أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي العراقي - لماذا فشل انقلاب تركيا .. قراءة موضوعية بعيدة عن الانفعال .















المزيد.....

لماذا فشل انقلاب تركيا .. قراءة موضوعية بعيدة عن الانفعال .


راضي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت احداث تركيا مستوى التفكير الساذج لكثير من الذين يدعون الثقافة والتنوير .. الاف المنشورات والتعليقات المنفعلة والتي تعبر عن رؤية قاصرة للاحداث .. وكانت الاراء تبدو مكتوبة بعقلية خمسينات وستينات القرن الماضي والتي ترى ان الانقلاب العكسري يمكن ان يتم بدبابتين ، واحدة تذهب الى القصر الجمهوري وتقتل او تعتقل الرئيس بينما تحتل الدبابة الاخرى مبني الاذاعة ليعلن بيان رقم واحد وينتهي الامر بمقولة ( مات الملك .. عاش الملك ) . ونسي هؤلاء اننا في عصر القنوات الفضائية والانترنيت والفيس بوك والفايبر والواتساب .. وهذه العقلية لم تكن مقتصرة على بعض الذين يدعون الثقافة بل انتقلت العدوى الى بعض السياسيين والى بعض القنوات الاعلامية .. فبعضها ومنها قناة العراقية الرسمية كانت ترى الاحداث بعيون حولاء .. فراحت تدعي ان المواطنين الاتراك كانوا يستقبلون دبابات الانقلابيين بالورود بينما الحقيقة كانت تبدو غير ذلك تماما ..حيث وقف المواطنين الاتراك يرمون الانقلابيين بالحجارة ..
لا ادعي انني افهم اكثر من الجميع لكنني ايقنت منذ لحظة سماعي نبأ الانقلاب بأنه سيكون فاشلاً .. وهذا ما تراهنت به معي ابني الكبير على ( قوزي ) في مطعم معتبر .. وحججي في هذا التوقع سأسوقها لاحقاً .. لكني كنت مصدوماً من كمية التعليقات والاخبار الكاذبة التي كان يتناقلها من كنت اظنهم على مستوى من الوعي والثقافة .. تعليقات لا تمت الى العقل بصلة .. تعليقات انفعالية اكثر منها واقعية .. ويبدو ان توجه اردوغان الاسلامي قد أجج عليه مشاعر واقلام العلمانيين الذين يرون انه اانحرف بتركيا عن النهج العلماني الذي اختطه كمال اتاتورك .. كما ان موقفه الداعم ( افتراضاً ) للمنظمات الارهابية كان هو الاخر عاملاً مساعداً في موقف العلمانيين والليبراليين وخاصة العراقيين من اردوغان ..ولم يكن العلمانيين وحدهم من هلل ورقص فرحاً بالانقلاب ضد اردوغان فقد كان للشيعة موقف مشابه ايضاً .. حيث انبرى الكثير منهم ليعلنوا نجاح الانقلاب وسقوط رأس الارهاب السني المتمثل بأردوغان .. فيما انضم الى جوقة المطبلين لهذا الانقلاب مجموعة من الكرد الناقمين على ( العنصري ) التركي اردوغان المناؤى لتطلعات الشعب الكردي في الحرية والاستقلال واقامة كردستان الكبرى .. بل يبدو ان العالم كله كان ضد اردوغان .. فقط الشعب التركي صاحب العلاقة المباشرة هو من وقف ودعم اردوغان .. فمكالمة مصورة عبر الموبايل منه اخرجت الشعب التركي الى الشوارع لتضع حد لمغامرة الانقلابيين المجنونة .. الشعب التركي كان صاحب القرار في هذه القضية .. ليبدو المشهد بعد قليل واضحاً وجلياً .. فلم تتكرر مشاهد الربيع العربي في العواصم العربية ولا مشاهد السلب والانتقام التي عهدناها في مدننا العربية في مثل هذه المواقف .. بل خرج الشعب التركي ليرفض الانقلاب وليعيد الشرعية الى نصابها ..فهو العارف ببواطن الامور بعيداً عن التنظير الذي وجدناه على صفحات الفيسبوك امس .. الشعب التركي يعرف ان ثلاثة عشر سنة ( وهي نفس فترة حكم حكومتنا الرشيدة ) من حكم اردوغان جعلت الناتج القومي لتركيا يصل الى ترليون ومائة مليار دولار وهو مايفوق الناتج القومي لثلاثة بلدان شرق اوسطية نفطية ( عملاقة ) هي السعودية وايران والامارات اضافة الى لبنان وسوريا والاردن .. وليتقدم الاقتصاد التركي الى المرتبة 16 على المستوى العالمي بعد ان كان في المرتبة 111 ولتنظم تركيا الى مجموعة العشرين الاقتصادية .. وارتفع معدل دخل المواطن التركي من 3500 دولار سنوياً الى 11الف دولار اضافة الى تحسن قيمة الليرة التركية بمقدار 30 ضعف .. وهذا يعني ان الاجور ارتفعت بنسبة 300% وانخفضت نسبة البطالة من38% الى 2% .. فيما تم تسديد اخر 300 مليون دولار من ديون تركيا البالغة 47 مليار دولار في حزيران الماضي ولتتحول تركيا من بلد دائن الى بلد يسهم في صندوق النقد الدولي حيث ساهمت في ميزانية البنك الدولي بخمسة مليار دولار .. وعمل اردوغان الى الاستفادة حتى من القمامة في انتاج الكهرباء و لتصل الكهرباء الى 98 % من مدن وقرى تركيا ( اسف انقطعت الكهرباء وسنعاود بعد عودتها ) .. كما ان الصادرات التركية ارتفعت من 23 مليار الى 153 مليار في خلال عشر سنوات ..ولتصل صادراتها الى 190 دولة ..وفي عهده انشأ مطار اسطنبول الجديد الذي يستقبل 1260 طائرة يوميا ليكون اكبر مطار في اوربا وثالث مطار في اسطنبول وحدها اضافة لمطاري اتاتورك وصبيحة كوكجن .. وفي عهده تحولت الخطوط الجوية التركية الى اكبراسطول جوي ولتفوز بجائزة احسن ناقل جوي في العالم لثلاث سنوات متتالية .. وفوق ذلك فأن تركيا انشأت في عشر سنوات 125 جامعة جديدة، و 189 مدرسة و 510 مستشفى و 169 ألف فصل دراسي حديث ليكون عدد الطلاب بالفصل لا يتجاوز 21 طالب . فيما اصبح التعليم وفي مختلف مراحله من الابتدائي وحتى الجامعي مجانيا و اصبحت ميزانية التعليم والصحة تفوق ميزانية الدفاع .. وحاول اردوغان اعطاء بعض الحقوق القومية للاكراد وبقية الاقليات بعد ان كانت الحكومات السابقة تمارس سياسة الاقصاء الكاملة .. فأصبح بأمكان الاكراد استخدام الاسماء الكردية في تسمية ابناءهم بعد ان كانت ممنوعة وحاول فتح حوار مع التنظيمات الكردية .. الا التطورات السياسية في المنطقة حالت دون استمرارها .. اضافة الى الكثير والكثير من الانجازات التي لم ولن يشعر بها الا المواطن التركي نفسه وليس المواطن الاجنبي المدفوع بدوافع قومية وسياسية وطائفية ..
وانا لست هنا بموقع الدفاع عن اردوغان ولا توجهاته السياسية فانا من اشد المعارضين له في تدخله السافر في سوريا وفي دعمه للمنظمات الارهابية الذي ارى انه تغير بشكل جدري خلال الفترة القليلة الماضية بعد ان تعرضت تركيا الى نار الارهاب ، من خلال مجموعة من العمليات الارهابية التي طالت المدن التركية .. فأتخذ اردوغان سلسلة اجراءات منها الاعتذار لروسيا عن اسقاطها للطائرة الحربية واعادة العلاقات مع اسرائيل ثم الدعوة الى علاقات طبيعية مع النظام السوري .. وبهذا يثبت اردوغان انه رجل براغماتي وعقلاني وانه مستعد لتغيير سياساته متى اقتضى الامر ..
امام هذه المعطيات كانت لدي قناعة تامة بأن الانقلاب لن ينجح .. وان الشعب التركي سيقول كلمته .. وان العواطف والانفعالات والامنيات التي برزت من بعض الاشخاص والجهات لا يمكن لها ان تصمد امام واقع الحال الذي يراه المواطن التركي بغير ما يراه المواطن في العراق او في سوريا او في اي مكان اخر .. بل كان على اصحابنا ان يقارنوا بين الثلاثة عشر من حكم اردوغان ( الاسلامي ) وبين الثلاثة عشر عاما من حكم الاحزاب الاسلامية في العراق والتي حولت البلاد الى دولة فاشلة في كل المقاييس . ومع يقيني بأن الاحزاب الاسلامية لم ولن تنجح في اي مكان من العالم بأقامة نظام سياسي ناجح .. الا ان تجربة اردوغان التركية تثبت ان الامكانية موجودة طالما ان هناك ارادة وطنية وانتماء حقيقي للوطن .. فاردوغان الناجح ( شئنا ام ابينا ) ليس له مرجعية دينية او خارجية وان هدفه خدمة بلاده بالدرجة الاساس ..
وهنا اقول .. هذا اردوغانهم .. فأرونا اردوغانكم ايها الاسلاميين العراقيين .. فثلاثة عشر عاما كافية لاثبات الوطنية الحقيقية والكفاءة في الحكم .
اتمنى ان لا اكون اطلت في منشوري هذا .. فقد هالني مستوى التفكير السطحي والانفعالي الذي برز في الليلة الماضية ..
تحياتي للجميع



#راضي_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الوردي .. الذكرى المنسية
- الغول الاسلامي .. النهضة المرعبة
- جو بايدن .. لقد تأخرت كثيرا يا سيدي
- الالحاد قادم
- الاديان الابراهيمية .. رسالة سماوية ام حاجة انسانية ؟
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء ...
- جنوب العراق .. طقوس بلا تنمية
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء ...
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية /الجزء ا ...
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية . الجزء ...
- عدّة المرأة المسلمة .. بين التشريع ومتطلبات المنطق والعصر
- من حكايات حجي راضي ح2
- من حكايات حجي راضي
- احمد الجلبي في ذمة التاريخ .. شخصية الجلبي في الميزان
- ابراهيم الجعفري في الميزان
- أميّة بن ابي الصلت .. النبوة الضائعة .
- كربلاء .. المأتم الذي لا ينتهي
- على هامش التاريخ


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي العراقي - لماذا فشل انقلاب تركيا .. قراءة موضوعية بعيدة عن الانفعال .