أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - أم الفحم تصرخ: أنا الشعب فأين المعجزة















المزيد.....

أم الفحم تصرخ: أنا الشعب فأين المعجزة


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 5145 - 2016 / 4 / 27 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أم الفحم تصرخ: أنا الشعب فأين المعجزة
جواد بولس
قبل ستة أعوام وعلى "صمت الحصاة في الدم"، كتبت مقالة سأقتبس بعض ما يلي منها، مع ما يستوجبه الحاضر من تغييرات طفيفة على النص كي يستقيم المعنى وتتحقق الغايات.
ستة أعوام مرّت وصوت العقل بيننا يخفت، ويبح مع كل طلقة تخترق اللحم الغض وتجلجل، والسماء سكرى تشلح مع كل شفرة خنجر تهوي على خاصرة روابينا الكواعب، زرقتها، لتصير فصولنا كلّها "خراريف" نيلية غضبى والشتاءات تنسكب حسرات تغرق ليالي العاجزين والثواكل.
صار الرصاص عندنا سيّد المعادن، وعلى أبواب مدائننا " تدق الأكف ويعلو الضجيج". كما تغنى الشناوي في عام عز، وفي فراشنا يستوطن الخوف، ويمتلئ الأثير بالرياء الضاحك والدعاء المر، والخرس يُستنخب ملاذًا، والعمى بصيرة ، ويتوج الصمم نباهة والانزواء يتمختر مراجل وشطارة.
ستة أعوام مرّت لنصبح في بحر من زئبق ودخان ورصاص ، فقبل أم الفحم وبعدها سنحيي تاريخنا الشاحب ونكتبه بطباشير من وهم، لنشهد كيف يمحوه غزاة مجتمعاتنا الجدد بمحايات من خل ومن عدم . قبل ستة أعوام كتبت:
2010/1/9
"قائمة المهددين" كانت الهدية الأولى التي تلقتها جماهيرنا العربية مع مطلع العام الجديد. تضمنت هذه القائمة، وفقاً لما جاء في الأنباء، أسماءَ عدد من رؤساء المدن والقرى العربية، الذين يعيشون تحت التهديد المتواصل، مما استلزم تحذيرهم من قبل شرطة إسرائيل وإرشادهم ليتخذوا وسائل الحيطة والحذر ومطالبتهم باتباع جملة من التعليمات التي من شأنها أن تقيهم شر ما ينتظرهم، وتضمن سلامتهم، وهذا ما نتمناه.
قبل نشر هذا النبأ وبعد كل اعتداء عنيف أو دموي مباشر على البشر أو على المؤسسات، كما يحصل في معظم قرانا ومدننا العربية، تتعالى أصوات محقة وتتهم الشرطة الإسرائيلية بالتقاعس. وبعض هذه الأصوات، وصل إلى حد إتهام الشرطة على أنها شريكة بتأجيج وتائر العنف فهي غير معنية بمجابهته، وإلا، هكذا تتساءل تلك الأصوات، كيف تفسر الشرطة إخفاقاتها المزمنة بالكشف، في معظم حالات الجرائم المرتكبة بين وضد المواطنين العرب، عن الجناة رغم هذا العدد الكبير من الاعتداءات الخطيرة؟.
على الشرطة تقع المسؤولية الأولى في ملاحقة الجناة وعليها المسؤولية في الكشف عنهم واتخاذ كافة الإجراءات القضائية اللازمة لمعاقبتهم . لا يوجد مبرر مقبول أو معقول لهذه الإخفاقات ولن يكفِِ إدعاء بعض قادة هذا الجهاز بضيق الحال وشح المصادر والقوى البشرية وما إلى ذلك من حجج سئمناها، لا سيما ونحن نخبر ونعيش " نجاعة" عصيها وقسوة ممارسات أفراد هذا الجهاز عندما يكون الأمر متعلقاً بهدم بيت عربي،على سبيل المثال، أو بالتصدي لمظاهرة أو مسيرة عربية، والشواهد على ذلك كثيرة.

حفظ الأمن العام وسلامة الجمهور هو من أهم أهداف عمل جهاز الشرطة في الدولة الحديثة، وأخطر ما يترتب من نتائج عندما تخفق الشرطة بتأمين هذه الأهداف، هو فقدان المواطن لثقته بهذا الجهاز، فما بالك وهنالك شعور سائد، تبرره جراح المواطنين التي نزفت مرارًا وسقوط الشهداء، بأن الشرطة متواطئة ومعنية بإغراق مجتمعنا في مستنقع العنف والاقتتال الداخلي؟إنها حالة مقلقة وخطيرة.


مع ذلك، فإن إبقاء الوضع السائد على ما هو عليه وتخمير شعور المواطنين العرب ومضاعفة ارتيابهم المبرر حول نوايا ومخططات جهاز الشرطة، كما ذكرنا أعلاه، يضر بالنهاية بمصالحنا الأساسية ويؤثر على شعاب حياتنا وفضاءات عيشنا، ولذلك يجب على قياداتنا الشعبية والجماهيرية والسياسية أن تتدارس إمكانيات تغيير هذا الواقع من خلال وضع خطط غير مسبوقة وشاملة، حتى لو كنا نعرف أن المؤسسة الرسمية معنية بابقاء الفاقة على ما هي عليه .
في المقابل، لا تكتمل الصورة ولا يصح التشخيص إن حمّلنا كامل المسؤولية عن سوء واقعنا على كواهل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وسياساتها فقط، فكثيرون بيننا يشيحون أبصارهم، عمدًا أو خوفًا أو تقيّةً، عن مظاهر الفساد المستشري ومنابع العنف في مجتماعاتنا وعن سوء الإدارة في مؤسساتنا الجماهيرية والمدنية وفي مقدمتها بعض مجالسنا البلدية والمحلية.
فرئيس مجلس ينتخب وهو مرفوع على ظهر صفقات إنتخابية مشبوهة ومعروفة لمعظم الناس، ليمضي بعدئذٍ في مشوار رئاسته ونير هذه الصفقات معلق في رقبته، يكون عاجزاً وغير قادر على الوقوف في وجه ما ينهش أجساد قرانا ويقض مضاجع أهالينا.
ورئيس بلدية يستعين بزمر من البلطجية قبل وخلال وبعد معركته الإنتخابية، يعدم حقه بأن يشكو من عبث المعربدين العابثين في شوارع بلدته والمعتدين على أمن وسلامة المواطنين وحرمة بيوتهم.
ورئيس مجلس يعبث في موارد بلدته ليضمن، مثلًا، ضمّ أرض مقربيه أو شركائه أو آسريه لمسطح القرية ويقوم بتفصيل الخرائط الهيكلية والمواقع الهامة في إدارته، على مقاسات من معه في دار السلم ومن في دار الحرب ضده، لا يستطيع أن يتحدى بأهلية بيكار ومسطرة لجان التنظيم المحلية واللوائية، حينما تبطش هذه بمسطحات قرانا لحساب تلك المنطرة أو ذلك الكيبوتس.
ورئيس يقسّم راتبه الشهري، على بعض من نوابه أو القائمين بأعماله أو رؤساء كتل معه ويدفع لهم فتاتاً، من وراء الكواليس، ليشتري دعمهم وصمتهم، لا يستطيع أن يستهجن صمت وتواطؤ الشرطة، كما نتهمها بعد كل حادثة وجريمة، ففي النهاية هذه الشرطة هي ذاتها، التي تغمز لأولئك الرؤساء وتهمس أمامهم" لقد دفناه سويًا" وتغض الطرف عما تقترفه يمنى إولئك الرؤساء وتمارسه يسراهم.
الدولة والشرطة مسؤولتان، في البداية والنهاية، وعليهما أن تؤمنا أمن وسلامة المواطن والمجتمع، وهما لا يفعلان ذلك، سيان إن تقصيراً أو عمداً. الثقة لدى الجماهير العربية في جهاز الشرطة مهزوزة وهنالك ما يبرر ذلك. إعادة وتأهيل هذه العلاقة واجب يقع على الدولة والشرطة أولاً، لكننا يجب أن نكون معنيين بذلك أيضاً وعلينا مهمة المحاولة في هذا الإتجاه. إسرائيل وشرطتها لن تندفعا لترميم هذه العلاقة وتحسينها طواعية، لكن هذا لا يعفينا من المحاولة الجادة والمسؤولة وهنا يبقى السؤال هل يستطيع كفنا بما اعتراه من صدئ الفساد أن يلاطم مخرزهم الصدئ؟"...
ست سنين عجاف مرّت ونحن نندفع على ذات المنزلق . حصادات الموت قصفت أعمار ما لا يشبعها من ورد ونرجس وزنبق. "ساحات البلد" هزمت، وصارت عتبات البيوت متاريس البشر الأمامية، والبيوت قلاعهم والسترة ملاجئ. ذاب "الكل" على فوهات البنادق وتشظوا، والعزوة الوطنية فتتتها عصي السماوات ونداءات القبائل، وطمستها زغردات الحمائل وشوهتها أعراس المصالح، ونحن، اللابدين في همسات الليل نرقد "ونسمع بين الضجيج سؤالًا، وأي سؤال وتسمع همهمة كالجواب وتسمع همهمة كالسؤال، أين؟ ومن وكيف إذًا؟".
والكل يفتي والكل يجيب ويقولون: إسرائيل مجرمة والشرطة شريكة، الفقر مذنب، والإحباط قاهر،العولمة قدر والعنف مصير، البيت أصل غائب، والمدرسة حضن عار، كهنة كالحيط المائل، وأئمة تحترف التخويف والتكفير وتنذر، وقالوا: كلّهم جناة ولكن نحن نظفاء ومن هذا الدم أبرياء!
من كان هناك ولم يفلح لن يفلح في ستة أعوام أخرى، ومن كان يمشي في جنازات المغدورين وخنجره تحت أثواب الحداد لن يجلس تحت رايات الصبح والسلم وأجنحة الحمام، ومن صدأت حنجرته وهو يطلق تراتيل الذبح والنحر لن يكون في صف الهداة والسراة ولا من أهل الود والتمام . ستة أعوام مرت ولم نقتنع، أن البلاء قادم والدم غدار وهادر، فلنعلم اليوم قبل أن يصيح الديك ثلاثًا، أننا أصحاب هذا المهر والنهر والمهر وكل من حسب أن البيت آمن قد يفيق على صرخة نجمة فقأ عينها سيف فاجر.
كيف ومن يوقف النزيف؟ سأعود إلى ذلك النشيد فهو من زمن لم يكن فيه التاريخ كاشح: " وصاح من الشعب صوت طليق، قوي، أبي، عريق، عميق، يقول: أنا الشعب والمعجزة، أنا الشعب لا شيء قد أعجزه، وكل الذي قاله أنجزه"
فهيا لنقل : كفى للذل، كفى للعجز، كفى للخوف، كفى للموت ، وهيهات المعجزة!







#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب: وحدة وقاصمها المشترك
- حزب جديد وصحيفة المتلمس
- خطبة القضاء وانتظار القدر
- مجلس انقاذ لعرب 48
- إرهاب في بروكسل
- اتركوا مانديلا من فضلكم
- شكرًا مرسيل على هذا الوفاء
- من يعيد لحياتنا الهيبة؟
- وهل الدين إلا الرأي الحسن؟
- قطعن الخليليات مرج بن عامر
- عندما تصير الحقيقة جثمانا
- الكذب الحلال
- ونحن نربي الأمل
- عن إلغاء الانتخابات التمهيدية في الليكود
- جريمة أم بطولة
- محامون في قلب الحوت
- شاباك في الشِّباك
- وتبقى الحرية خالدة
- نعم لأيمن عوده في أمريكا
- حول زيارة البابا تواضروس للقدس


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - أم الفحم تصرخ: أنا الشعب فأين المعجزة