أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حليم الخوري - الإخراج ضحية الإرهاب من جديد : من -ثيو فان كوخ- إلى -مصطفى العقّاد-.














المزيد.....

الإخراج ضحية الإرهاب من جديد : من -ثيو فان كوخ- إلى -مصطفى العقّاد-.


حليم الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بالأمس، استهدف الإرهاب الأعمى حياة المخرج السينمائي الهولندي القدير ثيو فان كوخ، عندما اغتاله أحد المجرمين المتطرّفبن في وضح النهار في أحد شوارع العاصمة الهولندية أمستردام، بطعنه وإطلاق النار عليه، وذلك بسبب فيلمه الجريء بعنوان "الخضوع"، الذي تناول فيه موضوع اضطهاد المرأة وهدر حقوقها الاجتماعية والإنسانية في المجتمعات العربية، بحجّة مخالفة العادات والتقاليد والأعراف الإسلامية. فاهتزّ المجتمع الهولندي بأسره لهذه الجريمة النكراء واللاأخلاقية، كما استنكرتها جميع الفعاليات الثقافية التي تؤمن بالإنسانية وترفض بشكل مطلق مبدأ القتل وتصفية الآخر لمجرّد الاختلاف معه بالرأي أو الفكر أو المعتقد.

واليوم، وبعد مرور عام تقريباً على تلك الحادثة المروّعة، يخطف هذا الإرهاب ذاته، وإن بأسلوب آخر، حياة المخرج العربي والعالمي الكبير مصطفى العقّاد، على أيدي حفنة من السفلة والمنحطّين، الذين يدعون أنفسهم حماة للإسلام ولحضارته، والذين برهنوا مجدداً، من خلال عملهم الشنيع هذا، عن مدى إساءتهم لدينهم وعدائهم للإنسان والإنسانية على حدّ سواء، وأثبتوا مرة أخرى عجزهم المطلق عن فهم معاني العدالة والتسامح والتضامن والتكافل في وجه الأعداء والمستعمرين، التي كان إسلام العقّاد يعبّر عنها، والتي انعكست جليّاً في اثنين من أضخم إنتاجاته السينمائية على الإطلاق، هما فيلمي "الرسالة" و"عمر المختار".

إذن، مثقّف آخر مؤمن بالعروبة الحقّة ومناهض للمؤامرات الصهيونية وعدو للجهل والتخلّف ورافض للانغلاق والتقوقع والتحجّر الديني، يسقط مجدداً ضحيّة التعصّب والتطرّف الأعميين. هذا المبدع العربي الذي حاول جاهداً طوال حياته الفنية، لا سيّما بعد دخوله هوليوود من بابها الواسع، أن يقدّم أفضل صورة للعرب والمسلمين في الغرب، بعد أن ساهمت التصرّفات الإجرامية لبعض الجماعات والمنظمات الإسلامية المتزمّتة المشحونة نفوسها بالعصبية والهمجية والجهل المدقع، كالتي خطفت حياته (وحياة الكثيرين من الأبرياء الذين كانوا متواجدين معه في أحد الفنادق الأردنية لحظة وقوع الانفجارات الإرهابية في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2005)، بتشويهها.

لقد هوى مصطفى العقّاد، فهوت معه معالم تراث ثقافي وحضاري وفكري كبير. تراث مشرق وغنيّ بمعاني القومية العربية والانتصار ضد الاستعمار الغربي وإبراز الصورة الحقيقية للحضارة العربية والإسلامية العريقة في مختلف المجالات العلمية والفكرية والرفض المطلق بالتالي لكلّ الآراء التي تصوّر العالم العربي والإسلامي على أنّه عالم سطحي ومتخلّف وجاهل.

أجل، إنّها لمفارقة غريبة حقّاً أن ينتهي مشوار الرجل الذي وهب حياته وسنيّ عمره في سبيل تقديم لوحة مختلفة عن الإبداع الثقافي العربي، البعيد كلّ البعد عن صور التخلّف والانحطاط والرجعية، على أيدي حثالة أعمى بصيرتها الجهل والحقد والغباء.



#حليم_الخوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الفوضى الشاملة- : الاستراتيجية الأميركية الجديدة المعتمدة ح ...
- القضية الفلسطينية بين الغطرسة الإسرائيلية والمصالح الاستراتي ...
- عن... معارك حب
- الولايات المتحدة الأميركية، إسرائيل والعرب
- المطلوب : جيل عربي جديد
- ثقافة التلفزيون


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حليم الخوري - الإخراج ضحية الإرهاب من جديد : من -ثيو فان كوخ- إلى -مصطفى العقّاد-.