أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - حواتمة مع فضائية «برايم» الأردنية - الجزء الثاني















المزيد.....


حواتمة مع فضائية «برايم» الأردنية - الجزء الثاني


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 02:07
المحور: مقابلات و حوارات
    


برنامج «حوار صريح مع الكبار»

حاوره: زياد طملية
عمان - الأردن
■-;- نريد أن نعرج على قضية مباحثاتكم في موسكو، لقد جرت لقاءات هامة مع قيادات كبيرة في روسيا، عن ماذا تمخضت هذه اللقاءات؟
■-;-■-;- وصلنا إلى نتائج أن روسيا الاتحادية فعلياً مع حقوق الشعب الفلسطيني، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وستدعم مشاريع القرارات لتحويل العضوية المراقبة في الأمم المتحدة لدولة فلسطين؛ إلى عضو عامل كامل العضوية، وإنها ستساند مشروع القرار، وواثقة من الفوز به ومَا يترتب عليه من مسؤوليات على الأمم المتحدة، ودول العالم كما وقع مع ناميبيا وجنوب افريقيا العنصرية، وتقديم الشكاوى إلى محكمة الجنايات الدولية بما له من أهمية، وقلت: إن الإدارة الاميركية ضد، وتحاول التعطيل، ونحن وقعنا على وثائق المحكمة الدولية عضواً عاملاً فيها، وسنذهب وستكون روسيا في مقدمة الدول التي تقف معنا، كذلك ربما لاحظتم بأنه أثناء مباحثاتنا، أطلق لافروف وزير خارجية روسيا تصريحاً هاماً جداً، قال فيه أن صيغة القرار (5+1) مع إيران للوصول إلى حل للاتفاق النووي، ربما تكون صالحة كصيغة دولية للبحث عن حل للقضية الفلسطينية هذه خطوة ايجابية إلى امام، ولكنها غير كافية نحن ندعو إلى مؤتمر دولي شامل بمرجعية قرارات الشرعية الدولية وبرعاية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، هذا تطور جديد، روسيا منذ سنوات لا تجد نفسها طرفاً مباشراً في القضية الفلسطينية بسبب "الموت السريري" لخطة طريق المبادرة الدولية الرباعية نتيجة الإنفراد الامريكي بالمفاوضات الثنائية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية..

■-;- نجد روسيا في المرحلة القادمة تنغرس في القضايا الفلسطينية والشرق أوسطية، رغم إنها مشغولة في الوضع السوري؟!
■-;-■-;- في المباحثات في الخارجية قلت للأصدقاء الروس: إن الرباعية الدولية تعيش "موت سريري" منذ اليوم الثاني لولادتها، رغم أنها قدمت خارطة الطريق، التي رأت أنه خلال سنتين تكون التسوية السياسية شاملة على يد الرباعية الدولية، وكان أمامي ممثل روسيا في الرباعية، فالتفت إليه وزير الخارجية، وقال له: ألم تسمع ما يقول أبو النوف؟ يقول أن الرباعية الدولية التي أنت عضواً فيها ماتت منذ اليوم الثاني لولادتها.

■-;- ساهم الروس في موتها، لطالما موجود للروس مندوب في اللجنة الرباعية لماذا تُركت الأمور لبلير؟
■-;-■-;- لأن الأوضاع في العلاقات الدولية والأوضاع الخاصة بروسيا حينها مختلفة، وتطور الوضع في روسيا هو الذي سمح الآن أن تذهب إلى ما تقول، في ذلك الوقت لم تكن تعلن ما تقوله الآن.
عندما تقفز قفزة نوعية بسياستها الخارجية، وتنزل قوات روسية على أرض سوريا، وسوريا ليست على حدود روسيا الاتحادية، أي ليست بحدود الفضاء السوفييتي السابق، كما وقع أكثر من مرة، بل هذه قفزة كبرى نحو الشرق الأوسط، لخلق موازيين قوى جديدة ليس فقط في سوريا؛ بل في الشرق الأوسط، وتداعيات هذه الخطوة أبعد من الأزمة السورية، سبق وأن قلنا أننا نحن في الحركة الوطنية الفلسطينية وفي الجبهة الديمقراطية خصوصاً؛ ناضلنا لحل الأزمتين السورية والعراقية بالتوازي، لكن أمريكا كانت ضد، تريد أن تنتهي من الأزمة العراقية، ثم تنفرد وتستفرد بالأزمة السورية، وذلك الحل بالتوازي للأزمتين السورية والعراقية مع الأسف باللغة الطائفية والإثنية: (كرد وعرب، وسنة وشيعة) بينما في سوريا لا يوجد بيد الأمريكان حكومة يتعاطون معها، كما في العراق التعاطي مع حكومة بغداد والجيش العراقي، وحاولوا أن يعتمدوا على قوى المعارضة المسلحة وقوى الاسلام السياسي المسلح الذي تسميه امريكا "المعتدل"، هذه القوى البارحة أدعت هيئة التفاوض أنها 97 تنظيم مسلح، أغلبيته الساحقة إسلامي سياسي دولي مدمر، أمريكا لا تتعاطى مع هذا الدولي المدمر، تتعاطى مع ما تسميه المعارضة المعتدلة، التي منها الجيش الحر و فصائل أخرى، لكن هذا كله ليس بيد أمريكا تماماً، ولذلك تريد سنتين إضافيتين للخمسة سنوات الأزمة التي مرت، وخلال السنتين الإضافيتين تبني قوة سورية خاصة، تتأهل وتتسلح وتتدخل في الأراضي السورية، ويدخل معها مستشارين أمريكان وقوات خاصة أمريكية، وتفعل ما تريد أن تفعله في سوريا، هذا الآن احبط، والبحث يجري الآن بين روسيا وامريكا ودولياً عن "الحل السياسي".

■-;- السؤال الأهم حتى نبدء من البدايات، هل هنالك خطأ اليوم في بنية الثورات العربية التي لم تكتمل ولم يكتب لها أن تكتمل؟ ما الذي حدث؟ من خَطَفَ هذه الثورات؟ ومن ركب موجة الثورات؟ هل لك أن توضح لنا؟
■-;-■-;- آمل أن تتاح للقارئ ولك الفرصة لقراءة كتابين صدرا لي هذا العام، كتاب: «الثورات العربية لم تكتمل»، وكتاب: «رحلة في الذاكرة»، هذا من أجل أن يتوضح لماذا الثورات العربية لم تكتمل؟ الثورات العربية والانتفاضات العربية هي وليدة موروث تاريخي من الاستبداد والفساد على امتداد أكثر من ألف عام، السلطة وكل السلطة والسلطات تقوم بيد حالة مُستبدة فردية دكتاتورية، لا حضور للشعب، غياب للحريات ، غياب للعدالة الاجتماعية، غياب للمواطنة، غياب أي دور للمرأة، لأكثر من ألف عام، وخاصةً تكتشف هذا كله، في الخمسين سنة الأخيرة، بدءاً من رحيل عبد الناصر، رحل معه مشروعه النهضوي والقومي والوطني المصري والعربي، وجاء السادات من داخل مؤسسة عبد الناصر، نائب الرئيس، وأساسي في «الاتحاد الاشتراكي» المصري، كذلك الحال «حزب الطليعة» الذي يعمل داخل الاتحاد الاشتراكي، وكشفه هذا كله؛ قام بانقلابه الشهير على الناصريين واليسارين وتحالف مع الإخوان المسلمين وقوى الإسلام السياسي ضد القوى الديمقراطية والوطنية اليسارية والتقدمية الليبرالية، وكلها جميعاً تحت راية ضد اليسار والناصرية، وجاوءا بهؤلاء، وأخرج الإخوان المسلمين من السجون، وفي ما بعد وريثة مبارك عمل تحالفات مع الاخوان آخرها تحالف 2005 البرلماني، أعطى الإخوان المسلمين ثلث البرلمان، ولم يكرر هذا بالسنة 2010 حيث حرم جميع الأحزاب وحرمهم من كل الحياة السياسية، من أي تمثيل ما عدا أنصاره ممثلين بعنوان: « الحزب الوطني الديمقراطي»، وبالتالي خمسين سنة مكثفة من الاضطهاد والقمع والاستبداد ومصادرة أي مساحة من الحرية وغياب المواطنة، وتقسيم البلاد إلى مسلمين ومسيحيين، ومجازر في هذا الميدان على امتداد أيضاً خمسين سنة، ثم كذلك حلّ أحزاب القوى الوطنية والديمقراطية اليسارية والتقدمية، والليبرالية دون حل حزب الاخوان المسلمين واعتبرها "جماعة محظورة"، وهذا كله؛ أدى إلى أن الشعب ينفجر، تنفجر الأمور بالبداية بإنتفاضات شبابية، طلاب جامعات، ثم تحولت فوراً خلال اليوم الثاني والثالث انتفاضة شعبية شاملة بعشرات الملايين من أبناء الشعب يريدون اسقاط النظام، الشعب يريد حقوقه الوطنية والاجتماعية: العيش يعني الخبز باللهجة المصرية، والحرية الديمقراطية، التعددية الحزبية والنقابية، العدالة الاجتماعية، والكرامة الانسانية حددها بدقة، تعرضه لإسقاط النظام، لم يتعرض للأوضاع العربية، بل قضايا وطنية لكل الشعب، وقضايا وطنية محلية، إنهاء الفساد وإطلاق الحريات، وإطلاق الحوارات السياسية والحوارات الحزبية والنقابية، وسيادة ديمقراطية تعددية، بموجب قوانين انتخابية ديمقراطية وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية، بمعنى آخر تأسيس جديد لنهوض نهضوي جديد وطني وقومي مصري، وهذا ما وقع في تونس "الشعب يريد.."، سيفتح بالتأكيد على الأوضاع العربية بتداعياتها المتعددة، هناك في الميدان قوى الاستبداد في البلدان العربية، وقفت ضد النزول عند رغبات الشعب، وبطشت بالشباب وبطشت بالمجتمع، كذلك الحال وبدلاً أن تنزل أنظمة الاستبداد والفساد والأنظمة الطائفية والمذهبية والأنظمة الدكتاتورية عند إرادة الشعب، وعشرات الملايين في الميادين بكل بلد من البلدان، وبطشت بهذه القوى التي صنعت الثورة، الذي صنع 25 يناير في مصر و14 يناير في تونس، هذا الشعب بملاينة وفي المقدمة منه القوى التقدمية واليسارية والليبرالية الوطنية ومجموع القوى ذات الطابع الديمقراطي، وفي المقدمة هذا بطش في مصر على يد تحالف رعته الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت كلينتون وزيرة الخارجية مصرة على ذلك التحالف، كان المجلس الأعلى لقوات المسلحة المصرية، والاخوان المسلمين تحت الرعاية الأمريكية، مقابل تفاهمات الإخوان بأن يترشحوا فقط لمجلس النواب بنسبة 30 بالمئة من المقاعد، لا يترشحوا للرئاسة..


■-;- هذا الاتفاق خرج للعالم.. وأنا لأول مرة أسمع هذه التفاصيل..(!)
■-;-■-;- لأول مرة تسمعها، لأنه حتى الآن لم يُكتب ولم يُنشر، أنا أعرفه من داخله، أن يرشح الإخوان على 30 بالمئة من المقاعد وليس على الرئاسة، النتيجة ماذا حصل؟ الاخوان المسلمين والتحالف الإسلامي السياسي معهم نكث وخذل ما تعهدوا به مع الأمريكان، من خلال القوات المسلحة، وانتهزوا سياسة يسمونها «استراتيجية التمكين» يعني الإستحواذ الكامل على مفاصل الدولة، ويسمونها في مصر «أخونة الدولة» للوصول لأخونة «المجتمع» كما يسميها الشعب المصري، ولذلك خلال سنة واحدة عاد الشعب إلى الشارع.
عاد الشباب حركة تمرد، جبهة الانقاذ بكل القوى الديمقراطية والليبرالية ضد سياسة "التمكين" الانفرادية بالسلطة والاقصائية للاخرين.. وكان ما كان في 30 يونيو 2013...

■-;- هل هناك خطأ بنيوي في من قام بالثورة، بحيث أتاحت الفرصة للإخوان المسلمين ليسيطروا عليها..؟
■-;-■-;- عند ذاك تمزقت التفاهمات الذي تمت بين الإخوان المسلمين والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبدأ محمد مرسي في الإقالات لكبار ضباط الجيش، عندما أقال القائد العام للجيش المشير طنطاوي، ورئيس هيئة الأركان عنان سنان، وطرد أكثر من سبعين من كبار الضباط، فأحس الضباط أن السكين وصلت إلى رقابهم أيضاً، والقوى الديمقراطية بكل تلاوينها نزلت إلى الميدان من جديد بعشرات الملايين: «الشعب يريد انتخابات مبكرة».
الخلل البنيوي الأساسي في 25 يناير: غياب التنظيم الثوري الموحد للثورة، غياب الجبهة الوطنية العريضة للثورة وتشكيل القيادة الجديدة بديلاً عن نظام الاستبداد والفساد الذي سقط في بحر الملايين في الميادين.

■-;- هل خرجوا نصرةً للجيش..؟
■-;-■-;- لم يخرجوا نصرةً للجيش، بل خرجوا يطلبون 30 يونيو 2013، بإنتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، ومحمد مرسي رفض ذلك، عندها إذاً تطور الشعار من جديد كما بـ 25 يناير: «الشعب يريد اسقاط النظام نظام إخوان» ونزل للشارع أضعاف مضاعفة من الملايين، من الذين نزلوا في 25 يناير، هنا الجيش انحاز للشعب كما فعل في 25 يناير، رفض أن يضرب الشعب على يد جهاز الأمن المركزي والأجهزة المخابراتية. قال لنظام مرسي:« الشعب والجيش يريد انتخابات مبكرة.. ما في انتخابات مبكرةً، هنا تطور الموقف لإسقاط النظام وردت قيادة الجيش «إذن عليك أن تستقيل» قال لهم لن: أستقيل، فعلوا معه كما فعلوا مع حسني مبارك، انحازوا للملايين في الشارع، وجرى ترحيل مرسي، وعاد الصراع من جديد على الأرض، صراع بين الدولة والاخوان منذ تلك اللحظة وحتى الآن، وصراع آخر مع القوى الديمقراطية وضرورة سن دستور جديد وديمقراطي، وقع ذلك وسنّ دستور ديمقراطي، وقانون للحريات ديمقراطي، لكنه خرج بقانون التظاهر ومنع التظاهر، وكان هذا القانون قد صدر زمن عدلي منصور، ووضعوا قانون انتخابات لا يمكن من المشاركة الوطنية، ولذلك الآن الصراع يدور بين هذه القوى الثلاث الدولة ضد الإخوان المسلحين، معهم تحالف الإسلام السياسي، الذي تم اسقاطه بعشرات الملايين، وبنفس الوقت لا يفتح الأمور على حريات شاملة، وقانون انتخابات الشراكة الوطنية، إن الذين قاموا وجمعوا الملايين من جديد هم شباباً ومن مكونات مجتمع حداثوي مجتمع مدني، ديمقراطية وعدالة اجتماعية والعيش والمواطنة والمساواة، بغض النظر الدين والطائفة والمذهب، وذلك ماذا وقع؟، وقع الفراغ في زمن تحالف المجلس الأعلى للقوات المسلحة والإخوان المسلمين، ثم تعمق الفراغ واتسع بسياسة التمكين أي الإقصاء للجميع، ماعدا الإخوان المسلمين وفصائل الإسلام السياسي.

■-;- التمكين سمح للإخوان المسلمين بأن يرسلوا رسائل متبادلة مع العدو الصهيوني «حبيبي بيريز» كما ظهرت سياسة ـــ أتمكن لما أحكم ــــ ...(!) شعاركم الحرية والعدالة والديمقراطية الذي تطالبون به الثورات العربية كيف يتحقق مع الثورات التي تأكل بعضها وتأكل غيرها بسياسات الدولة العميقة..
■-;-■-;- سيتحقق لكن الثورات الشعبية، كل الثورات الشعبية في العالم، ليست إنقلابات تتم في خطط وسياسيات استراتيجية، لإحتواء الثورات وإحباطها، ولا تتم بسياسة «التمكين» الإخوانية لها أيضاً سياسة استراتيجية في مفاصل الدولة.
القول بأنه صعب على الدولة العميقة، الدولة العميقة في فرنسا الثورة الشعبية الفرنسية، أعنف من الدولة العميقة (القديمة الموروثة) المصرية وكذلك الحال الولايات المتحدة الأمريكية بالصراع ضد الأجداد الإنكليز، ثم ضد العبودية، الولايات المتحدة أعمق بكثير مما هي في بلدان العالم العربي والعالم الثالث، كذلك ثورة أكتوبر الإشتراكية في روسيا القيصرية الدولة أعمق، لكن الفارق هو أن الانتفاضات العربية لم تمتلك منذ اللحظة الأولى وبالبدايات، وحتى مسقط هذا النظام أو ذاك، قيادة موحدة من أجل أن تكون في السلطة، لأن الثورة والانتفاضة حتى تنجح بحاجة إلى قيادة ترتبط وتلبي البرنامج المطروح بأركانه، البرنامج الذي طرحته الثورات بتونس ومصر واليمن وبلدان عربية أخرى، مرة أخرى:« الخبز، الحرية، الديمقراطية التعددية، المواطنة، الدولة المدنية الديمقراطية، التنمية والعدالة الاجتماعية،»، بغض النظر عن الدين والعرق والجنس والطائفة والمذهب.
الذي جرى هو البطش بقيادة هذه الانتفاضات والثورات، لكن بمصر وقع شيء يختلف عن تونس لأن القوى المنظمة الحزبية التقدمية واليسارية والليبرالية قوى كبيرة ونقابات في تونس نقابات أقوى من الدولة القديمة، والجنوح نحو دولة تسييس الدين وتديين السياسة، أو حزب النهضة الإسلامي السياسي، ذو الجذور الإخوانية، عندما حاول حزب النهضة مع ترويكا الثلاثية حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والعدالة، لم يتمكنوا، عاد الناس بالملايين إلى الشوارع وبقيادات حزبية ونقابية وطيدة أسقطت حكم الترويكا وفي المقدمة حزب النهضة وجرت الانتخابات من جديد، وفازت القوى الوطنية الديمقراطية الليبرالية واليسارية والتقدمية في تونس ولذلك التحولات الديمقراطية العميقة تجري الآن، تتواصل في تونس، والآن موجة جديدة ثورية في الشارع تطالب بالتنمية الاقتصادية تغير النهج الاقتصادي وتطالب بعدالة اجتماعية، في تونس، طرحت قوى الثورة نموذجاً متقدماً، كذلك الحال المغرب الأقصى؛ الملك كان على درجة من الفطنة والذكاء، عندما بدأت المظاهرات بالملايين في العاصمة، ومئات الآلاف في المدن، دعا فوراً إلى اللجنة الموسعة من زعماء الأحزاب وزعماء النقابات والقضاء ومن وزارة الظل الموجودة في القصر عنده، وشخصيات ذات حضور جماعي وثقافي معلوم ليبحثوا دستور جديد وقانون انتخابات جديد، وقانون حريات جديد، ووضعوا دستوراً ديمقراطياً جديداً خطوة كبرى إلى الأمام لم تكتمل بعد، لتحويل الملكية من ملكية إستحواذية إلى شبه ملكية دستورية، وقانون انتخابات يقوم على التمثيل النسبي الكامل، في كل المغرب.
تداول السلطة السلمي لن يتم بدون انتخابات التمثيل النسبي الكامل في العالم الثالث، وفي البلدان العربية بشكل خاص والبلدان المسلمة لن يكون هناك تداول سلمي على السلطة.
قانون الانتخابات هو الذي يقرر هذا ممكن، وليس ممكن، إذا ً بتمثيل النسبي بدأ التداول، بينما في الدائرة الفردية لا يوجد تداول سلمي على السلطة، وقانون للحريات الشاملة والفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والبرلمانية والقضائية، هذا نموذج آخر يقدم للأنظمة في البلدان العربية وخاصةً في المشرق، لأن في المشرق هذا ليس موجوداً، بل قوانين انتخابات للبطش بالثورات، واحتكار سلطات الاستبداد والفساد، وهذا يعني بلغة واضحة وقع فراغ، والفراغ يفتح الطريق لقوى تسيّيس الدين وتديين السياسة.. يعني الحروب الأهلية والحروب الطائفية.

■-;-علي أن أُعقب على تداول السلطة، وما تم في المغرب من تغييرات جذرية، لكن لم تصل بتأكيد إلى الحد الذي يرضينا، يعني مازالت الوفود الإسرائيلية تصل، والتطبيع قائم، ويعني كما أن الملكية لم تصل إلى ملكية دستورية علينا أن نقرّ بذلك ..!
■-;-■-;- قلت أنها خطوة كبيرة بإتجاه ملكية دستورية، ولم أقل ملكية دستورية، وقلت إن الدستور لم تكتمل فيه عملية الفصل الكامل بين السلطات الثلاث، والملكية الكاملة الدستورية، ولذلك مازال هو مطروح الآن في إضراب شامل للمركزيات النقابية الثلاث الموجودة في المغرب، أتكلم عن الأشياء الملموسة حتى يفهم معنى الكلام، وهذا كلفني الكثير من الزمن والجهد والحوارات في الميدان مع الأحزاب والنقابات والمثقفين وطلبة الجامعات بزياراتي المتعددة، مرةً أخرى الآن في اضرابات لإستكمال عملية الديمقراطية الدستورية والفصل بين السلطات، وتغيير المنهج الاقتصادي، بإتجاه تنمية تؤدي إلى تجميع المال، من أجل الصرف على العدالة الاجتماعية، لكن تونس مشت في طرق موصلة للسلامة وانجاز حقوق الشعب، خطوة كبيرة للمغرب، لكن في بلدان عربية أخرى اليد السلطوية الاستبدادية طوقت وأجهضت العملية الثورية، والآن الصراع يدور بأشكال أخرى، والأزمات الطاحنة بالعراق واليمن أمثلة ملموسة وصارخة.. لأن الشعب يريد.. الحرة الكريمة والمساواة في المواطنة بين المرأة والرجل والدولة المدنية الحديثة والديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية، هذه طلبات الشعوب كلما تحققت هذه الطلبات، كلما عاد الضوء للتركيز على قضية كل العرب وهي القضية الفلسطينية.
■-;- لكن كما قلت الملك المغربي مستبقاً الأمور، ولديه نضج كافٍ بحيث يستوعب الأمور، وجنّب المغرب ثورات دموية، لكن عندما نتحدث عن الداعشية، نرى بأن الداعشية هي في مناهج التربية والتعليم، كل ما يقوم به داعش هذه الأيام مستقىً من برامج ندرسها في مدارسنا، كيف نقاتل الإرهاب.. أو كيف نقاتل الإرهابيين هذه قضية بسيطة قد تنتهي خلال كم شهر في النهاية، تبقى عقلية الإرهاب التي ندرسها ونحن صغار، كيف نتغلب على هذه القضية..؟
■-;-■-;- كنت قد أسلفت في بداية الحوار، عن ألف عام ونيف فعلت فعلها في الاستبداد، فضلاً عن مناهج على مدى الألفية ونيف، شكلت معضلة في بنية العقل العربي المأزوم، حالة من التّوله والشغف بدولة «الخلافة»، وأنها دولة «الملائكة على الأرض»، فضلاً عن كسبها «للجنة في السماء»، وهذه تفعل فعلها، وشبيهة بـ «الاسلام هو الحل» ولم يأتي الحل على امتداد أكثر من الف عام، جاءت أنظمة الاستبداد والفساد تحت راية "تديين السياسة، بدلاً من "الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمواطنة والدولة المدنية والمساواة بين الرجل والمرأة هي الحل" هنا ضرورة نبش المسكوت عنه والملفق في التاريخ، المسكوت عنه في جحيم الثقافة والتربية والتعليم الرسمية، وعدم الانفتاح على روح العصر، وسميته هذا «توقف الزمن العربي والزمن العربي الدائري»، وبدء ظاهرة العنف الديني والمذهبي، الناتج عن «تسييس الدين وتديين السياسة» مصادرة دروس التاريخ والزمن بالعودة إلى القرون الوسطى، قضية شائكة معقدة ومتراكبة، بدلاً من تناول جذور العنف في التاريخ، وإعادة تدقيقه، وصولاً إلى إحداث فصل نهائي بين «الدين والسياسة»، كي نخرج من عصور التطرف، ويصبح المواطن مواطناً؛ «مواطنين وليس مسلمين»، طالما أن فكر الفتاوي الدينية خاضع للمؤسسة السياسية، وطالما تسير سياسة الأنظمة مع الدين وتختبئ خلف اسمه، فإن التقدم حالة مستحيلة.. دون حل هذه المعضلة بمكاشفة مع التاريخ ذاته حيث جذور "الداعشية وأخواتها" في مناهج التربية والتعليم والكتب المدرسية في البلدان العربية.
لا نقرأ في كتب المناهج التعليمية والكتب المدرسية من الصفوف الثلاثة الأولى الإبتدائية وحتى الجامعات لا نجد أي أثر لدور الناس للشعوب اطلاقاً، نجد أثراً للملوك والرؤساء والمشايخ والمخاتير إلى أخره، التاريخ هو تاريخ الإستبداد.
مرة أخرى الداعشية لم تولد فقط بعد الغزو الأمريكي للعراق وكان أسمهم في ذلك الوقت «حركة التوحيد والجهاد» حولت في ما بعد إلى «حركة الجهاد في بلاد الرافدين» ثم إلى «الدولة الإسلامية في العراق»، 2013 بالتوحد مع «النصرة» القاعدة، ثم إنشقت «النصرة» على نفسها قسم مع «داعش» وقسم مازال يحمل اسم «النصرة».

■-;- ثمة معلومات بأن «داعش» هي صناعة أمريكية تم إختراعها في 2013 أنتم أعدتم الأمور إلى جذورها 2004، من أيام أبو مصعب الزرقاوي حتى الآن، إذاً علينا أن نركز على أن «داعش» قديمة وليست حديثة ..؟
■-;-■-;- «داعش» دولة «الخلافة» في بلاد الشام والعراق هذا في 2013، بينما «حركة الجهاد والتوحيد» بدأت مباشرةً بعد الغزو الأمريكي للعراق، وبدأت بصفوف العرب السّنة، ونتيجةً للإضطهاد للعرب السنّة، وتطور هذا الاسم كما ذكرت، وبالتالي جذور «الداعشية» جذور «القاعدة» جذور «النصرة»، هيئة التفاوض المعارضة المعنية بسوريا، أعلنت أعلنت أن مجموع الفصائل التي ينطبق عليها الإتفاق الروسي ـــــــ الأمريكي على وقف إطلاق النار هي 97 فصيلاً، فإذا أضفنا «داعش» و«النصرة» وحلفاء «النصرة» يفوق المئة، هؤلاء جميعاً جذورهم في تاريخنا العربي الإسلامي وفي تاريخنا كله، وربما أطلعت على عدد من الكتابات في هذا الميدان.
والآن هذا ملف مفتوح إن لم تتحقق عملية الربط بين التنمية الاقتصادية، تأخذ الدولة دوراً في قطاعها العام، بجانب القطاع الخاص، وإذا أخذنا النظام الرأسمالي في فرنسا هناك دور للدولة «قطاع الدولة» في فرنسا عشرة أضعاف من مجموع قطاعات الدولة في كل البلدان العربية، سكان 60 ـــــ 62 مليون، وفي البلاد العربية 350 مليون، ولا يستقيم التوازن إذا تم سحب الدولة من دورها الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، كما للدولة دور في التنمية الاقتصادية المشروع الخاص لا يقدر أن يعمل مشاريع استراتيجية كبرى، لا يقدر أن يعمل سد عالي كبير، ولا سد فرات كبير، ولا سد أتاتورك في تركيا، ولا سد النهضة في اثيوبيا، ولا سد في العالم، والمطلوب الجمع بين دور الدولة والمشروع الخاص في بلادنا العربية، إعادة كتابة التاريخ الحقيقي العربي – الاسلامي، والاسلامي – الاسلامي في مسار حركة الواقع بالوقائع بكل المناهج التعليمية والكتب المدرسية وفي الثقافة الشعبوية والموروث التاريخي، وفي الكتب والمناهج التعليمية الحالية التي انتجت وتنتج وتفرخ «دواعش» جديدة، طالما الأنظمة السلطوية العربية تزرع هذه الثقافة «الداعشية».



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواتمة في حوار مع فضائية «برايم»
- نايف حواتمة في حوار مع فضائية «روسيا اليوم»
- حواتمة في حوار مع فضائية A.N.B»» في برامج « منبر للحوار»..
- حواتمة في حوار مع قناة «برايم» الأردنية برنامج «حوار صريح مع ...
- حواتمة في حوار مع قناة «برايم» الأردنية «الجزء الثاني»
- حواتمة في حوار مع فضائية «الغد العربي» في برنامج «أوراق فلسط ...
- حواتمة في لقاء ساخن وشامل مع فضائية -الوطنية التونسية- الرسم ...
- الشعب يريد اليقين ببرنامج وطني موحّد للانخراط في انتفاضة شعب ...
- حواتمة: الإدارة الأمريكية منشغلة بداعش وأخواتها
- الانتفاضة الشبابية على طريق انتفاضة شعبية شاملة
- حواتمة: روسيا تحاول تشكيل تحالف دولي شامل لحل الأزمة السورية
- إريك رولو وقضايا التحرر الوطني في كواليس الشرق الأوسط والعال ...
- تسييس الدين وتديين السياسة: انقسامات وحروب طائفية ومذهبية
- نهاية محمد .. نجمة فلسطين وداعاً
- حواتمة في حوار مع صحيفة «المنعطف» المغربية
- حواتمة: مبادرة فرنسية بالتفاهم مع واشنطن لاستئناف المفاوضات. ...
- حواتمة: الوضع باليرموك هادىء الآن.. ووفد فلسطيني سيزور سوريا ...
- حواتمة: أدعو أبو مازن واللجنة التنفيذية للبحث مع القيادة الم ...
- المناضل الكبير يعقوب زيادين وداعاً
- الصراع في الشرق الأوسط والبلاد العربية ثلاثي الأبعاد


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - حواتمة مع فضائية «برايم» الأردنية - الجزء الثاني