أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - جماليةُ الحال ، لما بَعدَ المُفتيّْ














المزيد.....

جماليةُ الحال ، لما بَعدَ المُفتيّْ


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5159 - 2016 / 5 / 11 - 01:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



الأفتاء ليس تنظيرا أنما هو الزاما بما يقرره المفتي وجعله حقيقة ومنهج ينبغي السير عليه وبموجبه .
وفي الاسلام الافتاء شيوع رغبة العالم في جعل الناس تلتزم بما تعلمَ وآمن به ومنحهُ الصفة والمكانة للفتوى.
ولكل بقعة من بقاع الاسلام مفتيها يعود بحلمه الى الدين والمذهب ولهذا اختلف المفتون في الدين الواحد ، لأن التأريخ والتحزب والقبيلة تخندقت فيها الولاءات منذ خطبة الوداع والى اليوم.
وقديما كان الملوك في قراراتهم افتاء مطلق ، وقد اعطيت بعض السماحات للفلاسقة والشعراء ليفتوا بأمور لاتهم وتمس التيجان ، ولكن مع الديانات اصبح أفتاء الرًسل هو قول السماء ينقله الرسول ــ النبي الى الأمة .
وربما اكثر سلطة من الفيلسوف والشاعر كان الكاهن خادم الالهة الحجر في الحضارات الانسانية القديمة ( سومر ، بابل ، آشور ، الفرعونية ، الفينيقية ، الارامية ، الأغريقية ، والحضارات الاخرى في الهند والصين واوربا وحتى الطوطمية منها .
بقي الافتاء قائما وخصوصا بشكله الشرقية وتحت عباءة الاسلام ، وكان يمثل للرعية المنتمية الى مذهب وعرق وطائفة خط سير الوضوح والذي يُلزم الرعية للاقتداء فيه ، وبسبب هذا ، كثير من تلك الفتاوى ساهمت في اشعال فتنة وحرب واقتتال والبعض ساهم في ارساء السلم والمسامحة والمحبة.
رسميا والاكثر شيوعا في سلطة الافتاء هناك اربع امكنة لها . ( فتوى جهة مكة ، فتوى جهة النجف ، فتوى جهة الازهر ، وفتوى جهة قم ) .
لكن هذا لايعني ان تتعدد الفتاوى من غير تلك الامكنة العقائدية اللتان تمثلان جهتين مذهبيتين هما من اكبر مذاهب الاسلام ( السنة والشيعة ) ، حيث سنرى ان اغلب تلك الفتاوى خارج تلك الدائرة الرباعية هي وليدة متغيرات القرن العشرين وربما ابتدأت من المنظر الاخواني سيد قطب ، وحسن البنا وانتهاء ومرورا بفتاوى طلبان والقاعدة في كهوف قندهار ، والزرقاوي وانتهاء بفتاوى مغتصب الرقة ونينوى ابو بكر البغدادي.
أزمة اليوم هي تلك الفتاوي المتشددة من كهنة داعش وهم يدعون فيها للجهاد المفخخ ، جهاد حرق النسل ، والمجتمع بحجة تأسيس دولة للخلافة تقوم على أسس غامضة محفلية متخلفة ، ولكنها مغرية للكثير من السذج والبسطاء والمحروميين والذين يعيشون الازمة الامبريالية ــ الروحية التي اقدمت عليها القوى الكبرى واكثره تأثيرا ما كان بعد احداث منهاتن.
عيب تلك الفتاوى انها تدعو الى القتل اولا واخيرا ، ومن يتلقفها دون حتى فهم الفحوى هو الشاب الأسيوي ، والشاب المسلم المغترب من لغته وفهم فحوى الدين والمنتمي الى مجتمعات غربية ، وأولئك الشباب من ابناء الجزيرة العربية الذين يتأثرون بخطابات بعض علماء الغلو والتحريض والتي صنعتها ثقافة المتغير بعد سقوط بغداد.
المفتي الداعشي اليوم هو اخطر كهنة النصيحة الخطرة والمسلك الدموي القائم على فلسفة تفجير الجسد من اجل اعلاء راية الدين ، وتلك رؤية لاتمت للحضارة بأي صلة ، أنما هو منهج لم نألفه إلا مع حروب التتر والمذابح العرقية والأثنية التي شهدها التاريخ العربي منذ توسع الفتوحات وما قبلها والى اليوم.
الآن نحتاج الى وضع اجتماعي وسياسي وجغرافي لما بعد هذا الافتاء الارهابي القاسي ، وحتما هذا الوضع ان تم ترسيخه وهزيمة مفتيه سيوفر لنا جمالية في الحال والاحوال وربما نستعيد الاطمئنان الى حياتنا في مدننا ، في بيوتنا ، في شوارعنا.
جمالية الحال لما بعد المفتي هو جزء من أمل أمة وليس أمل وطن ومواطن ...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى محافظ المثنى
- السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )
- لم تعُدْ الخضراء أخت الجنة
- مديح للمندائي عبد الجبار عبد الله
- العراق ومايوهات سواحل أزمير
- أبو عادل ( لينين في جريدة )
- سعاة بريد العقل
- النواب وكافتريا الفيس بوك
- يوم خَطبَ الجَلبيُ من شُرفتِها
- رقصات هنغارية في الناصرية
- في انتظار أيميل البيت الابيض
- أطفال سيد خضير
- البتلو والاشتراكية
- مندائيٌ في كوسوفو
- الناصرية وقيطان صالح جبر
- عطر الشطرة في مساء المقهى
- أيام كصة المودة
- الغرام في الطمر الصحي
- موسم الهجرة الى التسيقط
- برلمان بدون قيصر وكليوباترا


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - جماليةُ الحال ، لما بَعدَ المُفتيّْ