أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الزيدي - ذات صباح...ذات سماء















المزيد.....

ذات صباح...ذات سماء


أحمد الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 13:47
المحور: الادب والفن
    




كانت رحلة المواصلة (1) من عمان الى البصرة مرهقة لطول الأنتظار المنفرد، فوق مصطبة مطار الملكة عالية جيد الأنشاء، انما المللُ يستولي على المشهد فتتساوى كل الماركات العالمية التي ازدحمت بها السوق الحرة بمرأى من اللاجدوى.
حسنا أذن ليلة أخرى فقط فوق هذه الأرائك المناوبة، سينبلج صباحها عن الأقلاع الأخير والمؤجل من سنين.
مضيفتي الأخيرة أتسمت ببعض الجدية في أداء (رقصة السلامة المهنية)، وقد خيل لي أنها توجه نظرة أهتمامٍ صوب كرسي النافذة المجاور لكرسي الممرالذي كنت أستقله. كانت قد سجلت ماأثار أنتباهها ولم توفر وقتاً لمعالجته فور أنتهائها من أداء المعزوفة الأثيرة الى قلبها و كل مضيفةٍ سمراء أو شقراء، فالكل في الهواء سواء، والكل في الهوى سوى.
- هلا سألت المدام لطفاً أن تضع حقيبة يدها في الحجرة المخصصة المافوق- رأسية؟
- أوكي!
لم أشأ أن أعترض على الجملة الأمرية التي صدرت ليَ، فعلى الرغم من أنها لم تخلُ من بضعة مغالطات مفرحة، فقد كانت مفتاحاً ومدخلاً مناسباً لما تلاها من حوارٍمسافرٍ، عاش وحلق في سماء الطائرة وتلاشى بهبوطها...
المدام (المفترضة) قد نجحت في أستفزاز مضيفتها بالأستغراق في نوم هو أقرب مايكون من سنىً وسِنا، وبأهمال تعليمات السلامة فهي لعمري ملامة، ولكني تحيزت بكل ماوجد من اللاعدالة بين الأرضون وهذه السماء السابعة، الى الست النعسى، أبنة بلدي الوسنى.
- المعذرة لكن المضيفة تطلب الينا رزم الحقائب في المقصورة، فهلا تناولتها عنك تكرماً؟
- شكراً لك
وناولتني الحقيبة الجلدية الباذخة، بأبتسامة رضىً وأنشراح، كمن يسجل نقطة ضد فريق الخصم.
- يبدو أن رحلتكِ كانت طويلة
- نعم فلم أنم منذ 48 ساعة، أمضيتها بين تحليق وأنتظار
- همممم، وقد حسبت أني الأطول مسيراً بين هيثرو وعمان منذ عصر أمس.
- أوووه لاتكن مدللاً ياهذا، لقد غطيت سماواتٍ ثلاث بين العراق-الأمارات-الأردن بلا توقف.
- "عسى ماشر".
- لا والله، فقط تركت أمر تمديد أقامتي في الخليج الى آخر لحظة. كانت ستسقط بالأمس لولا أن تداركت الأمر، فقدمت على وجه السرعة لتمديدها.
- حسناً فعلتِ، لاتفرطي بالأقامة، فبالعض يسلخ عقوداً من عمره في أنتظارها، والسعي ورائها.
- نعم، مررت بالكثير من العراقيين في أسفاري، وأعرف معاناتهم في تأمين ملاذٍ آمن "يوم لاينفعُ مالٌ ولابنون"
- تسافرين كثيراً أذن، هل هو بداعي العمل؟
- ربما، ولكن ليس تحديداً.
- حزورة؟ّ!
- عملي مضني وشاق، ويستلزم الكثير من الأستراحة لأعادة النشاط. هكذا زرت نصف بقاع الأرض.
- مندوبة مبيعات؟
- كلا! ((ناهية)). أنا طبيبةٌ أخصائية.
- تبارك الله. المعذرة لم أقصد التندر، لكني لم أستطع التكهن بذلك.
- لاعليك. أنا أفضل السفر بملابس فضفاضة مريحة، ولاأراعي أن تكون غير ذلك.
((تباً لك أرشد مرةً أخرى تسيء التخمين، وتحكم من خلال المظهر. المظاهر خداعة، وهذه السيدة تضمر أكثر مما تظهر. والحق أنها لمحت ذلك التعبيرفي وجهكَ عندما قلتَ "مندوبة مبيعات" أنما كنتَ تقصد "دلالة" أيها الأحمق. (ومايدريني ....أيها الضمير المستتر؟!))
- أنها سفرتي الأولى الى العراق منذ عقود. قرابة ربع قرن في المنافي أمضيتها باحثاً عن وطنٍ بديل، وهئنذا عائدٌ "عودة الأبن الضال".
- وماالذي يأتي بمن غادر منذ ربع قرنٍ الآن؟!
- الأصل. الجذر. العرق. العراق...ولي فيها مآربٌ أُخَر.
- سوف تُصدم كثيراً، العراقُ لم يعد كسابقِ عهدكم به. أشعر بواجب تنبيهك الى ذلك، لأقلل من أثر صدمتك. ربما بدافع المهنة.
- أشكركِ للتنبيه، لكني مطلعٌ على الأوضاع جيداً، وعن كثب. لن تثنيني هذه المنهبةُ الكبرى عن أستعادةِ أصولي. أنا باقٍ على الود القديم للناس البسطاء. السواد الأعظم من الناس غير ملوثين. أولئك هم عنواني في عودتي. أهلي وأصدقائي ينتمون اليهم، وأنا بدوري أنتمي اليهم.
- نعم، أؤيدك فيما ذهبت أليه، وأني بصفةٍ خاصة أتعاطى مع هؤلاء الناس بحكم عملي. لكن الهوة الشاسعة، ماأنفكت تزداد بينهم وبين سارقي قوتهم. أكادُ أنهارُ أحياناً للوهن والخور الذي يعتريهم، لولا طاقة ألهية تمدني بالصبر لمواصلة المشوار في خدمتهم ودفع البلاء عمن لايطيقونه.
- تبدين صغيرة أزاء هذا الأنجاز، التحصيل العلمي أقصد. البورد، أليس هكذا تسمونه؟
- نعم، هو كذلك. وأنا معي البورد العربي. شكراً للأطراء، ولكن لاتدع المظاهر تخدعك، فالسيدات بارعات في ذلك!
- كيف تجدين الوقت؟ البيت العراقي متطلب. يأخذ من الأم أكثر من الأب.
- هذا صحيح ولكنك لازلت تحكم بالمظاهر، أو أن قياسك مبني على النموذج النمطي أو السائد. أنا لست أمّاً لأحد، ولن أضطر لمغادرة العمل لأعداد وجبة طعام. أقسّم وقتي بين المستشفى والعيادة. وماتبقى أخصصه للواجبات الأجتماعية. أواظب على زيارة الوالدين في (ع.ن.أ). (2)
- هل يمكن لفتاةٍ أن تعيش بكل هذه الأستقلالية في مجتمع ثيوقراطي بأمتياز كمجتمعنا، ان لم تتحصن وتتمترس ببعل؟
- الى حد ما صحيح. لكني أتقاسم العيش مع أختي وأخي، وكلاهما طبيب أخصائي أعزب. فنحن نعيش كعائلة واحدة متماسكة. ونحن عائلةُ محافظة بالمناسبة، ومنسجمة تماماً مع وسطنا، محيطنا، والبيئة التي نقطن فيها. المجتمع تعريفُهُ أكبر على أية حال.
- مذهل! أي تربيةٍ صالحةٍ هذه التي تلقيتموها. تباركت أمٌ، وأبٌ أنجباكما، وأحسنا نشأتكم وتربيتكم وتعليمكم."....ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوّدِ"
- طرفة؟
- بن العبد
- ماسر أهتمامك به؟
- مميز جدا، مات مقتولاً دون الثلاثين. ومعلقته من أشعرالمعلقات. خسارة كبيرة لاتعوض للشعر العربي. تكاد لاتعدلها الا خسارة المتنبي، الذي مات مقتولاً هو الآخر. تبّاً لنا من قومٍ نقتلُ الشعراءَ.
- نحن قوم نقتل من أجل القتل، لانفرق في ذلك بين شاعرأو حتى نبي.
- همممم...سواسية الموت هي أذن. أهي نوع من الأشتراكية؟
- الأشتراكية ماكانت وماوجدت في بلادنا الا في صناعة الموت. الموت بالمجان منذ عهد التتار، حتى عهد المغول الجدد.
- خلّينا بالعربية أحسن، أنا مفتون بها. ولكني لم أروِ ظمأي منها، ذلك أني لم أوفّها حقها من دراسة واستظهار وبحث وتأليف. لي محاولات بسيطة. أتخذتها كهواية. ولكني درست الهندسة وعملت بها الشطر الأطول من حياتي العملية.
- لم يكن لدي أهتمام خاص باللغة، ناهيك عن أي أنجاز لغوي. سوى أن مدرّسةً أحببتها، وكانت أستاذةً فاضلةً ودرسها شيّق. هي من الأسماء التي تترك أثراً بارزاً في مسيرتك الدراسية. أتمنى لها طول العمر، أو الرحمة.
- ماكان أسمها؟
- الست (نون)، أسمها مميز لم نسمع بسميّةٍ لها.
- أطلبي لها الرحمةَ أذن. يؤسفني أن أكون ناقل هذا الخبرلك، ولكنها الحياة. وأنت الطبيبةُ، ومثلك لايجزع أو يهلع لخبر الوفاة.
- الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته. ومايدريك؟
- أمي
- آه! البقاء في حياتك.
- شكراً، وحياتك الباقية. قد مضت خمس سنوات على رحيلها. والفاجعة تهدأ في النفس رويداً، وتستحيل الى الذكر الطيب.

أنسلّت الأنسية في غيبوبة هادئة ناعمة لم يعكر صفوها سوى المضيفة الكريمة التي أتت بالأفطارالذي لم تصب منه سوى عصيراً يقيم أودها لما تبقى من الرحلة، حتى مضارب بني أبيها اذ ستكون أختها هناك بانتظارها على المائدة.
ـ أتعرف مكانك في البصرةِ على وجه التحديد؟ فربما أختلفت عليك بعض المعالم.
ـ سؤالٌ جيد. في حقيقة الأمرأنا أجهل العنوان، لذلك رتبتُ الأمرَ مع صديقٍ لأستقبالي في المطار.
ـ حسناً فعلت، وان احتجت للمساعدة فأن سائقاً سيكون بأنتظاري في المطار. يمكن أن يقلّك حيثما شئت.
ـ شكراً جزيلاً لكرمكِ وظرفكِ سيدتي. قد شملتني بعطفكِ، وكرمٍ بصريّ أصيل.
ـ لاعليك، أنه أقل الواجب تجاه أبن البلد العائد.
ـ ماشكل المفاجأة التي تنتظرني لدى الهبوط؟ أقصد أي المعالم تجذب الأنتباه عمّا سواها؟
ـ هناك بعض العمران، ولكن أغلبه غير مكتمل. تشح التخصيصات وتقصر عن التقديرات الأولية والكلف التخمينية، فتبقى معظم المشاريع عبارة عن هياكل كونكريتية تثير التحسّرَ والأرتباك.
ـ ماذا عن الأستثمارات الأهلية أذن؟ ألا يبتني الناسُ دوراً وفنادقاً وأسواقاً مثلاً؟
ـ بلى، هناك دورٌ مشيدةٌ بطراز حديث. ولكنك يمكن أن تحصي مائة كوخٍ مضاف ازاء كلّ قصر.
قد تم أفتتاح مجمعاً تسويقياً مؤخراً، أسموه (البصرة تايم سكوير). لابأس به، أنصح بزيارته، لكنه شيّد على أنقاضِ آخر المعالم الثقافية او المراكز المدنية؛ بهو الأدارة المحلية. بعد أغلاق دور السينما والمسرح.
ـ بقائي هنا سيعتمد على نجاحي او فشلي في استرجاع دار العائلة التي قدمت من أجلها؛ تلك دار أبينا التي أشادها بعرق الجباه وكدح السنين، معاً وشريكة حياته. للأسف قد أستولى عليها مستأجرٌ طامعٌ بغيض. يرفضُ الأخلاء حتى ندفع له عشرات الآلاف بالدولار.
ـ الباطلُ قد استشرى في المجتمع أفقياً وعمودياً. وقصصٌ كهذه لم تعد غريبة رغم بطلانها وزيف مرتكبيها. عليكَ بالقضاء. لاتخضع لأرادةٍ باطلةٍ، ولاتستسلم للتهديد، فالباطلُ يولدُ مهزوماً. عليك بالصمود من أجل الفضيلة. لوأن الجميع قاوم ولم يستسلم بمد الرشى لما تكالب الطامعون وأستشرسوا واستمرؤا السحت. لِمَ تكافيء الظالم على ظلمه وعدوانه؟!
ـ الحق ماتقولين أيتها الطبيبةُ المخلصة. لن أخذلكِ وكافة الطيبين من أمثالكِ. لافي مالٍ خاصٍ ولاعام. قد حمّلني الوالدانِ أسماً، أفنى دون تلويثه أو تدنيسه.
ـ يود المرتشون لو رؤوا كل من حولهم يقوم بنفس فعلهم في السقوط ببحيرة الرذيلة والشيطان، ويكون باطلاً وأثماً مشاع، فتخفّ وطأته على نفوسهم المريضة.
ـ لكن غاصب داري ودار أخوتي يدّعي الأيمان وأنه يؤتي كل ذي حقٍّ حقّهُ، وصورُ الأئمةِ الأطهار يزدان بها مدخلُ الدار (؟!)
ـ "الذين يراؤون ويمنعون الماعون"
ـ صدق الله العظيم
ـ صدق الله العظيم، وحمداً له لسلامة الوصول. هل ترى صاحبك من هنا، في رحبة عجلات المنتظرين؟
ـ كلا
ـ هاتِ أذن رقمه فلتتصل به من هاتفي. لاأحسب أن شريحة هاتفك محلية. سوف لن أغادرَ حتى أرى صاحبك، أو تتفضل معي، نقلّك.
آه لنبل هذه السيدة، أنها ملاك في ثياب أنسان. لايمكن لكل فساد المنطقة الغبراء أن يلوثها. رباه أنقذ شعبي من براثن الفساد والطائفية والعمالة واللاوطنية.
قد أتى صاحبي ملوحاً وقد ظهر للعيان من بين الكثبان. فلتذهبي راشدةً رعاكِ الله. ليت شعري هل ألقاكِ ثانيةً ذات سماء؟
(تمت)
الهوامش
(1) رحلة غير مباشرة، يتخللها توقف لتغيير الطائرة.
(2) عطلة نهاية الأسبوع



#أحمد_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس بنات آوى
- الى روح منتظر الحلفي
- ثمن الحرية
- آخر عيد
- بائعة الزهور
- خواطر مبعثرة
- ع الماشي/ لندن الشعراء والحلم


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الزيدي - ذات صباح...ذات سماء