أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟















المزيد.....

جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟


جميل نادر البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 5111 - 2016 / 3 / 22 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


20 - 03 - 2016

جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟

الكاتب: جميل نادر البابلي

مزق فرسان الفساد مسامعنا من كثرة الحديث عنه بضمير الغائب كانه سحابة تظهر وتتلاشى، او شبح يلوح بوجهه ثم يختفي، وهو قائم بذاته وليس هناك من يقوم بفعله.

انه طلسم لا يدركه حتى الراسخون في العلم والشعوذة من قراء الفنجان والكف ولا المنجمين وحتى كهنة بابل فشلوا في ايجاد تعريف له وتشخيصه ومعرفة فاعله او فاعليه.

لكن الغريب في الامر والمحير والمضلل هو ان من يردد اسطوانة الفساد ومحاريته المجروخة هم فرسانه وحيتانه انفسهم.. فلمذا؟؟

فيا ترى ما الذي يهدفونه من ذلك وبالحاح، غير استحمار المواطن العراقي البائس والرقص على عذاباته وفقر حاله من كل نواحي وجوده -هذا ان صح ان يسمى حاله بالحي- لانهم بتوفيق ونصر من العلي القدير نجحوا في قتل كل نبض للحياة في هذا الكائن( المواطن) المثقل بلعنات الارض قبل السماء.

والاعجوبة الاخرى التي لا مثيل لها: ان هذه الجريمة وحجمها، لا في التاريخ ولا الجغرافية ولا في قصص الف ليلة وليلة في العالم.. انها مسجلة ضد مجهول علما انه معلوم من قبل الصغار قبل الكبار.

ان هؤلاء الاوغاد يتباهون بان هذا الشعب الابله خولهم وصايتهم عليه و بامر تجحيشه بانتخابات حرة نزيهة تصلح نموذجا فريدا في الديمقراطية فلماذا الشكوي ايها الحمقى البؤساء الذين كتب لهم العذاب في الدنيا والاخرة كثواب لايمانهم العميق ووتعبدهم الدائم وسواف ركبهم من كثرة السجود.

لكن الفضيحة لا تقف عند هذا الحد، بل المصيبة الكبرى هي ان هؤلاء المباركين المنتخبين ديمقراطيا يختفون وراء اسوار كونكريتية واسلاك شائكة مكهربة وكامرات ومجسات تنصت خوفا من المواطن التعيس الذي انتخبهم حبا بالحسين سيد شباب اهل الجنة، وخولهم امر استحماره وتجويعه وافقاره عقليا وثقافيا ومعاشيا وامنيا وتحويل افراد عائلته من الاناث الى اكياس سوداء، واغلقوا باستحكام كل منافذ التنفس لاماتة كل نبض حي في كيانه المنهك.

حيث حرمت وجرمت كل ممارسة حياتية يشم منها رائحة السعادة والفرح كالفنون والاداب وكل الوان التسلية التي تمليها الضرورات الحياتية.

من جانب اخر منحت له كل الحرية ان يكون حزينا باكيا جالدا ذاته ليل نهار، وتفعيل هواجز الشعور بالذنب ليعاقب نفسه باختياره ويحتقر وجوده، كي ينعموا من هم وراء الاسوار بالحياة المرفهة المريحة وما يتخللها من عهر وفساد وسقوط اخلاقي والتجرد من كل ذرة شرف تجعل الانسان يحترم ذاته.

لكن المعايير المذكورة اعلاه لا تنطبق على هذه الطبقة الفاسدة التي تشمل الاجنحة السياسية والقيادات الحزبية الاسلامية التي انهت كل اثر للحياة في البلاد والعباد، كل هذا على بركة الله، والذي يثير الرغبة بالتقيوء انهم دوما يستمدون صلاحيات ممارسة العهر الاخلاقي بترديدهم البسملة التي اصبحت النفوس تتقزز من سماعها من هكذا افواه كريهة.

المضحك المبكي صدور بيان عن لقاء الرآسات الثلاث وما يسمى القيادات السياسية المشؤومة - قصر الله في اعمارهم -، وبدون ذرة من الحياء والخجل ليعلنوا عن خطة طواريء لايجاد مخابيء ليتواروا فيها عن انظار الشعب، هل راى العالم فئة بهذا المستوى من التدني بين البشر؟؟

ليس هذا فحسب والفضيحة الكبرى هي ان ما يسمى رئيس الوزرار يصدر اوامره اقتداءا بسلفه ورئيسه الحزبي وبالحاح، الى كل القوى الامنية بكل
اجنحتها المسلحة والمدنية لضرب وقتل التعساء الجياع الذين يصرخون
من ألمهم وشدة جوعهم ونخور قواهم ولم يعودوا قادرين على الحياة.

ظنا منهم ان القوى العليا الغيبية سترحمهم، لكن هذا يزعج و يعكر مزاج القابعين وراء الاسوار ويفسد خلواتهم وحفلات عهرهم في عرينهم المحصن لهذا يجب التخلص من الرعاع خارج الاسوار وباية وسيلة كانت.

والفضيحة الكبرى في هذا المشهد من فصول هذه التراجيديا الحزينة ان رئيس الوزراء وعلى الفور يصدرامرا بعزل قائد حراسة الاوغاد، لانه تصرف كانسان ورفض تنفيذ اوامر قتل المساكين البائسين الذين لم تشملهم رحمة الله من ابناء وطنه المهتوك.

من مخازي شركاء ما يسمى العملية السياسية لهدم العراق والمنتخبين ليس فقط تجنبهم الاختلاط او الالتقاء بالمواطنين حين خروجهم من السجن الاسود، ولرعبهم من رؤية المواطن والنظر في عينيه فمن باب الامان يركبون عربات مصفحة ومقاومة للرصاص مشترات من سرقة قوت الجياع بملايين الدولارات مضافا اليها حمايات مدججة باحدث الاسلحة خوفا ممن انتخبهم، هل رايتم مبغى وبغايا معدومين من كل ما يميز الانسان من الساقطين والوحوش كهؤلاء؟؟؟

كي لا نظلم البغايا فان لهم منظومة اخلاقية لممارسة مهنتهن منها عدم البوح باسرار زبائنهن، اما اوغاد المنطقة الغبراء فمجردين من كل ما له علاقة بكينونة لكي تصنف ضمن العائلة الانسانية.

بعد كل هذا لا يكفون من العواء ليلة نهار عن الحديث عن الفساد دون الاشارة ولو برمشة جفن على من هو صانع هذا الفساد، اليس هذا من عجائب هذا البلد المنكوب بهكذا لصوص؟

ايها السادة نسيتم انكم تخاطبون عالما فيه من العقول لها القدرة على تسليط الاضواء على كل مجرم حتى لو اختبا وراء اسوار المنطقة الغبراء، عليه نوجه السؤال اليكم نعم نقر ونعترف ان هناك فساد، لكن الفساد يفترض به ان يرتكبه مجرما، فمن هو هذا الفاسد ياترى؟

الامور مكشوفة والقيصر عار حتى من ورق التوت وحتى اصبع الاعمى يؤشر عليه هذا هو السارق.. فما العجب في الامر؟؟؟

وفي غاية البساطة نجمل الصورة هنا كان مختار العصر الذي اعترف بعظمة لسانه انه لم يكن يملك ثمن شراء قمصلة ايام الفقر، واليوم بعد ثمان سنوات في الحكم له قنوات فضائية، شقق سكن وضيافة بيروتية من عيار الملايين له ولذوي القربى، وارصدة مصرفية والله اعلم ارقامها، وسيارات فاخرة والله اعلم عددها، ويقال حتى طائرة خاصة، اما العقارات فحدث ولا حرج كل هذا مدعوما بتشكيلات عسكرية تعمل تحت امرته، فهل تراكم كل هذا بمجرد امره المطاع افتح يا سمسمم ..؟؟؟

ام هبة من العلي القديرومن حقه ان يردد ما ما قاله احد الحيتان من اعضاء رابطة النهب الوطنية التي تزين العمائم الكثير من رؤوس اعضائها - رزقني الله تبارك وتعالى اكثر مما استحق اليس هذا قمة الورع والتواضع ، فما الذي تريدونه اكثرمن هذه الحملان الوديعة؟؟؟

لقد تعامل الرجل اثناء حكمه للعراق كانه صاحب شركة غير مساهمة وملك شخصي وميراث عائلي له وحده لا شريك له.

انه ارث من المرحومة الكونتيسة جدته، فمعه مفاتيح الخزانة ومعه شفرات الدخول والخروج ، ومعه الاختام وليس لاحد صلاحيات الصرف الا مقامه، فمن يكون والحالة هذه الذي ادار الفساد ياترى..؟؟

هل بعد كل هذه القرائن يبقى مرتكب الفساد مجهولا؟

الغريب في الامر ان الكل يعلم هذه الحقيقة، فما هو مصدر رعب الجميع ان لا يؤشراحد على الرجل باصبع الادانة يا ترى؟

هل هناك من تفسير غير ان الجميع اعضاء في النادي الوطني للنهب و شركاء في الغنيمة، اليس هذا دليل على ان الجميع يسبحون في نفس المستنقع؟؟؟

لهذا ان من ينتظر كشف وادانة هؤلاء من قبل انفسهم فهو اما كاذب على نفسه او معتوه او مبرراو متستر.

فلا شركاء السلطة سيفعلون ذلك، ولا جهاز القضاء الفاسد هو جدير بهذه المسؤولية.

فمن يا ترى حكم العراق منذ 2003 غيركم و بامرة من كانت المليارات تصرف؟؟ واين هي وباية خزائن اختفت؟

هل كان بمقدور احد عمال النظافة في مدينة الثورة ان يسرق ما يسد رمقه؟
ام حلاق في شارع الكفاح ام بنجرجي في احدى الكراجات؟؟

السراق ونقيب السراق هو بينكم وهومحدثكم قوله ها هو انا وانتم شركائي في الجريمة علينا ادارة اللعبة حتى الخروج منها سالمين مهما كلف الامر.

لهذا نراه ضرب المتضاهرين سنة 2011 بالرصاص والمطاردة بكل الوسائل والان ايضا هدد ومعه عصابة من يسمون النواب قوله السلاح بالسلاح والرجال بالرجال وممثله في رآسة حكومة العار ينفذ اوامره.

من حكم العراق السنوات الثمان الاخيرة وبتوقيع من اختفت المليارات، وتحت حماية من تخلص اللصوص من المسائلة وباوامرمن هربت الحيتان الكبيرة مجهزين بجوازات سفر دبلوماسية الى السياحة الدائمية في عواصم العالم.

لماذا لا يجرؤ احد من رفع اصبع الاتهام الى بطل المسرحية والسبب واضح لان الرجل لديه مستمسكات رسمية تثبت انهم شركاء معه في النهب المبارك، اي ان الرجل بيده مفتاح وارشيف المال المنهوب والنهابة معا.

فان تعرض للمسالة سيقدم الرجل كشفا كاملا عن كل دولار مختفي من اموال الدولة ومن كان سارقه.

حينها سيتبين ان شبكة اللصوص في البلاد هي اعضاء وقيادات حزبه اي حزب الدعوة الاسلامية واخواته من االاحزاب الاسلامية، من اعضاء في الحكومة والبرلمان والمفوضيات والادارات البنكية انها شبكة عملاقة ادارت عملية انهاء البلد بنجاح.

فاذا رئيس نقابة الفساد والمفسدين معلوم فبمجرد القاء القبض عليه يقدم الرجل وبكل سرورسجل اعضاء النقابة ورئيس الوزراء الحالي هو المضلة الواقية والحامية لرئيس النقابة المذكورة واعضائها، ان كان ذلك بصفة عضو فاعل او عضو شرف او فاعل خيراو اخلاصا لولائه الحزبي فمن سيحاسب من في حالة معقدة كهذه؟؟

الخلاصة لاينتظر اي فرج في هذه القضية وابطالها هم الحكومة والدولة بكامل اجهزتها فمن يريد حقا اعادة الامور الى مجراها الطبيعي في البلد هذا لن يتم وهؤلاء جميعا خارج القضبان فكيف الحال اذا كانت السلطة بكاملها في ايديهم
الكريمة الملطخة بعار تصفية وطن والغدر بشعبه!!؟؟

عليه ان اريد معالجة الحالة المرضية هذه قبل ان يرحل العراق الذي يحتضر الى مثواه الاخير يجب اولا تشكيل حكومة انقاذ وطني واعلان حالة الطواريء في البلاد للمدة التي يحتاجها علاج الدمار الذي اصاب البلاد والعباد، ثم ابعاد جميع هؤلاء من مراكز السلطة كخطوة اولى.

ثم استدعاء شركات اجنبية عالمية متخصصدة للتحقيق في قضايا جنائية من هذا القبيل اي سرقة وطن بالكامل، وعدم التقليل من قوة الاطراف التي ادارت عملية تفليش وطن لانهم يملكون اليوم كل عناصر القوة منها العسكرية والمالية والاعلامية والدعم الخارجي كل هذه مجتمعة تمكنهم من مقاومة وافشال اية عملية انقاذ للوطن المحتضر.

فمن له اذان فليسمع ومن له عيون ليبصر لان الحال هو كمن خرجوا الى صيد الدببة واذا بدب امامهم ، فصرخ احدهم هذا هو الدب لنقتله، اما الاخرين قالوا لا يجب ان نتعقب اثار اقدامه الى ان نلتقيه ومن ثم نؤدي المطلوب، فضل المسكين يلطم على راسه ويصرخ هذا هو الدب لكن لم يكن هناك من يريد ان يسمع صراخه..

الحال في العراق هو كحال الدب والصيادين هذا الدب جالس في القاعات الفارهة في احد القصور الرآسية ويمارس نشاطاته كمن بيده السلطات بشكل مباشر او غير مباشر، وهناك مقر اقامة ماسات وطن منهوب.



#جميل_نادر_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النموذج الايراني في التحرير واحياء الخلافة الاسلامية
- هل العبادي هو الحل ام انه المشكلة
- عودة الى مشكلة اللاجئين الى الغرب
- خصوصيات شعوب الشرق هي اكفانهم ومقدساتهم هي قبورهم
- تعقيب على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين الموسومة: الاسلام وا ...
- اين عقلاء الشيعة من ما يجري...ياقوم؟
- ليس هناك من ربيع دون ان نخلع الهتنا قبل حكامنا


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟