أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حليم الخوري - الأقليّات العربية والإسلامية بين مطرقة الإرهاب الدولي وسندان الرفض الغربي














المزيد.....

الأقليّات العربية والإسلامية بين مطرقة الإرهاب الدولي وسندان الرفض الغربي


حليم الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:56
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لطالما كانت العلاقات بين الأقليّات العربية والإسلامية، وحكومات وشعوب الدول الأوروبية التي يعيشون ويعملون فيها، تتأثّر بشكل أو بآخر، بالأوضاع والتطورات والأحداث التي كان ولا يزال يشهدها العالم العربي والإسلامي، لا سيّما تلك المرتبطة بالقضيّة الفلسطينية، وبالصراع العربي-الإسرائيلي.

لم تكن الشعوب الأوروبية قادرة في الماضي، على استيعاب موجات الغضب العارمة التي كانت تخلّفها الممارسات الصهيونية بحقّ الشعب الفلسطيني، في نفوس المهاجرين الوافدين من مختلف الأقطار العربية والإسلامية. أمّا اليوم، فإنّنا نشهد محاولات، ولو خجولة، من قبل بعض الحركات (ذات الميول اليسارية في الغالب)، لتغيير الوضع السائد، من خلال سعيها بين الحين والآخر، إلى إطلاق حملات تضامنية مع القضيتين الفلسطينية والعراقية، خاصةً بعد أن تبدّى لها، بأنّ قيم العدالة وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، التي قامت النهضة الأوروبية الحديثة على أساسها، وترعرعت في كنفها، لا تختلف كثيراً عن مبادئ الحرية والحقّ في مقاومة المحتل،ّ التي يناضل الفلسطينيون والعراقيون اليوم من أجلها، وبدعم كامل وغير محدود، من قبل العديد من الأفراد والجماعات العربية والإسلامية، المقيمة والمهاجرة على حدّ سواء.

إلا أنّ حركة الاستيعاب هذه، لم تتخطّ بأيّ حال من الأحوال هذا المفهوم، حيث بقيت هنالك على الدوام قضايا كثيرة معقّدة عالقة بين الطرفين، لا سيّما من الناحيتين الثقافية والاجتماعية. فبالرغم من الدور المميّز الذي تضطلع به اليوم تلك الأقليّات، في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وغيرها، داخل هذه المجتمعات، بقيت عرضةً، وبصورة شبه يومية، لشتّى أنواع المضايقات والتهجّمات، من قبل حفنة من الجماعات اليمينية المتطرّفة، التي ما انفكّت تعتبر الجاليات العربية والإسلامية، مصدر خطر حقيقي يتهدّد الثقافة الأوروبية "المسيحية" في عقر دارها. وقد ساهمت أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن، والهجمات الإرهابية التي تعرّضت لها العاصمة الإسبانية مدريد في الحادي عشر من آذار/مارس 2004، ثمّ اعتداءات لندن في شهر تموز/يوليو من العام الحالي، في تعزيز وترسيخ هذه الفكرة. إذ بات كلّ إنسان عربي أو مسلم إرهابيّاً بنظر الغالبية الساحقة من المواطنين الأوروبيين؛ وقد أخذ هذا الأمر ينعكس سلباً على مجال العمل، حيث أصبح هنالك شعور كبير بالخوف والارتياب لدى أصحاب المؤسسات والشركات على اختلاف أنواعها، من توظيف العمّال ذوي الأصول العربية أو الإسلامية، ما أدّى لاحقاً إلى تفشّي ظاهرة البطالة في صفوف العديد من أفراد العائلات المهاجرة، وتفاقم حالات الفقر والعوز الشديدين، وساهم (بعد أن طفح الكيل)، في ظهور حركات (معظم أعضائها من العرب الآسيويين والأفارقة) رافضة للأمر الواقع المفروض عليها، ومستهجنة موقف اللامبالاة الذي اتّخذته بعض حكومات الدول المعنيّة إزاء وضعهم الاقتصادي والاجتماعي المتردّي؛ وقد نتج عن ذلك كلّه، كما رأينا مؤخّراً، الكثير من المشاكل والأزمات والتعقيدات بين الطرفين، كان أعنفها ما شهدته العاصمة الفرنسيّة باريس من اضطرابات دموية، أجبرت على أثرها السلطات هناك، وربّما للمرّة الأولى منذ عقود، على اتّخاذ إجراءات استثنائيّة للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، مثل إعلان حال الطوارئ ومنع التجوّل في العديد من الأحياء والشوارع الفرنسيّة.


لقد بدأت ترتفع منذ فترة، وللأسف، أصوات لمفكّرين أوروبيين كثر (ومن بينهم أصحاب آراء يسارية ومواقف تقدّميّة معروفة) تطالب بحزم بطرد المهاجرين العرب والمسلمين من الأراضي الأوروبية والعودة بهم إلى ديارهم، في صورة تعكس مدى اتّساع الهوّة في العلاقات الثنائيّة بين الغرب والأقليّات العربية، والسرعة في تنامي الأفكار والنظريّات العنصريّة (الشوفينيّة) ضدّ هذه الأقليّات.
انطلاقاً من هذا الجوّ المشحون بالكراهية والرفض للآخر، نسأل : ما هو الحلّ الذي يتعيّن على جميع الأطراف، دون استثناء، تبنّيه للخروج من هذا المأزق الذي بدأت آثاره السلبية تطال، ليس فقط أمن واستقرار المجتمعات الغربية (الأوروبية تحديداً) كما أسلفنا، بل وحتّى الأسس والدعائم التي بني عليها مشروع الشراكة بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط؟

أعتقد أنّ قدرة الشعوب الأوروبية اليوم على تفهّم فكرة أنّ العرب هم مثلهم ضحايا الإرهاب الدولي المنظّم (المتمثّل في الأساس بالممارسات الصهيونية الوحشية بحقّ الشعب الفلسطيني، وبالانتهاكات الأميركية المتواصلة لحقوق الإنسان في العراق)، وسعيها الدؤوب إلى تقبّل الحضور المميّز والكبير للثقافة العربية والإسلامية داخل مجتمعاتها، كما هو الحال بالنسبة للثقافات الأخرى، في مقابل استعداد الجاليات العربية والإسلامية بدورها، على التأقلم والتعايش مع قيم ومبادئ تلك الشعوب والمجتمعات، وعدم اعتبارها تحت أيّ ظرف من الظروف، موجّهةً ضد قيمها ومعتقداتها الخاصّة، سوف تشكّل دون أدنى شكّ، الجسر الطبيعي الذي سيساهم يوماً في عبور الدول التي ينتمي إليها الطرفان إلى شراكة حقيقية وواقعية، تكون مصدر غنى ثقافي وفكري واجتماعي واقتصادي كبير لها جميعها بدون استثناء.



#حليم_الخوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخراج ضحية الإرهاب من جديد : من -ثيو فان كوخ- إلى -مصطفى ا ...
- -الفوضى الشاملة- : الاستراتيجية الأميركية الجديدة المعتمدة ح ...
- القضية الفلسطينية بين الغطرسة الإسرائيلية والمصالح الاستراتي ...
- عن... معارك حب
- الولايات المتحدة الأميركية، إسرائيل والعرب
- المطلوب : جيل عربي جديد
- ثقافة التلفزيون


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حليم الخوري - الأقليّات العربية والإسلامية بين مطرقة الإرهاب الدولي وسندان الرفض الغربي