أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج كتن - هل تقود النجادية للفاشية والشوفينية؟















المزيد.....

هل تقود النجادية للفاشية والشوفينية؟


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 1398 - 2005 / 12 / 13 - 11:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نموذج إيراني ل"إسلام هو الحل"
حصول الإخوان المسلمين في مصر على ربع مقاعد البرلمان والحضور القوي للتيار الإسلامي في السلطة والجمعية الوطنية العراقية ونجاحات أخرى...، جعلت المتابعين السياسيين يتوقعون انتشاراً واسعاً لتيار الإسلام السياسي في المنطقة.
إلا أن عوامل النجاح لا تقاس بالنفوذ السياسي أو الوصول للسلطة بل بالحلول التي يقدمها التيار لأزمات مجتمعه، إذ يمكن دغدغة المشاعر الدينية للمواطنين بشعارات إسلامية في مجتمعات متخلفة عانت طويلاً من التجهيل والاستبداد, فتمسكت بالدين لمواجهة أوضاعها الحياتية المتردية، فيما تصويتها للإسلاميين أبقى أوضاعها على حالها إن لم يؤد للتراجع إلى مواقع أكثر تخلفاً وبؤساً.
جرب "الإسلام هو الحل" في الجزائر إذ تحولت أقسام كبيرة من تيار الإسلام السياسي بعد إلغاء نتائج الانتخابات التي فازت بها جبهة الإنقاذ, إلى عصابات إرهابية أطلقت لغرائزها العنان في قتل المواطنين دون تمييز, وليس بعيداً الفشل الذريع للإسلاميين السودانيين في السلطة الذين وجهوا جهودهم الأساسية "لحل" اعتمد حروباً أهلية مدمرة لأسلمة الجنوب وتعريب دارفور الإفريقية.
التجربة الإيرانية هي الأهم حيث مزجت الجمهورية الإسلامية في دستورها النظام الديني لولاية الفقيه بنظام ديمقراطي غربي، خرق التوازن بينهما منذ البداية بإلغاء الديمقراطية بحجة الحرب مع العراق، ثم أعيدت للعمل بشكل محدود في ولاية خاتمي الذي حاول إنجاز إصلاحات اصطدمت بالتيار المحافظ الذي استشعر خطورتها على تفرده بالسلطة فقام بإفشالها برفض القوانين الإصلاحية الصادرة عن مجلس الشورى, ومنع ترشيح نواب الشورى المخالفين، وإسقاط المرشح الإصلاحي للرئاسة لصالح أحمدي نجاد مرشح التيار المحافظ.
تفسر هزيمة الخاتمية بفشل المزاوجة بين الدولة الدينية والحداثة، والمصالحة بين الإسلام السياسي وحقوق الإنسان، فالنتيجة إنهاء التوازن القلق بين الدولة الدينية وعلى رأسها المرشد غير المنتخب ذو السلطات الواسعة، وبين النظام الجمهوري برئيسه المنتخب ذو الصلاحيات المحدودة وبمجلسه المقيد بهيئات رجال الدين المعينين.
الرئيس نجاد يعمل الآن لإزالة آثار الخاتمية وإعادة إيران للمربع الأول للثورة الإسلامية، بالرجوع لمقولات الإمام الخميني حول محي إسرائيل من الخارطة والتشكيك بالمحرقة اليهودية وحض الفلسطينيين على تدمير إسرائيل، وتهديد الدول العربية التي تعترف بها بالحرق "بنيران غضب شعوبها"، أي الدعوة من جديد لسياسة تصدير الشعارات الثورية التي كانت عواقبها وبالاً على إيران.
كما هدد نجاد بمزيد من الرقابة الداخلية على ما سماه "الميوعة الأخلاقية" أي المزيد من كبت الحريات والتشدد في مكافحة العلمانية بعد الادعاء أن الشعب أثبت في الانتخابات الأخيرة إيمانه بالثورة الإسلامية، مما يمهد برأي نجاد لعودة الإمام الغائب، "ليقود عهداً من العدالة الإسلامية"... وهي عناوين تصب في التعبئة الأيديولوجية الدينية لثورة "تصحيحية" لما غيره التيار الإصلاحي في الدولة الدينية!!!
يتناقض خطاب نجاد "الثورجي" مع حملته الانتخابية التي سعت لاستمالة الفقراء وإجزال الوعود بإخراجهم من أوضاعهم المعيشية البائسة، كبديل عما وعد به التيار الإصلاحي بتوفير الحريات واحترام حقوق الإنسان، وقد يؤدي التوجه النجادي للتسبب بكوارث وصراعات مع الجوار الإقليمي، خاصة في حالة الاستمرار بالبرنامج النووي بالتعارض مع المجتمع الدولي، الذي "بشره" نجاد بان "الثورة الإسلامية ستشمل قريباً العالم كله"!!!.
النجادية ليست أكثر من الطبعة الإيرانية المتشيعة "للإسلام هو الحل"، حيث لا حلول للأوضاع المعيشية المتدهورة في بلد الفقر والتخلف رغم إنتاجه يومياً لأكثر من 5 مليون برميل نفط, مع دخل قومي يزيد عن مائة مليار دولار سنوياً, فالعاطلون عن العمل يريدون عملاً ودخلاً, والشباب والنساء يتطلعون لمزيد من التحرر الاجتماعي والسياسي، والقوميات الإيرانية تسعى لنيل حقوقها، والجميع لا يريدون حروباً جديدة تشن لصالح الأيديولوجيا الدينية، ولا يقبلون العودة لسياسات "ثورية" قديمة جربت وفشلت.
إذا كان النظام الإسلامي الإيراني لم ينجح حتى الآن بعد ربع قرن من الثورة في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية وللمسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإنه كذلك فشل في تقديم حل إنساني لمسألة اضطهاد القوميات الإيرانية العابر لكل العهود، المهددة بالتفجر في حال استمرار تجاهلها.
لم ينجح "الإسلام هو الحل" في التخفيف من تعصب القومية الفارسية المهيمنة - التي لا يتجاوز أفرادها نصف السكان ويتوزع الباقي على قوميات أخرى أذرية وكردية وعربية وبلوشية وتركمانية...- وإذا كان الإصلاحيون في السلطة حققوا مطالب محدودة للقوميات الإيرانية كتمثيل أفضل لها في البرلمان وغض النظر عن إنشاء أحزابها وجمعياتها وسماح محدود بالنشر باللغات المحلية وزيادة ميزانية بعض الأقاليم, إلا أن برامجهم المعلنة تجاه القوميات أعيقت من قبل المحافظين، فقد فشلوا فيما وعدوا به من تفعيل تنفيذ المادتين 15 و19 من الدستور التي تضمن الحق في استعمال اللغات القومية إلى جانب الفارسية في التعليم والثقافة والإعلام وحقهم في إدارة أقاليمهم.
قمع المحافظون الحركة المطلبية للقوميات بذريعة الدفاع عن المصالح "الوطنية العليا"، مسترشدين بأفكار الخميني الذي اعتبر القومية معادية للإسلام، متهمين أنصار الحقوق القومية بالخيانة الوطنية وبأن تحريكهم يتم من الخارج، فاتهم العرب بالارتباط بالبعث الصدامي رغم مساهمتهم مع جميع القوميات في انتصار الثورة على الشاه وتقديم أعداد كبيرة من الضحايا في الحرب مع العراق.
سياسة الاضطهاد والتمييز تعمل على صهر القوميات بوسائل شتى منها مصادرة الأراضي الزراعية ومنحها لأفراد من الأجهزة الأمنية و"أبطال الحرب", وبناء مجمعات سكنية ومشاريع زراعية وتجارية وصناعية لهم وسط التجمعات القومية لتغيير النسيج السكاني, وحرف الأنهار الكبرى إلى مناطق فارسية ولو أدى ذلك إلى تدمير الزراعة والتسبب في أزمة مياه وصلت إلى حد أن نصف القرى في الأهواز العربية محرومة من مياه الشرب، وإهمال ترميم المدن الحدودية المدمرة في الإقليم العربي وتطهيره من حقول ألغام الحرب مع العراق لمنع عودة سكانه المهجرين.
بالإضافة للقمع المشدد لأي مظاهرة سلمية احتجاجية ومواجهتها بإطلاق الرصاص, وملأ السجون بالمعتقلين وتنفيذ أحكام إعدام جائرة في الساحات العامة لإرهاب السكان، إلى تدمير الآثار التاريخية التي تدل على وجود القوميات من عهود بعيدة ومنع تسمية المواليد بأسماء غير فارسية ومنع ارتداء الأزياء القومية في الدوائر الرسمية، وإهمال مناطق القوميات حتى وصلت الأمية في الأهواز ثلاثة أضعاف والبطالة أربعة أضعاف مثيلاتها في لإيران.
لا يتوقع من العهد الجديد النجادي أفضل مما سبقه إذا كان التوجه لفتح صراعات خارجية مع الجوار والمجتمع الدولي، وتقويض الإصلاحات الخاتمية المحدودة والعودة لسياسة التضييق على الحريات السياسية والاجتماعية والفشل في تحسين الأوضاع المعيشية طالما أن معظم الدخل القومي يذهب لتطوير الأسلحة ومراكمتها بدل مراكمة التنمية والاستثمار المدني، والمزيد من الاضطهاد والتمييز والتعصب الشوفيني تجاه القوميات الإيرانية.
ولا يمكن الاعتماد على اهتمام عربي جدي بقضايا القوميات في إيران، فمعظم الأنظمة العربية ونخبها القومية تفضل السياسة التمييزية التي تمارسها حيال أقليات بلدانها، إلا أن المجتمع الدولي يطور اهتمامه وتدخله الإنساني والسياسي والاقتصادي لصالح الدفاع عن حقوق الأقليات القومية, فقد صدرت قرارات عن برلمان الاتحاد الأوروبي بدعم قضاياها، وضم الكرد والعرب في إيران إلى "منظمة الشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة" وإلى اللجان الثقافية والإنسانية التابعة لها...
إن حل المسألة القومية يعتمد على تطور الوعي لدى الأقليات القومية التي نبذت غالبيتها العنف وتعمل للحفاظ على هويتها القومية وللمشاركة في إدارة أقاليمها، وتسعى لائتلاف للحركات السياسية لمختلف القوميات الإيرانية ينسق مع التيار الليبرالي الإيراني ويستفيد من الضغوط الخارجية على النظام للفوز بالديمقراطية، التي يعتمد ضمان استمرارها بعد فشل شعار "الإسلام هو الحل" على قيام نظام ديمقراطي علماني.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف عربي كردي للتغيير الديمقراطي السوري
- العقلية القديمة في قراءة -إعلان دمشق- أعضاء المؤتمر القومي ا ...
- المؤتمر القبطي العالمي الثاني - ضمان حقوق الأقليات جزء من ال ...
- في المسألة القبطية -العلمانية هي الحل-
- إعلان دمشق يستبق تقرير ميليس
- جمهورية الفاكهاني لن تعود
- غزة غابة سلاح, أم نموذج لدولة فلسطينية قادمة
- معن بشور والتكامل القومي مع الإرهاب الصدامي والأصولي
- فهمي هويدي وغلاة الكرد
- وداع العروبة
- الطالبانية في مواجهة الحداثة
- الإرهاب في مواجهة الحداثة
- ماذا تريد حماس من هجماتها المسلحة على السلطة الفلسطينية؟
- حزب الله، ماذا يقاوم؟
- الازدواجية في ديمقراطية جماعة الإخوان السورية
- فصائل فلسطينية ترفض مشروع -سيفيتاس-
- حركة -كفاية- المصرية تتجاوز الأحزاب الأيديولوجية
- حقوق الأقليات في رؤية الإخوان المسلمين السورية
- نقد بقايا الأيديولوجيا ومفاهيم الحرب الباردة في وثائق حزب ال ...
- الهولوكوست اليهودي : حقيقة أم أسطورة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج كتن - هل تقود النجادية للفاشية والشوفينية؟