أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - كتاب -الثقافة محنة لذيذة- لخميس الخياطي: مسيرة مثقف تونسي














المزيد.....

كتاب -الثقافة محنة لذيذة- لخميس الخياطي: مسيرة مثقف تونسي


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 16:30
المحور: الادب والفن
    


إن أدب السيرة الذاتية مهم للاطلاع على حياة الكاتب والاستفادة من التجارب التي عاشها لمدة سنوات، وكتاب الناقد والكاتب التونسي خميس الخياطي "الثقافة محنة لذيذة" الصادر عن دار نقوش عربية يمثل استرجاعًا لمجموعة من الذكريات التي إن دققنا وتمعنا فيها نجدها تحاور وتساءل حاضرنا.

من قرية القصور إلى عاصمة الأنوار باريس

يعود خميس الخياطي سنوات إلى الوراء ليسترجع ذكريات طفولته في الشمال الغربي وتحديدًا في قرية القصور أين زاول تعليمه الابتدائي ليتجه بعد ذلك إلى مدينة الكاف، هذا الانتقال كان تحت ظروف قاسية ميزت تلك الفترة من حياته وأضفت على طفولته بعدًا آخر ينقله الكاتب بعد عدة سنوات ويستنتج أنها سنوات المحنة على المستوى المادي لما عانته أسرته لتوفر له ما يستحقه من مال، لقد أصر كاتب "الدنيا هبال" على وصف هذه المرحلة من حياته بما فيها من فقر وبرد وحكايات، كأنه أراد أن يخلد هذه الذكريات تكريمًا لمن ضحوا من أجله ومن ساعدوه على بلوغ هدفه ولتكون مسيرته حافزًا "لكل من طل من وراء البلايك".

تستفز كتابة خميس الخياطي القارئ وتجبره على المقارنة بين الماضي والحاضر وهي مقارنة بين جيل ناضل وتحدى الصعوبات وجيل آخر استسلم وابتعد عن الثقافة وظل يعاني من محنة الجهل، تؤرخ تجربة الناقد خميس الخياطي لحقبة مهمة من تاريخ البلاد التونسية؛ شباب ثائر منفتح على الآخر المختلف وطامح إلى التغيير، لكنها تنقل لنا أيضًا ما يعانيه المثقف من السلطة كالمنع والتضييق على الحريات كذلك المحسوبية والظلم إذ يذكر الكاتب أنه وقع رفض مطلبه للالتحاق بإذاعة تونس الدولية بتعلة أن صوته غير إذاعي ليُقْبَلَ بعد ذلك في إذاعة فرنسا الثقافية ويبقى فيها لمدة 20 سنة.

مثل هذه الحادثة وغيرها تعمد الخياطي أن يظهر من خلالها الوضعية المزرية للمثقف التونسي الذي يعاني من التهميش وقمع السلطة والمحسوبية وهو ما يجعل الثقافة في بلدان العالم الثالث محنة ولكنها "محنة لذيذة"، فالخياطي قبل أن يسافر سنة 1969 إلى باريس حمل معه ثلاثة كتب: "مجتمع الفرجة" لغي ديبور، "أغاني مالدورو" للوتريامون و"رسالة في فقدان الأمل" لكيركغارد، لقد كان الكاتب متيقنًا أن المطالعة مهمة وضرورية في حياة الفرد إذ لا شيء يضاهي متعة الغوص في أعماق كتاب "ألم يقولوا أنه خير جليس!".

رحلة مع السينما

يشير الخياطي إلى أهمية السينما وأثرها على الفرد والمجتمع ويذكرنا بالفترة التي خلالها كانت نوادي السينما من أهم الأماكن التي تكون النخب من خلال الندوات والنقاشات التي تهتم بكل جوانب الحياة الثقافية، إن قيمة كتاب "الثقافة محنة لذيذة" الذي يمثل "شذرات من سيرة ذاتية" يتحول في كثير من الأحيان وفي مختلف المقاطع إلى كتاب يتقصى أسباب تراجع الاهتمام بالثقافة من السلطة وتهميش قطاع السينما خاصة (من 90 قاعة إلى 15 قاعة فقط).

خميس الخياطي الذي يعتبر أن علاقته بالسينما هي علاقة حياة وأمل كانت رحلته مليئة بالتجارب، فالدكتور في علم اجتماع السينما قضى حياته بين قاعات السينما في القاهرة والتدريس في الجامعات الفرنسية وغيرها من الذكريات التي تتالى لتكون صورًا مسترسلة تنقل القارئ من تجربة إلى أخرى ولذكره في كل مرة أن المثقف يعيش محنة أبدية ولكنها محنة لذيذة.



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 3
- إزدراء أديان أم ضحك على الذّقون !؟
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 2
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 1
- هوس
- راب تونسي : محمّد أمين حمزاوي
- نصر حامد أبو زيد : عدوّ الظلاميّة
- عبد الجليل بوقرّة : مسيرة بورقيبة من الإستقلال إلى الإنقلاب
- الإعاقات الدينيّة في البرامج التّلفزيّة : برنامج ”يصلح رايك“ ...
- عن المتوحشين الجدد وحقيقة الطبيعة البشرية
- فِي إِسْتِبْدَاِدِ اٌل”هُمْ“
- كتاب ”الأيّام الأخيرة في حياة محمّد“ لهالة الوردي : رحلة الب ...
- إصلاح الإسلام (6) : محمّد و الوحي (الجزء الثّاني)
- راب تونسي : فريد المازني ( المُهَاجِر )
- إصلاح الإسلام (5) : محمّد و الوحي
- لاَ لأَسْلَمَةِ المجتمع … لاَ للقرآن في مدارس الجمهوريّة
- مقداد السهيلي : عندما يصبح الفنان رمزا للفشل و الرجعيّة
- راب تونسي : كلاَيْ بِي بِي جِي
- راب تونسي : دَابْ أَمْ دِي
- حول تقهقر منظومة التّعليم في تونس


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - كتاب -الثقافة محنة لذيذة- لخميس الخياطي: مسيرة مثقف تونسي