أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قسوة المضمون في -الساعة الواحدة صباحا- مالك البطلي














المزيد.....

قسوة المضمون في -الساعة الواحدة صباحا- مالك البطلي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 14:41
المحور: الادب والفن
    



الساعةُ الواحدةُ صباحًا
ما عاد الّليل يوجعني
ومرضكِ الغبيّ لا يوجعكِ بل يوجعني
لم يسألني أحدٌ
حتّى أنا لم أسأل نفسي
إنْ كانت لديّ رغبةٌ بالقدوم إليّ
أنا كأنّني طفلٌ معوقٌ أعمى يبحث عن أمّه
بين انفجارٍ وآخر
كأنّ الطريق شبيهٌ بشعرها
بكثرة التواءاته وتساقطه قربَ انفجار الخيبة
أصمتُ مع نفسي
وها إنّي أشعر ببرودة الموت
لأنّ عزرائيلَها يحبُّ الدّفء

قسوة المضمون
مالك البطلي
نص طازج/جديد ما زالت تفوح منه رائحة الدم والجثث والخراب، بعثه الصديق "مالك البطلي" بعد أن انهى كتابه مباشرة، وكأنه يريد أن يقول هكذا نحن العراقيين، نكتب بدون تجميل أو تزويق، فواقعنا ينضح بهذه الأوضاع، ولكم أنتم القراء أن تتحدثوا كما شئتم، تقيموا ما نقدمه لكم حسب ما ترونه.
سأحول أن نربط العبارات بالمضمون، لكي نصل إلى داخل نفس الكاتب، إلى عقله الباطن، فهو يحدد لنا الزمن، الواحد صباحا، لحظة الانتقال من يوم ماضي إلى يوم جديد، لكن الليل هو سيد الموقف، فهذا الصباح وتلك الليلة هما في حقيقة الأمر شيء واحد، الظلام ما زال واقع، وأثره حاضرا وفاعلا، فلا فرق بين الصباح ـ في هذا التوقيت، الواحدة صباحا ـ وبين الليل في مساء اليوم الفائت، من هنا وجدناه يقول:
"ما عاد الليل يوجعني"، لكن هذا التكيف ـ إن جاز لنا القول ـ مع الظلام والخراب لم يقتصر على الوقت وحسب، بل تعداه إلى ما هو إنساني، إلى من هو قريب/صديق الراوي، ولهذا أتبع عبارته بقوله:
"مرضك الغبي لا يوجعني بل يوجعني" فالراوي تجاهل ـ من كثرة الخراب والموت ـ إن من بخاطبه هو إنسان، قريب منه وعليه، من هنا صحح قوله: بقوله "بل يوجعني"، وهذا يشير إلى حالة الاضطراب والارتباك والقسوة التي يمر بها الراوي.
بعدها ينقلنا الراوي إلى عالم آخر، عالم "لأنا" فيحدثنا عما يعاني نفسيا، فهو يشكو عدم وجود من لا يسأل عنه، من يحدثه بنا يشعر من ألم ووجع، إن كان على صعيد الهم العام أم الهم الخاص:
"لم يسألني أحد" بما أن الراوي يحدثنا بانسيابية فهو يكمل هذا الخبر بخبر آخر:
"حتى أنا لم أسأل نفسي" وهذا يؤكد أن ظرف ووقت الكتابة كان في حالة ألا شعور، فهو يكتب من خارج العقل الواعي، ولهذا نجده يستدرك العبارات بإلحاقها بعبارات مكمله لها، تصححها أو تضيف عليها ما هو جديد.
بعد هذ يحدثنا الراوي عما يحمله من ألم داخلي، فيصف لنا حالته بهذا الوصف:
"أنا كأنني طفل معوق أعمى يبحث عن أمه
بين انفجار وآخر" تشخيص حالته بالمعوق والأعمى يشير إلى حجم المأساة التي يمر بها، وعندما ذكر "يبحث عن أمه" كان يشير إلى ما يحمله في العقل الباطن اتجاها، فهي من لا يتركه/يستغني عنه/يهجره مهما كانت الأحوال والظروف.
من المشاهد المتشابكة/المتداخلة التي يحملها الراوي عن أمه وصف شعرها، فرغم أنه أسود، وهذا يشير إلى أنها ما زالت تحتفظ بجمالها وصباها، إلا أنها لا تهتم بهذا الشعر الأسود، بعدم تمشيطة، فهي امرأة بلا زوج/بلا رجل، لكي تزين نفسها له:
"كان الطريق أشبه بشعرها
بكثرة التواءاته وتساقطه قرب انفجارات الخيبة"، يعود بنا الراوي إلى ذكر مأساته المتمثلة "بالانفجارات" التي جعلت حياته جحيم لا يطاق.
ويختم الراوي نصه بهذا القول:
"وها أني أشعر ببرودة الموت
لأن عزرائيلها يحب الدفء" حتى في آخر فقرة نجد الراوي يكتب من خارج العقل الواعي، فلماذا كتب "عزرائلها" ولم يكتب "عزرائيل"؟ أعتقد بأن لأم التي فقدها، والأصدقاء والأهل والمكان الذي يخرب أمام ناظريه جعله يعود إلى حضن الأم التي يفتقدها، من هنا نجده يتجاهل كل ما حاوله ويركز على أمه دون سواها، فهي المفقود الأهم في مثل هذا الظرف.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوفية في ديوان -كأنه فرحي- محمد ضمرة
- المعرفية التاريخية والجغرافية في -رواية قبلة بيت لحم الأخيرة ...
- المكان والإنسان في مجموعة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة الع ...
- من يحترق فلسطين أم إسرائيل؟
- الغربة والوطن في قصيدة -أبحث عن وطني في وطني- نزيه حسون
- المدينة والمرأة في ديوان -صورة في الماء لي ولك الجسد- سميح م ...
- النص الساخر في قصة -النباح- عصام الموسى
- الحيرة في قصيدة -حرف على الهامش- وجدي مصطفى
- النص الجديد في ديوان -بائع النبي- سلطان القيسي
- الابداع والتألق في ديوان -المسرات- مازن دويكات-
- روح الشباب في قصيدة -جنة الله بقرار ثوري- مصباح حج محمد
- مداخل إلى ديوان -نهر الهوى- جاسر البزور
- سرد الوقت في رواية -آخر الحصون المنهارة-
- أثر الجنس في العقل الباطن للسارد قي رواية -آخر الحصون المنها ...
- تعرية المحتل في رواية -آخر الحصون المنهارة- مشهور البطران
- الأرض في قصة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة العيسة
- السواد في قصيدة -مديح متوحش- كاظم خنجر
- الأديب المفكر الصهيونية في كتاب -بيان الوعي المستريب- إلياس ...
- المقدس الفني
- الضياع الادبي في رواية -أوديستي- أحمد سليمان العمري


المزيد.....




- تغطية خاصة من حفل افتتاح الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان ...
- ناشرون بمعرض الدوحة للكتاب: الأدب وعلوم النفس والتاريخ تتصدر ...
- فنون الزخرفة الإسلامية والخط العربي تزين معرض الدوحة الدولي ...
- محامي ترامب السابق يكشف كواليس شراء صمت الممثلة الإباحية
- المهرجان الدولي للشعر الرضوي باللغة العربية يختتم أعماله
- -مقصلة رقمية-.. حملة عالمية لحظر المشاهير على المنصات الاجتم ...
- معرض الدوحة للكتاب.. أروقة مليئة بالكتب وباقة واسعة من الفعا ...
- -الحياة والحب والإيمان-.. رواية جديدة للكاتب الروسي أوليغ رو ...
- مصر.. أزمة تضرب الوسط الفني بسبب روجينا
- “شو سار عند الدكتور يا لولو”.. استقبل الان تردد قناة وناسة ا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قسوة المضمون في -الساعة الواحدة صباحا- مالك البطلي