أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الحدث بين الرؤية والتغاضي














المزيد.....

الحدث بين الرؤية والتغاضي


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنسبة لمن كان على بينة من الحالة السورية فلم يعد خافياً عليه أن إطالة أمد الثورة السورية والتدخلات الدولية مع إملاءات الممولين قد جعلت السوري في بعض الأحيان صدىً لقراراتهم ورهين تصوراتهم، وبالتالي الوصول الى حالة الغياب التام لرأيه ورؤيته كصاحب قضية في ما يحدث في بلده أو على حدود دولته مع الجيران، وأن رأيه بات شبه مُصادر من قِبل الدول المعنية بالملف السوري، إذ وفي كثير من الأحيان وإمعاناً في كسب رضى القوى الاقليمية المؤثرة قد يسعى بعض المعارضين إلى إظهار الولاء ومغازلة تلك القوى المؤثرة عبر إطلاق التصريحات والشعارات علَّهم يستميلوا هذه الجهة أو تلك بوسائل ما، لذا ففي مقاربة بسيطة للأحداث يظهر التفاوت في المواقف حيال الكثير من الوقائع، وتبدو الزئبقية واضحة في إعلان المواقف من المجريات في عموم البلد.
ومنها أن قائد جبهة أنصار الإسلام التابع للجيش الحر المسمى بـ: أبو المجد توعد يوم أمس الاثنين بالرد على القوات الاسرائلية، بعد أن عبرت الجرافات الإسرائيليلية خط "وقف إطلاق النار"، واستولت على حوالي 300 متر داخل الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة فصائل الجيش الحر، حيث نقلت وسائل الاعلام أن جرافات الاحتلال بدأت بعملية حفر الخنادق والتدشيم ورفع السواتر الترابية، بهدف ضم بعض المناطق لحدود عام 1973، وفق ما صرح به قائد أنصار الاسلام أبو المجد لـوكالة"سمارت" حيث قال قائد تلك الجبهة أن هذه هي المرة الثالثة التي يتوغل فيها الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، وقد اعتبر قائد أنصار الاسلام أن ذلك يعتبر تعدياً على الأراضي السورية، وذلك باعتبار أن ذلك الفصيل حريص على الأراضي السورية من العابثين بها من دول الجوار.
علماً أن الجيش التركي كان قد توغل مسافة 300 متر داخل حدود منطقة عفرين في مدينة “بلبل” التابعة لمحافظة حلب، وقد تحدثت وقتها مصادر محلية لكذا مؤسسة إعلامية بأن الجنود الأتراك دخلوا إلى حقول المواطنين في منطقة “بلبل” بحجة بناء الجدار، كما دخلوا من جهة قرية “باليا” على مسافة 300 متر إلى داخل سوريا، فيما قطع الجيش التركي حسب النشطاء ثلاثمئة شجرة زيتون في قرية قرمتلق التابعة لناحية شيخ الحديد بعفرين بعد أن دخلوا بعمق 700 م ضمن الاراضي السورية، وقام الجنود حينئذٍ بحفر الأراضي الزراعية ووضعوا أسلحتهم الثقيلة فيها، ومنعوا سكان قرييتي “بيكي” و “باليا” من الاقتراب من حقولهم، حيث أن كل من يقترب من أرضه لا يزال يتعرض لإطلاق الرصاص من قبل الجندرمة، وتسببوا بأضرار جسيمة لمحاصيل المواطنين، ومع ذلك لم نرى لا معارضاً سورياً ولا ناشطاً ثورياً ولا فصيلاً عسكرياً اعتبر التدخل التركي اعتداءً أو عدواناً سافراً على الوطن، بالعكس كل الصفحات الثورية تغاضت عما كان ولا يزال يحصل على الحدود السورية التركية !
ومع عدم نسيان تبعات المثل الشعبي القائل: "طعمي التم بتستحي العين" يبدو أن ما آلت إليه الأمور هو بسسبب الاتكاء الفعلي على فحوى ذلك المثل الدارج، وربما كان الاتكاء على مضمونه لدى معظم قوى المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، هو الذي يدفعها للتغاضي عن كل ما يجري هناك منذ شهور، علماً أن ذلك لا ينفي قط بأن السياسة البراغماتية المتبعة من قِبل الدول الاقليمية المعنية بالملف السوري هي لا تخفي من خلال التعامل غاياتها ومآربها، وسياستها أصلاً مبنية حسب كل المعطيات المتوفرة على ما قد يتحقق من أجنداتهم السياسية والاقتصادية، وذلك من خلال أزمة الدولة السورية بوجهٍ عام واللاجئين السوريين على وجه الخصوص، ويبقى الأهم لديهم قبل قضية الشعب السوري هو تحقيق أهدافهم الاقتصادية والسياسية ولو كان ذلك سيكون على حساب دماء الآلاف منهم أو خراب قراهم ومدنهم، ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر فرغم التهديد والوعيد والخطوط الحمر التي ظل يرسمها الرئيس التركي أمام قوات النظام السوري، ومن ثم الحرب الإعلامية الصارخة لوسائل إعلام نظامه على دولة اسرائيل، إلا أنه ومنذ أيام قلائل أعيدت المياه لمجاريها بالنسبة لتركيا وعدوتها المؤقتة اسرائيل، وفي القائمة ربما حكومة السيسي وبعدها قد تكون إيران ومن خلالها كما هو ملاحظ قد يأتي الأسد في آخر الطابور منتظراً انعاشه من قبل العدو الصديق بعد أن تحدثت بعض الجهات عن لقاءات غير رسمية بين الجانبين، وذلك بعد فتح باب التحاور مع روسيا، وهو ما دفع بالمراقبين المتابعين لخط سير العمل السياسي في تركيا ليتساءلوا يا ترى هل في إعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل وروسيا، واستئناف العلاقات مع النظام سيكون نهايته التنازل للنظام عن الأشياء الجوهرية بالنسبة للمعارضة؟ ومن ثم التخلي الجزئي أو الكلي عن المعارضة عبر صفقة ما مع النظام كما جرت الصفقات المماثلة مع الاوربيين بشأن المهاجرين؟ حيث قال بهذا الصدد مؤخراً رئيس الوزراء التركي الجديد بن علي يلدرم علانية لـ: CNN قائلاً بأن تركيا ستعيد العلاقات الطبيعية مع سورية.
عموماً يبقى الثابت في السياسة أن الدوَل في النهاية تتبع مصالحها في أية علاقة تقيمها مع الدول أم مع القوى المعارضة لتلك الدول، لذا نقول أما كان حرياً بالمعارضة إن كانت فعلاً تتحلى بروح الوطنية أن تنظر بنفس العين إلى كل سوريا، وأن لا تحضر بقوة في مكان وتتهم الجيران باختراق سيادتها، فيما تغيب تماماً في مكانٍ آخر وتتجاهل كل ما يحصل في نفس البلد ونفس السكان مع جيرانٍ آخرين، وربما قد لا يكون الجيران مختلفون قط فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية والسياسية لكليهما.
وفي الختام نقول أما كان على معارضتنا الحالية الاستفادة من تجربة ماضي سوريا السياسي، وبضرورة العمل معاً جاهدين للالتحام مع مَن في الداخل، وعدم الاحتكام الى مصادر الهبات وأوامر السفارات، وهنا نضم صوتنا الى صوت الدكتور موسى الزعبي القائل: بأن على المعارضة السورية وضع البيضة بسلة الشعب السوري على اختلاف مكوناته وشرائحه وليس بسلة السفارات وأجنداتها.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح حميد: ألامس الواقع ومواجع الناس من خلال نافذة لوحاتي
- تفجيرات اسطنبول والأحكام الجاهزة
- السياسة النكاياتية في اقليم كردستان
- هل يُعيد بشار ما فعله والده بأوجلان مع صالح مسلم؟
- الكردي والخفاش
- ثقافة الاعتذار لدى أقطاب العمال الكردستاني
- الثنائي (ميترا عدنان هورو): لم نغادر الوطن حباً إنما تركنا ...
- ما الذي يربط الخزنوي بدمشق وأنقرة؟
- مَن هُم الأولى بتحرير الرقة؟
- محمد محمود: روسيا أهم شيء لديها هو استرجاع قوتها الدولية من ...
- مواقف الجبور والتركمان مقارنة بمحور (قم)
- من التحرير والتوحيد إلى الكنتنة
- ماذا يريد دوران كالكان ورهطُه؟
- عكاكيز الملالي في قنديل والسليمانية
- توفيق عبدالمجيد: الهدف مما جرى ويجري في حلب هو إفشال مفاوضات ...
- بموازاة مجازر الأسد
- دوز خورماتو والهلال الشيعي
- اقتداءً بديمقراطية المستفرِّد
- حساسية وتزاحم الهويات في سوريا
- حول ملف 1 أيار


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الحدث بين الرؤية والتغاضي