أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - سبحان الفوتوشوب














المزيد.....

سبحان الفوتوشوب


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 5316 - 2016 / 10 / 17 - 00:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سبحان الفوتوشوب

اكذبْ ثم اكذبْ ثم اكذبْ حتى يصدقك الناس [[دعاية ألمانية]]. وكلما كبِرتِ الكذبةُ سهُل تصديقها، ليس لقوة الحجة والبرهان، ولكنّ التكرار واعتيادَ سماعها قد يزحزح كذبة أخرى، أو حقيقة أخرى، .. من مكانها، فتحل "الجديدة" مكان "القديمة". وللناس دائما افتتانٌ وإعجاب بالجديد، قد يطول أمده، وقد يتبخر بسرعةِ فقْدهِ لوهجه وبريقه الخلاب.
لذلك فإن "قولبة" عقول الناس وميولاتهم، وتنميط اختياراتهم وسلوكياتهم قد تتأتى "بسهولة" نسبية، باستعمال الكذب والخداع باستمرار وتلاحُق ... وسيكون من الصعب على التنويري إقناعُ الناس أنهم مخدوعون، مستلَبون، ...
وقد نبّهت في مقال سابق لسلوك "أحد المعلقين" في الحوار المتمدن، وسمّيته آنذاك ب: مِسْتَر روابط، إذ لم يكن همّه التعليق على المقالات، ولكنه كان "نشيطا" - وباستمرار - في إلصاق مجموعة من الروابط الدعائية المعينة، في إثر أي مقال "يصوّب" نحوه "سهامه". آملا - ربما - أن تفضي الاستمرارية إلى استمالةٍ محتمَلة.

في إطار الشد والجذب بين الأفكار التنويرية، والأفكار الظلامية، نجد أنصار التيار الأخير يعمدون إلى خُدعٍ وأضاليل قد تنطلي على عقول القطيع والسّذَّج والبسطاء والأميين والجهلة، ... وقد يَسقط في شباكها حتى بعض من يُفترَض فيهم أنهم تلقّوا تكوينا عاليا في العلوم البحثة (طبيب، مهندس، باحث جامعي، ...)

ومن النماذج التي يعتمدها التيار التضليلي وينشرُها:
1 - صور لنباتات أو حيوانات .. تشكّل/أو/ يظهر على أديمها اسم الجلالة، أو النبي، ..
2 - صور لحيوانات في وضعيات يحرَّف مضمونها، لتؤوّل بأداء العجماوات لشعائر تعبديّة ..
3 - صور لكائنات أو ظواهر طبيعية، ... ، يتم التلاعب بمحتواها، لتؤوّل بمقدس ديني، أو "تِيمة" دينية معجزة، ..
4 - اختلاق ما لا يمكن حدوثه (مثل نسبة سماع الأذان على سطح القمر لأحد الرواد، بينما الأمر مستحيل لانعدام الهواء الذي يسري خلاله الصوت).

بالنسبة للنموذج الأول:
يستطيع أي إنسان أن يُظهِر على بعض الفواكه والخضروات ما يشاء من كلمات وأسماء .. بطريقة بسيطة - لا خداع فيها - وهي كالآتي:
على فاكهة (مثلا : تفاحة ما تزال متصلة بشجرتها) تكتب أي كلمة تشاء على الجهة التي تقابل الشمس، ثم تضع فوق الكتابة شريط لصاق شفّاف. ويمكنك الكتابة مباشرة على الشريط الشفاف ثم لصقه على التفاحة. وكلما كان المداد معتما غامقا، كلما ازداد حجْبُه لتسرب أشعة الشمس، فلا تصل إلى هذه المنطقة من التفاحة .. وبعد أيام عديدة، انزع اللصاق، وستظهر لك الكلمة - مباشرة - على قشرة التفاحة.
وكل واحد اشتغل في مختبر تصوير (بالأبيض والأسود .. أيام زمان) يعرف هذه الخاصية، والتي - ربما - غيّبها التصوير الرقمي.
أخطر ما في الأمر هو استغفال الناس، وإيهامهم بحدوث "معجزة"، بينما الأمر كله احتيال وتدليس وخداع.

بالنسبة للنموذجين الثاني والثالث:
لا أحد يجادل فيما بلغتْه تقنيات الخدع السينمائية المبنية - أساسا - على الخيال (أفلام: دكتور مابوس، جيمس بوند، ... هاري بوتر .. غزو/غزاة الفضاء .. إلخ ). يعزز ذلك تقنيات متطورة لتصوير الأحداث بإنارة مواكِبة وصوتٍ مدمَج .. والكل "يطبخ" - في النهاية - على طاولة المونتاج.
اليوم أصبح كل حاسوبٍ طاولةَ مونتاج، بفضل برمجيات خاصة، من أشهرها: الفوتوشوب.
تعلمتُ في التصوير - بالأبيض والأسود - بعض حيل الخداع التصويري، فأنْ أُظهِر نفسي على قمة الهملايا، أو على كرسي البابوية، أو صُحبة روّاد فضاء ... وأن أُظهِر "عدوّي" في وضع مشين ... يلزمني عدد من العمليات التي تقتضي القص واللصق الدقيقين، والتصوير وإعادة التصوير، وبعض الرتوش، .. وضبط فترة التحميض .. إضافة إلى الكثير من الصبر والوقت ... لإنتاج صورة مركبة واحدة.
الآن أصبح كل هذا في عداد الماضي .. إذ في وقت وجيز، أصبح المتمرسون بالفوتوشوب يتلاعبون بالصور حسب هواهم: إضاءة، وتلوينا، وتركيبا، ...
وهذه هي التقنية التي يعتمدها التيار التضليلي لإنتاج بضاعة مزيفة، لإيهام "من لا يعقل" بـ "المعجزات والخوارق" التي لا وجود لها في الواقع. (لاحظْ أن الظلاميين يدوسون - في صَغَار - كرامتَهم ومبادئهم ويتمرغون في وحل الغرْب، حين يوظّفون اختراعات الكفار الذين يلعنونهم صباح مساء، بدون خجل).

التصوير باعتباره أداة جمالية مغرية، ووسيلة توثيق وتسجيل .. يتم توظيفه - دِعائيا - في التطاحنات والحروب - الساخنة والباردة - بغرض إيصال الحقيقة أو تحريفها أو طمسها .. عبر صور حقيقية أو مركَّبة. يضاف إلى ذلك صناعة أنباء ومستندات مزيفة، "منبعها" اكتشافات أركيولوجية أو بيولوجية ... منسوبة لمختبرات وهمية وجهات مجهولة، بهدف نفي الشبهات عن ظنون تاريخية أو الإشادة بوقائع. وفي المقابل يتم تجاهل جهود أخرى لأنها تدحض أو تنسف أوهاما (انظر - على الشبكة - ما نشر من تحقيقات حول موقع المسجد الأقصى ومسجد الجعرانة) ...
على كل حال، يبقى خبراء التواصل والإعلام أدرى مني بتفاصيل هذا المجال.

من طرائف البناء على الوهم: صورة تبادُل رسائل نصية لأحد الظلاميين، يثني فيها على من زوده بمعلومات (مستمدة من الميثولوجيا الإغريقية) ظانّا أنها تخدم أفكاره وترجحها .. ولم يكن هدف "المزوِّد" إلا السخرية من الداعية وفضْحه وكشْف جهله واتّباعه لكل بَريق خلاّب.

الساعي إلى "قيادة" العقول لا يحتاج لترخيص أكثر مما يحتاج إلى استراتيجية مُحكمة. ولذلك ينجح الاستغفالُ والتضليل في استقطاب من ينساق وراءه دون تفكير أو تمييز .. قد يبلُغ به حدَّ الانسحاق والاستلاب حين تكبّله إحدى اللازمات المشهورة "انشرْ، ولك الأجر" أو "لا تخرج قبل أن تكتب: سبحان الله".

ولأني أقدس عقلي الذي هو نبراسي لتعميق إنسانيتي وحبي للخير، ولفهم كثير من ظواهر الحياة والكون، ونبذ الخرافات والغيبيات، ولأني ضد "من يبهر بأقوال الرحمن، ويخزى بأفعال الشيطان"، وضد خداع البسطاء، واستقطاب الأغبياء، ومغالطة النبهاء، لا أكتب إلا: "سبحانك يا فوتوشوب".



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتروبولوجيا دينية
- تغريدات 5/5
- تغريدات 4/5
- تغريدات 3/5
- تغريدات 2/5
- تغريدات 1/5
- المتدين والعلمانية
- مدرستي الحلوة - كتابة ساخرة -
- الموقع العتيق
- -مساهمة- في فوضى الفتاوي
- هواية إصدار الفتاوي
- فتوى غريبة
- عيد الحب
- محكمة تفتيش
- الوزير والجَرَّة - كتابة ساخرة
- وقال أشرف فياض
- مهاجر: أما آن لهم أن يخجلوا ...؟
- نكتة رئيس الحكومة المغربية
- نكحُ حوريةٍ، عمرُها: عمرُ الأزَل
- التطرف ونماذج من المعيش اليومي


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - سبحان الفوتوشوب