أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عدنان يوسف - ملحمة كاورباغي ، مأثرة الطبقة العاملة العراقية الخالدة














المزيد.....

ملحمة كاورباغي ، مأثرة الطبقة العاملة العراقية الخالدة


عدنان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5221 - 2016 / 7 / 12 - 09:34
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تمر هذه الايام الذكرى السبعون لاول اضراب عمالي كبير ومنظم خاضه عمال شركة I P C الانكليزية في كركوك ، وقد قابلته وزارة ارشد العمري بارتكاب جريمة كبرى ، ارادت منها ان تنهي الاضراب بمجزرة ، فجعلها الشعب ملحمة صارت منارا للحركة العمالية العراقية التي واصلت التصدي لعسف الحكومات الفاسدة لسنين عديدة لاحقة.
لنتذكر تلك الايام :
12 تموز 1946 المجزرة
13 تموز 1946 الرد ، الحاسم ، المدوي
حملت نعوش الشهداء عاليا ، على الاكف ، في تشييع مهيب ، وسط تظاهرة عارمة طافت شوارع المدينة الثائرة ، خرجت كركوك كلها تهتف بسقوط الحكومة المجرمة، اختفت قوات الشرطة تماما من الشوارع والساحات وانضم الجنود الى العمال ومؤازريهم من مختلف فئات الشعب ، وكان للنساء دور مشرف متميز في ذلك اليوم الخالد.
وفي بغداد احتجت الصحف والاحزاب الوطنية (الوطني الديموقراطي والشعب والاتحاد الوطني) بقوة على الحكومة مطالبة بفتح تحقيق واحالة المعتدين الى المحاكم المختصة ، فاضطرت السلطات تحت ذلك الضغط الهائل الى احالة المتسببين بتلك الاحداث المروعة ( المتصرف ومدير الشرطة والمعاون الذي اصدر الامر باطلاق الرصاص ) الى القضاء ، فكانت المهزلة ،اذ برأت محكمة جزاء كركوك "المتهمين"الذين ادانتهم اللجنة التحقيقية المرسلة من بغداد،احتج وزير الداخلية ،عبدالله القصاب على ذلك فقدم استقالته ، الا ان ذلك لم يثن رئيس الوزراء عن مواصلة النهج المعادي للشعب ، والممالئ لشركة النفط والخاضع لاوامر السفارة البريطانية التي منعت حتى نقل اولئك المجرمين الى مكان ءاخر ومنعت ايضا تعويض عوائل الضحايا
*** *** ***
ابتدأ الاضراب في الاول من تموز بعد ان رفضت شركة النفط الاستعمارية الاستجابة لمطالب العمال المهنية المشروعة في زيادة الاجور وتوفير السكن الصحي الملائم وتوفير وسائط النقل من والى الشركة والاعتراف بحق التنظيم النقابي ...
استمر الاضراب الذي تميز باعتصامات واجتماعات
يومية تلقى فيها الخطب والقصائد باللغات العربية والكردية والتركية والكلدواشورية في تعبير عن وحدة الشعب الوطنية وتماسك قومياته المتآخية ،استمر لثلاثة عشر يوما ، وفي يوم 12 تموز والعمال المجتمعون في بستان كاورباغي ( المكان الذي اتخذ مقرا للاضراب) ينتظرون عودة ممثليهم من المفاوضات مع المسؤولين ،هاجمت ثلاثة افواج من الشرطة المكان واطلقت الرصاص ، دون سابق انذار، باتجاه العمال فسقط ستة عشر شهيدا واكثر من ثلاثين جريحا .
*** *** ***
بعد ثورة 14 تموز 1958 اعتبر ضحايا كاورباغي شهداء للشعب والوطن ، واقيم نصب تذكاري في موقع الحدث ، قامت الشركة الاستعمارية بواسطة عملاء بهدمه في وقت لاحق ، دفعها لفعل ذلك الخوف من رمز سيقتدي العمال بمأثرته ،الخوف نفسه الذي ساور الحكومات الرجعية والدكتاتورية التي تسلطت بعد انقلاب 8 شباط 1963 فقد ناصبت العمال العداء وعملت على اضعاف او احتواء التنظيم النقابي ولم ينس الدكتاتور صدام حسين ذلك الاضراب البطولي لعمال الزيوت النباتية اواخر عام 1968 ،والذي قابلته سلطة البعث باقسى انواع القمع ،فوضع الدكتاتور في حسابه محاربة الطبقة العاملة فكان قرار بيع وايجار املاك الدولة سنة 1986 الحقه بقرار تحويل العمال الى موظفين سنة 1987 ، وقامت الولايات المتحدة الامريكية باكمال ما بدأه صدام من اعتداء على العمال فقصفت طائراتها المنشئات الصناعية ،المعطلة اصلا بسبب الحصار الذي فرضته باسم الامم المتحدة ، ويأتي احتلالها للعراق سنة 2003 فيمنع الحاكم المدني الامريكي ، بول بريمر ، العمل النقابي في منشئات وزارة الصناعة ويجمد اموال الاتحاد ، ثم يأتي الاسلام السياسي ليواصل النهج المعادي للعمال ذاته ، بل يزيد عليه فيوقف دفع اجور العمال بحجة خسارة شركات التمويل الذاتي ويعمل على خصخصة الصناعة بوضع الخطط لتحويل المصانع الى مؤسسات استثمارية ليتسلمها الطفيليون ، واغلبهم من مسؤولي سلطة المحاصصة المعادية للشعب والوطن والذين اثروا ثراء فاحشا من سرقة المال العام.
وتجري الان محاولات لتحويل انتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية الى اولئك المستثمرين بعد ان عرقلت الحكومات الفاسدة اي تحسن او اصلاح لمنظومة الكهرباء الوطنية رغم المليارات التي "صرفت"لهذا الغرض ، وبذلك فهم يريدون العودة بالبلاد الى ثلاثينيات القرن الماضي حين كانت الكهرباء تباع الى الناس في بغداد من قبل شركة بريطانية ، فقامت نقابات العمال حينذاك بمقاطعة تلك الشركة الاستعمارية المستغلة والمطالبة بتخفيض سعر الوحدة الكهربائية الباهض
*** *** ***
ايها العمال العراقيون ارفضوا قوانين الطاغية المقبور صدام ، السارية المفعول الى الان ، عودوا عمالا واتحدوا
افرضوا بقوة تنظيمكم النقابي اعادة تشغيل المصانع، وامنعوا اللصوص من سرقتها ،فهي ملك الشعب وانتم قوته الاصيلة المناضلة التي ستبني مع القوى الوطنية الحرة ،الدولة المدنية التقدمية المستقلة
واصلوا مسيرة كفاحكم العظيمة التي قدمت الشهداء تلو الشهداء من اجل تثبيت حقوق العمال والمحافظة على مصالح الشعب وصيانة استقلال وحرية الوطن
الخلود لشهداء ملحمة كاورباغي
المجد لشهداء الطبقة العاملة العراقية
المجد لشهداء الوطن



#عدنان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام رسام ، رواية سلام ابراهيم تدين اغتيال الثقافة العراقية
- اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق 68 عاما من الكفاح -في س ...
- اصلاحات يزيد الناقص ، اوقفها الطاعون واجهز عليها الحمار
- حول مكاشفات ريسان الخزعلي (الاقرب للوضوح) عن عقيل علي
- -رجال كالسم- وحلم جميلة
- عقد بلا صدام وما تزال الحياة ثقيلة
- هل حقا خسرت قبيلة ؟
- الاسلام السياسي .. دماء في نهاية النفق
- بضاعتكم - مع المحبة - ردت اليكم
- -الاسلام دين تطهير لا دين تكفير-
- الطيور تبكي دماءنا التي تفرقت في القبائل
- الجذور العشائرية للاسلام السياسي
- آزادوهي صاموئيل في حضرة الشعر
- إمرأة فقدت جمالها


المزيد.....




- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1794 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- الطلاب المؤيدون للفلسطينيين يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومب ...
- لو الفلوس مش بتكمل معاك اعرف موعد زيادة المرتبات الجديدة 202 ...
- المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة ببني ملال يندد بالتجاو ...
- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزة
- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عدنان يوسف - ملحمة كاورباغي ، مأثرة الطبقة العاملة العراقية الخالدة