أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - حوار مع أحد المغيبين















المزيد.....

حوار مع أحد المغيبين


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 21:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اخفض صوت التلفاز لسماعه موضوع يدور عن اغتصاب الرجال المتكررة بحق الفتيات الصغيرات بل وطالت حتى الفتيان الذكور , خبر مزعج ومهين للرجال يُشعرهم بالخزي وبالعار لكون الفعل يكشف مدى فظاعة وعتمة الوضع الذي وصلنا له , أخفض الصوت للدرجة التي تُمكّنه من السماع بمفرده لكونه لا يريد ان يطّلع عليه ابنائه خوفاً من إفساد عقولهم على حد تفكيره , هكذا تعوّد أن يتستر دوما عن واقعه المرير وفي نفس الوقت لا يريد في اعماقه أن يصطدم بمرارته , فقلب القناة ليبتعد عن الخزي والعار الذي يلتحف به , فمن أين له الجرأة والشجاعة ليستمع ويرى ما هو كائن ويحصل كل يوم, هو لا يريد كشف المستور كما هم الغالبية من حوله .
حوّل قناة التلفاز إلى حيثُ تعوّد ان يستمع كعادته كل صباح , لا لفيروز الصباح بل لكلمات القرآن التي يُكرر استماعه لها كلما شعر بالضيق لكنه لا يصغي اليها ,يرفع الصوت عاليا ليُقنع نفسه بأنه يصغي لتلك القناعته التي رسخت في ذهنه منذ الطفولة على قدرة تلك الكلمات من طرد الشياطين عنه ,توارث قناعته أباً عن جد واستمر يعمل بها برغم كل الشياطين التي صارت تتناسل وتكبر في عقله وتوسوس في صدره , ما برحت مكانها لكونها وجدت في عقله مرتعا خصبا بل ازدادت قوة بأوهامه مع مرور الأيام ,صحيح هو يستعيذ منها بالعبارة التي طالما رددها ليشعر بالأمان وليطمئن قلبه المحتار, ولكن من دون ان يتحقق شعوره بالأمان يوما فهيهات للأوهام في ان تخلق الأمان سوى من أمان وقتي ووهمي مع زيادة المخاوف كلما ازداد الجهل فالشجاعة تأتي من المعرفة بالواقع ولكن ما نجهله نبقى نخاف منه .
يكرر التعويذة والاستماع , ثم التعويذة والاستماع , دوامة فارغة يدور بها لتُفرغ محتواه الإنساني شيئا فشيء دون ان يمتلئ خوائه النفسي ,فقط انتظار الخيرات التي ستدر عليه دائرته تلك ,يستمر بالاستماع بالرغم من إنه لم يجد الخير يوما, فهو يتذمر من حظه العاثر على مر الايام , يكرر طقوسه وهو عاجز عن التفكير بأسباب مشاكله وإيجاد الحلول لها ولا يفكر سوى بالاستماع ورفع اصوات المرتلين ,تعوّد على ان يغيب عن وعيه يوميا وبشرب من نفس الكأس حتى الثمالة لتستكين نفسه وهما وينام قرير العين وخالي البال , وهل هناك راحة اكبر من ان نُعلّق اسباب مشاكلنا ونضع اللوم على غيرنا .....
الغريب هو لا يعرف سبب شقائه وكثرة مشاكله رغم كل ما يفعله من طاعة واستماع وعدم الشك والأيمان المطلق كما تعلّم منذ صغره .
هو آمن بأفكاره واطمئن وانتهى التفكير لديه ولا شكوك تراوده بإيمانه ولكن ما بال تلك المشاكل لا تفارقه ؟
عليه ان يرفع صوت التلفاز أكثر وأكثر ويغرق في طقوسه التي
صارت لديه عادة ومن ثم صارت طبع كامن في لا وعيه وطاعة اولي الامر من رجال الدين واجب عليه ورغبة وتحايل على الله في عقله اللاواعي عسى أن يبعد عنه تلك الشياطين ,وبالاستماع والطاعة لأولي الامر سيحقق غايته ,ان يستمع لمن خولهم الله عنه سيحبب الله له ويقرّبه منه , فرفع الصوت عاليا بعد أن ظهر رجل دين وهو يُتاجر بالدين على حساب المساكين قليلي الحيلة والأغبياء من امثاله وكان حديث الرجل عن الشياطين التي تقبع في رؤوس البعض , سألته ان يخفض الصوت لكون الرجل لا يتحدث بشيء جديد بل هو يخدع ويجمع ما بين الخرافة والغباء ليخلط الحقائق وبالتالي يُقسّمها لمصلحته .
قال: هذا عالم دين مشهور ومُعترف به من قبل الكثيرين
سألته: وكيف حكمت عليه ؟
هو : اولا استضافته من قبل هذه الفضائية المعروفة, وثانيا سمعت بأن لديه مؤلفات كثيرة !!
أنا : دعك من الفضائية والإعلام الذي صار تجارة وحدثني عن مؤلفاته وما قرأت منها ؟
هو :لم اقرأ ولكني سمعت عنها فقط !!
صوبت اليه نظرة جمعت بين الشفقة والرثاء والاشمئزاز وقلت : هل تعلم ما هو سبب تدهور بلداننا ووصولها للدرك الاسفل ؟
لم انتظر جوابه لعلمي المسبق بعدم معرفته فاستهللت حديثي :- لكونكم تتحدثون دون اي معرفة ولا اي قناعة بل هي العنعنة التي اتقنتموها , الجاهل عليه ان يصمت ويستمع فقط ومن ثم يبحث ويقرأ قبل أن ينقل ويكرر ما نقله كالببغاوات لكنكم وبدلا من شعوركم بالخجل من جهلكم صرتم تتفاخرون به وصدقتم انفسكم بأنكم خير امة اخرجت للناس , تلك العبارة التي انطبعت بعقولكم لكثرة تكرارها لغاية ما صدقتموها وصرتم تكذبون وتصدقون كذبكم ومن ثم اعتقدتم بأن الحقيقة المطلقة صارت بين ايديكم دون ان تستوعبوا فكرة ان لا حقيقة مطلقة في كوننا هذا ومن ثم أخذتم تدلون بآرائكم وانتم فاقدين لجميع حواسكم .
هو: لا يجب عليكِ ان تتحدثين هكذا ولا يجب عليّ ان استمع لكِ أو حتى اعطيكِ الاشارة الخضراء لمثل هذا الحديث فالله سيحاسبني على استماعي لكِ وسكوتي عليكِ وسأتحمل ذنب وربما أحرق بالنار وستُحرقين ايضا بناره الحامية.
قلت له بأن الله محبة ولا يعرف الأحقاد ليحرقني لمجرد انني فكرت , الله هو العدل ولا يقبل العقاب لمجرد الحوار ..
أنا لا اصلي صلاتكم ولا استمع لتكرار الآذان
قال انتِ كافرة
قلت لا فرق بين المرأة والرجل إلا بالعقل لكونها انسان
قال انتِ كافرة
قلت لا فرق بين الإنسان على حساب الأديان
قال انتِ كافرة
كافرة .....
قلت نعم انا كافرة
كافرة بأيمانكم وبعباداتكم
كافرة بأفكاركم وبأعمالكم
بالقيود التي وضعتموها على عقولكم
بخرافاتكم..
لا اردد عبارات صارت لكم عادات
ولا اكرر قراءات دون تفكير ولا قناعات
قتلتم الالهام والإبداع وكل م للحياة من صِلات
ايماني وما اعبد هو قوة ضد الأزمات
جعلتني اترفع فوق كل الصراعات
فلا توجد افعال محرّمة سوى تلك التي نفعلها من دون قناعات
ايماني هو ان اعمل بما تمليه عليّ انسانيتي
دون ان اتوقع مكافأة لا في الحياة ولا بعد الممات
ديانتي هي ان اعمل الخير حبا لا طمعا بما هو آت
وانتم تخافون الحوار والاستماع لمن يخالفكم ألرأي, انتم طرش سوى من نفس العبارات التي تعودتم على سماعها ,وخُرس سوى من الحماقات وعمي امام الحقائق, حياتكم تملؤها التناقضات لكنكم تمرون عليها مرور الكرام دون اية رؤية ولا حتى التفاتة , تعودتم التلقي والسير الى جانب القطيع ولا تمتلكون شجاعة الخروج عنه , قوتكم بكثرتكم وبجمعكم الغبي لا بعقولكم , ترتعشون من استخدام عقولكم وتخافون التفكير , حياتكم بائسة وعزاؤكم الوحيد هو تأملكم بالحياة الآخرة لتخلّصكم من عذاباتكم ومن الجحيم الذي صنعتموه بأيديكم فاستكنتم لتلك العذابات برحابة صدر وحبور زائف ,رضيتم بالحضيض عنوانا لكم على امل وحيد ووعد بالخلاص من تلك العذابات .
هو: كل ما يحصل لنا هو عقاب لكوننا لم نطبق ديننا بحذافيره !!
هؤلاء لا يُمثلون الاسلام
علينا ان نتبع ولا نبتدع
ان ننُفذ ولا نناقش
هذه العبارات يرددها الكثيرون من امثاله عندما يكونوا بمأزق ويعجزوا عن الرد فأجبته
أخبرني بحق الجحيم الذي تعيشه عن زمن فيه انتعش الإنسان وطبّق ما موجود في الأديان ؟
أخبرني عن مَن هو ذاك الذي يُمثّل الإسلام؟
أخذ يتلفت يمينا ويسارا لعله يعثر عن جواب ولكني لم احظِ منه على ذلك الجواب فقلت :
لِمَ لا تُعزي اسباب انحطاطنا للسكون الذي لبثنا نطالب به
والوقوف على زمن انتهي وولّى
لا تريدون ان تعترفوا بانعدام السكون في حياتنا وان التغيير سمة الحياة وحقيقتها المطلقة
وعلينا ان نتغير بما يناسب الزمان
فلا تتمسكوا بزمان قد ولّى وكان
به سوق النخاسة علناً يُباع فيه الإنسان
رجالا عبيدا ونساء ملك اليمين بحجة التقوى والأيمان
يغزون بسيوفهم ويأخذوا الغنائم والسبايا دون أي اعتبار بكونهنّ كيان
فهل يرضيك هذا يا هذا ؟
هل يُرضيك ان تتنقل على البعران
لِمَ لا تريدون تصديق بأن الزمن قد تغير
وقد تغير عقل الإنسان وتطور بمرور الزمان ..
وتقدمت بقية البلدان ..
وانتم لا تزالون تتحدثون عن الجان ..
وتتشبثون بكان ياما كان
أفيقوا من سباتكم فلقد آن الاوان
قال :هنالك حدودا وضعها الله وعلينا ان لا نتجاوزها ,يكافيء من يقف عندها ويُعاقب من يتجاوزها

قلت : شرط الأيمان هو ان نكون احرار
فلا ايمان حقيقي مع وجود الثواب والعقاب ..
مع المكافئة والعصا لمن عصا والجلد بالخيزران
سجنتم العقول بها ما بين الجدران..
وما بين اطماعكم غاب الإيمان..
وبالعقاب وبأنواع الترهيب التي شملت جميع ألألوان
غاب الإنسان بداخلكم وانضم لقطيع الخرفان..


دمتم بوعيكم سالمين



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم ترتكب بالخفية بحق الغالبية وأخص منهم النساء
- لا بدّ من زوجة أخرى
- جرائم تُرتكب بحق النساء
- ذات اصيل موحش
- كعادتنا كل عيد اضحى
- حكاية امرأة من بين ملايين النساء
- حوار مع احدى المحجبات عن الحجاب وأسبابه ونتائجه
- لحظات ما قبل الاحتضار
- رؤوسهم بلا عقول
- استحلفكم بالله
- هل هي جانية ام مجني عليها ؟
- إلى جميع المحجبات
- إلى اشباه الرجال
- وزارة التربية تبيح حرق النساء , ووزارة الثقافة تبيح ضربهنّ
- إرادة الموت
- عيد الام وسجن الأمومة , وعبودية المرأة العربية
- عيدنا حزين
- هل تضاهي خسارتنا أي خسارة ؟
- خرجت دون ان ترتدي حجابها
- لا أرغب بجنة موعودة


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - حوار مع أحد المغيبين