؟



#أحمد_محمد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا و أجدادنا
- مغلطناش في البخاري !!
- النعرة الناصرية .. من الإنقلاب للسقوط
- سلطوية رجال الدين .. من الأزل و إلي الأبد
- محمد إسماعيل - عبده - .. مُخبر شرطة عميد كلية
- ما يُقترف بِسم سُنة الحياة
- أنت و مالك رأس مال لأبيك
- التجنيد الإجباري المصري .. رأس مال القوات المسلحة


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد منتصر - الإخوان المسلمون .. جُناة أم ضحية