أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حليم الخوري - الولايات المتحدة الأميركية، إسرائيل والعرب














المزيد.....

الولايات المتحدة الأميركية، إسرائيل والعرب


حليم الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 13:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا تزال النظرة الأميركية إلى القضيّة الفلسطينية، تخضع لهيمنة اللوبي الصهيوني، الذي يزداد موقفه تطرّفاً تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط، وتحديداً بالنسبة لموضوع حقّ العودة لفلسطينيي الشتات إلى أرضهم الأم، وذلك انطلاقاً من المبدأ المزعوم الذي يقول بأنّ أرض فلسطين هي ملك شرعي لليهود، وبأنه ليس هناك أيّ احتـلال أو هيمنـة إسرائيلية عليها، وأنه لم يكن هناك بالأساس أيّ وجود فلسطيني فيها قبل عام 1948 (عام النكبة)؛ والذي بدأت تتبنّاه للأسف بشكل رسمي، جماعات وأنشطة أميركية متعدّدة، أخذت على عاتقها مهمّة الدفاع عن الفكر الصهيوني في الداخل الأمريكي، وفي العديد من المحافل الإقليمية والدولية على حد سواء. وقد شكّل خطاب هذه الجماعات والأنشطة، وما تضمّنه من إشادة صريحة وواضحة بصلاح وديمقراطية إسرائيل، في مقابل اتّهامات مغرضة للعرب بممارسة العنف والإرهاب وبمعاداة الساميّة، دليلاً ساطعاً على ما أقول. هذا، ناهيك عن التجاهل الأعمى من قبل هذه الجماعات والأنشطة لممارسات إسرائيل التعسفيّة، من تدمير لمئات المنازل على رؤوس مالكيها، وقتل لآلاف الأطفال والشيوخ والنساء من أبناء الشعب الفلسطيني، وتعزيز لسياسة الاستيطان وقضم الأراضي، والشروع بعمليات الاعتقال اللاقانوني والاضطهاد والتعذيب بحق الشباب الفلسطيني، والاستخفاف بحقوق الأغلبية العربية...إلخ، واعتبارها الردّ المنطقي على عدائية ووحشية وهمجية الإنسان العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص.

طبعاً، لم يكن للانتشار الكثيف للمنظمات الصهيونية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، وتحكمها بالسياسة الخارجية فيها، لا سيما بالنسبة لموضوع الشرق الأوسط، الدور الوحيد في تكوين هذه النظرة السافرة للأميركيين تجاه العرب، وإنما ساهمت معظم الحكومات العربية المتعاقبة في تعزيزها، خاصةً في أعقاب هزيمة العام 1967، من خلال إقدامها على اتخاذ خطوات متسرعة باتجاه وقف الكفاح المسلح ضد الاحتلال، واستعدادها للاعتراف بإسرائيل دون قيد أو شرط، واضعة نفسها بذلك بتصرف الولايات المتحدة الأميركية، وبطريقة غير مباشرة في خدمة تلك المنظمات، بعد أن اعتقدت خطأً أن هذا الأمر سوف يجعلها صديقة وحليفة للأميركيين، الذين سيقومون إزاء ذلك بالضغط على الدولة العبرية وإرغامها على الإذعان لقرارات الشرعية الدولية في ما خص الصراع الدائر في الشرق الأوسط، فيحقق العرب عندها عن طريق السلم (المخدوع؟!) ما لم يتمكنوا من تحقيقه بواسطة المقاومة المسلحة.

للأسف، لم تتعلم الأنظمة العربية حتى يومنا هذا، أن النظرة الأميركية إلى الصراع العربي-الإسرائيلي، كانت ولا تزال تنطلق من مبدأ تأمين مصالح الولايات المتحدة الأميركية السياسية "الانتخابية" والاقتصادية لا غير. والأسوأ من ذلك كله، أن هذه الأنظمة، وبدلاً من تحريض الجماهير العربية المنتشرة بكثافة في الأقطار الأميركية المختلفة، على تنظيم حملات سياسية وإعلامية مضادة لتلك التي تقوم بها الجاليات الصهيونية، للفت نظر الشعب الأميركي (الأعمى أو المتعامي؟)، إلى حقوق الفلسطينيين الإنسانية والمدنية والسياسية، عمدت إلى الارتماء بشكل مخز ومهين في أحضان المسؤولين الأميركيين، واستسلمت لسياساتهم التي يسيطر عليها الخطاب الصهيوني.


من هنا، قد يتساءل الكثيرون ممن أصابهم الشعور بالحيرة والإحباط واليأس والإهانة من جراء هذه السياسة العربية البائسة، عن الحلول الناجعة للخروج من هذا المأزق الذي تتخبط فيه شعوبنا وثقافتنا اليوم؟ أما الجواب، فيكمن برأيي، في قيام جيل جديد، يعمل على انتشال المجتمعات العربية من حالة الضعف والتشرذم والجهل التي تغرق فيها منذ فترة طويلة، ويسعى بكل قواه الضاغطة إلى إنقاذ السياسة الأميركية من نير الهيمنة الصهيونية، والتصدي للنفوذ الصهيوني الذي يتحكم بمراكز القوة السياسية والاقتصادية والثقافية الأساسية داخل المجتمع الأميركي، والوقوف في وجه سياسة تشويه الحقائق التي يمارسها الإعلام الأميركي، الرسمي والخاص على حد سواء، وبإشراف مباشر طبعاً من المسؤولين في اللوبي الصهيوني والحركات المؤيدة له، ومحاولة نزع صفة الإرهاب التي ما فتئ المسؤولون الأميركيون يلصقونها بالعرب والمسلمين عند كل شاردة وواردة، خاصةً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، التي استنكرتها جميع الدول والشعوب الرافضة لمنطق العنف والإرهاب، ومن بينها دول وشعوب عربية وإسلامية عديدة، فيما استغلها هذا اللوبي لتنمية مشاعر الحقد لدى الأميركيين السذج تجاه العرب والمسلمين، واستدراج مسؤوليهم للانزلاق في ملهاة ما سمي لاحقاً بـ"الحرب على الإرهاب"، سعياً منه للقضاء على كل قوة عربية جدية، بحجة أنها قد تشكل تهديداً لدولة إسرائيل وأمنها، حاضراً ومستقبلاً من جهة، ومحاولة دؤوبة لتحويل أنظار هؤلاء المسؤولين عن السياسة التوسعية التي ما زالت تمعن في ممارستها بحق العديد من الأراضي الفلسطينية من جهة ثانية، والتأكيد على عدم الانصياع مجدداً لأية ترتيبات أو اتفاقات يرعاها الأميركيون لحل الصراع العربي-الإسرائيلي على حساب الحقوق الشرعية للشعب العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص.



#حليم_الخوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب : جيل عربي جديد
- ثقافة التلفزيون


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حليم الخوري - الولايات المتحدة الأميركية، إسرائيل والعرب