أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - ماذا يريد السلطان المغولي اردوغان من الكورد ومن العراق















المزيد.....

ماذا يريد السلطان المغولي اردوغان من الكورد ومن العراق


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 27 - 14:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ان الحملة الهستيرية للسلطان المغولي اردوغان ضد الكورد والعراق، جعله وحكومته كالكلاب السائبة تنبح ليل نهار بالدرع الفرات للقضاء على الكورد في سوريا والتدخل في العراق لإعادة الموصل وكركوك الى الحكومة المغولية في انقرة، ان الدافع وراء هستيريا الترك المغولي هو ان الكورد اصحاب الأرض اقتربوا من استعادة ارضهم وسيادتهم عليها، وحملته ضد العراق هي امتداد للحروب العثمانية ضد الحكم الصفوي الإيراني.

لقد لاحظت من خلال مسيرة حياتي وقراءتي للتاريخ الحديث ان أكثر المتطرفين في الدعوة للاستعلاء القومي هم من المشكوك في أصولهم القومية، ادون هنا بعض الأمثلة:
لم تنشأ حركة قومية عربية متطرفة في الجزيرة العربية، لأنهم واثقون من أصولهم العربية وتكاد تميز العربي من بين الإلاف الذين تقابلهم في المجتمعات الغربية.
نشأت حركات التطرف القومي العربي في سوريا والعراق، لأن أكثر من ثلثي أبناء سوريا ليسوا عرب، فهل يشبه السفاح بشار الأسد أي عربي من الجزيرة العربية وهذا ينطبق على المتطرفين القوميين العرب في العراق.
كل الشعوب تفتخر بأصولها ألا الشعب التركي فهم يخجلون ان يقولوا بأن أصلهم شعب مغولي من منغوليا، أنهم ينسبون أصولهم الى الحكم العثماني المغولي الذي يرجع تاريخه الى 717 سنة فقط، بينما أصحاب الأرض من الأرمن والكورد يعود تاريخهم في هضبة الأناضول الى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، حتى ان التركي الذي عنده الشجاعة بالاعتراف بأصوله المغولية تُكذبه ملامح وجهه.
أن المتعصبين من مدعي القومية التركية المغولية ليسوا أترأك بل أصولهم أرمنية وكردية ويونانية والبقية هم أبناء الجواري والسبايا العهد العثماني المغولي، وقد اعترف السلطان أروغان بأن أصوله يرجع الى جورجيا، فهل تجد أحدا من قادة الدولة التركية الحالية بالملامح المغولية! بينما لا ترى فروقا كبيرة بين ملامح الملا مصطفى البارزاني رحمة الله عليه وابنه مسعود مع ملامح المناضل عبدالله اوجلان وأبناء الشعب الكوردي في كوردستان إيران والعراق وفي الأناضول وفي سوريا لأنهم كورد عاشوا ويعيشون على ارضهم منذ الآلاف السنين كعرب جزيرة العرب اللذين سكنوا ارضهم منذ أيام قحطان الذي يرجع نسبه الى سام بن نوح، اما الترك فهم دخلاء على المنطقة ويحاولون تغطية ضعف أصولهم على ارض كوردستان وأرمينيا باستعلائهم القومي وتتريك الشعوب والأرض وأسمائها، فكانوا يطلقون على الكورد أصحاب الأرض بأتراك الجبل.

في إحدى زياراتي الى المدن والمناطق الجزائرية زرت مدينة الأغواط على حافة الصحراء الكبرى في الجزائر في الربيع 1974، فلم أجد مكان للمبيت فيها سوى في حمام تركي تقليدي وحصلت على فراش (دوشك ومخدة وبطانية) في قاعة الراحة والدلك (المساج) في الحمام بين اكثر من أربعين شخص كلهم من الجزائر أي غرباء بالنسبة لي وانا الغريب الأجنبي الوحيد بالنسبة اليهم، ولم يكن هناك مجال لتبادل الأحاديث لأن الكل متعب من العمل او السفر وراغب للنوم ليستعد للعمل في الصباح اليوم التالي، وفي اليوم التالي ذهبت الى مطعم الفندق الذي لم أجد فيه غرفة للمبيت لتناول الطعام، وعند طلبي للطعام بادرني الشاب الذي أتى لتسجيل طلبي للطعام وهو لم يكن يصغرني بكثير بالسؤال: "شيخ: هل انت كوردي" يُستخدم كلمة الشيخ بدل الأستاذ في الجزائر، فصعقني سؤاله فبهتُ ساكنا لا استطيع الرد، فقلت في نفسي هل تتبعنا استخبارات صدام حسين الى الصحراء الجزائرية، تشجعت بعد تردد وقلت نعم وكيف عرفت، فكان رده "اني طالب جامعي ادرس الديموغرافية البشرية وملامحك تشير الى اصلك"، ومرة أخرى كنت في مدينة الميونخ الألمانية في صيف 1976 وانا اهبط سلم الفندق واذا بشخص يبادرني بالسلام والتحدث معي باللغة الكوردية مباشرة فأجبته كيف عرفت بأني كوردي فكان ردهُ "ام كلة كلة كورد" أي هذا الرأس رأس كوردي، فسألته عن موطنه فرد انه من قصر شيرين (كوردستان إيران).

زرت تركيا كثيرا وسرت بالسيارة من استنبول الى انقرة والى ديار بكر ومنها الى العراق، ومن استنبول الى انطاكية في لواء إسكندرونة ومنها الى سوريا، فلم أرى تركياً واحداً بملامح مغولية بل رأيت الكورد من سكنة جبال كوردستان الشمالية والعرب في انطاكية، وبشراً لا ينتمون الى العنصر المغولي يتكلمون اللغة التركية، ان نسبة كبيرة من سكان استنبول هم من الكورد اللذين هُجروا او هاجروا من ارضهم ليهربوا من القتل والتعذيب على يد الجيش التركي حيث يعتبرون كل كوردي ينادي بحقوقه إرهابي.

لقد زرت العالم بشرقه وغربه ومن شماله الى جنوبه، من استراليا الى الصين وأوربا وأفريقيا الى كيب تاون (رأس الرجاء الصالح)، الى سان فرانسيكو في أمريكا، ودرت بسيارتي في السبعينيات القرن الماضي حول البحر الأبيض المتوسط مارا بكل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط عدا لبنان (بسبب الحرب الأهلية) وإسرائيل، ولي صداقات مع كل الأجناس البشر، الأبيض والأسمر والأصفر والأسود بما فيهم الأتراك، وكان اقرب واعز صديق لي جاري وزميلي في اعدادية الكاظمية رحمته الله عليه من التركمان، وكنت احيي ليالي العاشوراء مع اصحابي في الكاظمية كأني واحد منهم، ولكني ضد التطرف والاستعلاء القومي و المذهبي و الديني، فكلنا بشر لم نختار اسمنا او لون بشرتنا وحتى اننا توارثنا دياناتنا كما توارثها المشركون في وحدانية الله أيام الجاهلية، وبسبب التخلف والمناهج الدراسية وخاصة التأريخ والتربية الدينية وفتاوي الفقهاء الكذبة قُيدت افكارنا واصبحنا كالمشركين في الجاهلية لا نقبل بالهداية الفكرية، دينية كانت او علمية او اجتماعية.

ماذا قدم السلطان اردوغان الذي يدعي الإسلام وحزبه الإسلامي غير قتل الكورد في تركيا وفي سوريا وداخل العراق، ان تعصبه للعنصر التركي والمذهبي وحبه للسلطة اعمى بصيرته فنسى الله ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، فلأذكره بالآية الكريمة "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (النجم 39)"، فهو يحارب استاذه فتح الله غولن الذي يبني المدارس ويثقف الناس، وهذه الاعمال هي السعي المشكور عند الله وعند العباد وليس بالتسلط على الحكم وبالتهريج والحقد الأعمى فيرى السلطان اوردغان نفسه قزما امام منجزات فتح الله غولن لأعماله لخير البشرية والمسلمين، فلا يقوى عليه السلطان الا بالزعيق والعمل على زيادة اقتتال البشر، وهذا ليس بغريب على حفيد العثمانيين كما يدعي، فقد قضوا العثمانيون 600 عام يغزون ويقتلون وسبي النساء، وقصورهم كانت مكتظة بالجواري ولم يسلم منهم لا المسلم ولا المسيحي، فأرتكب العثمانيون في عهد سليم بايزيد مجزرة كبرى في مصر في 1517م، اكبر فظاعة من مجزرة هولاكو في بغداد كما رواه المؤرخ المصري "محمد بن احمد إياس الحنفي" الذي عاصر غزوة السلطان العثماني سليم بن بايزيد، في كتابه "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، فذكر بأن الغزاة من آل عثمان قتلوا لا يقل عن 10 آلاف من المصريين في يوم واحد، فانتقم السلطان العثماني المغولي سليم بايزيد من دولة المماليك لأن خير أجناد الأرض (جنود مصر) الحقوا أول هزيمة بالغزوة المغولية الأولى (غزوة هولاكو) في معركة عين جالوت في عام 1260م، وكان السلطان العثماني يعتبر نفسه ظل الله في الأرض "الله في السماء، والسلطان ظله في الأرض" اي نفس بدعة الخميني والخامنئي. لم تقدم الخلافة العثمانية شيئا مفيدا للإنسانية، فبحث السلطان اردوغان في أرشيف السلطنة العثمانية ليجد منقبة علمية او فكرية فلم يجد سوى هاوي عثماني "لاكري" الذي استخدم فكرة الألعاب النارية الصينية فأطلق صاروخ سقط في البحر فأعتبره اردوغان رائد فضاء عثماني هبط على القمر في عام 1635م أي 334 سنة قبل هبوط نيل ارمسترونع الأمريكي على القمر، للعلم اُبتكر الألعاب النارية في الصين بالصدفة في القرن السابع أي قبل تجربة الرائد القضاء العثماني "لاكري" بألف عام.

كلمة أخيرة:
لا استقرار في المنطقة حتى ان يتساوى الناس في حقوقهم ويتمتعون بحرية معتقداتهم وممارسة ثقافاتهم بعيدا عن تسلط المجرمين والحرامية والقتلة والتجار الدين والسياسة على الحكم.
لا استقرار في المنطقة حيث يبجل السارق للأموال العامة والقاتل ويحتقر المواطن النزيه.
لا استقرار في المنطقة ويتولى فيها الحكم والوزارات جهلة القوم واصحاب الكفاءات عاطلون عن العمل.
لا استقرار والفقهاء الكذبة يشاركون الله في حكمه على البشر قبل يوم الحساب فيدعون "هذا في الجنة وذاك في النار" ويتدخلون في الحكم.
لا استقرار في المنطقة مع الطاعة العمياء لولي الأمر والفقيه.
لا استقرار في المنطقة والنظام الإيراني بدستور إسلامي والنظام التركي الإسلامي التوجه يصدران الحروب والقتال الى خارج حدودهما لقتل المسلمين للحفاظ على كرس الحكم.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعجال عملية تحرير الموصل لخدمة الحملة الانتخابية الامريكية ...
- لا بد من عفو عام شامل لكل أبناء الشعب العراقي لهزيمة داعش ال ...
- التبجح التركي واستقلال وكرامة العراق
- هل من نهاية لمأساة الشعب الفلسطيني؟
- الى القيادة العسكرية والسياسية العراقية: لديكم الآن الفرصة ا ...
- الثوار الكذبة وضياع الدول الثورية والاقاليم
- ميلاد طاغية - السلطان اردوغان- A Tyrant is Born
- رسالة الى السيد الرئيس باراك أوباما
- هل هناك امل في نهاية الحرب في اليمن
- الحرب الأهلية الشاملة في العراق قادمة لا محالة
- نجاة السلطان اوردغان معاقا وانتهاء عهد اتاتورك والاتاتوركية
- الفقهاء الكذبة والمشركين من مدعي العلوم الدينية
- متى يفهموا الطغاة بإن زمن الطغيان قد انتهى
- الاسلام السياسي والمحاصصة في الحكم منذ سقيفة بني ساعدة
- هل اصل الكورد عرب من اليمن ام عرب اليمن اصلهم كورد؟
- أيها الكوردي اعرف عدوك وطالب بحقوقك وبتعويضات عادلة
- رسالة الى وحدات حماية الشعب الكوردي
- أكاذيب دعاة القومية وتجار الدين ومدافعي المظلومية المذهبية
- الحشد أللأشعبي والفوضى في لادولة العراق
- الثلاثاء الأسود


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - ماذا يريد السلطان المغولي اردوغان من الكورد ومن العراق