أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - محنة الحُفاة في نيل الجنة














المزيد.....

محنة الحُفاة في نيل الجنة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 01:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في عالم جديد تضيع أشياء الماضي.لم يعد بمقدور الذاكرة أن تتسلق سلم الرجوع الى الوراء ، وعندما تفعل يكون نقل المشهد مشوهاً بسبب إن الماضي له ايضا من تراكمات الوجع الكبير ، ولكن يحس بعضنا أن الحاضر قد يكون أشد قساوة على رغبة الذات الحالمة للوصول الى تلك الأمكنة التي تعشق فينا التيه في لذة الأمنية والعشق والسفر.

الذين ينتمون اليوم الى الحداثة ، يقعون تحت تأثير الصدمة التي صنعتها تواريخ الغبار المقدس على رفوف أحلامنا ، الصدمة التي ترى فيها الظل المشوه وهو يتلو تعابير ثقافة الخوف والمسدس والنواح على ماتركناه هناك في دهاليز ذكرياتنا المنفلتهة. تواريخ الخلفاء وثورات الشطارين والعيارين ودهشة المتنبي وهي تخدع ولاة السيف والقلق الرومي.

هؤلاء هم سادة المشهد ، ننتظر منهم موائد لهب الصيف وأوحال الشتاء ونزقهم المتعلق بالأقتران بعشر نساء يجيزها لنفسه ،ولنا خبزأنتظار الخبر العاجل ، قتل صحفي ، تفخيخ سوق شعبي ، قتل رياضي أو فنان مشهور ..قصف بيت أمن مع ساكنيه من شيوخ ورضع ونساء ، مانشيتات عريضة عن حليب فاسد وشاي متعفن في مخازن قوتنا البابلي ..وأخيراً موت اليوم البطئ في زحام خواطر الأمس الذي لانعرف مستقره ، وعسى أن يكون هناك غد في نهاية نفقه تضاء شمعة.

مرات عندما أعيد قراءة نهج البلاغة لحكيم عصره ومحاربه الصنديد علي بن أبي طالب ( ع ) اكتشف في خطب الأمام مايتواتر اليوم من تداعيات في حياة المؤمن ، وعندما يُراد لي انا المثقف ان أُعَرفَ المؤمن في هذه الأيام ، أقول : هو من يتجرع محاضرة الأب الروحي لوهم أن تمسك خيوط ضوء الجنة ،أفضل من تمسك خيوط ضوء الدولار ، وأذا كان علي (ع ) أكتسب الحكمة من شرف الأنتماء الى الرغيف اليابس وماء الكوز ، فهؤلاء حكمتهم في السيطرة على سذاجة البسطاء وفقراء سوق الخضار وأرصفة الظل ومقاهي الشاي السيلاني .. فقراء السير بأيمان قلوبهم حفاة الى كربلاء، فبالأمس كانت حروبنا وعرة والجنرالات يسرقون بهجة العمر بحلم قداسة المخافر والحدود ، واليوم ذاته يتكرر بلباس آخر مزركش بأصابع خطتها ذاكرة ويتمان وهمنغواي واليوت. ولأن حفاة الأرجل وخضر القلوب لم يسمعوا بهمنغواي ، فعليهم فقط أن ينظروا الى عيون الجنرال بترايوس ليجدوا مضيئا فيها كمدافع نافارو وهي عنوان واحدة من رواياته .وأذا كان همنغواي محبا للحرية والسلام فغيره في حداثة اليوم محبا لشجن أن نُسقطَ الطغاة بطغاة بدائل .

محنة التأريخ لنا ولهم ولدموع من تجدهم مفارز الشرطة مقتولين غدراً..!

هذه المحنة اخطها بطباشير الدمع على تلك الرايات السود بكآبة مايحدث ويكون وهم يتأملون من أبي عبد الله حسين حلا لهذه المعضلة .شتات وفتات ونقص خدمات ..

أخط هذه العبارة التي لو قرأها سارتر ذات لحظة شجن لعراق يحارب ويبني ويهاجر ويكتب .لرمى بالوجودية بعيدا .وقرأ ذاكرة اخرى لموت الاب بالمفخخة .ولتنوع مساحات الازبال في العاصمة والمدن الكبرى .ولتيه الشاب البرئ في ابر التخدير والحبوب المسكرة واقراص الافلام الفاضحة واخرى تحمل بأسى اسطوري بحة الرادود باسم الكربلائي .

وهذه العبارة التي سأخطها بطباشير دمعتي ورعشتي وأغلفة كتبي وحنيني الى وسادة أمي واريكة مقهى اصدقائي تقول :اصبروا يا آل هاشم فمثواكم الجنة ...!





#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماليةُ الحال ، لما بَعدَ المُفتيّْ
- رسالة الى محافظ المثنى
- السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )
- لم تعُدْ الخضراء أخت الجنة
- مديح للمندائي عبد الجبار عبد الله
- العراق ومايوهات سواحل أزمير
- أبو عادل ( لينين في جريدة )
- سعاة بريد العقل
- النواب وكافتريا الفيس بوك
- يوم خَطبَ الجَلبيُ من شُرفتِها
- رقصات هنغارية في الناصرية
- في انتظار أيميل البيت الابيض
- أطفال سيد خضير
- البتلو والاشتراكية
- مندائيٌ في كوسوفو
- الناصرية وقيطان صالح جبر
- عطر الشطرة في مساء المقهى
- أيام كصة المودة
- الغرام في الطمر الصحي
- موسم الهجرة الى التسيقط


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - محنة الحُفاة في نيل الجنة