أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جابر - رحلة فى جلابية ستان














المزيد.....

رحلة فى جلابية ستان


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 19:21
المحور: الادب والفن
    


جلابية ستان : هى مجموعة قصص قصيرة صادره عن الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة للقاص " روبير الفارس" والواقعة فى مائة وخمسة عشر ورقة من القطع الصغير .
المجموعة من الإهداء إلى الدعاء - فى الخاتمة – تحمل لغة رصينة وقاموسا منضبطا - حتى فى التصوير الإباحى الذى يستعرض به أو يصور به قدرته التصويرية الفائقة – من قواعد اللغة ومفرداتها مما يجعل الرواية بستانا من الكلمات التى غابت فى كتابة الرواية وفى أغلب المكتوب أدبا، أو إعلاما.
هذا ولقد أنجزت قراءة المجموعة من ألفها إلى يائها فى يومين متتاليين كل يوم منهما ساعتين من نهار، وشخصيات مجموعته سواء كان " الصول غريب" فى شطة فاسدة، أو صراع الفأر والقطط السمان والذى فضل الفأر أن يأكل بدلا من أن يركب ظهره تعطى دلالات أكبر من الدلالات الوعظية والتى لا تمت لعالم الأدب أو عالم " روبير" بصلة ولكنها تحكى فصول الحياة فى شخصيات مبتكرة وهذا يعطى انطباعا حقيقيا لخصوبة خيال القاص وقدرته على صناعة شخصيات تتجسد فى خيال القارئ وتجعل من القصة دراما تجمع بين الخيال والواقع وحكاوى المصرى القديم الذى يفضل أن يضع أمثاله وحواديته فى صور بعيدة عن الواقع لكنها ملهمة .
وفى واحدة من أروع ما تحتويه المجموعة وهى "توت القمر" ص 99، الشهداء فى قلب وعقل ودماء الأقباط مثل الألبان يرضعونهم منذ الصغر ويظلون فى وجدانهم طوال العمر ... وهى العظة التى كان يعظ بها القس أنطوان أحد شخصيات القصة وهى حالة حقيقية لدى كل الأقباط و" روبير" منهم .
لا أرى عيبا فى أن يتأثر القاص ببيئته ومجتمعه وتراثه وثقافته، وليس روبير الوحيد الذى عبر عن هذه الحالة فى رواياته، فقد عبر الأديب العالمى نجيب محفوظ عن بيئته من خلال رواياته وتأثره بحرافيش والفتوة والعدل المفقود، وربما كانت إسقاطاته لها دلالاتها لا اعتقد أن المجال يسمح لنا فى استعراضها، ولكن يعرفها كل الذين يعرفون أدب نجيب محفوظ وشخصيته.
وأيضا إذا ذكرنا روائي وقاص آخر مثل إبراهيم عبد المجيد الذى كتب عن مسقط رأسه " الإسكندرية" العديد من الروايات، ولأنها – الإسكندرية – كانت تمثل وجدانه كإنسان وكمثقف وكأديب وقاص مبدع، ولا اعتقد أن تأثر القاص ببيئته يعد عيبا،أو خروجا عن الألوان الأدبية، بل أجزم أن عكسه هو الصحيح دائما . الذين يعيشون فى واقع اجتماعى متقلب بين التمسك بأساطير بالية، وأحيانا أساطير من صنع آلهة الشر والفهلوة وهم فى الوقت نفسه يحاولون إثباتها من خلال تكنولوجيا العصر ونقلها عبر وسائل الإعلام المتنوعة، يعيشون حالة من التناقض البين التى تقتضى لمعالجتها أو رصدها ألوانا مستحدثة من أشكال المعالجة ومنها الشكل الادبى وكما يقول يوسف "إدريس حين يكون عقل أمتي في خطر فلتذهب الأنواع الأدبية إلى الجحيم"، هكذا قال يوسف إدريس ذات يوم .
فى العديد من قصص المجموعة يفتح " روبير" بحكم بيئته وتأثره الكثير من المسكوت عنه بين فى علاقة " المقدس" مع " العوام" أو العلمانيين – شعب الكنيسة وجمهورها- وكأنه حطاب يجمع الشوك المعكوف والمتصلب بحكم حرارة إيمان العوام والذى أراهن أن كثيرا ما ألهب هذا الشوك حياته بين أقرانه ومحبيه من أبناء معماديته، وباقى إخوانه من الأقباط.
فصناعة الخيال أحيانا لا تكون دائما طوق نجاة لصاحبها، فـ"آية الشر" أحد قصص المجموعة يفتح " روبير" مجددا هذه المساحة التى أشرنا إليها من خلال الشخصية المحورية للأب "أبرام" وجمال ميلاد وكيف انتهى مآل كل منهم بين التوبة والخطيئة .
الخطيئة والتوبة، وميراثها الأول، سؤال وجودى محير استطاع القاص المبدع أن يسلط ضوء قلمه عليه مرات عديدة وعلى وجه الخصوص فى " نصيبنا فى جنة عدن" وحوار الأسقف مع نفسه وهو يقول " فما ذنبه فى الجرم الذى ارتكبه آدم ذلك الجائع للمعرفة، ولماذا يرث عنه العقاب ولا يأخذ قليلا من تنعمه فى جنة عدن المأسوف عليها، وكيف يعتبر أن تعطيل عمل أعضائه فسر الزواج أحد أسرار الكنيسة السبعة، فضيلة قادرة أن تدخله فردوس النعيم" ..... هذا النعيم هو الذى جعل الراهب دانيال يخرج من جنة الرهبنة بعد أن مسه فى " نكت الملائكة".
فى تلك المجموعة تجد قاص مبدع عاش منغمسا فى حواديت ريف مصر وتحديدا فى صعيدها، وهذا الريف الصعيد " القبطى" على وجه الخصوص أشبه بآتون نار يذهب الخبث عن المبدع الحقيقى ويجعل منه سبيكة إبداعية بالكشف عن المسكوت عنه فى التراث المصرى الريفى الصعيدى " القبطى" ذو الخصوصية الفريدة التى تزاوج بين شظف العيش ولبن حواديت القديسين والرهبان بين جبال ممتدة وصحراء مترامية وكسب شحيح، هناك يقوم الفقراء بسد رمقهم فى المساء على سهراية دائمة هى الإحالة بين الواقع بكل معاناته وبين يوتوبيا الكهنوت المدثر بسواده فى صحراء لا تعرف الرحمة يخيل للناظر أو الآتى إليهم أنهم عصير الملائكة .
التناقض فى صناعة الشخصيات التى قام بنحتها ترسم صورة تقترب من واقع مر ولكنه حقيقى وبرؤية إبداعية وقلم صعيدي أصيل.



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ...........الحلقة ...
- عيد موحد وقيادة يعقوبية نجفية
- الطيب واليعقوبى متى يحين اللقاء
- ماذا تعنى مناورات روسية إسرائيلية فى المتوسط
- جومر : تسلط المحتوم على الإرادة
- من وحى خطاب المرحلة : المسجد بين الفقه الاجتماعي والانتماء
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك [ الحلقة الثلاثة ...
- اليعقوبى ورسالة الحقوق ............ برسم تعظيم الشعائر
- إيران والسعودية وخرائط المنطقة الجديدة 4/4 مصر والسعودية...ت ...
- إيران والسعودية وخرائط المنطقة الجديدة 3/3 مصر والسعودية... ...
- اليعقوبى : الفاطمية عنوان للكرامة الإنسانية ولعراق جديد
- روسيا تعلن استمرار الحرب .... فى شرق المتوسط
- يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى ... ...
- ايران : مجلسى الشورى و الخبراء من يحكم من
- سايكس بيكو ........ مائة عام من الحصاد
- ايران والسعودية .... بدلا من .... امريكا واسرائيل
- يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى ... ...
- الدين الجديد .... جماعة من المؤمنين أم جماعة المؤمنين ؟! ...
- محافل الثناء والتكريم بين الشهيد النمر واليعقوبى الناصح
- ايران والسعودية صراع دائم .... وهدنة مؤقتة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جابر - رحلة فى جلابية ستان