أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثال غازي - مسرحية منو















المزيد.....


مسرحية منو


مثال غازي

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 22:55
المحور: الادب والفن
    



مسرحية



(منو)

((ربما ليست هناك ذاكرة نقبع تحتها كي نعي كوننا ما نعنيه))


تاليف
مثال غازي




المسرحية عن حادثة حقيقة حدثت في اسكندرية الحلة حيث عثر تحت الارض على ثلاثة مساجين مغيبين لاكثر من عقدين من الزمن في قبو تحت الارض. احدهما يعرف اسمه واسم ابيه والاخر يعرف فقط اسمه الاول اما الثالث فلا يذكر من اسمه شيء.
فكان هذا النص للاخير الذي فقد ذاكرته تماما وهو يبحث عن ذاته



(ثمة مشهد يحاول استعادة ذكرياته عبر
افتراضات غير مؤكدة وهذا ما يجعل كل
شيء ربما كان او يكون او قد لا يكون).
((ثمة رجل يقف بمواجهة النور مستغرباً
دون ان يرى الشمس لعقدين متواصلين))
مستحيل...مستحيل...شيء لا يصدق
انا لست من الصغر...حتى ..حتى (ينسى)
(يتلمس وجهه) ولكن هل انا حقا من الكبر حتى
(يحاول التذكر) حتى...حتى ارى النور مرة اخرى.
(متاكداً)
لقد جئت الى هنا...كي...كي ساعمل
على...ان....ان.....كي (ينسى)
اعلن ان لا شيء هنا، لا شيء هناك
حتى انا لم اعد هنا او ربما هناك
سوى صفحة هذا النور الذي يعكس
صفحة وجهي...وجهي...وجهي الذي لا اعرفه
ولا اريد، كي لا يذكرني بما
اريد ولا اريد، بمن اعرف او لا اعرف
بمن احب او لا احب او لا اريد غير هذا
النور الذي تبصره عيناي وربما لا اريد
(جدية)
لن ابحث في المرايا عن وجهي
(يفترض وجود اشخاص عدة يمرون قربه دون
ان يأبهوا له)
انتم يا من هناك ...بالله عليكم ان تبقوا
انت...وانت..يا سيدي...بحق من تكون
عليه ملتك وتعتقد ان تقف...اني ارجوكم
اني اتوسل بكم...هو سؤال واحد لا غير
يا سيدي...سؤال (يحاول التذكر)
ان ...ان تخبرني عن...من....كانوا...او ربما
كانوا.....هنا...ام هناك
(باشمئزاز وهو يصرخ)
لم علي ان انسى دائما كل شيء
(يسقط على الارض محبطاً وهو يمسك براسه
يظهر فجاة عامل نظافة اعمى وهو يحاول
ازاحة الرجل عن طريقه بواسطة المكنسة)
(ينفاجأ الرجل بوجود المنظف ليشعر بالبهجة
والسرور)
انت
الرجل، (بنشوة بالغة)....انا
المنظف: نعم انت
الرجل: (بفرح بالغ) انا...واخيرا وجدتني يا سيدي، نعم
انا...واخيرا يا الهي لقد وجدتني اخيراً، لكم انت
رائع يا سيدي
ارجو ان تسمح لي بتقبيل قدميك الشريفتين
الطاهرتين...دعني اضمك طويلا لالحقك
بقائمة المصلحين في هذا العالم القذر
(وهو ينظر اليه دون ان يعلم بانه اعمى)
لابد انك تعرفني جيدا يا سيدي، علك تعرف
اخرين واخرين واخرين...هم امثالك
اليس كذلك...انقياء وصالحين.
من الطهر ان تنظر في عيني وانت تصمت هكذا
هذا لان عينيك الشريفتين استطاعتا
ان تسبر غور كنه الاشياء الحقيقية
(يتركه المنظف ويمشي دون ان يشعر بذلك)
انت الوحيد الذي اخبرتني عن حقيقتي في
التو والساعة وحللت طلاسم الكلمات
التي دأبت على حلها طيلة... (ينسى)
(يتفاجأ باختفاء المنظف ليصدم بغيابه)
يا الهي هو لم يخبرني من انا...لقد نظر الي طويلاً
لابد انه يعرفني...بل ربما افترضني كومة
نفايات. بل ربما هذا ما يفسر خوفي من سيارات
الزبالة
زبالة (يضحك) زبالة...انا زبالة
(يجلس على صندوق النفايات) بل ربما
انا امبراطور الزبالة
(يتكلم بمهابة وكانه امبراطوراً)
لقد اختار هذا الرجل مكنسته كاداة ثورية
لينحيني بسلطته وجبروته عن طريقه كاي
سياسي
((يمسك راسه وهو يتألم))
بدأت اخاف ذاكرتي وما يتسرب منها، ثقب
بحجم الابرة يرشح مساوئي، لا اعرف
لايها كنت.نبي..خائن...شرير
لص...قومي....شيوعي...مصلح...كافر
(يصرخ)
لايها...لايها اكون ايها الثقب النازف
من جمجمتي
من يحتمل اثامي لو كنت، من يحتمل انفاسي
لو كنت
علي ساهرب الان كي اعثر على رئة فارغة
تحتمل رائحة فمي الكريهة
(وكانه يحاول التذكر)
ماذا لو كنت جندي كان يحارب (يصرخ) يا الهي
(يسمع داخل راسه اصوات قذائف ورصاص
وصرخات، حيث يعيش داخل راسه اصوات
المعارك وهو يسمع)
(صوت)...الموقع خذ ((وهو امر المدفعية بالتأهب للرمي))
يركض فجأة وهو يحمل قذيفة مدفع كبير، وهو
يردد مع نفسه)
الموقع خذ....الموقع سوف ياخذوه...الموقع
اخذوه...الموقع اخذوه يا سيدي (بتوسل)
سيدي...سيدي...ارجوك...اجبني...ارجوك
يا سيدي ثمة امر لا اعرفه ثمة من يهجم وليس
ثمة من يدافع ثمة من يتصل وليس ثمة من يجيب
سيدي...سيدي لما على اسلاك المخابرة
ان تموت باردة هكذا، لما على اسلاكك
الباردة ان تحتم مصيري من عدمه...سيدي
اجبني ارجوك، هل ثمة وطن ورجال ام
ثمة وطن ورجل واحد..هل انا العاقل
الوحيد الذي يقاتل ام انا المجنون الوحيد
الذي عليه ان يقاتل ...سيدي اجبني ارجوك
(يصرخ)
سيدي (باستلام)
لم يتركوا خلفهم سوى طاولة فارغة وهاتف
مرفوع وورقة واحدة كتب عليها...خيانة
هكذا مضوا وتركونا لحرب تبيد الرؤوس
ليحيا راس واحد بين تلك الرؤوس، ليت من الفؤوس ما يقطع تلك الرؤوس لاقطع اولها
راسي كي لا احتمل وزر تلك النفوس ((يحاول التذكر))،
لا اعرف...ربما لم لم اكن ذلك الجندي بل ربما
كنت ذلك الذي لم يجيب على الطرف الاخر
بل ربما كنتهما معاً
ربما كنت من ابتاع قميصاً بالياً نظير سلاحه
كي يقي نفسه سر بدلته العسكرية...بل ربما
كنت من خان نظير حياته
(بحرقة والم)
الكل يخون الليلة ...الكل يخون...حتى انت
يا برو...ت...ف (يبصق على الارض)
ربما كان علينا ان نختار من يكره الوطن لقيادة
من يحبونه، لا ان نختار من يحبه لقيادة من يكرهون
لان من يحب اولا سوف يخون اخرا، لا اعرف
لايها علينا ان نكون الى الذين احبوا اولا
ام الى الذي يكرهون اولا...لا اعرف...لا اعرف
لقد اصبح من الخيانة ان تعرف، من الخيانة ان
نعرف... من الخيانة ان يعرفون
(يصرخ)
لما علي ان انظر في وجوه الاخرين حيث لا مرايا
ولا وجوه، ولا اقنعة
ربما انا نيرون، ربما انا من اشعل كل تلك
الحرائق
(يسمع ويرى اصوات الحرائق والموت)
لم تعكس النار التي التهمت بغداد سوى
حرائق خيام الحسين
(يصرخ)
الا هل من ناصر ينصرني
فلا نصر ولا ناصر سيدي، انها النار، انها
الخيانة والدمار
(يبحث عن الحسين وسط النيران)
سيدي...سيدي..لقد عكست النار وجه
الشمر وعبيد لله بن زياد، لقد عكست النار التي
التهمت المدن كل الذين ساهموا في قتلك سيدي
لما علي ان ابكي دماً ثارات الحسين
لقد رايت الدم والنار والخيام....كنت اصرخ
واصرخ واصرخ فلا من مجيب
انا المعول بحمل تلك الرؤوس
انا الرؤوس المحمولة فوق تلك الرماح
انا يزيد
انا الشمر
انا عبد الله بن زياد
انا الريح...انا الرمح...انا التراب ولا تراب
غير الرماد
(يصرخ كالمراة)
يبوووووووووووو
(ينتبه بعد قليل الى النور في وسط الظلمة)
ما دام النور امنية جحظت له عيناي...
(يحاول التذكر)
كنت من الظلمة حتى كنت فيها لابصر، لا سنوات
اعرفها
ربما كان على ان اسال من انا، هل انا من
الصغر ام انا من الكبر حتى يستثيرني هذا النور
لقد تذكرت لم ينقصني في تلك الظلمة شيء
سوى....سوى...سوى ان ابيض كما الدجاجة
(يضحك)
ربما كانت هذه تهمتي الوحيدة في كوني دجاجة
كنا من الوفرة بحيث القي القبض علينا بتهمة
الوقوقة
ثمة ديك واحد ودجاج كثر...ديك بسيكار
وقبعة من نمط الكابوي يرتدي سترة واقية
ضد النقر
لم يبقى لنا ذلك الديك ريشة واحدة للطيران
وهذا ما يفسر في اني لا املك ريشة واحدة
كي اعرف من انا...
ساهتف للريح ان تعينني على حملي كي اقرب
النور الذي حرمت منه، لم اكن اجرؤ
علي ان اسال السجان عن اسمي عن لوني
عن عنواني...ربما كتب علي ان ادور وادور
واظل ادور وادور فلا ارض ولا عنوان
(يسال)
هل املك اب واسم عائلة ام انا ابن زنا
خالفت في امي شرائع السماء لتضعني كما
بيضة الطير لتمضي تاركة اياي ام انا خرجت
هكذا الى الدنيا كما عصا موسى او ناقة صالح
ربما انا...ربما (يحاول التذكر)
ربما انا عظمة في احدى المقابر قد وجدت لاكون
لقد كنا عظام كثر حتى لا نعرف لاينا احدنا
الاخر، هل انا عظمة لشاب ام لطفلة ام لرجل
كهل لم يميزوا فيه سنوات كهولته كي يرحموها
ثمة اسئلة كانت في محاجر جماجمهم وبقايا اثار
من دهشة واستغراب في كومة من رماد من بقايا
عظام كانت يوماً تفرح وتحزن وتحب، ربما
كان القبر امنية لنا
(وكانه يخطب خطبة في حقوق الانسان)
من حق كل انسان ان يحظى بحياة تكفل كرامته
ورفاهيته وعزته، ومن حق كل انسان ان يعيش
دون ان يقمع او يضطهد
كذلك من حق كل عظمة ان تعيش في قبر صغير
يلملم بقاياها، ان يحفظ لها كرامتها وعزتها
وشرفها ورفاهيتها، اصبحنا نتمنى في كل هذا
العالم مكاناً يلملم عظامنا اسمه القبر، لقد كان
القبر امنية...(بالم) امنية اسمها القبر
يا الهي...لقد كنا كثيرين جدا حتى تداخلت
اجزائنا معاً...كان لصقي عظم امراة سلبوا
عفتها عنوة، حتى ليابى عظمها ان يلاصق
عظمي وهي ميتة
(وكانه يسمع اصوات ما)
وكان اصواتا تتداخل في القبر حتى وقفت
الملائكة حيرى على ارواحنا غير دمعة تذرفها
وتمضي...وها انا ربما ابحث عن بقيتي
كان علي ان اعرف من انا...رجل...امراة....طفل....شيخ
ترى هل انا حي فعلا ام ميت
ليت ما اشعر به الان محض حلم فاسد، ليتني
افتح عيني دون هذا الكابوس لاجد الحقيقة...
اعرف ان لا حقيقة في ظل الفوضى ولا حقيقة
في ظل النسيان
لقد كتب على اوطان ان تكون سلعة بيد التجار
بيد من يبيع ويشتري
(وكانه في مزايدة)
وطن...........وطن
من ذا يشتري وطن
وطن بلا ثمن وطن
وطن اخر زمن وطن
(بحرقة)
لم يبقوا في الوطن...اولئك الشرفاء
سوى كسرة خبز بائتة
وحصير لا يساوي فلسين
وكومة تراب..يا للخراب
فلنطفي الشموع ونبكي علي من دقوا
في يده المسمار وقلعوا اظافره الغضة وجردوا
رجولته بزجاجة فارغة خجلى عبئها الضابط
وما فيها من فمه الكريهة
كان لنا ان نختار من الخارطة ما نشاء
فلا وطن يسع حجم تلك الارض
والزجاجة فارغة
والفم الكريه............. فلا رجوع
ولنطفي الشموع
(يبحث في ملابسه عن شيء ما)
ساغادر حالما اعثر على محفظتي، اعلم انها لا تساوي
شيئا في سوق الخردة.........سيجدونها لا تساوي
فلساً واحدا....وسيندب حظه من يلتقطها
بيديه.........سيرعبه المنظر والخراب والالم
سترعبه صورة عن عصر لم ير فيه النور
سوى قناديل مطفاة ورؤوس محنية الهامة
وامنية واحدة هي ان تعثر الصورة عن صاحبها
ان كان ارضي ام غير ارضي
(يسعل بشدة)
لقد صادر الشتاء هدوء صدري..قبلها
اختزلوا رئتي عن حجم النفس الصاعد
والهابط...كل شيء بالنازل.......يا للمهازل
لقد تعلمنا الرقص في السجون، فوق طاولة
الضابط والنائب ضابط
علمونا الرقص في غرف التحقيق، وسكرنا
وسكرنا على رائحة البول والغائط
لم يتداركك عضوك حينها كي تعلن عن رجولتك
ما دامت الزجاجة والضابط ورائحة الغائط
لكم ان تعرفوا ان النور اصبح امنية ولمحة من
ضوء بعيد غاية الحلم
(بالم)
لقد صادروا كل شيء الحلم والضوء وصورة أمرأة
لم اكن لاعرف هل هي امي ام زوجتي ام محضيتي
لم اكن لاتذكر او اعرف حجم الخسائر والهزائم
والخيانات
(مع نفسه)
لم يعديهم لقد تعلمنا ان نبيض في السجن
وان نرقص ونغني ونسكر فلايهم ان
تكون في الصورة اماً واختاً او محظية
ما دمت اعرف ان في رجولتي لم يعد بقية
(بحسرة)
ربما لم يعد لنا زمن، ستختفي كل الدقائق والثواني
ونعود لنحذف من التاريخ بضع سطور
لم يعد لنا وطن في زمن لم يعد، ذهلت العقارب
من حمامات الدم والسجون والاقبية والسنوات
التي ليس لها حصر
لم يعد للعقارب متسع للحساب وقوانين الجبر
والاحصاء، كان لها ان ترحل قبلاً لا ان تكون
شاهدة على قبر اسمه السنوات، لقد مل
العقرب الاكبر عد تلك السنوات وتوقف
العقرب الاصغر من ان يكبر كي لا يحسب ضمن
قائمة الشهود الذي يعدون عمر الانسان في
السجون
كان لنا ان نختفي فلا زمن...سرقوا المتحاف
واللوحات..سرقوا جواد سليم وفائق حسن
سرقوا تاريخاً مشرع الابواب للصوص
ودعاة الحرية
سرقوا بوابة عشتار وشباكها، وتركوا عشتار
تداعبها الريح وهي تحلم بحراس بوابتها الضخام
الذين لم يتورعوا عن الهرب والخيانة....ياللاهانة
سنبدو ضئيلين بعد الان...صغار بحجم نملة
تزدري ان نكون بعظمتها..سنحطم كل المرايا
والزجاج لانها تعكس حجم الضئالة والصغر
((يتذكر))
لربما...لربما وطيء رجال هولاكو امهاتنا
فولدنا برابرة من احجار نقذف بانفسنا
زجاج النوافذ، فلا مرايا تعكس حجم النار
والصهيل وقتلى الحسين، ليتنا لم نكون
ولاكنا او سوف نكون، صغار كنا
وصغار نكون....فلا سكون
سالملم بقاي لابريء نفسي من نفسي
واذوب كما قطعة الثلج كي ابدو اكثر فائدة
من الان....علي اروي نبتة عطشى كي تكبر
لتمتص كل شوائب الكون لتحيله الى اخضرار
(يحاول تهداة نفسه)
لابد ان اهدا...لابد ان اهدا ولو قليلا
(يبحث في امتعته) علي اعثر في امتعتي
على عنوان او صورة....سوف اهدا ثم ابحث
او ربما ابحث ثم اهدا....او ربما....ربما
سوف انتظر (يصعق)...انتظار لا
هدوء نعم (يحاول الجلوس على الارض)
(فجاة يشعر باحدهم وهو يركله برجليه لجلب الانتباه)
- تشتري
- ماذا؟
- انت
- انا
- نعم...تشتري
- شنو
- هذه
- وما هذه
- حبوب مهداة
- ولكني لا املك شيئاً اشتري به
- اذن خذها فقط
(يمنحه الرجل شيئا في يده ويمضي، فينظر اليها متفاجئاً
ما هذه...انها رصاصات (يركض خلفه)
انه رصاص يا سيدي لربما نسيت انت ايضا
فهذه ليست حبوب مهداة انها رصاصات ايها اللعين
(يسال نفسه) ولماذا يحتاج شخص مثلي الى الرصاص
بينما هو بحاجة الى الهدوء ما علاقة هذه بتلك
وما علاقة هذه بي
(يفكر بالشخص الذي منحه الرصاصات) خائن...جاسوس
حقير...سارميها بعيدا عني...او ربما ساحتفظ
بها...كلا...بل سارميها...احتفظ بها..ارميها
بل ساجد لها مكاناً في جيبي علها ترشدني الى شجاعتي
اعرف ان لا فرق بين هذه وهذه....ساهدأ...نعم ساهدأ
سانثر على قارعة الطريق امتعتي كي تنبت ايامي
سترسم فرشاة اسناني لون فمي ولساني
وستنبت ملابسي جسدا يناسب حجمها وستكتمل
قبعتي براسي علي استطيع ان اميز ملامحه. ربما
تميز امتعتي ذاكرتي وعنواني
(يفرح)
يا لها من فكرة رائعة، شيء منها هنا، وشيء منها
هناك، ربما سيمر من يعرفها جيدا لاقبض
عليه لاساله عن كل ما اريد معرفته عني، علَّ
من يمر يكون اباً...اما..محظية...قد اكون
ممن يعشقون جيدا فيرون ان لا فرق بين
القمر ووجه الحبيبة...ربما قد اكون ابناً
مطيعاً او ربما ولداً عاقاً...ولكن كل هذا
لايهم ما دام هناك صفة تميزني عن اخرين
سانثرها...سانثرها
(يخرج كيس امتعته ينثرها كما الزراع على
قارعة الطريق)
انبتي يا ايامي انبتي
انبتي سعادة...انبتي احزانا...انبتي أي
شيء...فنحن بحاجة الى ارض تعرفنا جيداً
بحاجة الى وطن...بحاجة الى زمن... بحاجة
الى عنوان نعود اليه كلما نشعر بالحزن
سانثرها هنا...وانثر هناك
(يمر مجموعة كبيرة من الناس ليلتقطوا حاجياته
ثم يهربوا سريعاً)
ما هذا...ما هذا يا سيدي...سيدي ارجوك
انت وانت...انتم لا تعرفون شيئاً....انها
اشيائي...اشيائي ايها السادة.... انتم لا
تعرفون شيئاً...اتوسل اليكم ان تتركوها
لما علينا ان نعود الى الصفر دائما ...ضاع
كل شيء حتى ما يميزني...ذلك الصفر
اللعين
فرشاتي...ملابسي...امتعتي...قبعتي
(يصرخ خلفهم)
لصوص...اوغاد...لم يبقوا لي شيئا،
ترى ما يفعل لص بفرشاة اسنان، ربما
هو بحاجة الى تنظيف فمه الكريه، خذها...
خذها اذن علها تسقط اسنانك....
فلتسقط...فلتسقط تلك الاسنان....اسنان
كلب...اسنان خنزير....اوغاد...اوغاد
(مع نفسه)
ماذا علي ان افعل...ماذا
(فجاة تظهر امامه مجموعة كبيرة من الابواب)
سادق بابا عله يرشدني الطريق، ساطرق
الان اول الابواب عله يرشدني نفسي وما اريد
((يحاول ان يطرق الباب وما ان يطرق الباب حتى
يسمع صوته خلفه))
صوت- منو
الرجل-انا
صوت- ومن انت
الرجل- انا...انا...انا منو
صوت- منو
الرجل- انا منو وابي منو وجدي منو
لا اعرف من منا خلف الابواب...لا باب تفتح، هل
سنبقى خلف الابواب، ابواب عالية وجدران
وحرس ولا طريق غير ذلك تلك الابواب الصداة
والاقفال
كان للباب- مفتاحين للسجان...ومفتاح
سرقه منا السجان..ضعنا في ان نكون او لا نكون
(يصرخ)
فليسقط شكسبير...ساقود مظاهرة كبيرة
وساخط على الجدران فليسقط ...فليسقط
شكسبير وسيحاكم علنا امام الشعب
وسنطالب باعدامه فورا فوق مسرح الرشيد
منو...منو خالدة تلك العبارة...ساطرق
باب واحدة بل اثنتين وربما اكثر حتى
يرشدني الي....ساطرق هذه وهذه وهذه
(يطرق جميع الابواب) (الكل يصرخ خلف
الباب) منو...منو...منو...منو
(يصرخ)
كفى...كفى...اللعنة عليكم جميعاً كل الابواب
متشابهة بتلك العبارة....ايها السادة
لما عليكم ان تختفوا الان...ان تخرس كل تلك
الالسن والافواه. وليس سوى الرايات بالوان
مختلفة واشكال...لما على هذا الوطن ان يرتدي
كل تلك الالوان كمهرج، لا طعم لتلك الالوان
ولنتعرف في اننا لم نكن شجعاناً لنرسم لوحة
في جدار...ما بين الرسام واللوحة طريق الى
الموت وغربة تفصله عن كل لون فيها
لماذا على ان اعرف نفسي امام كل باب...اعرف
ان لا شيء خلف تلك الابواب سوى الابواب...
ابواب انتم وابواب نحن ولا شيء خلفنا او خلفكم
لا يسع احدنا الا ان يسال الاخر من انت
(يكررها) بل من انا، بل من انتم...لما علينا
ان نخاف بعضنا البعض كي نواجه انفسنا كي
نجيب عن اسئلة وطلاسم لا حصر لها...افتحوا
الابواب ايها السادة، لقد اصبح من الخيانة
ان تملك مفتاحاً لتفكر للحظة واحدة في ان
للمفتاح قفل وللقفل ابواب قد تفتح والقد
هذه اداة تحقيق للتحقيق فيمن يريد التحقيق
عن أي شيء قابل للتحقيق والـ قد هذه
تهمة ونحن نخاف التهم حيث تؤدي الى حبل
المشنقة
(يصرخ) افتحوا الباب ايها السادة..افتحوا...الابواب
ولننسج بايدينا حبال المشانق للخوف...افتحوا الابواب
ولننشر العطر المزكى بماء الورد على عتباتها...
افتحوا الابواب...افتحوا الابواب ايها السادة

النهاية



#مثال_غازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية دم يوسف
- مسرحية مكانك ايها السيد
- مسرحية ليلة ماطرة
- مسرحية بانتظار فلاديمير


المزيد.....




- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...
- أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية ...
- بعد إطلاق صندوق -Big Time-.. مروان حامد يقيم الشراكة الفنية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثال غازي - مسرحية منو