أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - تحرير المرأة التنوير أية علاقة؟.....3














المزيد.....

تحرير المرأة التنوير أية علاقة؟.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 21:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الإهداء إلى:

ـ الأستاذة الفاضلة: خديجة كرومي.
ـ السيد مدير ثانوية السلام التأهيلية.
ـ تلميذات وتلاميذ ثانوية السلام التأهيلية.
ـ من أجل التمرس على تحرير المرأة.
ـ من أجل المساهمة في تنوير عقول الناشئة.
ـ من أجل تكريم الإنسان فينا وفي واقع متخلف.

محمد الحنفي

وانطلاقا من هذه الرؤيا، التي تشمل المستوى النظري / الفكري، والمستوى الحقوقي، والمستوى النسائي، والمستوى السياسي، نعود إلى طرح السؤال الجوهري:

ما المراد بالتنوير؟

وما المراد بتحرير المرأة؟

ودون الرجوع إلى ما كتب في هذا الإطار، فإن مفهوم التنوير على مستوى الاشتقاق، مأخوذ من نور{بتشديد الواو} ينور{بتشديد الواو} وهو فعل متعدي، نور المكان، إذا أشاع فيه النور، حتى يزول الظلام، الذي كان شائعا فيه.

والتنوير، نقيض التظليم، المأخوذ من ظلم{بتشديد اللام} يظلم{بتشديد اللام} إذا أشاع الظلام في مكان معين.

والتنوير في معناه الحقيقي، كما رأينا، إشاعة النور في مكان معين، وإزالة الظلام منه، حتى نتعرف على كافة محتوياته المادية، المدركة بواسطة العين، من أجل أن نقرر في مصيرها، أو من أجل إعادة ترتيبها، أو تطويرها، حتى تبقى صالحة في الزمان، والمكان.

والتنوير بمعناه المجازي، إشاعة الأفكار، التي تشيع النور، في العقول الظلامية، من أجل إزاحة الظلام عنها، وجعلها ترى برؤيا تنويرية، تساهم في إزاحة الظلام من طريقها، حتى تخضع لإرادة العقل المتنور أصلا، حتى يتمكن الجميع من الانخراط في إنتاج الأفكار التنويرية، وفي نفس الوقت، محاربة الأفكار التظليمية، من أجل إزاحتها من ساحة الفكر، باعتبارها منتوجا غير صالح لإنتاج إنسان جديد، متقدم، ومتطور، وحامل للفكر المتنور، ومساهم في الفكر، والممارسة المتنورتين، وعامل على تطوير الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، على جميع المستويات، وممكنا المجتمع من تحقيق الحرية، والديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والعدالة الاجتماعية، التي تضمن التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

وبالإضافة إلى ما ذكرنا، نجد أن التنوير يقف وراء تطوير المجتمع، في جميع المجالات، مما يترتب عنه تطوير المؤسسات الدولتية: التشريعية، والتنفيذية، والقطاعية، بالإضافة إلى تطوير مفهوم الدولة، باستمرار، من خلال تطوير جميع مؤسساتها، وقوانينها، وبرامجها المختلفة، وخاصة: التعليمية، والإعلامية، التي تضمن إشاعة التنوير بين الأجيال المتعاقبة، والتي تتحمل مسؤولية التطوير، وإنضا شروط التطور، والتقدم، في جميع المجالات، وعلى مدى عمر الإنسان، وعلى مدى استمرار المجتمع، واستمرار تطوير بنيات الدولة.

وعلى عكس التنوير، نجد مفهوم التظليم، الذي يبث الظلام في العقول، عن طريق ترويج الفكر الظلامي، الذي ينتجه الظلاميون، انطلاقا من أدلجتهم للدين الإسلامي، وتحريفهم له، عن طريق تأويل النصوص المختلفة للدين الإسلامي، الذي يتحول إلى تأويلات لنصوصه، التي تقف وراء إشاعة الإسلام المحرف، عن طريق التظليم المستمر، لجعل المستهدفين، عاجزين، حتى عن فهم الدين الإسلامي، وعن فهم الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وعن إدراك ما يجب عمله، من أجل تطوير الواقع، مما يجعله يفعل الفكر الظلامي الشائع، متخلفا باستمرار، وعن قبول كافة الأعمال غير المشروعة، من أجل القيام بها، والانخراط في عملية تكفير الآخر، مما لا علاقة له إلا بإفساد عقيدة الدين الإسلامي، وإفساد العلاقات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تفرض العلاقات المختلفة، التي صارت فاسدة في خدمة الظلامية، إلى أقصى الحدود، حتى تصير الظلامية مسيطرة على مراكز القرار، وممارسة للاستبداد القائم، ما دام يخدمها، أو عاملة على فرض استبداد بديل، باسم بناء الدولة الإسلامية، التي تلتزم بتطبيق الشريعة الإسلامية.

ومعلوم أن الفعل الظلامي المتخلف، هو الذي يستلزم العمل على إشاعة التنوير في الواقع، من أجل تحريره من أسر الظلامية، بما في ذلك تحرير المرأة من اسر الاستغلال المزدوج، الذي يحيلنا إلى مفهوم تحرير المرأة.

وعندما يتعلق الأمر بتحرير المرأة، فإن هذا المفهوم يقتضي تجاوز مجموعة من المسلمات، التي لا زال يتداولها الفكر، على أنها مساهمة فعالة في اتجاه تحرير المرأة:

المسلمة الأولى: أن الأديان، بما فيها الدين الإسلامي، تعمل على تحرير المرأة، مع العلم أن كل ما جاءت به الأديان المرتبطة بالمرحلة الأبيسية، يكرس دونية المرأة، التي تعتبر دونيتها قبولا، وتكريسا للاستغلال المزدوج، الممارس عليها، منذ ظهور الأديان، وإلى يومنا هذا.

المسلمة الثانية: أن الثورة البورجوازية، حررت المرأة، وأن تحريرها استهدف مجمل حياتها، في الوقت الذي نجد: أن تحرير النظام الرأسمالي البورجوازي، لا يتجاوز خلق الشروط المناسبة، لتسليع المرأة، كما يتم تسليع الرجل كعامل، وكمستخدم، يصير في خدمة النظام الرأسمالي / التبعي، أو النظام الرأسمالي العالمي، بطريقة، أو بأخرى.

فالدين، أي دين، مهما كان، لا يمكن إلا أن يكرس دونية المرأة، ولا يمكن أبدا أن يعمل على تحريرها من الدونية.

والنظام الاستغلالي، أي نظام استغلالي، لا يمكن إلا أن يفسح المجال أمام الاستغلال المزدوج للمرأة.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير المرأة التنوير أية علاقة؟.....2
- تحرير المرأة التنوير أية علاقة؟.....1
- أيها التائه، مالك...
- ها أنت يا مناضلة... في طليعة المجتمع...
- ماذا دهانا؟... ماذا دها الشعب؟...
- يحن الشباب... إلى فكر الشهيد عمر...
- أجيال الشباب... تستنهض... بفكر الشهيد عمر...
- كيف صار واقعنا... بعد اغتيال الشهيد عمر؟...
- هل نعيش حتى تتحقق... أهداف الشهيد عمر؟...
- سؤال التنوير سؤال الحداثة.....3
- كم أنتن جميلات في مؤتمركن...
- الشهيد عمر لا يطمئن إلا لطليعة الشعب...
- سؤال التنوير سؤال الحداثة.....2
- انفتاح الشهيد عمر نقيض انغلاق الظلاميين...
- سؤال التنوير سؤال الحداثة.....1
- كان هم الشهيد عمر: أن يصير الشعب منفتحا...
- الهجرة شبه الجماعية من العدالة والتنمية، إلى الأصالة والمعاص ...
- وفكر الشهيد عمر أساس، وامتداد لفكر الطليعة...
- حين يصير الشباب، من أحفاد الشهيد عمر...
- الشعب محتضن لفكر الشهيد عمر...


المزيد.....




- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - تحرير المرأة التنوير أية علاقة؟.....3