أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عبد الملك بن مروان : من أعمدة الفتنة الكبرى الثانية















المزيد.....

عبد الملك بن مروان : من أعمدة الفتنة الكبرى الثانية


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 02:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا : فكرة سريعة عن خلافة عبد الملك :
1 ـ مكتوب الكثير عن عبد الملك بن مروان ، فهو المؤسس الثانى للدولة الأموية ، ومن ذريته جاء الخلفاء الأمويون اللاحقون ما عدا عمر بن عبد العزيز ، وآخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد بن مروان . وقد بويع لأبيه ( مروان بن الحكم ) بالخلافة بالجابية يوم الأربعاء 3 من ذي القعدة سنة 64 ... ثم عهد مروان بالخلافة لإبنيه عبد الملك ثم عبد العزيز ، ومات مروان بن الحكم بدمشق لهلال شهر رمضان سنة خمس وستين، فتولى عبد الملك الخلافة فى نفس اليوم. )
2 ـ كانت المشاكل تحيط بعبد الملك من أول يوم فى خلافته ، بالاضافة الى الخوارج كان عبد الله بن الزبير يمتلك العراق وما يتبعه من ايران وما بعدها مع الحجاز . ثم كان ينافسه أقوى إثنين فى البيت الأموى . طبقا لقرارات مؤتمر الجابية كانت ولاية العهد لمروان ثم لخالد بن يزيد بن معاوية ثم عمرو بن سعيد بن أبى العاص ( الأشدق )، ونقضها مروان بالعهد لابنيه عبد الملك وعبد العزيز. كان وجودهما (عمرو الأشدق وخالد بن يزيد بن معاوية) ضمن متاعب عبد الملك . عمرو بن سعيد بن أبى العاص ( الأشدق ) كان يرى نفسه الأحق من عبد الملك بالخلافة ، وهذا ( الأشدق ) صاحب تاريخ فى تأسيس الدولة الأموية وصاحب نفوذ فى قبيلة كلب الراعى الأكبر للأمويين ، ثم هو ابن عم والده مروان . كما إن خالد بن يزيد بن معاوية لا يزال يطمع فى حقه فى الخلافة. ولم يكن عبد الملك يأمنهما على مُلكه ، لذا إصطحبهما وهو يقود الجيش ليقاتل مصعب بن الزبير . وفى جلسته معهما قال لهما عن صداقته القديمة فى المدينة لمصعب بن الزبير : ( والله إن في أمر هذه الدنيا لعجبا ، لقد رأيتني ومصعب بن الزبير أفقده الليلة الواحدة من الموضع الذي نجتمع فيه فكأني واله ، ويفقدني فيفعل مثل ذلك ، ولقد كنت أوتى باللطف فما أراه يجوز لي أكله حتى أبعث به إلى مصعب أو ببعضه ، ثم صرنا إلى السيف.! ولكن هذا الملك عقيم ليس أحد يريده من ولد ولا والد إلا كان السيف . ). وهو تهديد مبطن من عبد الملك لأكبر رأسين فى دولته ، أى إن صداقة عبد الملك القديمة لمصعب بن الزبير لا تمنعه من السير اليه ليقاتله ، لأن ( المُلك ) لا مكان فيه للصداقة والعواطف مهما بلغت ، حتى الولد والوالد ، فكيف بأبناء العم ( عمرو الأشدق وخالد ). تقول الرواية : (وإنما يقول هذا القول عبد الملك لأن خالد بن يزيد بن معاوية وعمرو بن سعيد بن العاص جالسان معه ، فأرادهما به ، وهو يومئذ يخافهما . قد عرف أن عمرو بن سعيد أطوع الناس عند أهل الشام ، وخالد بن يزيد بن معاوية قد كان مروان أطمعه في العقد له بعده ، فعقد مروان لعبد الملك ولعبدالعزيز بعد عبد الملك ، فأيس خالد وهو مع عبد الملك على الطمع والخوف ). ولم ينفع هذا التهديد غير المباشر مع عمرو الأشدق . فمالبث أن رجع ليلا بفرقة من الجيش واستولى على دمشق ، فلحق به عبد الملك وحاربه وهزمه وذبحه بيده .!. رجع عبد الملك عن غزو مصعب ليتخلص من منافسه عمرو الأشدق ، وفى العام التالى غزا ( صديقه القديم ) مصعب بن الزبير ، وهزمه وقتله . !
3 ـ بعد قتل مصعب وضم العراق وايران وما يتبعهما لم يبق إلا عبد الله بن الزبير فى مكة، فأرسل اليه عبد الملك جيشا يقوده الحجاج بن يوسف فحاصره ، وهزمه وقتله وصلبه . واستمر حصار ابن الزبير ستة اشهر بينها الأشهر الحُرُم الأربعة ، تقول الرواية (وحصرا بن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ستة أشهر وسبعة عشر يوما وقتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادي الأولى سنة ثلاث وسبعين وبعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان بالشام ). وبهذا صفا ( المُلك ) ل ( عبد الملك ).!.
4 ــ وأراد عبد الملك بن مروان أن يخلع أخاه عبد العزيز بن مروان من ولاية العهد ويعقد لابنيه الوليد وسليمان بعده بالخلافة ، فنهاه عن ذلك قبيصة بن ذؤيب وقال له : " لا تفعل هذا فإنك تبعث به عليك صوتا نعارا ولعل الموت يأتيه فتستريح منه. " فكف عبد الملك عن ذلك ونفسه تنازعه أن يخلعه . ثم فى شهر جمادي الأولى سنة 85 جاءه الخبر بوفاة أخيه عبد العزيز فى مصر وكان واليا عليها . فجعل عبد الملك ابنه عبد الله بن عبد الملك واليا على مصر وعقد البيعة بالخلافة لابنيه الوليد وسليمان بعده. وتقول الرواية : ( مات عبد الملك بن مروان بدمشق يوم الخميس للنصف من شوال سنة ست وثمانين وله ستون سنة ، فكانت ولايته من يوم بويع إلى يوم توفي إحدى وعشرين سنة وشهرا ونصفا ، وكان تسع سنين منها يقاتل فيها عبد الله بن الزبير، ويُسلّم عليه بالخلافة بالشام ثم العراق بعد مقتل مصعب, وبقي بعد مقتل عبد الله بن الزبير واجتماع الناس عليه ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر إلا سبع ليال . )
ثانيا : عبد الملك والمدينة قبل خلافته :
1 ـ عبد الملك ينتمى لبنى أمية ( فرع أبى العاص ) من ناحية أبيه وأمه . أبوه مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية ، وأمه (عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية ). فهو ( أُموى ) إنتماؤه لأهله . ومن هنا تأتى نظرته للمدينة وعلاقته بها التى نشأ فيها . هو مولود بالمدينة عام 26 هجرية فى خلافة ابن عمه عثمان بن عفان ، وشهد سطوة أبيه مروان فى خلافة معاوية ، كما شهد نقمة أهل المدينة على أبيه وعلى الخليفة عثمان . بل وشهد حصار الثوار لدار عثمان وهو ابن عشر سنوات . وظل حياته فى المدينة متفرغا للعلم حتى أصبح من أئمة العلم بها ، هذه مع حقده على أهل المدينة .
2 ـ على أنه إستغل أول فرصة واتته فى الانتقام من أهل المدينة. قبيل معركة الحرة أخرج أهل المدينة الأمويين منها ، وكان يتزعمهم مروان بن الحكم والوالى من قبل يزيد بن معاوية وهو ( عثمان بن محمد بن أبى سفيان ) . ولقد نصح عبد الملك بن مروان قائد الجيش الأموى ( مسلم بن عقبة ) بكيفية الهجوم على المدينة ومواطن الضعف فى دفاعاتها . تقول الرواية ( كان أهل المدينة قد أخذوا على بني أمية حين أخرجوهم العهود والمواثيق أن لا يدلوا على عورة لهم ولا يظاهروا عليهم عدوا فلما لقيهم مسلم بن عقبة بوادي القرى قال مروان لابنه عبد الملك ادخل عليه قبلي لعله يجتزيء بك مني فدخل عليه عبد الملك فقال له مسلم هات ما عندك أخبرني خبر الناس وكيف ترى فقال نعم ثم أخبره بخبر أهل المدينة ودله على عوراتهم وكيف يؤتون ومن أين يدخل عليهم وأين ينزل . ). وكان عبد الملك بن مروان ينتظر نتيجة المعركة فى قصر أبيه فى منطقة ( ذى خشب )، وظل عبد الملك كما تقول الرواية ينتظر أخبار المعركة ( وهو يخاف أن تكون الدولة لأهل المدينة ، فبينما عبد الملك جالس في قصر مروان بذي خشب يترقب ، إذا رسوله قد جاء يلوح بثوبه ، فقال عبد الملك : " إن هذا لبشير " ، فأتاه رسوله الذي كان بمخيض يخبره أن أهل المدينة قد قُتلوا ودخلها أهل الشام ، فسجد عبد الملك . ودخل المدينة بعد أن برأ ).
3 ــ ثم ما لبث أن لحق بأبيه فى دمشق بعد أن تولى أبوه الخلافة . ولم يُسمع عنه مشاركات سياسية أو حربية مع أبيه ، إذا يبدو أنه ظل على حاله التى كان فيها فى المدينة فقيها قارئا للقرآن الكريم ، فلما تولى الخلافة إنقطع عهده بالقرآن الكريم . تقول الرواية : ( لما سلم على عبد الملك بالخلافة كان في حجره مصحف فأطبقه وقال‏:‏ هذا فراق بيني وبينك‏.‏) ( وقيل أنه لما وضع المصحف من حجره قال‏:‏ هذا آخر العهد منك‏.)
عبد الملك والمدينة فى خلافته
1 ـ ظن بعض شيوخ أهل المدينة أن عبد الملك فى خلافته سيترفق بهم ، ولكنه خيّب ظنهم . ذهب اليه الصحابى ( جابر بن عبد الله ) فرحب به عبد الملك وقرّبه، فقال جابر: ( يا أمير المؤمنين إن المدينة حيث ترى ...وأهلها محصورون فإن رأى أمير المؤمنين أن يصل أرحامهم ويعرف حقهم فعل ) تقول الرواية:( فكره ذلك عبد الملك ، وأعرض عنه ) وأخذ جابر يلحُّ على عبد الملك دون جدوى ، وكان جابر قد أصابه العمى ، ويقوده ابن قبيصة ، فأخذ ابن قبيصة يغمز جابر ليسكت. وخرجا . وقال قبيصة لجابر : ( يا أبا عبد الله إن هؤلاء القوم صاروا ملوكا ) ، وبعث عبد الملك خمسة آلاف درهم لجابر، وقيل له ( قد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم فاستعن بها على زمانك. فقبضها جابر.!)
2 ـ وبعد قتل ابن الزبير بعامين، وفى سنة 75 حجّ عبد الملك بن مروان ثم ذهب الى المدينة ، وخطب فيها خطبته الشهيرة التى يتوعد فيها أهلها، تقول الرواية: ( حجّ علينا عبد الملك سنة خمس وسبعين بعد مقتل ابن الزبير بعامين، فخطبنا فقال‏:‏ " أما بعد فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من المال ويوكلون، وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف، ( أى لا علاج عنده إلا السيف ) ، ولست بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني معاوية - ولا الخليفة المأفون - يعني يزيد بن معاوية - أيها الناس إنا نحتمل منكم كل الغرمة ما لم يكن عقد راية أو وثوب على منبر‏:‏ هذا عمرو ابن سعيد حقه حقه،وقرابته قرابته ، قال برأسه هكذا فقلنا بسيفنا هكذا، وإن الجامعة التي خلعها من عنقه عندي، وقد أعطيت الله عهداً أن لا أضعها في رأس أحد إلا أخرجها الصعداء، فليبلغ الشاهد الغائب‏.)‏. أى يذكرهم بأنه لم يتوان عن قتل ابن عمه عمرو بن سعيد بن العاص ( الأشدق ) ، وأنه لا يزال يحتفظ لديه بالجامعة ـ أى بالقيد الذى يقيد الرأس الجسد جميعا ـ وأنه عاهد الله إن أوثق بها أحدا فلن يخلعها عنه إلا بموته .
عبد الملك الفقيه
1 ـ قالوا: ( وكان عبد الملك قد جالس الفقهاء والعلماء وحفظ عنهم وكان قليل الحديث ). هذه العبارة ( وكان قليل الحديث ) تُقال فيمن لا يروى الأحاديث . وفى عصر عبد الملك انتشرت الروايات الشفهية عن النبى بعد ستين عاما من موته . ومن العجب أن يكون أبرز زعماء الفتنة الكبرى الأولى والثانية من أهل المدينة ( عائشة ، الزبير ، طلحة ، مروان بن الحكم وابن الزبير ) ثم ( ابن الزبير ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير ) . ثم تُصاحب هذه الفتنة العسكرية إزدهار فى صناعة الأحاديث ، أى أن الصراع العسكرى صاحبه صراع ايدولوجى فكرى تخصّص فى صناعة الأحاديث وإختلاقها . وبينما إنتصر أهل الشام والأمويون فى ميدان السياسة والحرب فقد تفوق عليهم أهل المدينة فى الحرب ( الفكرية ) بصناعة الأحاديث ، التى جعلت المدينة حرما ثانيا ، وجعلت لقبر البنى قدسية وفرضت له الحج ، وجعلتها ( المدينة المنورة ) أى ( المقدسة ) التى تهوى اليها أفذئدة الناس لزيارة ( قبر الحبيب ). وهكذا دخل إنتصار الأمويين على المدينة الى متحف التاريخ ( كأى إنتصار حربى ) بينما لا يزال إنتصار أهل المدينة ( الفكرى الأيدلوجى ) حيا ، بل وأصبح جزءا اصيلا فى أديان المحمديين الأرضية . ومستحيل أن يقوم أحد المحمديين بالحج للبيت الحرام دون أن يحج الى ذلك الرجس المسمى بقبر النبى . كل هذه صنعه إنتصار أهل المدينة على أهل الشام والأمويين فى تلك الحرب الفكرية .
2 ـ وكما خطب عبد الملك يهدد بسيفه أهل المدينة فإنه ايضا خطب فيهم يستنكر إختلاقهم للأحاديث . تقول الرواية عن أحدهم ( قال سمعت عبد الملك بن مروان يقول : يا أهل المدينة ، إن أحق الناس أن يلزم الأمر الأول لأنتم . ( أى أنتم أحق بالتمسك بالقرآن الكريم ) ، وقد سالت علينا أحاديث من قبل هذا المشرق لا نعرفها ولا نعرف منها إلا قراءة القرآن ، فلازموا ما في مصحفكم الذي جمعكم عليه الإمام المظلوم رحمه الله) ( يقصد عثمان ).
كان عبد الملك هنا يتكلم بوصفه فقيها واعظا وليس خليفة مستبدا . فلقد عرفه أهل المدينة من قبل ناسكا عابدا .روى الواقدى ( محمد بن عمر ) عن رجالة من أهل المدينة قالوا عن عبد الملك أنه : ( كان عابدا ناسكا قبل الخلافة ) وتواترت الروايات تؤكد أنه ( كان عبد الملك عاقلاً حازماً أديباً لبيباً عالماً. ) ويقول نافع مولى ابن عمر :( رأيت عبد الملك بن مروان وما بالمدينة شاب أشد تشميرا ولا أطلب للعلم منه ولا أفقه ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان. ) ( وقال الأعمش، عن أبي الزناد‏:‏ كان فقهاء المدينة أربعة سعيد بن المسيب، وعروة، وقبيصة بن ذويب، وعبد الملك بن مروان قبل أن يدخل في الإمارة‏.‏ ) وقال الشعبي: ( ما ذاكرت أحداً إلا وجدت لي الفضل عليه إلا عبد الملك، فإني ما ذاكرته حديثاً إلا زادني فيه، ولا شعراً إلا زادني فيه. ) .

3 ـ فى خلافة عبد الملك ظهر ابن شهاب الزهرى شابا طموحا يعرض خدماته على الخليفة عبد الملك ، أى يسير فى الاتجاه المعاكس لأهل المدينة الكارهين للأمويين ، خصوصا وأن جراح موقعة الحرة لم تندمل بعد . ولقد ذكرابن الجوزى فى ( تاريخ المنتظم ج 7 وفيات 124 ) فى ترجمة ابن شهاب الزهرى إنه غادر المدينة وهو شاب والتحق ببلاط الخليفة عبد الملك بن مروان ، فأمره عبد الملك بالرجوع ليستفيد من علم التابعين من الأنصار فرجع الى المدينة طالبا ليستزيد علما ، أى ربما إختبره فلم يجده على المستوى اللائق فأمره بالرجوع ليستزيد علما . وكان المقصود بالعلم وقتها أيام العرب والأنساب والروايات الشفهية التى تروج فى المدينة من الحكم والأخلاق والشعر وما يقال من إجتهادات فى القرآن وقصص السابقين ، والتى ما لبث فيما بعد أن صيغت فى أحاديث منسوبة للنبى عليه السلام . فرجع الى المدينة ليستزيد علما ، ثم عاد الى دمشق يخدم الأمويين الى أن مات . وهذا ما حكاه الزهرى عن نفسه ، إذ يقول فى بداية حديثه عن الفرصة التى لاحت له للالتحاق بخدمة الأمويين (نشأت وأنا غلام لا مال لي من الديوان ، وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، وكان عالمًا بنسب قومي ) وفى نهاية القصة التحق بخدمة الأمويين وقابل الخليفة عبد الملك. يقول الزهرى عن ذلك اللقاء ( وجعل عبد الملك يقول‏:‏ من لقيت فجعلت أسمي له وأخبره بمن لقيت من قريش لا أعدوهم قال‏:‏ فأين أنت عن الأنصار فإنك واجد عندهم علمًا ؟ أين أنت عن خارجة بن زيد بن ثابت ؟ أين أنت عن عبد الرحمن بن يزيد؟ فسمى رجالًا . فقدمت المدينة فسألتهم وسمعت منهم‏. ‏وتوفي عبد الملك فلزمت الوليد حتى توفي ثم سليمان ثم عمر ثم يزيد‏.‏ ) ( وحج هشام ( الخليفة هشام بن عبد الملك سنة ست ومائة وحج معه الزهري فصيره هشام مع ولده يعلمهم ويفقههم ) . وبالتالى فان الزهرى لم يعش فى المدينة سوى فترة طفولته ومراهقتها حين كان يأخذ العلم عن العلماء التابعين من القرشيين والأنصار، أما فترة تألقه كعالم فلم تكن فى المدينة ولكن فى دمشق ـ ولم تكن بين عوام الناس ومجالس العلم المتاحة للجميع ـ ولكن فى قصور الخلافة الأموية مستشارا ومعلما لأولاد الخلفاء، بعيدا عن عوام الناس ومجالس العلم . ولنتذكر أن الزهرى : مولود عام 58 . وقد رحل لدمشق فى حدود عام 80 . وظل بها فى قصور الخلفاء الأمويين الى أن مات عام 124.
ولكن مصانع تأليف الأحاديث فى المدينة فى الجيل التالى برز فيها ابن اسحاق الذى كتب السيرة النبوية زاعما أنه سمع رواياتها من الزهرى ، وبرز فيها مالك صاحب ( الموطأ ) والذى ينسب روايته الى الزهرى . ابن اسحاق : مولود عام 85 ومات عام 152 ـ ومالك : مولود عام 93 .ومات عام 179 . كلاهما ( ابن اسحاق ومالك ) وُلدا فى المدينة بعد رحيل الزهرى عن المدينة نهائيا، ولم يريا الزهرى . ولكنها عبقرية الكذب ، والتى حذر منها سابقا عبد الملك بن مروان . وإذا كان عبد الملك قد انتصر على أهل المدينة عسكريا فقد انتصروا عليه ايدلوجيا . انتهى إنتصاره وبقى إنتصارهم جزءا فى أديان المحمديين الأرضية .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 30 مليون دولار فقط : للقضاء سلميا على هذه الدولة السعودية.
- عبد الله بن الزبير:شيطان موقعة الجمل ، وشيطان الفتنة الكبرى ...
- مروان بن الحكم : سبب الفتنة الكبرى الأولى وأساس الفتنة الكبر ...
- ولاية العهد وتداول السلطة فى الفتنة الكبرى الثانية ( 61 : 73 ...
- من هو الأسوأ : دونالد ترامب أم عبد الله بن الزبير ؟
- عندما كان ابن الزبير على وشك أن يحرق بنى هاشم لرفضهم بيعته ب ...
- مؤتمر ( هيوستون ) عن ( القرآن )
- حصار الحرم وحرق الكعبة صفحة من التاريخ الأسود للسلف الصالح
- موقعة الحرة وانتهاك حُرمة المدينة : صفحة سوداء من تاريخ السل ...
- القرآن والواقع الاجتماعى : (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْل ...
- النبى محمد عليه السلام لم يفرق بين ابنته زينب وزوجها الكافر
- يا حسرة على هذه الرءوس المقطوعة : صفحة من التاريخ الأسود للس ...
- يجوز للمسلمة أن تتزوج غير المسلم طالما كان مُسالما
- لا إستنابة فى العبادات فى الاسلام : لا تصوم عن أحد ، ولا تحج ...
- ظلم المحمديين لرب العالمين جل وعلا
- ماذا لو تمّ نقد الفتوحات العربية فى المناهج الدراسية
- المحمديون والكيل بمكيالين فى موضوع صحابة الفتوحات :
- نتقرب الى الله جل وعلا بوصف صحابة الفتوحات بما يستحقون
- كتاب (وعظ السلاطين من الخلفاء الفاسقين الى ( حسنى مبارك ) ال ...
- أيها المحمديون : مالكم من إله غير الله جل وعلا ..!!


المزيد.....




- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عبد الملك بن مروان : من أعمدة الفتنة الكبرى الثانية