أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الجوهرى - كيف نتدارك سقطاتنا, التى لم تتوقف, فى المساله الاسرائيليه.















المزيد.....

كيف نتدارك سقطاتنا, التى لم تتوقف, فى المساله الاسرائيليه.


حسين الجوهرى
باحث

(Hussein Elgohary)


الحوار المتمدن-العدد: 5241 - 2016 / 8 / 1 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف نتدارك سقطاتنا, التى لم تتوقف, فى المساله الاسرائيليه.
القصه من الالف وحتى تاريخه كما لم يسردها أحد من قبل.
حسين الجوهرى...................................
-------------------------------------------------------------------
اكتب هذه الوثيقه (التسجيل) واثقا بالّا يجد أحدا حرفا واحدا منها مجافيا او مخالفا لحقيقة ما حدث.
وقفة سريعه لتعريف الفكر الأيديولوجى. غالبيتنا غير أيديولوجيين ومعظمنا أناس أسوياء. بمعنى ان كل منا يحاول جاهدا نحقيق أهدافه فى الحياه تحت مظلة مبدأ "شرف الأهداف وأيضا شرف وسائل التحقيق". أما الايديولوجى فهذه ليست مظلته أو نمط تصرفه. هو يؤمن/مقتنع/ معتنق فكره أن هناك مجتمع فاضل لا بد من تحقيقه فى المستقبل (نازى - اسلامى- اشتراكى/شيوعى- قومى وحدوى ..الخ). أهداف عظيمه, فى تقديره, يهون فى سبيلها كل غال ونفيس. وهذا يوقعه بالضروره فى المنزلق اللااخلاقى وهو "أن الغايه تبرر الوسيله".
ماياتى هو اثبات أن القضيه الفلسطينيه قد تناوب عليها ثلاثة ايديولوجيات مفترسين لها بلا شفقة او هواده. ولم تكن أبدا القضيه بالنسبه لكل منهم سوى وسيلة أو مركبه للوصول الى غايات أخرى لاعلاقة لها بالقضيه الاساسيه. هذه الايديولوجيات الثلاثه هى:
1- الأسلام السياسى باهدافه من استاذية العالم والخلافه وتطبيق احكام الشريعه.
2- الوحده العربيه التى أذكى جذوة احلامها البراقه عبد الناصر وأحزاب البعث فى سوريا والعراق.
3- دخول الاتحاد السوفييتى وحلفائه باهدافهم المعلنه عن دحر النظم الراسماليه وتحقيق العدل الاجتماعى واقامة حكومات الاشياء.
كلنا شهود على الانهيار المدوى لكل هذه الايديولوجيات وذلك لا لشيء غير سقوطها الاخلاقى والحتمى (الغايه والوسيله). ونحن ايضا على معرفه بالثمن الباهظ الذى دفعته -ومازالت تدفعه- شعوبنا وفى مقدمتهم الشعب الفلسطينىى طيلة السيعة عقود الماضيه.
نبدأ قصتنا من مطلع القرن ال20.
قابل عندئذ وفد من الجماعات اليهوديه الباب العالى فى الآستانه لعرض فكرة أقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين على الاجزاء "الماهوله باغلبية عدديه من اليهود". رحب الرجل بالفكره قائلا انه سيسعد بوجود نقطتين مضيئتين فى حضن يلاد الخلافه الاسلاميه دالتين على سماحة الاسلام وتعاونه وتعايشه مع "ألمؤمنين" من اصحاب الكتب الاخرى. كان يرمز فى حدبثه الى جبل لبنان باغلبيته المسيحيه وللاجزاء من فلسطين ذات الاغلبيه اليهوديه.
ودارت الأيام لنصل الى سنة 17. أرسل وزير الخارجيه البريطانى بلفور خطابا الى جماعات يهوديه مشيرا الى تعاطف حكومته مع فكرة أقامة وطن قومى لليهود فى "أجزاء" من محمية فلسطين بشرط الحفاظ على حقوق الأقليات غير اليهوديه فى تلك المناطق. لم يلتغف أحدا لهذا الخطاب الا بعد بسنوات وبدا الرمز له ب"الوعد المشئوم", وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
نصل الآن الى نهاية الحرب العالميه الثانيه. بدأت تشتد حركات التحرر الوطنى من قبضة الأستعمار. كانت هذه هى القضيه الأولى عند المصريين، أما فى فلسطين فقد زادت اعداد اليهود الذين لاذوا بالفرار من المناطق الاوروبيه التى سيطر عليها النازيون مما أدى الى تعالى نغمة تطبيق حق تقرير المصير وتقسيم فلسطين. كان من الممكن الوصول الى اتفاقات مماثله لما حدث بعدها بشأن جبل لبنان ذو الغالبيه المسيحيه لولا تدخل جماعة الأخوان المسلمين فى الأمر لتحقيق أهدافهم الخاصه. لم ينشغلوا وقتها باى صوره من الصور بقضية التخلص من الأستعمار البريطانى والتى كانت الشغل الشاغل لجموع المصريين كما بيّنّا. ركزّوا (الاخوان) على "تديين" المشكله الفلسطينيه حيث وجدوا فيها المركبه التى ستوصلهم الى استاذية العالم وتحقيق حلم الخلافه. مواكبة مع سلسلة الأغتيالات السياسيه, قامت الجماعه بالدعوه فى المساجد المصريه للجهاد فى فلسطين درءا لاقامة دولة لليهود "من النيل الى الفرات" مرسلين بذلك موجات من الخوف فى قلوب المصريين. أعلنوا فتح باب التطوع لأنقاذ ارض الأسلام وعن ذهاب اعداد كبيره لأداء المهمه فى فلسطين. هنا يجدر بنا أن ننوه بانه لم يقتل فرد واحد منهم فى هذه الحمله مما يشكك فى جدّيّتها أو فى وجودها على ارض الواقع. ولكنهم حققوا تاليب المصريين ( ودولا عربية واسلامية أخرى) ودفعهم الى تأييد فكرة استخدام القوه لأيقاف المشروع اليهودى فى فلسطين. ثم جاء قرار الامم المتحده بالتقسيم فى 47 والذى رفضه العرب متوعدين باستخدام القوه أذا نفّذ. يجدر بالذكر أن قرار التقسيم كان رسما للحدود وبدون اى تهجير سكانى بأى شكل من الأشكال. وفى 14 مايو 48 اعلنت اسرائيل دولتها فى الاجزاء التى نص عليه القرار. وفى دقائق اعترفت بها أمريكا وتبعها اعتراف الاتحاد السوفيتى بثلاثة ايام. هرولت 7 جيوش عربيه لوأد الدوله الوليده وكانت "النكبه" والتشريد.
نقفز الآن الى عقدى الخمسينات والستينيات وجاء دور الايديولوجتين الاخرتين. كانت القضيه الفلسطينيه ورقة جاهزه يلعب بها كل من يريد الوصول الى ما يشتهيه, المهم للجميع هو استمرار المشكله تحت شعار "ما ضاع حقّ وراؤه مطالب". الاسلاميون بالتديين والوحدويون للزعامه والاستئثار بالسلطه او للوصول اليها والاتحاد السوفييتى للتمكن من وضع قدمه فى المنطقه فى طريقه للتمدد فى افريقيا (علما بانه وافق على قرار التقسيم منذ سنوات قليلها). وفى مايو 67 أغلق جمال عبد الناصر خليج العقيه فى وجه الملاحه الاسرائيليه. كان قرارا باعلان الحرب بكل المقاييس. وكانت "النكسه".
فى بداية السبعينات ساقت الاقدار لمصر رجل فى حكمة وصلابة الطمى الذى نبت منه. رفض السادات الأنسياق للأيديولوجيين واعاد القضيه الى مربعها الاصلى. رآها على حقيقتها. قضية ارض متنازع عليها وملايين عديده من الناس على طرفى النزاع والذى لن يحدث ان يبتلع احدهما البحر كما روج الكثيرون خلال العقدين السابقين. الحل المنطقى والوحيد فى نظره هو التفاوض والأتفاق وأبرام المعاهدات الملزمه لكافة الاطراف. كان أمله أن ينتهى الصراع وان تتحول السيوف بعدها الى محاريث وينصرف الجميع الى الاهتمام بشئونه الخاصه. قاد الرجل عبورا تاريخيا بنجاح فائق لا لسبب غير ان هدفه عادل واخلاقى. كانت غاية فاضله وأيضا وسيلة للوصول اليها تتسم بالرجوله والشرف. لم يخطف السادات أطفالا ولم يامر بقتل الأبرياء والعزّل. وكان طبيعيا بل وحتميا ان ينتصر. وعلى مشهد من العالم كله ذهب السادات الى اسرائيل قائلا "لاحرب او سفك للدماء بعد اليوم". بعدها, وامام الجميع أيضا, انقضّ الشعب الأسرائيلى على رأس حكومته كطن من الاسمنت مرغما اياها على الاستجابه "لكل" ما طالبه الرجل. وقد كان. لكن القوى الاخرى صاحبة المصلحه فى دوام الصراع استمرّت بل وعمّقت مناوئتها لمشروع السلام. زفضوا الجلوس على مائدة التفاوض والتى هيّأها الرئيس المصرى للجميع. ياسر عرفات المهيمن شخصيا على دفتر للشيكات تنهال عليه فيه الأموال والتى لاح له المزيد منها فى الافق بعد ما بدأت ثروات النفط تتدفق على المنطقه. أما حافظ الاسد فكانت الجولان المحتله هى سنده فى اخراس المعارضه والاستئثار بالسلطه تحت شعار "لا يعلو صوت على صوت المعركه". كل ذلك كان يتم فى حمى الغطاء السياسى الذى كان يوفره الاتحاد السوفييتى فى ذلك الوقت. انتهى هذا الفصل بقتل انور السادات.
بدأت مرحلة مبارك. التفّت جماعات الاسلام السياسى, والتى قتلت السادات, على معاهدة السلام عن طريق النقابات المهنيه التى كانوا قد تغلغلوها معلنين رفض التطبيع مع اسرائيل. واستمرت الماساه فى الطريق الذى ارادوه لها. ترك مبارك الشوارع والجوامع للاسلاميين فى مقابل سيطرته هو على الدولة ومقدراتها. وكان النتاج الطبيعى لهذا الحلف غير المقدّس هو استشراء الفساد راسيا وافقيا. حدثت ايضا زيادات ملحوظه فى معدلات الأنحطاط المجتمعى من فقر وجهل ومرض وعشوائيه وقمامه وضوضاء وقبح وآفات اخرى. صارت مصر مجتمعا انفرط فيه عقد افراده. أما على صعيد موضوعنا الاساسى كان سقوط الاتحاد السوفييتى نفطة فارقه. غيّر ياسر عرفات على أثرها وجهته حفاظا على دفتر شيكاته. كان يدرى جيدا قيمته كمركز للثقل والحامل لمفاتيح القضية برمتها. ومن اوسلو الى واشنطن الى رام الله تدرّج مراوغا وخادعا للجميع. كان حديث عرفات بالانجليزيه معسولا اما بالعربيه فكان ملتويا فضفاضا معتمدا على زخرفة هذه اللغه وورديتها. سقط رابين وبيريز وبيل كلينتون فى احابيله كالبلهاء. ودفعت شعوبنا الثمن-واستمحيكم عذرا فى اضافة- ايضا كالبلهاء.
نصل الآن الى مانحن عليه وفيه. تسلل الاسلام السياسى الى السلطة فى مصر ثم هوى تحت اقدام شعبها. راينا باعيننا كيف تاجرت هذه الجماعات -وماتزال- بالدين وبالارض وبالدم. مازالت هناك أخطار جسيمه ومحدقه على مصر, ناسا وأرضا. خياراتها اليوم فقط هى "أن تكون او لا تكون".
يقينى الراسخ هو ان ما ذكرته هى المواقف والافعال والقرارات التى أن لم تكن قد حدثت لسارت الامور فى أتجاهات مغايره. بناء عليه فأنها, فى مجموعها, تشكّل العمود الفقرى لمسار الصراع. انها مجمل السقطات الذى يلزم محو آثارها أذا ما قررنا أن نتحرر وان نصير فى موقع القياده فى ادارة شئون مستقبلنا. لن يتحقق ذلك الا بالعمل الجريء والسريع على اسدال الستار على الفصل الاخير من هذه المأساه.



#حسين_الجوهرى (هاشتاغ)       Hussein_Elgohary#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى كل باحث عما يمكّنه من ان يصير ممسكا بعجلة القياده فى كل ...
- بمناسبة التحركات الأخيره للتقارب من أسرائيل (يا عالم اسمعو و ...
- تعاليمنا المغلوطه.
- تركيا من الداخل...مقارنه بيننا (نحن المسلمين ناطقى العربيه) ...
- العامل الأساسى فى الشأن التركى الحالى
- -الهباب- الذى نحويه طوعا فى ادمغتنا.
- وليكن فى علم زملائى -العلمانيين-.
- أزدراء الأديان وحرية التعبير والخط الفاصل بينهما.
- مصر المستهدفه
- قصة الأنسان, النسخه المُعَدَّله العقلانيه.......... الكشف ال ...
- عريظة أتهام صادره من الشعب ..( ضد )..من سلبوا عقوله وفككوا ل ...
- نظرية -مقومات حياة الأنسان الأربعه والحقائق الغائبه-...... ا ...
- رُمْحٌ فى قلب محظور.....وخيبيتنا اللى ما خابهاش حد.
- كيف نفذوا الى عقولنا فى طفولتنا وعاثوا فيها فسادا.
- سؤال المليار جنيه (بل وأكثر بكثير) وأجابته الشافيه.
- لانهائية الزمان والمكان....الأثبات الذى يقوض فرضية -الخلق-.
- مربط الفرس فى المسأله المصريه.
- قصتنا وقصة الأديان -السماويه- فى سطور.
- السيسى...... -5 سنوات أقرأ وأبحث للتأكد من حسن أختيارى لدينى ...
- لكى نوقفهم عن -الأستهزاء بعقولنا-.


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الجوهرى - كيف نتدارك سقطاتنا, التى لم تتوقف, فى المساله الاسرائيليه.