أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - المصالح الفئوية الضيقة أخرت المصالحة الفلسطينية




المصالح الفئوية الضيقة أخرت المصالحة الفلسطينية


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 5126 - 2016 / 4 / 7 - 13:54
المحور: مقابلات و حوارات
    


الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة يواصل شهادته لـ الحوار- الجزائر
(الحلقة الخامسة)


الحالة الرسمية العربية رهينة لتعليمات البنك والنقد الدوليين

يعتبر نايف حواتمة أحد أبرز أقطاب اليسار الديمقراطي الثوري الجديد في الحركة القومية الحديثة، ومؤسس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حيث قاد مع آخرين "حركة القوميين العرب"، ساهم في معركة تحرير اليمن من الاحتلال البريطاني، وساهم بإعداد برنامج المؤتمر الرابع لسلطة اليمن الجنوبي بعد الاستقلال مباشرة، وأصدر كتاب "أزمة الثورة في الجنوب اليمني"، الذي طرح برنامجاً جديداً للثورة في مجرى الصراع والذي كان دائراً بين اليسار واليمين في السلطة وحزب الجبهة القومية، الذي قاد حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني.
يكشف في هذا الحديث المسلسل عبر حلقات والذي سينشر كاملاً على صفحات جريدة "الحوار"، عن مساره النضالي الطويل ورؤيته للقضايا الكبرى في العالم العربي.

الجزائر – جريدة "الحوار" – يومية وطنية مستقلة
حاوره : وهيب شاهر

■-;- ما هي أسباب التأخر في إنجاز المصالحة الفلسطينية..؟
■-;-■-;- إن الذي يمنع المصالحة هو المصالح الفئوية والشخصية لدى الطرفين فتح وحماس، بعيداً عن المصلحة الوطنية السامية، كما أن الذي يمنعها هو خط التمويل المالي العربي والإقليمي والدولي، لأطراف الانقسام ـــ بدأ بـ«الحسم العسكري» أي بالانقلاب الدموي في قطاع غزة، ثم بنيت على خلفياته وتداعياته مصالح كبيرة، فئوية واقليمية شرق أوسطية ودولية بمجملها تقف مانعاً بوجه المصلحة الوطنية السامية والعليا، وطالما أن الحلول تأتي في سياسة «اقتسام كعكة السلطة»، بعيداً عن الاتفاقات الفلسطينية الموقعة من قبل الجميع، بما فيها طرفا الانقسام، فإنها ستفشل، وكنت أبشرهم مع كل اتفاق محاصصة ثنائي، بأنه سيسقط قبل أن يجفّ حبره، وهذا ناجم عن الإدراك الكبير لحجم مأزق المحاصصة الثنائية، بين فتح وحماس، بديلاً عن الموقف الوطني الجامع والمانع للارتداد عن اتفاقات الاجماع الوطني الموقعة.

■-;- يتردد مؤخراً كلام عن وجود مفاوضات إسرائيلية مع حركة حماس؟
■-;-■-;- بشأن ما يتردد عن مفاوضات إسرائيلية مع حماس، بالتأكيد إن «إسرائيل» مرتاحة لهذا الانقسام، وهي تدفع به بطرق مختلفة، لضرب التمثيل الوطني الفلسطيني الشامل، أما بشأن الهدنة الطويلة الأجل، فالأمر معروف، وإن لم تكن مع حماس مباشرةً بل عبر المحاور الإقليمية، ووساطة توني بلير مبعوث الرباعية المستقيل. فالرباعية في حالة "موت سريري" منذ تشكيلها مع "خارطة طريق" في نيسان/ابريل 2003، أحياناً مبادرات قطرية تطفو إلى العلن، وأخرى تركية..
هنا أعود مرةً أخرى إلى جوهر الاستشراف التحليلي، لقد قدمت كتابي «اليسار العربي ــ رؤيا النهوض الكبير - نقد وتوقعات» وكان في الأساس عنوان الكتاب (أزمة الفكر العربي – أزمة حركة تحرر الشعوب – مراجعة نقدية وتوقعات)، استناداّ لقراءات وتأملات موضوعية وأرقام رسمية واقعية للحالة العربية القائمة في بنائها الفوقي والتحتي، ومقاربات مع أميركا اللاتينية، الأرقام رصدت «تراجع وانغلاق التعليم» «مصادرة العقل لصالح النقل»، خصخصة التعليم الجامعي، وتراجع الدولة عن دعم الريف والفلاحين، ودور المرأة، وتوزيع الدخل العام، الأمّية وتفشيها، مدن الصفيح والعشوائيات في العواصم العربية والهجرة من الريف، تدهور الطبقة الوسطى والبيئة الحاضنة للتخلف، واللجوء الكبير من سوريا والعراق وبلدان عربية أخرى في المشرق والمغرب العربي إلى أوروبا وأمريكا، واستراليا، والدعوة للنهضة والإصلاح السياسي والديني والتغيير، مواضيع عيانية محددة رقمية ملموسة لم تدخل في «القوالب النظرية» للتغيير، وأهديت الكتاب إلى «اليسار الديمقراطي وقوى الحداثة والإصلاح والتغيير بكل مكوناتها الوطنية الديمقراطية، اليسارية والتقدمية الليبرالية..»، وهذا قبل وقوع ما تسميه بـ«الربيع العربي» كما هو شائع، وقد رفضت هذه التسمية ودحضتها، بمعيارية المفهوم الذي أقوم عليه، وهذا الاستشراف والرؤيا وارد نصاً في الكتاب على مساحة الفصل الأول كاملاً، وكذلك في الكتاب الثاني: «الأزمات العربية في عين العاصفة»، (والان صدرت الطبعة الخامسة في مصر عن دار الثقافة الجديدة في القاهرة من الكتاب الجديد «الثورات العربية لم تكتمل» - المسارات والاستعصاءات).

■-;- للأسف الشديد لا يزال الشأن العربي رهينة قرارات المؤسسات الدولية الكبرى. ما تعليقكم؟
■-;-■-;- هذا صحيح، فمنذ سبعينيات القرن الماضي والحالة الرسمية العربية رهينة لتعليمات البنك والنقد الدوليين، ما تتبعته واستخلصته هو اصلاح ونهضة، في كتابي الثاني بعد انتفاضات «الشعب يريد..» وميادين المدن. الانتفاضات الشعبية أو الحركات الاحتجاجية المدنية، تناولتها تحليلاً في كتابي «ثورات لم تكتمل..»، لم تصل إلى مبتغاها واهدافها كلاً او جزءاً، وخصصت مصر وتونس والمغرب، هنا عليك أن تميّز بين الحركات المسلحة التي أدخلت نفسها وأوطانها في نفق الحروب الداخلية، نفق لا ضوء في نهايته، وقدمت الذرائع للأنظمة لاستخدام العنف، والتخطيط لإنهيار الدولة المدنية والهويات الوطنية ومؤسساتها، وضرب النسيج الإجتماعي التاريخي وتفتيته، هذا ما ينبغي أن نتحراه، فلا يوجد مواطن عربي لا يريد لوطنه وشعبه حالاً أفضل أو إصلاحاً..
نحن نتجاوز الحالة القائمة في مبادئنا بسبب موقفنا من تسييس الدين وتديين سياسات الدولة، ومنع فتاوى القرون الوسطى، من التدخل في شؤون السياسة، وحيادية الدولة، وكتابة مناهج التعليم والكتب المدرسية على قاعدة مصادرة العقل والرأي الآخر، تحقير المرأة، تغييب هوية المواطنة، وكتابة التاريخ والمناهج والكتب المدرسية بثقافة الدواعش الطائفية والمذهبية، مصادرة الحريات والديمقراطية التعددية، غياب العدالة الاجتماعية.
في مبادئنا، الوطن هو وطن تام، فلا حواجز بين المذاهب والطوائف والأديان، وفصل السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، تعيد الحيوية للمجتمعات العربية، الوطن هو البيئة الطبيعية التي تنشأ فيه، وطن واحد للمجتمع، فلا جهوية أو إثنية أو قبلية فهو متكافئ الفرص، والميّزة بالقدرات لمجتمع واحد متساوٍ في وحدة الشعب، وهذا هو تثبيتاً للسيادة والاستقلال والحيوية والقوة، وهو ما يسمى بـ«الدولة المدنية الديمقراطية»؛ وما يؤمن مصالحها، ويكفل تحقيق مصالحها ونموها وازدهارها، لا أنظمة سلطوية دكتاتورية «مدنية أو دينية أو عسكرية».
كما نكافح لإعادة «العقل» بدلاً من «النقل»، في إصلاح التراث، وتدقيق التاريخ ومروياته وما أدخل عليه، وما دُرسّ به قروناً، زرع الاستبداد السلطوي والفساد. فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وتغيير المناهج لتسير مع العلم الحديث، نحو مجتمع المعرفة، والمعرفة قوة مستمدة من العلم والتاريخ الثقافي، وتنظيم الاقتصاد والدخل القومي والتنمية المستدامة وانصاف العمل، وإنهاء جيوش البطالة والبطالة المقنعة، كصيانة لمصلحة الشعب والدولة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية التعددية.

■-;- هذا كله ممكن أن تسميه نهضة، صحوة، إصلاحاً ديمقراطياً؟
■-;-■-;- نتحرى أيضاً مفهوم الثورة والتغيير الثوري، فلم يعد يتحدد هذا المفهوم بوسائل أدوات العنف، وهذا تصور اختزالي للثورة، يشبه التصور الاختزالي للديمقراطية بـِ«صندوق الانتخاب» وإسقاط ورقة بداخله فحسب، وهو مفهوم رث ومبتذل، لذلك عنوننا الكتاب بـ«ثورات لم تكتمل..»، واعتبار التصويت الأخير هو الخطوة الأخيرة في عالم الديمقراطية. أليس هذا ما صرح به الإخوان في مصر، وفي أخونة مصر بأنهم سيحكمون مصر إلى خمسمئة عام مقبل..!! ثورات شعوب يُمتطى فوقها وتعيد الأوضاع إلى القهقري القروسطي لا إلى الأمام.. تعيد مجتمعاتها إلى مئات السنين من التخلف، هكذا فالثورة ليست حالة مشهدية ـــــ جماهيرية وفقط..
إن العنف المسلح هو فقط لدحر الاحتلال والغزو الأجنبي، وإذا ما وقع في داخل بلد ما بشعارات مذهبية ودينية أو بدونها، فسينتهي إلى الفتنة والحرب الأهلية، واستباحة الوطن والمواطن ذاته.
من ذبح انظمة الاستبداد والفساد لرواد وأبناء الثورات العربية جاء بديل الفراغ «الاسلام السياسي الداعشي والقاعدي وشركاهم»، هذه هي الوقائع الملموسة أمام الجميع.
كذلك إن التغيير السياسي والاجتماعي المشروع في عالم اليوم، هو الذي يذهب إلى ترسيخ الديمقراطية، لذلك أهمية الوعي بها، لتشارك وعن وعي كل فئات الشعب كافة، فلا تنوب عنه «نخبة مسلحة» تدعي أنها تنطق باسمه، وكما يعلمنا التحليل الاجتماعي ـــــ الاقتصادي إن نمط الإنتاج ومنظوماته محدودة، بينما تشكيلاته الاجتماعية متعددة ومتنوعة، لذلك لا توجد ثورة حقيقية لا تمس نظام علاقات الإنتاج ومواقع السيطرة فيها، هنا لا يكتفى بالتعديل والتصحيح والاصلاح.. بل بالتغيير..
وتبرز هنا أهمية نظام التداول الديمقراطي على السلطة، قد يصبح اليسار الديمقراطي المعارض حاكماً (أميركا اللاتينية) واليمين الحاكم سابقاً معارضاً، ويدخل الأول اصلاحاته على علاقات الإنتاج، وعبر الإنجاز المادي لمشروع اجتماعي ـــ اقتصادي جديد، والثورات ليست جميعها ثورة أكتوبر التي أسقطت الحكومة الإقطاعية - البرجوازية، أو الثورة الفرنسية التي ذهبت بالإقطاع إلى غير رجعة.. أو الثورة الأميركية التي أسقطت حكم أجداد الاستعماري الإنجليزي، أسقطت بالثورة الأهلية أنظمة العبودية والتمييز العنصري.

يتبع



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسام بين فتح وحماس سببه مصالح ضيقة
- المشروع السياسي الإسلامي الدموي خطر على الدولة المدنية الوطن ...
- سبتمبر الأسود كان دافعاً أساسياً للمراجعة النقدية الصريحة وا ...
- الثورة الفلسطينية استفادت من تجارب الثورة الجزائرية
- حواتمة مع فضائية «برايم» الأردنية - الجزء الثاني
- حواتمة في حوار مع فضائية «برايم»
- نايف حواتمة في حوار مع فضائية «روسيا اليوم»
- حواتمة في حوار مع فضائية A.N.B»» في برامج « منبر للحوار»..
- حواتمة في حوار مع قناة «برايم» الأردنية برنامج «حوار صريح مع ...
- حواتمة في حوار مع قناة «برايم» الأردنية «الجزء الثاني»
- حواتمة في حوار مع فضائية «الغد العربي» في برنامج «أوراق فلسط ...
- حواتمة في لقاء ساخن وشامل مع فضائية -الوطنية التونسية- الرسم ...
- الشعب يريد اليقين ببرنامج وطني موحّد للانخراط في انتفاضة شعب ...
- حواتمة: الإدارة الأمريكية منشغلة بداعش وأخواتها
- الانتفاضة الشبابية على طريق انتفاضة شعبية شاملة
- حواتمة: روسيا تحاول تشكيل تحالف دولي شامل لحل الأزمة السورية
- إريك رولو وقضايا التحرر الوطني في كواليس الشرق الأوسط والعال ...
- تسييس الدين وتديين السياسة: انقسامات وحروب طائفية ومذهبية
- نهاية محمد .. نجمة فلسطين وداعاً
- حواتمة في حوار مع صحيفة «المنعطف» المغربية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - المصالح الفئوية الضيقة أخرت المصالحة الفلسطينية