أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 29 التشابه بين تجربة سپينوزا وتجربة لاهوت التنزيه 3/3















المزيد.....

29 التشابه بين تجربة سپينوزا وتجربة لاهوت التنزيه 3/3


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 17:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


29 التشابه بين تجربة سپينوزا وتجربة لاهوت التنزيه 3/3
ضياء الشكرجي
[email protected]o
هذه هي الحلقة التاسعة والعشرون من مختارات من مقالات كتبي الخمسة في نقد الدين، حيث نكون مع مقالات الكتاب الثاني «لاهوت التنزيه العقيدة الثالثة». وهذه الحلقة الثالثة والأخيرة مقالة كنت قد كتبتها ونشرتها باسمي المستعار (تنزيه العقيلي) تحت عنوان «سپينوزا ما أشبه (تنزيه) بك»، وهي مقالة لكاتب آخر لم أجد اسمه للأسف، ووضعت تعليقاتي بين مضلعين [هكذا].
إن فكر سپينوزا يمثل ثورة في التاريخ، ثورة دشَّنت العصور الحديثة ومهدت لها. وإذا كانت أوروپا الحالية تنعم بالحرية الفكرية، والنظام الديمقراطي، والعلمانية، فإن الفضل في ذلك يعود إلى سپينوزا من بين آخرين بالطبع. في الواقع يعتبر فكر سپينوزا صرخة فلسفية للدفاع عن حرية الضمير والمعتقد، ضد تعصب اللاهوتيين ورجال الدين [وما أحوجنا اليوم إلى أكثر من صرخة سپينوزوية مدوية في عالم المسلمين]. ولكي نضمن توافر هذه الحرية في المجتمع فإنه يدعو إلى إخضاع السلطة الدينية إلى السلطة السياسية المدنية. [ففي الوقت الذي لا ينبغي أن يكون هناك حق للمؤسسة الدينية أن تمارس سلطتها على السياسة، يجب أن تمارس السياسة المسؤولة في ظل الدولة الديمقراطية المدنية العلمانية المحترِمة لحقوق الإنسان، والملتزمة بمبدأ مساوة المرأة بالرجل، وغير المسلم بالمسلم، والكافر بالمؤمن، والحامية للحريات، بما فيها حرية الدين، وحرية اللادين، رقابتها للمؤسسة الدينية، كي لا تخرج عن العقد الاجتماعي، ولا تخل بالسلم الأهلي، ولا تقحم نفسها في الشأن السياسي وشؤون الدولة.] فهو يدعو إلى نقد علم أصول الدين (أو علم اللاهوت) ضمن مقياس أن هذا العلم يطالب بممارسة سلطة فكرية تقع خارج مجال اختصاصه ومعرفته. فرجال الدين يجهلون الفلسفة والمكتشفات العلمية الحديثة التي كانت قد تحققت في ذلك الزمان [كما يجهل [معظم] رجال الدين الإسلامي السياسة وعلومها، وإن كانت لهم ثمة معرفة بالسياسة، فهي كمعرفة غيرهم نسبية ليست مطلقة، وليست مقدسة، ولا غير قابلة للنقد والمعارضة]. إنهم يجهلون ما فعله فرانسيس بيكون وكيبلر وڠاليليو وديكارت وسواهم. إن سپينوزا يرد على الفتوى اللاهوتية التي أدانته وأباحت دمه. ويقول بأن علماء الدين اليهود تجاوزوا حدود اختصاصاتهم [كما تجاوز الكثير من علماء الدين الإسلامي، من سنة وشيعة، اختصاصاتهم]، وتدخلوا فيما لا يعنيهم. فهو حر في أن يدرس الفلسفة، ويتبع المنهج العقلاني في فهم الظواهر، وليس لهم أن يدينوه، لأنه اتبع هذا الطريق.
إن سپينوزا كان "فضيحة العصر"، لذلك لم ير فيه معاصروه إلا ملحدا مقنَّعا. ظل كذلك "فضيحة" العصور اللاحقة، حتى بعد مئتي سنة من وفاته، على الرغم من أنه لم يطرح أفكاراً مضادة بشكل صريح للإيمان. فهو لا يتطرق في أفكاره إلى رأيه الشخصي بمسألة وجود الله، أو كيفية نشأة الخليقة، أو مصير الروح بعد الموت. ولكنه في ذات الوقت لا يحاول تعديل أفكاره لكي تتناسب مع الأفكار الشائعة في عصره. إنه يقدم تصوراً جديداً يصدم العقول فيما يخص طبيعة الإيمان ودوره [وكم نحتاج إلى فعل صادم وفكر صادم لعقول المسلمين]. في الواقع إنه يوهم بأنه يتبنّى قناعة المؤمنين الذين يعتقدون بأن الكتاب المقدس يحتوي على الوحي الإلهي. ولكنه يفعل ذلك لكي يوضح لهم مضمون هذا الوحي ومدلوله الحقيقي. وهو بذلك يحاول تنظيف الإيمان عن طريق قصقصة أجنحته اليابسة أو المتخشبة: أي عن طريق إزالة الخرافات والعقائد الدوڠمائية المتحجرة منه. [وهذا الدور ما تمناه عليّ الكثيرون، لكني أقول علينا أن نكون صادقين وواضحين وصادمين، لكن لتكن صدمة حب ورفق وسلام، لتكون صدمة رحمة لا صدمة نقمة، صدمة رفق وسلام، لا صدمة عنف، صدمة حب، لا صدمة كراهة.]
لقد كان سپينوزا [كما مؤلف هذا الكتاب] مؤمنا بالمعنى الواسع للكلمة: أي بالمعنى الذي يتجاوز نطاق دين محدد بعينه [بل أرى أن الإيمان اللاديني المُنزِّه لله هو الأعمق والأنقى من الإيمان الديني، وهو إيمان يريد أن يكون متعايشا بمحبة وسلام مع الإيمان المغاير، ومع اللاإيمان]. فهو يتحدث عن الدين الحقيقي [وأفضل تسميته بالإيمان الحقيقي، بدلا من الدين الحقيقي] بالنسبة للجنس البشري كله، وليس فقط بالنسبة لليهود أو للمسيحيين [ولا فقط بالنسبة للمسلمين]. وهذا الدين الكوني [بل الإيمان الكوني] الذي ينطبق على جميع البشر يتمثل في العقائد التالية: الله موجود، عنايته تشمل كل شيء، إنه قادر على كل شيء، وأمره يقضي بسعادة الإنسان الطيب، وتعاسة الإنسان الشرير، أي بمكافأة المحسن ومعاقبة المذنب [وكم يلتقي هذا مع ما جاء في (سيمفونية التنزيه) بقولي: «لا يثيب لمجرد إيمانه أحدا من المؤمنين، ولا يعذب لكفره أحدا من الكافرين، إنما بإحسانه يثب المحسنين، آمنوا به أو لم يكونوا يؤمنون، وبعدله يجزي المسيئين، كفروا به أو كانوا من المؤمنين]». ثم إن نجاتنا في الدار الآخرة تتوقف على نعمته وفضله ومدى فعلنا للخير. يضاف إلى ذلك المبدأ الأساسي التالي: ينبغي أن نحب الله والآخرين، وأن نتعامل معهم بشكل مستقيم ونزيه، كما نحب أن نُعامَل نحن. هذا هو دين سپينوزا ملخَّصاً في كلمات معدودات [والذي أرى أنه يكاد يلتقي إلى درجة التطابق مع عقيدة التنزيه التي أوصلتني إليها تأملاتي وتجربتي - وليست قراءاتي - عبر تحولاتي خلال ثلاثة عقود]. في الواقع، إن هذا التصور يشبه عقيدة الدين الطبيعي، التي بلورها فلاسفة الإنگليز، ثم أخذها ڤولتير عنهم في القرن الثامن عشر. وكان الهدف من بلورة هذا التديّن الطبيعي، أو العقلاني، هو مكافحة التديّن الأصولي أو التعصب الطائفي الذي كان يضرب بأطنابه في كل أنحاء أوروپا [واليوم في كل أنحاء جزء العالم ذي الأكثرية المسلمة، بل كل أنحاء العالم، أينما تواجد المسلمون والمتدينون المتزمتون منهم، ومساجدهم، ورجال دينهم المكفِّرون للمجتمعات غير المسلمة التي تحتضنهم، والباعثون على كراهة تلك المجتمعات، بل والمحرضون - إن أمكن – على الجهاد (في سبيل الله) ضدها]. فإيمان اللاهوتيين أو رجال الدين هو إيمان التعصب وبثّ الفرقة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، أو حتى داخل المسيحيين أنفسهم من كاثوليكيين أو پروتستانتيين [وداخل المسلمين من شيعة وسنة].
ورغم أن كلمة (الله) لم تستخدم في أي كتاب فلسفي بنفس الكثرة والتكرار مثلما استخدمت في كتاب "علم الأخلاق"، لكن الهولنديين فهموا بعدئذ قيمته، وراحوا يرفعون له تمثالا في أشهر ساحاتهم العامة بالقرب من البيت الذي كان يسكنه في سنواته الأخيرة. [وقررت أن أزور بيته وتمثاله بمشيئة الله، وأدع من يصورني معه، وهذا ما حصل فعلا في 08/09/2013.]
ويرى الپروفيسور جوزيف مورو أن المفكر الفرنسي أرنست رينان وجه إليه ثناء حارا في خطاب التدشين للتمثال، وكان قد دعي إليه مع حشد كبير من العلماء والمفكرين، وختم خطابه بالكلمات التالية: "ربما لم ير أحد الله عن كثب مثلما رؤي هنا من قبل سپينوزا، فهذا الشخص الذي اتهموه بالإلحاد كان حتما أقرب إلى الله - أي إلى الحقيقة - من معظم رجال الدين في عصره، وكان في استقامته ونزاهته وزهده في الحياة مثلا أعلى على الفكر الفلسفي".
إن عبارة رينان رائعة وموفقة جدا ضمن مقياس أن مشكلة الله كانت الشغل الشاغل لسپينوزا. صحيح إنه قدم عنها تصورا مخالفا لتصور اللاهوت التقليدي، ولكنه تصور جدير بالتمعن والتأمل. يضاف إلى ذلك أن دفاع سپينوزا عن حرية الفكر والتعبير والمعتقد، ودعوته لفصل الدين ورجالاته عن السياسة، وتمجيده للعقل والفكر الفلسفي، كلها أشياء أصبحت لاحقا أحد المكتسبات الأساسية للحداثة الأوروپية.
إن سپينوزا قام بثورة فكرية عظيمة في مجال الفلسفة. لقد حدثت حادثة وهو في طفولته، كانت مؤثرة في مسيرته ومفعمة بالمعاني الدالة على التحديات التي تواجه الفكر آنذاك وصعوبات الحياة التي يواجهها المفكرون والفلاسفة، خاصة ما يتعلق بمسألة "الشك" التي هي في الواقع أساس ثورة سپينوزا الفلسفية. فقد كان بعض المفكرين في هولندا يشعرون بقوة وتأثير "الشك" الذي ولّده عصر النهضة آنذاك، ومن هؤلاء المتأثرين المفكر اليهودي أوريال كوستا الذي ألف كتاباً صغيراً شكك فيه بالاعتقاد بالآخرة، فأراد الكنيس اليهودي في أمستردام إرغامه على التوبة والتراجع عن آرائه، كي لا يثير سخط البلد الذي رحّب باليهود واستقبلهم. وكان معنى التراجع آنذاك أن يستلقي التائب على الأرض ليمشي فوق جسده جماعة المصلين، لكن كوستا رفض غرائبيات العقاب الديني، فذهب إلى منزله وكتب احتجاجاً شديد اللهجة، استنكر فيه ظلم مضطهديه، وأطلق النار على نفسه منتحراً.
حدث هذا عندما كان سپينوزا طفلاً في الثامنة من عمره، لذلك فإن مشروعه الفلسفي خلخل قداسة اللاهوت والنظام السياسي الاستبدادي في أوروپا، على اعتبار أنه مشروع سابق لأوانه، حيث لم تظهر نتائجه إلا بعد قرابة قرنين من وفاته. فقد كان سپينوزا متحرراً بشكل نهائي من قيود الوصاية بجميع أشكالها. [وأملي أن ما كان أمده قرنا أو قرنين، أن يكون أمده مع ما أطرحه في كتبي عقدا أو عقدين، أو بضعة عقود، حالما أن يشهد مطلع القرن الثاني والعشرين ثمرة كل المساعي التي تبذل اليوم من قبل كل الذين يقومون اليوم بهذا الدور الباثّ بذروره في حقل العقل، لتقطف ثماره الأجيال القادمة.]
إن ثقة سپينوزا بالعقل [وهكذا هي ثقة مؤلف هذا الكتاب بالعقل وبالله، وإيمانه بالله، وبالعقل، وبالإنسان، وبالحرية] تعدت كل الآفاق والتصورات، ليتجاوز هو نفسه صراع الأديان على مبدأ الدين الحق، لاقتناعه بأن أوصياء الدين الموغلين بذكر الله هم أنفسهم الذين أشعلوا نار الفتنة وأراقوا الدماء البريئة باسم الدين والأخلاق والفضيلة [وبالتالي هم الأكثر بعدا عن الله، ولنا شواهد لما مارسه المتدينون المسيسون للدين من فساد في الأرض وسفك للدماء وسرقة للمال العام وتعميق للشرخ بين أتباع الأديان والطوائف في عدد غير فليل من بلدان جزء العالم ذي الأكثرية المسلمة]. فالمحافظون المدعومون من رجال الدين هم الذين قتلو صديقه دوفيت الذي جسّد قيم العقلانية وحرية الضمير واستقلال الدولة، مقابل الكنيسة والأصوليين الرجعيين.
إن ثورة الشك لسپينوزا كانت المحرك الرئيسي للتساؤلات الكبرى [فالشك طريق كل الباحثين عن الحقيقة، المؤمنين بنسبيتها، العائشين قلق المعرفة]. فلربما بقي الشك صامتاً في عقل صاحبه حتى تتولد لحظة انفجاره، ليجد الإنسان نفسه أمام الواقع المتمثل بأن لا حقيقة مطلقة في هذا الكون النسبي، لهذا وجد هذا المفكر الكبير نفسه عارياً أمام هذا المبدأ، مما أسهم في تحوله، وإلا لما كان منطقياً أن يتحمل صنوف النفي والإقصاء، دون إيمان عميق بمبادئه التي جعلت منه متحرراً من كل أنواع الهوية، عدا هويته البشرية كإنسان حر محب للحياة، يدافع دفاعاً مستميتاً عن استقلالية العقل وحريته. [ودون دعوى بلوغي مراتب ألق هذا الفيلسوف المصلح، لكني كم أجد تشابها بينه وبيني: الشك، النسبية، قلق البحث، تنزيه الله من الأديان، حب الحياة، حب الحرية، حب الجمال، حب الخير للإنسانية، الثقة بالعقل، الثقة بالله.]
بشأن تحسين العقل، أبدى سپينوزا نفوره ورفضه لحياة النّاس الروتينية، واعتبرها كسلانة. فهو ببساطة يؤمن أنّ سعادته في عقله، فيبحث عن الحقيقة، وكان مخلصاً في ذلك. فلقد احتمل الخطأ في تسلسل أفكاره، فقام يبحث أيضاً التأكّد من فكرته. أعلن ضعفه وسهولة خطأه. وقام برسم مسار لسلوكه لإرضاء عقله أولا، ثم النّاس. [وهذا ما أسعى إليه دائما، دون ضمان النجاح في مسعاي، ومن هنا أؤكد دائما على نسبية الحقائق، وألا حقيقة مطلقة نهائية، ومن هنا قلت في (سيمفونية التنزيه): «هذا مقدار علمي ومبلغ فهمي، وأشهد على نفسي أني من القاصرين، وأشهد الله ربي أني من الصادقين»، ففرق بين الصدق وبين إصابة الصواب في كل الأحوال.]
من أقواله: "سأكتبُ عن الكائنات البشرية، وكأنني أكتبُ عن الخطوط والسطوح والأجسام الجامدة. وقد حرصت على أن لا أسخر أو ألعن أو أكره الأعمال البشرية، بل أفهمها، ولذلك نظرت إلى العواطف، لا باعتبار كونها رذائل وشرورا في الطبيعة البشرية، ولكن بوصفها خواص لازمة لها، كتلازم الحرارة والبرودة والعواصف والرعد وما شابهها لطبيعة الجو. على الرغم من إنّني أجد أحياناً بطلان النتائج التي جمعتها بعقلي وتفكيري الطبيعي، ولكن هذا لن يزيدني إلا اقتناعاً، لأنّني سعيد في التفكير وجمع المعلومات، ولا أضيّع أوقاتي في التحسّر والحزن، بل أنفقها في السلام والصفاء والسرور". [وعلى هذا المنهج عاهدت نفسي أن أسير في رحلة الفكر التي لا نهاية لها.]
وقال عن المادة والعقل: "السرورُ والألم هما إرضاء الغريزة أو تعطيلها، وهما ليسا سببين لرغباتنا، بل نتيجة لها، إننا لا نرغب في الأشياء لأنها لا تسرنا، ولكنها تسرنا لأننا نرغب فيها، ولا مناص لنا من ذلك. ويترتّب على ذلك أن لا يكون للإنسان إرادة حرة، لأن ضرورة البقاء تقرّر الغريزة، والغريزة تقرر الرغبة، والرغبة تقرّر الفكر والعمل. وقرارات العقل ليست سوى رغبات، وليس في العقل إرادة مطلقة أو حرة، وهناك سبب يسيّر العقل في إرادة هذا الشيء أو ذاك، وهذا السبب يسيّره سببٌ آخر، وهذا يسيّره سبب آخر، وهكذا إلى ما لانهاية. يظنُّ الناس أنّهم أحرار لأنّهم يدركون رغباتهم ومشيئاتهم، ولكنهم يجهلون الأسباب التي تسوقهم إلى أن يرغبوا أو يشتهوا. يمكنُ مقارنة الشعور بالإرادة الحرّة بحجر رُمي إلى الفضاء، وإن هذا الحجر لو وهب شيئاً من الشعور، لظن أثناء رميه وسيره في الفضاء إنّه يقرّر مسار قذفه، ويختار المكان والوقت الذي يسقط به على الأرض".
وقال عن العقل والأخلاق: "... لذلك يجب على كل إنسان أن يحبّ نفسه، ويبحث عمّا يفيده، ويسعى إلى كلّ شيء يؤدّي به في الحقيقة إلى حالة أعظم من الكمال. وأن كلّ إنسان يجب أن يحاول المحافظة على بقائه، كلّما استطاع إلى ذلك سبيلا. إن محاولة الفهم هي الأساس الأوّل والأوحدُ للفضيلة. وإنّ العاطفة فكرة ناقصة. بحيث أنّ الفكرة يجب ألا تنقصها حرارة الرغبة، كما أنّ الرغبة يجب أن لا ينقصها ضوء الفكرة [وهذا المعنى كررته بألفاظ مختلفة، ولكن بنفس المضمون، في كثير مما كتبت]. لأنّ العاطفة لا تظلّ عاطفة، إذا ما تكوّنت في الذهن عنها فكرة واضحة جليّة".
جاءت هذه المُقتطفات في كتاب: الأخلاق مؤيّدة بالدليل الهندسي - سپينوزا 1665 - ترجمة د. فتح الله المشعشع. [وذكرت مصادر للمقالة عن هاشم صالح وسعود البلوي، وصحيفة الوطن السعودية، وموقع ويكبيديا، وموقع المسيرة.
[إضافة عند مراجعتي في 27/10/2014: وجدت ما يكاد يكون تطابقا كليا بين تجربة سپينوزا وتجربتي، حتى لو كان هناك تفاوت – قل أو كثر - عموديا وأفقيا، أي عمقا وسعة.]



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 28 التشابه بين تجربة سپينوزا وتجربة لاهوت التنزيه 2/3
- 27 التشابه بين تجربة سپينوزا وتجربة لاهوت التنزيه 1/3
- 26 مع د. إبراهيم الحيدري في النزعة التنويرية في فكر المعتزلة
- 25 مع توفيق الدبوس في مقالته «ابن رشد وما يجري اليوم»
- 24 الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا
- 23 عقيدة التنزيه كإيمان فلسفي لاديني
- 22 العقلانية والروحانية لدى كل من الديني واللاديني والمادي
- 21 كم أفلحت وكم أخفقت الأديان في تنزيه الله؟
- 20 خاتمة ومقدمة وبطاقتي كإلهي لاديني
- لا حل إلا بالعلمانية
- خطأ الدعوة لإلغاء المحاصصة
- لو عاد المالكي لقتل آخر أمل للعراق
- 19 الإشكال الأخير على أدلة وجود الخالق والخلاصة
- 18 الإشكالات على أدلة وجود الخالق
- 17 الإيمان والإلحاد واللاأدرية بتجرد
- 16 من المذهب الظني إلى التفكيك بين الإيمان والدين
- 15 صلاة المسلمين الظنيين وإشكالية الشهادة الثانية
- 14 الحلقة الخامسة للمذهب الظني
- 13 الحلقة الرابعة للمذهب الظني
- 12 الحلقة الثالثة للمذهب الظني


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 29 التشابه بين تجربة سپينوزا وتجربة لاهوت التنزيه 3/3