أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - جريمة أنور السادات فى حق مصر ...














المزيد.....

جريمة أنور السادات فى حق مصر ...


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين 1952 و 1970 كان أنور السادات قريبا من السعودية على عدة مستويات. فرسميا ، كان منصبه فى المؤتمر الإسلامي يجعله قريبا من عدد من قيادات المملكة. وعلى المستوى الشخص فقد كان السادات شديد القرب من كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية والأخ غير الشقيق للسيدة عفت أهم زوجات الملك فيصل. وعندما أصبح السادات رئيسا لمصر فى أكتوبر 1970 أصبح للسعودية أكثر من شخص من أقرب الناس للسادات مثل كمال أدهم وعثمان أحمد عثمان. وعلى الفور بدأ هؤلاء بإقناع السادات بلعب دور الرئيس المسلم لدولة مسلمة. وواكب ذلك فتح قنوات إتصال بين السادات والإخوان (عمر التلمساني وغيره). كذلك بدأ مشروع إضفاء صبغة إسلامية قوية على المجتمع المصري من خلال الإعلام بوجه عام وبرنامج "نور على نور" للإخوانى أحمد فراج الذى كان برنامجه التلفزيونى هو المنصة التى إنطلق منها عراب سعودة مصر الشيخ متولي الشعراوي الذى إشتهر وقتها بقوله أنه سجد لله حمدا وشكرا فى شهر يونيه 1967 عندما بلغه نبأ تدمير إسرائيل لمعظم الجيش المصري فى حرب الأيام الستة. ولم يكن الشعراوي بمفرده وإنما كانت معه جوقة من نظراءه فى الأفكار مثل الشيخ محمد الغزالي. وفى إستراحة رئيس الجمهورية فى القناطر الخيرية (شمال القاهرة) وضعت خطة إستعانة السادات بالإخوان فى كسر شوكة اليسار المصري فيما صوره إعلام السادات كمعركة بين "مصر اليسارية الكافرة" و "مصر المسلمة" التى صار رجل ذو أهواء إسلامية رئيسا لها وأصبح يمعن فى إبراز الطابع المسلم لمصر كدولة مسلمة يرأسها رئيس مسلم أحاط نفسه برجال يستهويهم هذا التغيير الجذرى فى روح ثقافة مصر. وبجانب إستعانة السادات بشخصيات قوية الإنتماء لتنظيم أو لأفكار جماعة الإخوان ومنها شخصيات شديدة الخطورة على أفكار الدولة المدنية مثل محمد عثمان محافظ أسيوط الذى أسس العديد من مؤسسات التعليم الإسلامية بهدف تصديها لليساريين وللمسيحيين فقد أوغل السادات فى مشروع الإنصياع للسعودية وجعل واحدا من أهم رجال السعودية فى مصر وهو الشيخ متولي الشعراوي وزيرا بحكومة مصر. وعندما أدرك السادات أن العفريت الذى أخرجه هو من القمقم خلال السنوات الأربع من 1970 الى 1974 قد أسفر عن نيته الوصول لحكم مصر وليس الإكتفاء بمحاربة اليسار المصري ، كان وقت الإستدراك قد فات ، وما هى إلا سنوات قليلة حتى كانت رصاصات أطلقها إسلاميون يوم 1981/10/6 قد أردت السادات قتيلا فى مشهد أوضح للكل عاقبة أي إئتلاف مع الأصوليين الإسلاميين. وكما قلت للسيدة جيهان السادات فى مجلس العموم البريطاني فى لندن يوم 3 نوفمبر 2015 فإن السادات قد مات يون 1981/10/6 وترك مصر فى غرفة مغلقة من حية رقطاء شديدة السمية هى جماعة الإخوان. ومن غرائب و عجائب دنيانا أن نكون عارفين بقصص عديدة مثل "قصة السادات والإخوان" ، ثم نقبل أن يقول قائل بأن الإخوان فصيل سياسي لا ينبغى إقصاءه ! فأدبيات الإسلام السياسي ومسيراته خلال أقل قليلا من قرن من الزمان كلها تشير لبعد لا يمكن إخفاءه من أبعاد الإسلام السياسي وأعني أنه بحكم دمجه للمطلق (الدين) فى النسبي (السياسة) لا يمكن إلا وأن تقود مشاركته فى الحياة السياسية لتدمير كلي لقيم الحداثة التى من مجملها يتكون المشهد الديموقراطي : التعددية ، الغيرية أو قبول الآخر ، التعايش المشترك ، حقوق الإنسان ، النسبية ، إطلاق العنان للعقل الإنساني بوجه عام والعقل النقدي بوجه خاص ، حقوق المرأة ، المواطنة ، فصل الدين عن الدولة ، التعليم الحر ... إلخ.



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن الكاتب الكبير -أونكل ميكي-.
- محنة مسيحي مصر المعاصرة.
- حديث مع بيرنارد لويس ...
- حادثة 4 فبراير 1942 فى مصر
- الإخوان بين الماضي والحاضر
- أيها العم سام : أنت مجرم عتيد ولكننا بعدم الضعف أمامك سنروضك ...
- جريمة العريش يوم 16 مايو 2015 (إغتيال الإخوان لثلاثة قضاة مص ...
- العفريت الأصولي.
- إعتذاران ...
- غثاء نيويورك تايمز الأحوى ...
- لا تقدم لأي مجتمع بغير مساواة المراة الكاملة بالرجل فى الحقو ...
- سنوات الجمر ... فى عمر مصر : النص النهائي (1)
- سنوات الجمر ... فى عمر مصر (2011 - 2014) : الجزء الثانى.
- سنوات الجمر ... فى عمر مصر (2011 - 2014) : الجزء الأول.
- أقول لكم : يا نخب مصر السياسية والثقافية ...
- الى الرئيس المصري القادم ...
- نداء لكل مصري يؤمن بالدولة المدنية ...
- حوارات مع الإسلاميين (1).
- تعليقات على مجريات الأمور فى أم الدنيا ...
- طلعت -نجد- علينا !!!!


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - جريمة أنور السادات فى حق مصر ...