أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد عبدالله حسن - المشروبات الروحية بين دكتاتورية صدام وظلم الموامنه.















المزيد.....

المشروبات الروحية بين دكتاتورية صدام وظلم الموامنه.


وليد عبدالله حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5126 - 2016 / 4 / 7 - 10:41
المحور: كتابات ساخرة
    


في زمن حكم صدام حسين كنا معارضة، ونهاية كل اسبوع نجلس ليلا في شقة احد الشيوخ المجاهديين في مدنية النجف الاشرف، نتباحث حول الاوضاع والدروس، والمشاكل ونسهر مرات للصباح، وكانت شقة صديقي مقابل كراج النجف.
وفي يوم رأيت صديقنا الشيخ المجاهد مرتعب وخائف ويرتجف.
-قال وصلتني معلومات اننا مراقبين من قبل امن النجف ، وكان امن مرعب حقا.
-قلت له كيف؟
قال:- تعال معي وقادني الى بلكونه شقته واشار الى عربة يتجمع حولها ناس يشترون لبلبي( حمص مطبوخ ونومي حامض مع دجاحة مطبوخة)، وبقينا نقف نراقب فترة طويلة،وكانت تقف بجانب العربة سيارات فقيرة وفارهة،وكانت بعضها سيارت حكومية متنوعة، وسيارات شرطة النجدة، وشخصيات مختلفة ومتنوعة منهم يلبس الكشيدة والعمامة والعقال واليشماغ الابيض والاحمر والاسود والاخضر، والدشداشة والقاط الافندي، كان كل شي يثير الريبة والقلق، وكنا نحن مسكونون بالخوف من الامن والمخابرات، كوننا معارضة وفي مدنية دينية مقدسة ومراقبة بشكل دقيق.
-انا تطوعت الى معرفة سر هذه العربانة، وقمت ارقبها عند بعد واثناء خروجي من الدرس ومجيئ الى بيت الشيخ ،وفي احد المرات توقفت لاشتري منهم لبلبي سئلني البائع تريد لبلبي ابيض احمر لو تريد اجنبي محلي، وهو ويضحك مافتهمت عليه، بس انطاني كيس لبلبي، ووقف بجانب العربة اتابعهم- وكانت تقف وراء العربة سيارة بيك اب حديثة تثير الشكوك جالس فيها شخص يسمع سعدي الحلي باعلى صوته .
- كانت عربة البلبي قديمة ومكتوب على مقدمة العربة فوق بخط رقعة اسود جميل (هذا من فضل ربي)، و كانت يتوسط العربة رسم على شكل مثلث بالاحمر مكتوب (يالله) في راس المثلت وعلى الجانبين (يامحمد وياعلي) وفي وسط المثلث عين رزقاء وسهم للحسد. وكانت العربة تقف بجانب كراج النجف بغداد القديم قريب من ساحة ثورة العشرين. كان بائع لبلبي رجل ملفت للانتباه، وهو غليط الوجه شديد السمرة وكبير الراس والجسد، وعوينه صفر حادة كعيون الصقر، وهو يلف على راسه يشماغ جنوبي على طريقة الشقاوات ويتلتفت على كل الجهات،ويتحدث كثيرا ،وبين فترة واخرى يمسك اعضاءه التناسلية مع الدشداشة معا وبطريقة معروفة لدى الشقاوات في حينها.
-حسب شكوكنا المستمرة بكل شي رشحنا انه يعمل وكيل في الامن العامة ،ومهته المراقبة وبيع البلبي من وراء صلاة المغرب، ويبقى ساعات مختلفة، وفي ليلة الخميس على الجمعة يبقى الى حد منتصف الليل، والازدحام عليه مو طبيعي، لكن الملفت للانتباه ان زبائنه منظمين وهادئين ،ويأخذون لبلبي في كيس نايلون شفاف مع كيس ورقي يضعونه تحت ابطهم او سترهم او في علاليك قماش او نايلون سوداء كانت محل شكنا.
-سئلت احد الزبائن في يوم ازاد فضولي مع خوفي.
- السلام عليكم اخويه
- قال وعليك السلام هله ومرحبا
-قلت له ماهو سر عربه لبلبي، وهذا الازدحام كل هذا على لبلبي معقولة .
- قال انته مو نجفي زاير لو ساكن بالنجف.
- قلت له لا زاير.
التفت وقال:- هذا الرجل- واشار الى بائع البلبي ابن اوادم معروف عدنه وثقة كلش ثقة ،يبيع احسن لبلبي بالعالم كله ،التفت الى الوراء، وقال:- يبيع همين شراب الجنة وقهقهههههه
-وهمس في اذني انت بين غشيم يعني مشروبات روحية - تنفست الصعداء وركضت الي بيت صديقي الشيخ ، وفتح الباب وهو خائف وقلق -قال:- ها عرفت شي؟
-قلت له هذه عربة لبلبي الي دمرتنا كل هذه الاسابيع وتثير الشكوك ، طلعوا يبيعون الخمور اجلكم الله ،وتعرف بيع المشروبات الكحولية في النحف وكربلاء ممنوع.
- تنفس معي الشيخ الصعداء وبفرح غامر وبعدها -نذرنا عشاء لأم البنين- وقال الشيخ الحمد لله( سبحان الله!!!! ) والحمد لله على الذين يشربون الخمر ، احسن ولا على أمن صدام) قال السيد الموسوي:- الناس من الظيم تشرب عرك حقها. كان صدام يضطهد الموامنة على طول حكمة وعمل حملة ايمانية في اخر حكمه اضطهد بها شاربي المشروبات الروحية، لكن مع هذا بقى شي اسمه قانون وسلطة ونظام ودولة.
- اليوم قرأت خبر من شرطة الناصرية وهم يفتخرون بالقبض على مجموعة من الشباب مو مجرمين وليسوا انتحاريين وليسوا حراميه، بل هم يتاجرون في المشروبات الكحولية والغريب ملبسيهم لباس برتقالي كانهم ارهابيين- لاعرف من هو يمنع المشروبات الكحولية ، وماهو السند القانوني او الدستوري او الاخلاقي او الاجتماعي او النفسي لمنع التجارة في المدن الجنوبية التي هي مدن مدنية وليست دينية .
- الجميع عرف ويعرف ان هذه الاحزاب الدينية ليست حرامية وقتله فقط، لكن جهلاء بابسط القواعد الاقتصادية- منع المشروبات الكحولية سيشجع التجارة بها بطرق مختلفة وتستنزف العملة الصعبة( الدولار وملحقاته) لارتفاع اسعارها ، وتفتح طرق جديدة تقودها مفايات منظمة للتهريب ،وهذ الطرق تصبح امنه للارهاب ولكل شي خارج القانون، وتكثر الجريمة والمشاكل النفسية والعائلية، وكما هو معروف عالميا ان اكثر المدن والدول استهلاك للمشربات الكحولية هي المدن التي تحرمها خاصة لاسباب دينية،مع العلم ان اكثرية العراقين يشربون الكحول المحلي والاجنبي بشكل سري او علني، وحتى بعض الموامنة المعتدليين يحتسون الخمر و باخبار متواترة.
-اقول للسادة ولشيوخ المجاهدين في مدن الجنوب والوسط خاصة، هناك من هو في المعارضة ، كما كنتم يوما في المعارضة سيقول لكم (الحمد لله على شاربي الخمر، ولا لظلم الاحزاب الدينية ،والارهاب الديني الذي دمر العباد والبلاد) ، وكما يعرف الاخوة المجاهدين في بدايات اقامة دولة ايران الدينية كانوا يبادلون بطل عرك مسيح بكتاب فلسفتنا واقتصادنا وكتب الامام الخميني وكذلك كتاب مفاتيح الجنان وبقايا الادعية.
- خلاصة الكلام -لم نرى شارب خمر فجر نفسه او قتل احد او دمر الحياة ربما هو يؤذي نفسه ، الأذية اليوم هي لمن ينتمي للاحزاب الدينية الذين ابتعلوا الدولة واستولوا على خمر الدنيا والاخرة على طيب خاطر وبظلم عجيب غريب ، والداني والقاصي يعرف ان في زمن الاحزاب الاسلامية طاح حظ الموامنة اكثر، والدولة انتهت، وتضاعف شاربي الخمر وتضاعف عليهم الظلم ايضا.
واخيرا- اتركوا الناس تمارس حريتها الشخصية في مجتمع عراقي متنوع والمفروض والمعروف هو مجتمع متعدد الاديان والطوائف والعقائد والثقافات والانتماءات، والحياة ليست حكرا للمتدينين فقط بل للجميع.



#وليد_عبدالله_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاق العبيد وبناء دكتاتوريات الأرباب - المجتمع العراقي المع ...
- أخلاق العبيد والتمهيد لألغاء العقل -1-
- صراعُ المَفَاهيم وصنَاعةُ الأربَاب في الدِّين الإسلامي - 2
- صراعُ المفاهيم وصناعةُ الأرباب في الدين الإسلامي 1
- دفاتر نقدية - 8 - مشروعية الزعامة المقدسة لقادة الحروب الدين ...
- دفاتر نقدية -6- الدين العسكري والتجنيد الألزامي فرض مقدس.
- دفاتر نقدية -5 - صور وتجليات الرب العسكري.
- دفاتر نقدية - 4 - معسكرات الله في الدين الاسلامي
- دفاتر نقدية -3 معسكرات الله في الدين الاسلامي
- دفاتر نقدية - معسكرات الله في الدين الاسلامي- 2
- دفاتر نقدية 1- معسكرات الله في الدين الإسلامي
- قصة -محمد ساعة والسرُّ الأعظم وكباب الكاظم.
- دفاتر الاسئلة-5- القصاب المقدس في شرعنّة ذبح العقل.
- دفاتر الأسئلة 4 - نصوص العبودية وسجون الآلهة.
- دفاتر الأسئلة -3- طرق القتل المقدس وتوريط الله مع العبيد.
- دفاتر الاسئلة 2 - أعلن عن موت ربك العسكري.
- ربانيون
- دفاتر الأسئلة 1- تقنيات الوعي في العقل الأسلامي
- ربانييون لكنهم كذابون
- أسئلة وأشارات نقدية حول ولادة وموت الارباب.


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد عبدالله حسن - المشروبات الروحية بين دكتاتورية صدام وظلم الموامنه.