أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - المرأة والمجتمع المتخلف














المزيد.....

المرأة والمجتمع المتخلف


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 12:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يعكس التخلف الاجتماعي صوره على كافة مناحي الحياة ولايقتصر ذلك على المرأة دون الرجل، فالنظرة الدونية للمرأة في المجتمع لاتعود إلى تخلف الرجل فقط وأنما لتخلف المرأة التي لاتعي دورها ومساهمتها في تغيير الواقع الاجتماعي.
وحين تنخر الأمية بنية المجتمع، تأسر مكوناته وتفرض توجهاتها وسلوكها على العلاقات الإنسانية بين فئاته المتعددة وتنحدر تلك التوجهات نحو الحضيض عندما تقدم على طبق من ذهب مبررات الحط من قدر إحدى مكوناته، فالأعراف الاجتماعية والقيم الدينية المتعارضة مع مسار العالم المعاصر تعد السكة التي يسير عليها قطار التخلف وما لم يتم تصحيح مساره بالاتجاه الصحيح لايمكن لقطار التخلف أن يحيد عن مساره حتى لو تعالت أصوات المحتجين.
إن المجتمع ليس كيانات معزولة تمارس حياتها بشكل مستقل، وإنما سلسلة من العلاقات المتشابكة تُكبل كافة مكوناته وتحدد توجهاته ابتداءً من الأسرة وانتهاءً بأبسط رابط اجتماعي تتعاطى من خلاله الكائنات الإنسانية لتبادل العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية........وغيرها.
بهذا فإنه لايصح القول: إن النساء متخلفات أو الرجال متخلفون في المجتمع، فالنساء والرجال هما مكونات المجتمع ويعكسان صوره المتخلفة أو المتحضرة. والعلة تكمن في المجتمع لا في المكونات المؤلفة له لأن سلوكها وممارساتها مستمدة من أعراف وقيم المجتمع.
إن تحرر المجتمع من تخلفه ينعكس إيجاباً على كافة مكوناته، وهذا التحرر بحاجة إلى الحرية التي لاتعرف التجزئة في كشف مظلومية إحدى مكوناته لتفرض نهج المساواة والعدالة الاجتماعية.
يقول ((إنعام رعد))"أن التخلف الذي تعاني منه المرأة هو حصيلة تخلف المجتمع، فإذا ما تحرر المجتمع تحررت المرأة من ظلمها".
إن الحرية نهج تحرري وليس مطلبي، فالحقوق لاتطلب بل تنتزع من مغتصيبها وما لم تكون هناك إرادة حقيقية تفرض توجهاتها بآليات واعية ومعاصرة لايمكن أن تحشد المناصرين لها. وتلك الآليات يجب أن تنطلق من المجتمع وتنتهي به، فمنظمات المجتمع المدني المستقلة يجب أن تخوض حربها على جبهات مختلفة لانتزاع الحقوق ولاتكون واجهات دعائية للكيانات الحزبية للمطالبة بالحقوق.
إن مبدأ قيام منظمات المجتمع المدني على أساس هدف وتوجه واحد لانتزاع الحقوق، يعني تحشيد الطاقات الفعالة في إطار تنظيمي يسعى لتحقيق مصالح فئة اجتماعية وعدم تشتيت الجهود والطاقات في قنوات متعددة تخدم أهدافاً سياسية أكثر منها حقوقية!. وقد أثبتت التجارب المعاصرة لمنظمات المجتمع المدني جدواها وفعاليتها في العديد من بلدان العالم وحققت انتصارات مذهلة أجبرت الكيانات الحزبية على تبني مطالبها.
تعتقد ((أمل كابوس))"أن المرأة قادرة على أن تعكس صورة واضحة للأمة في تقدمها وتخلفها، فإذا كانت شخصية المرأة متكاملة نفسياً وعقلياً وثقافياً تكون الأمة التي تنتمي إليها أمة متقدمة ومتطورة....وعندما يُضيق عليها يكون ذلك أحد المظاهر الواضحة لتخلف الأمة ومؤشراً عن اختلال بنية المجتمع لأنه من غير الممكن أن يكون نصف أعضاء المجتمع (النساء) غير مكتملي الشخصية والتكوين الفكري والعلمي ويكون المجتمع سليماً لأن النساء والرجال أعضاء في مجتمع واحد".
إن وعي المرأة بحقوقها لا يأتي من الشعارات واليافطات الذكورية المرفوعة على معظم واجهات الكيانات الحزبية وأنما يأتي من حضورها المتميز والواعي بالدفاع عن مصالحها ككيان إنساني يسعى لانتزاع الحقوق لا المطالبة بها من موقع الضعف والترجي المطلبي كترضية للمشاركة في الأداء العام.
إن الأداء الضعيف والشعور بالدونية الناخرة لذات النساء الناشطات في العمل النسوي، هو السبب المباشر في عدم النظر بصورة جدية لحقوقهن في معظم الكيانات الحزبية التي تخلو معظم قياداتها من النساء أو تتواجد فيها لكنها منزوعة القرار!.
ترى ((كوندرسيه))"أن النساء كالرجال كائنات عاقلة قادرة على أن تسهم بمبادراتها الفكرية في إصلاح المجتمع والنوع".
بالرغم من التحرر من الأعراف الاجتماعية والقيم الدينية المتعارضة مع مسار التقدم، هي من خاصة كافة فئات المجتمع والحرية لايمكن تجزئتها إلى حرية فئة اجتماعية دون أخرى فإنها بذات الوقت مرتبطة بالعناصر الفعالة للفئة الاجتماعية الساعية للتحرر وانتزاع الحقوق، فكلما أفرزت الفئة الاجتماعية نخبها الواعية والمدركة لمديات الصراع الاجتماعي وتوجهاته، كلما انتزعت الحقوق والمكاسب لها.
إن الوعي الذاتي بماهية الحقوق يشخص آليات العمل الفعال لفرض التوجهات على المغتصبين لها ويجبرهم على التخلي عن توجهاتهم المتعارضة مع مسار التحرر والتقدم الاجتماعي، فالمجتمعات المتخلفة لن تتخلى عن توجهاتها الموروثة بالشعارات المطلبية وأنما بإحداث خلخلة في بنيتها الأساس للكشف عن مدى الخراب الذي ينخر ذاتها ويعطل مسار تقدمها وتطورها الاجتماعي.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة
- زير النساء وزيرة الرجال
- المرأة والكيانات الحزبية
- المرأة والجمال
- نصيحة عاشقة
- الحب والخيبة
- ثورة امرأة
- تساؤلات امرأة في الزواج
- آراء نسوية في الرجال
- الإسلام والمرأة المعاصرة
- اعترافات امرأة
- خلافات وأزمات علاقة الحب
- صراع منظومة القلب والعقل
- لغة العقل والعاطفة بين الرجل والمرأة
- المرأة وعلم النفس
- مشاعر وأحاسيس الرجل والمرأة في علم النفس
- مفهوم الحب في الغرب
- الحب والعشق في الشعر الحديث 3-3
- (الحب والعشق في الشعر الحديث (2-3
- الحب والعشق في الشعر الحديث 1-3


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - المرأة والمجتمع المتخلف