أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - اختطاف أفراح شوقي نسخة من اغتصاب صابرين؟















المزيد.....

اختطاف أفراح شوقي نسخة من اغتصاب صابرين؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أسبوعين والإعلام العراقي والعربي وحتى العالمي مشغول بجريمة ("اختطاف" الصحفية العراقية أفراح شوقي، من قبل مسلحين مجهولين بملابس عسكرية، اقتحموا منزلها في منطقة السيدية جنوبي العاصمة بغداد في 26 من الشهر الماضي، واخذوها الى جهة مجهولة، مع سرقة مبالغ مالية وحلي ذهبية من منزلها). وبعد تسعة أيام من اختطافها، وكل هذه الضجة الإعلامية، وإشغال الأجهزة الأمنية في البحث عنها، ظهرت السيدة أفراح شوقي سالمة وبصحة جيدة، وكأن شيئاً لم يكن، و عمت الإفراح، وحتى السيد رئيس الوزراء اتصل بها هاتفيا للاطمئنان بعد الافراج عنها.

نحن هنا أمام مسرحية كتبت بعناية لتحقيق عدة أغراض، وضرب عدة عصافير بحجر واحد. فالكل يعرف أن من يتعرض لعملية الاختطاف الحقيقية، من قبل الإرهابيين البعثيين الدواعش، أو عصابات الجريمة المنظمة من أجل المال، أو المليشيات الشيعية، لا يمكن أن يخرج منها سالماً، بل إما جثة هامدة ممزقة بالرصاص أو بالسكاكين، أو بدون العثور عليه. إلا إن السيدة أفراح شوقي خرجت سالمة وعقدت مؤتمراً صحفياً، ولم تظهر عليها أية علامة أنها تعرضت للخطف أو التعذيب.

إن حكاية أفراح شوقي تذكرنا بحكاية صابرين الجنابي عام 2008 في عهد حكومة السيد نوري المالكي، وكانت واحدة من صنع طارق الهاشمي، الهارب من وجه العدالة(1)، ولمن يريد أن يعرف من هي صابرين الجنابي، فما عليه إلا أن يضع اسمها (صابرين الجنابي)، في مساحة البحث في غوغل. فهي ادعت أنها تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل الجنود في السجن، الإدعاء الذي تناولته وسائل الإعلام العربية وفي مقدمتها الجزيرة، للتشنيع بالحكومة العراقية والجيش العراقي على عدم حماية الماجدات العربيات. ولإسكات هذه الأبواق تم الفحص الطبي على صابرين، وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف، آنذاك، ان التقارير الطبية اكدت ان «صابرين لم تتعرض لعملية اغتصاب» وقال ان التقرير الأول الصادر من مستشفى ابن سينا أكد ان الفحوصات التي أجرتها طبيبة في المستشفى المذكور على الجنابي أظهرت بطلان ادعائها وأضاف ان التقرير الآخر الذي أشرف عليه أطباء اميركيون اكدوا النتيجة نفسها التي أقرها التقرير الاول..." (نفس المصدر رقم 1 في الهامش)

يبدو أن حكاية اختطاف أفراح شوقي هي نسخة أخرى من حكاية اغتصاب صابرين. أفراح شوقي أيها السادة، لم تتعرض للاختطاف، إذ كما جاء في مقال وكالة أوروك نيوز أن (افراح شوقي مختبئة وليست مختطفة)(2)، وهي التي رتبت هذه المسرحية وربما بمساعدة من آخرين لهم صلة بالإعلام المعادي للعملية السياسية، لتحقيق عدة أغراض منها ما يلي:
1- تحقيق غرض شخصي، وهو اللجوء إلى فنلندا، حيث يقيم زوجها هناك منذ عام، وكانت قدمت طلباً لهذا الغرض إلا إن الحكومة الفنلندية تباطأت في ذلك. فبعد هذه المسرحية لا بد وأن الحكومة الفنلندية ستعجل بالأمر، وربما ستدفع حتى تكاليف نقلها وأطفالها(2).
2- تشويه سمعة الحشد الشعبي. فكانت الصحفية أراح شوقي قد كتبت عدة مقالات ضد الحشد.
3- العزف على الوتر الطائفي، لكسب الشارع السني العربي وخاصة السعودي والقطري، إذ ادعت في مؤتمرها الصحفي بعد "الإفراج" عنها، أن سبب اختطافها هو التقرير الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وما أثاره من غضب واسع في أوساط برلمانية وسياسية ورسمية عراقية؛ حيث نسب إلى مسؤول في منظمة الصحة العالمية تصريحاً بشأن حدوث العشرات من حالات الحمل غير الشرعي في مدينة كربلاء، التي تعتبر مقدسة لدى الشيعة، إثر زيارات دينية العام الماضي.(3)
4- منح المبررات لتشويه سمعة الحكومة العراقية من قبل خصومها وتحميلها المسؤولية(4)، بأن حكومة العبادي ضعيفة لا تستطيع حماية مواطنيها. وفي هذا الخصوص أبلى السيد عدنان حسين بلاءً حسناً، إذ كتب عدة مقالات عن "إختطاف" أفراح شوقي، واتهم الحكومة بالضعف والتقصير. وحتى بعد الإفراج عنها، راح يعد بالمزيد من الهجمات!
5- والغرض الآخر من هذه المسرحية، هو إشغال الرأي العام العراقي والعربي عن الدور الذي تلعبه القوات العراقية المشتركة الباسلة في حربها على الإرهاب الداعشي، وما تحققه من انتصارات، وإبعاد الانتباه عما ترتكبه عصابات داعش من جرائم حرب إبادة ضد المدنيين في بغداد والمحافظات الأخرى.

خلاصة القول، إن لعبة اختطاف أفراح شوقي قد كشفت المستور، فأبطلت الأسطورة أن العراقيين مفتحين باللبن، ويقرؤون الممحي، وما بين الأسطر، وأثبتت أن بإمكان أي واحد أن يمرر عليهم أية كذبة أو لعبة مثل كذبة اغتصاب الماجدة صابرين الجنابي، أو اللعبة الجديدة "اختطاف" أفراح شوقي.
فمتى ينتبه شعبنا للتمييز بين الغث والسمين، وبين الكذب والصدق.
يقول الفيلسوف الألماني هيغل: "أن شعباً يصدق بالأكاذيب يستحق أن يخسر حريته".
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــ
مصادر
1- هل تذكرون قصة صابرين الجنابي؟ كانت من صنع طارق الهاشمي!
http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=69133

2- تقرير أوروك نيوز: افراح شوقي مختبئة وليست مختطفة
http://uruknews.net/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/11555.html

3- أفراح شوقي تكشف (في مؤتمرها الصحفي) عن " السبب الرئيسي لاختطافها"
http://www.nrttv.com/AR/Detail.aspx?Jimare=38208

4- بي بي سي: صحفيون يتهمون السلطات العراقية بالمسؤولية عن اختطاف افراح شوقي
http://www.bbc.com/arabic/media-38443439

رابط ذو صلة
د. شيرين سباهي: أخطفوني ...عليكم العباس وهذا رقم حسابي البنكي
http://www.akhbaar.org/home/2017/1/222544.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما وسياساته التخريبية عند الوداع
- قانون العشائر يعيق تطور الدولة المدنية
- لماذا كل هذا العداء لإيران؟
- استعادة حلب...انتصار بطعم الهزيمة!
- عبدالخالق حسين - كاتب وباحث سياسي عراقي مستقل - في حوار مفتو ...
- في وداع فيدل، آخر عمالقة الاشتراكية
- إلى متى السكوت عن تمادي السعودية في إهانة الشعب العراقي؟
- حول هدم البيشمركة لدور وقرى عربية في كركوك ونينوى
- أسباب ودلالات انتصار ترامب
- لا للعقوبات الجسدية في المدارس
- لا لقرار منع المشروبات الكحولية
- داعش، بندقية للإيجار أنتهى دورها
- مناظرة مع مستشار إردوغان!
- يجب دحر تجاوزات إردوغان على العراق
- الطفيلي في خدمة الإرهاب
- دعوة لإصدار قانون (جاستا) عراقي
- إلغاء فيتو أوباما صفعة جديدة في وجه السعودية
- حول انهيار السعودية، مرة أخرى
- هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟
- (إقليم الموصل)، مشروع لتفتيت العراق


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - اختطاف أفراح شوقي نسخة من اغتصاب صابرين؟