أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد المطاريحي - سيرة من ذاكرتي / الحلقة الثالثة














المزيد.....

سيرة من ذاكرتي / الحلقة الثالثة


محمد المطاريحي

الحوار المتمدن-العدد: 5237 - 2016 / 7 / 28 - 16:40
المحور: سيرة ذاتية
    


أواصر التقارب بين افراد القرى والبيوت اكثر من المدينة ، ويرجع الى كثرت التواصل في القرية بسبب موسم العمل الزراعي وعدم العمل في الايام الاخرى ، يصبح التقارب والجلوس امام البيوت والحديث اكثر من المدينة ، حيث العمل والشغل اليومي يجعل التواصل اقل .

لهذا لاحظت عندما جاء سيارة الحمل التي تنقل اثاث بيتنا كانت القرية مجتمعة برجالها ونساءها واطفالها ، وكانت النساء مع النساء والبكاء ورجال مع الرجال وصوت النحيب ، فهي استذاكر لحظة لفترة من العشرة والحب والالفة بين الناس ، في هذه اللحظة انا لا يشكل لديه اي هاجس من الحزن او اي شي اخر وربما فرح لاننا نريد الانتقال ، ففي هذه المشاهد لم تشكل لي الا لحظة المنظر المحزن اما الانتقال في جميلة وممتعة لاني احسست اننا ذاهبون الى نزه .

انتقلنا الى بيتنا الجديد وهو اختلاف شاسع بين بيت المدينة وبيت القرية ، خصوصا انه بناء جديد وعلى طراز الحديث حيث يتكون من المضيف والهول وساحة الدرج والمطبخ وغرفتين تحت وغرفتان فوق ومساحة واسعة ونحن عائلة تتكون من جدتي وامي وثلاث اولاد انا اكبرهم وبنتين صغيرتين .
ولكن اللحظات كانت فيه وحدة بسبب المكان الجديد وعدم المعرفة للجيران ، والام تمنعنا من الخروج خوفاً علينا هذه الاشياء يمر بها الجميع عندما ينتقل للدار الجديدة .
حيث هذا الانتقال حدث في سنة 1993 بعد الحرب مع الكويت والازمة الاقتصادة والحرب التي قام بها التحالف الدولي ضد العراق ، الذي كان فيها العراق يعيش وحدة وازمة دولية نتيجة الحصار الذي نتج عن قرار الأمم المتحدة رقم 661 الذي صدر في يوم 6 أغسطس 1990، ونص على اقرار عقوبات اقتصادية خانقة على العراق لتجبر قيادتة آنذاك على الانسحاب الفوري من الكويت .
الحصار وعذاباته على كل العراقيين من ازمات اقتصادية وحاجات مهمة يومية ، ونحن منهم فكيف اذا نفذ كيس الطحين او نفذ السكر او الشاي ونحن في منطقة جديدة .
حيث كان الانتشاًر هو تقترض من جيرانك حتى تأتي تسترجعه هذا كان سائد ايام الحصار .
كان اعمامي وجدي عندما يأتون من الريف بالبيت مقرهم ، وكنت من الملتهفين لذهاب الى الريف ، لان الوحدة الموجود في المدينة بسبب عدم وجود الاصدقاء . من الخوف الذي حصل عند بداية نزولنا في حينها كانت ليلة من الليالي ذات ريح عالي واذا بجدتي تقول الباب الرئيسي مفتوح على وجهيه وفي ساعة متاخرة من الليل ظنن منا انه سارق فخرجت معي جدتي لغلق الباب وتبين بعد حين انه لم يغلق جيداً وفتحته الريح .
بعده فترة من الزمن توثقت العلاقات مع الجيران ، فكان ابو سعيد الذي هو كذلك جاء من الريف ، ذاك الرجل الطيب الغيور على جاره فكان اذا التحق ابي الى الجيش كان ينام في السطح الذي يبعد بيته مسافة 600 متر كي يراقب بيتنا بالليل ، وكان ذو نكتة ومرح كنت اكثر الاوقات اقضيها مع اولاده .
الجار الاخر ابو محمد وهو عسكري متقاعد الانسان الحنون الغيور الكريم فكنت لا احس بالغربة عندما ادخل لبيته ، الجار الاخر سيد هاشم ( الله يرحمه ) كذلك عسكري سابق طيب القلب كريم يحمل من الفطرة مالم ارى مثله .
الجار الاخر استاذ عبد الامير وهو خياط كذلك انسان محترم ومؤدب وهادئ وخجول جدا . وبعد سنوات زادت الجيران وجاء ابو جميل ابو باسم استاذ حسين استاذ مهدي و ام احمد وابو عامر وسيد علي ، وبعدما سكن جدي معنا صار البيت مقر لهم بالليل يتبادلوا الحديث حتى منتصف الليل .



#محمد_المطاريحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات من سيرتي / الحلقة الثانية
- الوطن حر
- مذكرات من سيرتي / الحلقة الاولى
- لا تهاجر !
- أين انت الان ياوطني ؟
- الشعب يختلف على حقوقه !!!
- أحتسى الخمر
- فضيحة الخجل
- ذكريات يتيم
- وجها لوجه مع السماء
- لا تكن وحيد
- القمر
- الاصلاح
- حروف من همس
- قراءة النص الديني رأي
- حدث طارئ
- ممنوعٌ عليه
- زفة الرحيل
- الاحلام للفقراء كذبة
- تعدد الشعارات وضياع الهدف / الحراك في العراق


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد المطاريحي - سيرة من ذاكرتي / الحلقة الثالثة