تعدد الشعارات وضياع الهدف / الحراك في العراق

محمد المطاريحي

الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 02:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

في الأوان الاخيرة حدث طارئ جديد في حركة الاحتجاج هو المطالبة برفع شعارات تبين لون الادارة للدولة وكأننا انهينا الهدف الرئيسي وهو ازالة المفسدين حتى اتجهنا الى الاهداف الاخرى .
يبدو أن في الحدث الاخير سببان :
اولاً : ضياع الاولويات في الحراك ، فهل يصح أن نفكر في رؤى الدولة ونحن الى الان لم نزيح من هم على رأس السلطة .
ونحن نعلم جيدا اننا حين يضيع الهدف الرئيسي سوف يقل الزخم الجماهيري بسبب تعدد الالوان الفكرية والرؤى .
اما نحن بحاجة ماسة الى الضغط الجماهيري بتعدد الوانه وأفراده ، فلا يصح أن نضيع مجهود الحرك الاحتجاجي بشعارات ثانوية .
ثانياً : دخول الاحزاب الحاكمة الفاسدة التي تسيطر على السلطة ، كي تصنع خلافات ثانوية فيدخل الحراك في صراع افكار ويترك المهمة الاولى التي بدأ بها . فتضيع الاولويات ويقل الزخم ، وهو ما يرتجيه رجال السلطة ، وكذلك يصنعوا تبريرات عدة بعد أن يرى التباين في ساحات الاحتجاج

على الجميع البقاء على الشعارات الرئيسية التي نطلقت على اساسها التظاهرات، وخصوصا نحن نعلم ان بعد أزالة رجال السلطة لا نحتاج الى كثيرا من الابحار بالرؤى والافكار ، ولكن نحتاج رجال دولة ، لان الدولة ليست اسلامية حتى نؤسس فكرة ومطالبات بدولة علمانية .
فالمطلوب الجمع والزخم للاحتجاج والبحث عن المشتركات التي تبعد كل السراق ، ومن هذهِ المشتركات التي تجمع ، محاسبة المفسدون ، تغيير القوانين التي تكرس الطائفية ، انهاء المحاصصة ، تشكيل حكومة كفاءات مستقلة ، اعطاء الهيئات المستقلة لمستقليين ، تغيير قانون الانتخابات ، اصلاح السلك القضائي لانه السلك الاهم .
وبهذه المنطلقات التي يتفق عليها الجميع دون استثناء سوى كان علماني او اسلامي او اي اتجاه فكري اخر ، وبعد ذلك تصبح الصراع على ادارة الدولة في الانتخابات على الرؤى والافكار ونبتعد عن الصراع الطائفي والقومي الذي يحدث في كل انتخابات .
واعتقد جازماً ان الجمهور داعم للحكم المدني ، ولكن مشكلة اغلب الجماهير تختلط لديه المفاهيم او يشوه عليها الطائفيين ( الاسلام السياسي ) كي يستمروا بالحكم والسلطة .
الجمهور اليوم يبحث عن الامان وحرية الفرد ان يمارس حقوقه ولا يعنيه التسميات .

#محمد_المطاريحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات