أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن علي خلف - نعيم عبد مهلهل














المزيد.....

نعيم عبد مهلهل


حسن علي خلف

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 13:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نعيم عبد مهلهل .. قامة شامخة في سماء مدينة الناصرية .
حسن علي خلف

مدينتي الناصرية على صغرها كمدينة ... او اتساعها رقعة جغرافية ، هي ينبوع دافق من الادب والفن والعلم يصب في حوض الرافدين .. وخزين للاقيم و للعالم . بل وفي شتى مجالات الحياة .. مدينة عبقرية فيها الانسان على بساطته وتواضعه الا انه كبير في عطائه وعلمه وشجاعته وتضحياته ونضالاته ، فأنك ان استعرضت الذين ينهضون بالشأن الحياتي المتشعب في بلاد ما بين النهرين تجدهم من مدن الجنوب وعلى وجه التحديد من جنوب الجنوب ، الذي تشكل فيه مدينتي ثقلا اكبر . واينما يساورك الشك ماعليك الا ان تستعرض مآثر رجالات هذه البلاد منذ باكورة تكوينها او خلقها الى وقتنا الراهن تجد اغلب العظماء من مدينتي سومروفخرها .. فهم اساطين العلم والمعرفة وتدوين القوانين وعباقرة الاختراعات والديانات وشتى ضروب الفنون والاداب والمعارف ، ونظرة بسيطة الى ارث السومريين ستجد عجب العجاب مما انجبته هذه المدينة ومما صنعه ابناؤها من تاريخ يسع مجده العراق ، بل والاقليم بأكمله . وحتى في فترات الظلام والسيطرة كان لها رجالات افذاذ لم يسمحوا بأن يضع الغازي بصمته على وجه الرافدين او على ارضها الشريفة ، بل كانت بصماتهم هي الطاغية وتطوّع الغازي وتلوي عنق ثقافته ليتخلق باخلاقها الوطنية ويتعلم منها المجد وبناء الحضارة . فسومر وكلكامشها وثورها السومري ، وقيثارتها الذهبية .. وقائدها العظيم اورنمو ، ونجله وشولكي .. ذلك القائد الفنان الذي ترك لنا نظام الموازين والمكاييل وحساب النجوم وزوايا الارتفاع والانخفاض وعلم الرياضيات والترانيم العظيمة ، واغاني الاعياد والحصاد وحساب ساعات النهار بالنظام الستيني والنظام العشري والري والزراعة و اغاني مواسم الحصاد ..انهم حقا رجالات يحق لنا ان نفخر بهم بل ونتباها ونتيه .. وما اعقبها من بابل وقوانين حمورابي التي دونت في هذه المنطقة والذي نعتقد انه لا يتجاوز ابراهيم الخليل الذي كلاهما نظر الى السماء فهذا دون قوانينه على مسلة ، وابراهيم ترك لنا " ملة ابراهيم " فلا اجافي الحقيقة اذا قلت انهما واحد .. وستثبت الحفريات ذلك ..فأنها العظمة اذن التي ورثتها آشور وسنحاريب ونبونائيد وسرجون وسواهم ... وفي زمن التشظي والهيمنة الغاشمة كانت ذي قار التي لقنتهم درسا ... و نشطت البطائح تلك المساحات التي تفخر بها مدينتي فتحولت طاقاتها المكبوتة من عرب العراق شيبان وعامر الى مد اسلامي اتجه صوب الشرق يوفر الرجال والغذاء والعلوفات للمقاتلين حتى بلغ رجال مدينتي تخوم الصين وتجاوزوا السند ولوحوا بسيوفهم الى الصرب البلغار... فكانت البطائح معينهم وكانت بها ثوراتهم عندما انحرف الطغاة عن تعاليم الاسلام الحنيف ، فدونك اقرأ الزنج ثورة الجياع ..والقرامطة ، تمرد المضغوطين ، وعمران ابن شاهين الذي شق عصا الطاعة على ال بويه وغطرستهم .. والحديث عن رجالاتها يطول .. واعتقد جازما ان كل ادبائها وكتابها ومفكريها لو انهم كتبوا عن مجدها لوسعتهم ... وشاهدي ان تسألوا نعيم عبد مهلهل عندما تصدى لبعض جوانب هذه المدينة الولادة المعطاءة ، وما اعرب عنه من عجب واعجاب في ذلك التراث المجيد . فأنك وان اضطررت الى السؤال من اين تأتي العبقرية لابناء هذه الارض ..؟ فأن جوابه لايحتاج الى كثير عناء ، بل هو اكثر وضوحا من ضوء الشمس .. نعم انه ملح ترابها الطيب ، ودفق فراتها العذب .. وضلال بساتينها الوارفة ، ونبات البردي والقصب ، والطيور الوافدة والمغادرة ، ومناجل الفلاحين وقطعان الاغنام في براريها التي تنتج عطرا ، وعمليات الحل والترحال في بيئتها الصحراوية ، واسراب جواميسها وهي تمخر عباب البطائح ، وريفها المستقر المتآلف المتحاب ، المتآخي المضياف .. واغاني الحنين والحزن واللوعة والعشق واهازيجها وحكاياتها ورجالات ايامها وقادة شانها . فكل القامات السامقة انجبتها هذه البيئات الثلاث . فعندما تذكر الجود تقفز الناصرية الى ذهنك دون استئذان ، وعندما تذكر السماحة فلا يخالطك شك انها في رجالات الناصرية ، وعندما نتحدث عن الكرم فلا يتبادر الى الذهن الا الناصرية وشعبها الطيب العريق . فليس عجيبا ان ينجب رحمها من امثال نعيم عبد مهلهل ، الذي تحول الى مفخرة من مفاخرها الى جانب الذين سبقوه في كل الخصال والسجايا الطيبة ، بلى .. لايستطيع احد ان يراهن على جود بدر الرميض ... ولا شجاعة ناصر الاشقر .. ولافروسية عبد الكريم السبتي ولا انسانية فهد وفكره الحر ، وان الاستمرار بتعديد مكارم قومي يطول بي المقام ، ولكني اردت ان اعرض بعض الشواهد لمدينة انجبت نعيم عبد مهلهل هكذ عملاق استطاع ان يشق دربه بين زحام العباقرة احيانا وتكتل المتكلفين والمدعين احيانا اخرى ، لذلك اشتغل وعمل بصمت الواثق ، فاصبح عمله ينبئ عنه وافعاله واضحة دون ضجيج .. او بهرجة اعلامية ... فطوع الحياة وارغمها لان تعترف به عبقريا عملاقا مفخرة تضيء سماء مدينتي وسجلها التاريخي المعطر باخبار الرجال وايامهم ... ولو انك تعلم بأن كل منتج من منتجاتك ايها النعيم ..او مقال تطرز به صفحات صحف العالم ومجلاتها يشعر اهلك في الناصرية بالزهو والفخر ويتطاولون للتباهي ، فمن بربك في ايامنا الصعبة هذه صنع لنا مجدا وزهوا وفخرا .. ومن في ضل التفخيخ والخوف والارتباك والفوضى والنهب يعيد لنا الثقة .. نحن في مدينتك على الاقل لولا اطلالاتك علينا بين الفينة والاخرى وانت ترسم التفاؤل على صفحات الحياة وتزرع الامل في قلوبنا وتدعونا بأن القادم افضل .. فبالقدر الذي نعتز به بكل رجالاتنا وامجادهم ونظالاتهم وتضحياتهم وبطولاتهم نجتزء جانبا من هذا الفخر لك ليطرز هاماتنا ويجعل نعيم عبد مهلهل واحدا من الذين صنعوا تاريخ الناصرية والذي ستذكره الاجيال التي طالها التخريب في وقتها الراهن وتتعلم من فكره وعبقريته واصراره وعطائه .. دمت اخي نعيم فخرا يسعنا جميعا . 9/3/2016



#حسن_علي_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضل دلي مريوش مسلم
- قناة الشرقية الفضائية وصناعة الاعلام
- حكاية اغنية وقصة مدينة
- حصاد انتخابات 2014
- نعم
- فهد وذاكرة الجماهير في العراق
- سيادة القانون .. وقانون العشيره
- الحكومه المقبله –واتفاقات المياه المعلقه مع تركيا
- ننتظر: رجالا يصنعون التاريخ


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن علي خلف - نعيم عبد مهلهل