أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - سعوديات ...















المزيد.....

سعوديات ...


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 5329 - 2016 / 10 / 31 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1) المكان الذى يسمى الآن بالمملكة العربية السعودية كان فى أوائل القرن العشرين عدة كيانات سياسية مستقلة عن بعضها أكبرها الحجاز ونجد ثم حائل وغيرها. وكانت هناك مناطق تعتبر إمتدادا لليمن مثل عسير وجيزان ونجران. ولكن المخابرات البريطانية الخارجية MI-6 رأت ضرورة توحيد معظم مكونات شبه الجزيرة العربية قبل الشروع فى التنقيب عن البترول وإنتاجه تحت قيادة واحدة تخدم أهداف بريطانيا الإستراتيجية فى المنطقة. وقد عهدت المخابرات البريطانية لواحد من أكفأ رجالها وهو جون فيلبي بأن يكون على مقربة من مؤسس الدولة السعودية الثالثة (الحالية) عبد العزيز آل سعود لتوجيهه صوب الهدف المنشود. وإذا كان هذا المشروع قد بدأ تنفيذه مع إستيلاء عبد العزيز على مدينة الرياض سنة 1902 فإنه قد إكتمل فى سنة 1934 بإعلان تأسيس المملكة العربية السعودية. وبعد 4 سنوات بدأ إنتاج وتصدير البترول ولكن بعد أن سرق الأمريكيون عبد العزيز من البريطانيين. وقد عكفت على دراسة تاريخ ومسار الدولة السعودية الثالثة (الحالية) وأجزم أنني قرأت معظم ما كتب عنها فى العالم. ويقيني الآن أن المخابرات البريطانية ساعدت عبد العزيز آل سعود ثم إنتقل عبد العزيز من حجر بريطانيا لحجر الولايات المتحدة لخدمة أهداف كلها معادية لمصر. ويكفي ان نعلم ان فوائض مبيعات البترول السعودي (حوالى 700 مليار دولار امريكي) مودعة فى الولايات المتحدة ! ... ولا يمكن إنكار أن مشروعات الإسلام السياسي فى كل أرجاء العالم هى من فروع شجرة مشروع الدولة الدينية فى السعودية والتى هى رأس حربة الأصولية الإسلامية السنية ، وعندي قرائن على وجود الدور السعودي فى كافة التنظيمات والجماعات الممثلة للإسلام السياسي السني (الإخوان + القاعدة + حماس + الشباب والمحاكم فى الصومال + بوكو حرام أي "التعليم حرام" + داعش + النصرة ... إلخ). (2) فى سنة 1744 تأسست الدولة السعودية الأولى على أساس حلف بين رجلين هما محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب. وكان شعار الرجلين هو : الدم الدم ، الهدم الهدم. وبإختصار ، فإن الدولة السعودية قامت على أساس أن أحد الطرفين (إبن سعود) يحكم بموجب وبمقتضى المباديء الشرعية كما يراها الطرف الآخر (إبن عبد الوهاب). وفى سنة 1818 دمر الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا الدولة السعودية وقام بأسر أميرها والذى أعدم بعد ذلك. وتمثل الحرب التى شنها الجيش المصري على الدولة السعودية الأولى حقيقة التضاد الكامل بين ثقافة أبناء مجتمع زراعي له أطول تاريخ وصاحب أعظم حضارة قديمة وثقافة البدو الأجلاف الذين لم يكن لهم أي سجل تاريخي ولم تكن لهم أية إنجازات حضارية بل وكان واقعهم وماضيهم مفعمين بالتخلف والفظاظة والعجز عن إنتاج أي مدنية أو إفراز أية حضارة. وبإختصار ، فلم يكن عربان شبه جزيرة العرب إلا بشر بدائيون جدا ومتخلفون حدا ومعظمهم عاشوا على السلب والنهب وقطع الطريق. ومنذ دمر المصريون الدولة السعودية الأولى وفكر هذه الدولة الذى كان بعد ذلك أساس الدولة السعودية الثانية ولا يزال أساس الدولة السعودية الثالثة (الحالية) وكل شيء يؤكد أنه (أي فكر الدولة السعودية) هو "عدو مصر الثقافي الأول". وعندما جاء لحكم مصر فى سنة 1970 رجل كان مقربا من المخابرات السعودية (أنور السادات وكمال أدهم رئيس المخابرات السعودية وقتها وأخ عفت الزوجة الأثيرة لملك السعودية وقتها "فيصل") فإن السادات وبتأثير من كمال أدهم ورجله الأول فى مصر (عثمان أحمد عثمان) فتح القمقم وأخرج العفريت (الإخوان) وأطلق لهم العنان سيما فى المؤسسات التعليمية والنقابات وهو ما أدى لإنتشار هذا السرطان فى جسد مصر من يومها وحتى هذه اللحظة ... وخلال السنوات منذ 1970 وللآن أنفقت السعودية المليارات على عملية تغلغل الفكر الوهابي فى شتى رقائق المجتمع المصري وغزت السعودية بفكرها الوهابي المؤسسة الأزهرية وأصبح جل الأئمة والدعاة يتحدثون بلسان الوهابية ... (3) فى سنة 1891 سقطت الدولة السعودية الثانية على يد آل الرشيد وفر آل سعود للكويت التى آوتهم وقدمت الملجأ لهم. وفى "ديوانية" الشيخ مباك الصباح الذى تولى حكم الكويت سنة 1896 كان الشاب عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يجلس بصفة شبه يومية. وكان الشيخ مبارك (حاكم الكويت من 1896 إلى 1915) هو من حض الشاب السعودي (عبد العزيز بن عبد الرحمن المولود سنة 1880) على تبني فكرة إستعادة سدة الحكم التى فقدها آل سعود فى الرياض. وعندما قرر عبدالعزيز الإستيلاء على الرياض فإن حاكم الكويت (الشيخ مبارك الصباح) هو من زوده بما كان هو والأربعون رجلا (من آل سعود) الذين رافقوه فى مغامرة الإستيلاء على الرياض فى يناير 1902 بحاجة له من سلاح وخلافه. فهل بقى عبد العزيز وفيا للكويت التى آوته وأهله عندما طردهم آل الرشيد ؟ العكس هو ما حدث. فبعد 19 سنة من إستيلاء عبدالعزيز على الرياض هاجم جيش السعوديين الكويت (فى 1921) بنية الإستيلاء عليها. ونظرا لأن بريطانيا لم تكن تريد ان يستولى عبد العزيز على الكويت فقد قامت القوات الجوية البريطانية بوقف الجيش السعودي وإن كانت قد سمحت لعبدالعزيز بقضم مساحة من الكويت تزيد عن مساحة ما لم يسمح له بالإستيلاء عليه ... وكان جيش عبدالعزيز فى هذا الوقت يعتمد أساسا على فصيل من غلاة المتطرفين دينيا كانوا يعرفون ب "الإخوان" وكان زعيمهم وقتها هو "فيصل الدويش" (الدويش وليس الدرويش) وهم يمثلون ذروة التعصب والتطرف فهم مثلا كانوا يقتلون من يقوم بالغناء او عزف الموسيقى ويحاربون لأسباب مثل وجود قبور ! وعندما ظهرت السيارات الحديثة ثم الراديو فقد قاموا بتكفير مستعملها ! (4) حلف رجال الدين ورجال الحكم فى السعودية هو أساس البلاء الكبير الذى ضرب منطقتنا ومجتمعاتنا خلال المائة سنة الأخيرة بل وأمتد شره لكل مكان فى عالمنا المعاصر. فى سنة 1744 أسست الدولة السعودية على هذا التحالف. وبعد إستيلاء عبد العزيز آل سعود على مدينة الرياض (يناير 1902) بقى حلمه فى التوسع بعيدا عن النجاح لتسع سنوات. وفى سنة 1911 تحالف عبدالعزيز مع "الإخوان" وهم محاربون شرسون وربما يكونوا فى تعصبهم وهوسهم الديني بلا نظير بإستثناء جماعات قليلة مثل القرامطة والحشاشين. وخلال 15 سنة أوصل "الإخوان" عبدالعزيز لمعظم حلمه وجل مشروعه. ففى سنة 1926 ضم "مملكة الحجاز" لدولته وصارت "مكة" و "المدينة" ضمن أراضي دولته (سلطنة نجد ومملكة الحجاز). يومها بدأ الصدام بين مشروعه ومشروع الإخوان. فهو يريد "دولة" وهم يريدون "العالم". وما أن وصلنا لسنة 1929 حتى كانت المواجهة قد أصبحت حتمية ، فحارب عبدالعزيز من كانوا قبيل سنوات أهم جنوده وهزمهم وأسر زعيمهم فيصل الدويش. ولكن هل كانت هذه هى نهاية الإخوان ؟ قطعا : لا. فكل ما حدث أنهم أصبحوا ضمن فسيفساء دولة عبد العزيز (سلطنة نجد ومملكة الحجاز حتى 1934 ثم المملكة العربية السعودية من 1934). وأنتشروا فى جسد دولة عبدالعزيز بوجه عام وفى المؤسسات الدينية والقضائية والتعليمية ، وأصبحوا من يومها ممثلي ما يمكن وصفه بأقصى اليمين فى الدولة السعودية. وظل هذا "اليمين" يحارب من أجل إيقاف أو إبطاء أي تحديث للمجتمع السعودي ومن أجل إبقاء المرأة فى الإطار شديد التخلف والرجعية الذى رسمته لمكانة ووضع المرأة الدعوة الوهابية. وهم أيضا من حارب فتح مدارس للبنات وتأسيس الإذاعة ثم التلفزيون واستعمال السيارات وغيرها من منتجات العصر. ورغم سيطرة الدولة فإن هذا اليمين ظل قوة ذات تأثير كبير على المجتمع. ويعتبر ما قام به الجهيمان فى الحرم المكي منذ 37 سنة تجسيدا للحظة صدام كبيرة بين هذا اليمين (الوهابي) والدولة (السعودية). وحتى هذه اللحظة فإن نسبة كبيرة من المساجد والمؤسسات التعليمية الإسلامية والمراكز الإسلامية فى معظم دول العالم تتحدث بعقل ولسان ومنهج هذا اليمين الوهابي الذى هو فرع فى شجرة الإخوان الذين بدونهم ما كان لعبد العزيز ان يتحول من سلطان صغير على رأس نجد لعاهل المملكة العربية السعودية (2 مليون كيلومترا مربعا) بعد عقدين من لحظة تحالفه مع الإخوان الذين إختار حسن البنا إسمهم ليكون اسم جماعته التى أسسها فى 1928 ....



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة أنور السادات فى حق مصر ...
- حديث عن الكاتب الكبير -أونكل ميكي-.
- محنة مسيحي مصر المعاصرة.
- حديث مع بيرنارد لويس ...
- حادثة 4 فبراير 1942 فى مصر
- الإخوان بين الماضي والحاضر
- أيها العم سام : أنت مجرم عتيد ولكننا بعدم الضعف أمامك سنروضك ...
- جريمة العريش يوم 16 مايو 2015 (إغتيال الإخوان لثلاثة قضاة مص ...
- العفريت الأصولي.
- إعتذاران ...
- غثاء نيويورك تايمز الأحوى ...
- لا تقدم لأي مجتمع بغير مساواة المراة الكاملة بالرجل فى الحقو ...
- سنوات الجمر ... فى عمر مصر : النص النهائي (1)
- سنوات الجمر ... فى عمر مصر (2011 - 2014) : الجزء الثانى.
- سنوات الجمر ... فى عمر مصر (2011 - 2014) : الجزء الأول.
- أقول لكم : يا نخب مصر السياسية والثقافية ...
- الى الرئيس المصري القادم ...
- نداء لكل مصري يؤمن بالدولة المدنية ...
- حوارات مع الإسلاميين (1).
- تعليقات على مجريات الأمور فى أم الدنيا ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - سعوديات ...