أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - الأدب الروائي العراقي من خلال تجربتي في الرواية















المزيد.....

الأدب الروائي العراقي من خلال تجربتي في الرواية


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


الأدب الروائي العراقي من خلال تجربتي في الرواية

جمان حلاّوي

أنا لا أكتب الرواية ؛ أنا لست روائياً ، فالرواية لها موهبتها أولا ً ، ومن ثم الموهبة التراتبية مع الوعي الذكي المبدع في وضع مستلزمات جمع خيوط شخوص الرواية المفترضين ، وغزلها في حبكة منطقية ( مؤكداً على المنطقية والإقناع ) للقارئ .
لقد كانت اهتماماتي منذ بداية وعيي في فن الأدب قد ظهرت في صناعة السيناريو والمسرح ، وكنت مهتما حقاً بذلك . وشعرت برغبتي وقابليتي الكاملة في هذا المجال ، فأنا اعشق ذلك ؛ بل أذوب فيه . وكان علم الإنسان أو علم الانثروبولوجيا هو اهتمامي منذ الصغر ، فكتبت دراستي ( الوعي ونشوء فلسفة الترميز )ضمن كتاب من 440 صفحة من القطع الكبير من إصدار دار تموز الموقرة . لذا أردت كتابة رواية تجمع مابين السيناريو وعلم الانثروبولوجيا ، فحققت ُ رواية ( ارض الجنة ) . واعتقد أنها ستكون الرواية المهمة ولكنها اليتيمة كوني لست روائياً بقدر كوني كاتب مسرحي وسينارست ، ومهتم جدا بعلم الإنسان وتطور ونمو الشعوب عبر التاريخ الذي تخلقه بحركتها هذه وحسب الظروف والاليات المحيطة . لم يكتب أي من أعطيتهم روايتي ( ارض الجنة ) أي رد فعل أو نقد ، وهم من الكتاب والناقدين في مدينتي البصرة . لذا فأني ولحد هذه اللحظة اشعر أنّ ماقمت به في مجال الرواية كان خائبا ً ، أو هكذا ما شعرت به من خلال تصرف من أعطيتهم نسخ من روايتي . إن المشكلة تكمن في أن من أعطيتهم نسخ روايتي لم يحاول أن ينوه بجودتها أو رداءتها. ثم عرفت أن مكمن الأمر هو الأثرة التي يحملها هؤلاء وعدم رغبتهم في أن يزاحم فنهم احد ، ماعدا الأستاذ علي عباس خفيف الذي حاورني وكان معارضا ً على مفهوم إدخال السيناريو مع النص السردي الروائي ، وقد كتبتُ مقالة حول هذا الموضوع في موقع الحوار المتمدن تحت عنوان : آراء حول تقنيات نص رواية ارض الجنة . والقاص علاء شاكر الذي أثنى عليها كنوع جديد من الرواية التي تمزج الواقع بالأسطورة ، إضافة إلى الأسلوب الذي مزج السرد الروائي مع السيناريو السينمائي

إن المشكلة التي أعاقت انتشار روايتي ( ارض الجنة ) على مثقفي وروائيي العراق على الأقل هو عدم وصول نسخ الرواية من مطابع دار النشر في الأردن إلى مكتبات العراق بسبب الوضع الأمني السيئ خلال طريق الأردن – الرمادي البرّي . وان دار النشر لها دور سيء جداً في ذلك لعدم اتخاذ طرق أخرى للشحن كالبحر ، وعدم رغبتها في إرسالها جوا ً بسبب الكلفة العالية في الشحن الجوي ، فما وصل لي سوى عشر نسخ أرسلها لي الناشر جواً ، وننتظر أن يفتح الطريق البري !

يمكنني القول أن الثقافة الأدبية تتبع موقع كاتبها وما ينشر ، وعلى سبيل المثال فأن الروائي ( علي بدر ) حين ينشر وهو خارج العراق ، فأن صدى روايته ، والإحاطة بها ، تفوق أجود رواية في العراق بسبب الدعاية والاهتمام بالتصدير والتوزيع ، إلى آخره من الأمور التسويقية ، في حين أن هناك كتاب وروائيين مبدعين في العراق يموتون فنياً بسبب موت الوطن والمكان الذي يعيشون فيه .

إن أثرة القصاصين والروائيين الذين صادف أن برزوا بشكل أو بآخر ، قد حولتهم إلى أيقونات تقف في المحافل الوطنية ، كمهرجان المربد ، حيث يقفون خارج قاعة المهرجان وفي زوايا باحة الاستراحة كتماثيل الشمع لتلتقط معهم الصور التذكارية ! وانتم تعرفوهم جيدا ً ذلك ، والكل لاحظ ذلك ! فقد تحول هؤلاء إلى ايقونات لمّاعة ، و أضحوا بالتالي مسطرة ً للقياس ولا وجود للإبداع إلا بالمرور من خلالهم وكأن القرآن قد خلق من اجلهم وهم الذين جمعوه ، وهم من صنع أساليب ومدارس الأدب ! ليقفوا مزهوّين ومرتبين تحت ومضات فلاشات المصورين والمحطات الفضائية الساذجة ، تحيطهم البنات المبتدئات ، إضافة إلى وصوليي الأدب المرائين والذين يبحثون عن أي شاغر ليبرزوا حمقهم كحيوانات لاحسة لأحذية هؤلاء الأصنام المزركشة . هؤلاء الذين قد حُجِزَت مقاعد الإسفنج (قنفات ) في الصف الأول من قاعة اتحاد الأدباء لهم ، لا أدري لماذا ؟! ليجلس خلفهم على كراسي مكسرة وسخة الأدباء الآخرين من هم من الدرجة الثانية والثالثة ، ولم يعترض احد .. هذا ماهو حاصل !
إن الأدب السردي الروائي وعلى الرغم من كونه خارج اختصاصي المحدد حقيقة ً لكنه لا يخضع لقانون أو مدرسة محددة ؛ انه إبداع شخصي . حين نقرأ أدب تولستوي الروائي وأدب دستويفسكي الكلاسيكي ، ونتجه إلى ( الشيخ والبحر) لهمنغواي ، ومن ثم ننعطف على بروست في زمنه الضائع ، لنتحول إلى ( ضياع في سوهو) لكولن ويلسون ، ونتذكر رواية ( تاييس الراقصة ) لأناتول فرانس .... أية مدارس تجمعهم ؟.. إنهم كالشعراء الجاهليين لم يخضعوا لبحور جاهزة ، بل أن الخليل بن احمد الفراهيدي هو من أستلّ البحور من شِعرهم ، وصاغها .
إن الفن والأدب لا ولن يخضع لمدرسة ما ، بل هي موهبة وإبداع وصياغة أفكار نستلهم مدارسها منها . لذلك أقول أننا لانقيّم ونجعل من هؤلاء الأصنام مدارسَ ينتهون في الاخر في عدم احترام ما نكتب ! إن الكتابة هي واقع إنساني واعي لمشكلة حقيقية ما في هذا الوجود . ويجب الانتباه إلى ذلك .

لقد كتبت ذلك وبألم والسبب لأن أحد هؤلاء الديناصورات الذين يقفون ملمعين خارج قاعة العرض والإلقاء وفي إحدى زوايا باحة الاستراحة ليترامى عليه المبتدئون ؛ قد قال لي يوما ً و بالحرف الواحد ، وكان يقصد أخي الروائي المغترب ( جنان جاسم حلاوي ) حول روايته الأخيرة (أهل النخيل ) والتي صادف أن صعدت إلى جائزة البوكر العالمية للقائمة الطويلة بعد كلامه هذا بأسبوع لا أكثر ، بعد أن كان يكتب جنان حلاوي القصة القصيرة في بداية تجربته في الكتابة ، التي ابتدأها بمجموعته القصصية (عرائس البحر ) عام 1980 ، قال هذا الديناصور : لا يحق لكل من هبّ ودبّ أن يتحول من القصة القصيرة إلى الرواية ، وكأن الأمر لعبة !!

إن الروائي المغترب ( جنان جاسم حلاّوي) قد كتب ونشر مؤلفات غاية في الأهمية والإنسانية ، وكالآتي :

• عرائس البحر / مجموعة قصصية / دار الشؤون الثقافية / بغداد 1981
• غادرني نيوتن والوقت غروب / مجموعة قصصية / دار ميريم للنشر / بيروت 1991
• رماد الماء حول الجزر / مجموعة قصصية / دار ميريم / بيروت 1991
• ظلال الطيور الهاربة / مجموعة قصصية / دار الثقافة / دمشق 1991
• ياكوكتي / رواية / دار رياض الريس / لندن 1991
• تابع الطيران وحدك / مجموعة شعرية / دار نلسن / بيروت 1995
• قصص الحب ، قصص الحرب / مختارات قصصية / دار المنفى / السويد 1998
• في المعرفة الشعرية / دراسة نقدية / دار الحركة الشعرية / المكسيك 1998
• كل يا طاووسي حتى تكبر / مجموعة قصصية / دار المنفى / السويد 1999
• شؤون يومية لا تعني أحدا" / شعـر / دار نلسن / بيروت 2000
• ليـل البلاد / رواية / دار الآداب / بيروت 2001
• دروب وغبار / رواية / دار الآداب / بيروت 2003
• عربة للصيف ، امرأة للحرية / مختارات قصصية / دار المنفى / السويد 2003
• أماكن حارّة / رواية / دار الآداب / بيروت 2006
• هواء قليـل / رواية / دار الآداب / بيروت 2009
• هذا المساء حار فعلا ً / مجموعة شعرية / دار نلسن / بيروت 2009
• شوارع العالم / رواية / دار رياض الريس / بيروت 2013
• أهل النخيل / رواية / دار الساقي / بيروت 2015

لذا لا يحق لهذا الديناصور أو غيره الكلام غير المسؤول حول شكل الأدب الذي يقدمه المبدع العراقي .. إن الأدب غير خاضع لمدرسة أو صيغ تعبيرية ، هذا ما فعله كافكا في خنفسائه السوريالية ، أو البير كامو في غريبهِ ، وما فعله عبد الرحمن منيف في عنف ( شرق المتوسط) و( الأشجار اغتيال مرزوق ) ، أو نجيب محفوظ في روايته الملغّزة ( أولاد حارتنا ) ، أو يوسف الصائغ وتبريراته لخيانة بطله في ( المسافة ) . إنها تعابير إبداعية عن واقع مؤلم ومرير لم ينته زمنه لأنها وضعت أساسا ً بلا زمن ، بل هي عبارة عن واقع مستمر ومتجدد لصراع الإنسان مع المحيط ، أو صراع الإنسان مع الإنسان الأخر لإثبات شيئا ً ما اعتبره المبدع حقاً طبيعيا ً لا غبار على صحته ، لكنه لم يتم تفعيله لأسباب لا تخدم مصالح المنتفعين من سارقي عقول وجهد الآخرين الذين وجب محاربتهم بالفكر أو بالثورة كما فعلها الثوار عبر التاريخ ك(سبارتاكوس ) ، أوعلي بن محمد والحلاج ، أو حتى جيفارا أو الليندي في الزمن الحديث ، أو كما فعله المبدعون داخل صمت الاستوديوهات وبرودتها كبيكاسو في لوحاته التكعيبية ضاربا ًعرض الحائط مدارس الفن الكلاسيكي والتعبيري ، فلا مدرسة تؤطر جمالية وإبداع وابتكار الفن والأدب . إن الفن والأدب هو إبداع سامٍ لا تحدده قوانين وأطر على مر الزمن ، ولا تقيّمه أصنام و أنصاف آلهة ، فجميعهم أكذوبة مزيفة إلا ما عمل ضمن حركة المجتمع وتطوره التاريخي في مجال الإبداع الإنساني غير الخاضع لحكم الخرافة الضحلة ، بل هو مبدع الحقيقة بالطريقة التي يرتأيها : سلسة ً وقابلة للاستيعاب والإدراك، و كقصة جميلة خالدة أو فناً راقيا ً رائقا ً للنفس ، أو أطروحة ذكية تكشف ماضيا ً كان مفعما ً بالبحث عن حقيقة الحياة والوجود ، تهدئ النفس وتبعث على البهجة والارتياح ..

أنا هنا لا أتكلم عن احد ما بالذات ، بل اذكر تجربتي الروائية الأولى مع أجواء غير صحية لأدباء العراق ونرجسيتهم المريضة . ومن سافر وهاجر من الأدباء والفنانين فقد وجد الخلاص ودخل ارض جنة الإبداع الحقيقية كجنان جاسم حلاوي ، وعلي بدر، وبلقيس حميد ، وشاكر الانباري ، و انعام كجه جي ، والتشكيلية سوسن العقابي ، وسنان انطون ، والمعمارية زها حديد . والقائمة طويلة وجميلة .



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراء حول تقنيات نص روايتي ( أرض الجنة )
- معالم فن التشكيلية ( بسمة نمري )
- مفهوم الأسطورة ونشأتها
- رأي ٌ في مفهوم الوطن والمواطنة
- الأم الكبرى في الديانات القديمة
- ردا ًعلى كتاب إحسان وفيق السامرائي ، وما جاء فيه
- مهرجان الفلم الوثائقي اللقطة الشجاعة
- كتاب التربية المسيحية
- لماذا الحوار المتمدن ؟
- ألطقسيّون
- قراءة جديدة لقصائد مليكة مزان
- مفهوم الدولة والنقابة ( عرض تاريخي )
- كراسي ( مشهد كوميدي )
- صناديق
- ماهيّة الايديولوجيا الدينية
- حدث ذات صباح في البصرة ( سيناريو فلم قصير )
- أغتصاب ( مسرحية )
- المجنون( مسرحية)
- صراع الأضداد والفن
- التحليل المادي للآيديولوجيا الدينية


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - الأدب الروائي العراقي من خلال تجربتي في الرواية