أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن علي خلف - ننتظر: رجالا يصنعون التاريخ















المزيد.....

ننتظر: رجالا يصنعون التاريخ


حسن علي خلف

الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان كل من يتصدى لقيادة امة او شعب او دولة ، فردا كان او جماعة ؛ لابد وان تكون له او لهم بصمات واضحة في قيادة تلك الامة او الدولة وبناء مجدها . او حدوث انعطافات تاريخية في مسارات توجهاتها الحضارية ، سلبا او ايجابا .. نكوصا او ارتقاء .. ليصبح لمرحلتهم معنى تحركت احداث التاريخ بموجبه ، وتراكمت بشكل متتالي ؛ يستفيد منها او يصححها الاتي في الغد . كون تلك الاحداث تحتاجها المجتمعات في اوقات الازمات والشدائد لقيامها دائما بالتحفيز على التفكير في الماضي وفي المصير ... ومن خلال فهم حركة انجازات الماضين لتوظيفها في الفعل الراهن واستنباط الدروس والعبر منها ، بعد استنطاقها .. والّا كيف تطورت الاشياء ..؟ ونضجت ؟ وكيف صقلت القوانين واصبحت اكثر استجابة لحالات وحركة المجتمع الحديث .؟ وكيف وصلت الينا خبرات من سبقونا ، كأرث راخر بالعبر والتجارب ..؟ باعتبارها عصارة حضارة انسانية موغلة في القدم ، تراكمت وانصهرت وانصقلت ووصلتنا . ترى من صنع تلك الاحداث ..؟ اهو عصر شريعة الغاب والمشاعية .. ؟ او عصر البطولة ... او الفعل الفردي او العقل الجمعي ... او القوانين السماوية .. او القوانين الوضعيه .. او التلقائية ( الفطرة ) ..؟ انا اعتقد ان هذه العوامل الجبارة مجتمعة في احيان وحقب زمنية متفاوتة هي التي تفاعلت مع بعضها وصقلتها الشعوب والامم ووصلت الينا على هيئة قوانين تنظم الحياة . وهي قابلة للتطور لما تنطوي عليه من تجارب . ولكن عند جرحها وتحليلها وابعادها عن الخرافة والاسطورة والميتافيزيقيا والطوباوية .. والغائية والنزعات الانانية والنرجسية والراديكالية ، نجد ان تلك القوانين معتدلة ومنصفة ولها القدرة على توظيف الاضداد المجتمعة التي تتساير مع حركة الكون المبني على الشيء ونقيضه .. وهذه الافعال والاقوال والانجازات والتراكم الحضاري الكمي والنوعي الذي تربطه وحدة الهدف كان تطلعها تحقيق سعادة الانسان ورقيه وتطويع محيطه وتمتد تصوراتها الى المستقبل وبذلك تكون قد اوجدت الوحدة بين الفرقاء والنظام في الفوضى والمعنى في التافه البسيط .
وبعد هذه المقدمة المتواضعة نحاول استكشاف علل الاحداث الماضية من خلال التعرف على السبب او الاسباب التي ادت الى وقوع الاحداث واسهمت في قيادتها وتوجيهها ليس بعيدا عن الزمان والمكان والافعال المساعدة والعوامل الظهيرة .. بل على قلب الاحداث سواء تلك التي قادت الى البحث عن الحرية حسب ( هيجل ) او صراع الطبقات وفق مبدأ ( ماركس ) ونظرية فائض القيمة .. او سقوط الحضارات وتدهورها ، طبقا لنظرية ( شبلنجر ) آخذين بعين الاهمية ان الحضارة المتراكمة هي عبارة عن كائن حي ، ما ان تستنطقه حتى يجيبك عما في مكنوناته ومخزونه . ونظرة بسطة جدا وعاجلة الى صناع الامجاد والحضارة في الزمن الحديث والمعاصر يتبين لك للتو واللحظة من هم بناة الحضارة كونهم ابناء لحظاتهم التاريخية المرتبطة بالموروث المتراكم . ليس بمعنى التحدي والاستجابة فقط .. حسب ( تونبي ) وانما هي افعال الرجال النابعة من حب شعوبهم واممهم ، فأنك عندما تتحدث عن الثورة الفرنسية ، يقفز الى ذهنك جان دارك ، التي يعدّها كل الثوار بانها واضعة البارود للثورة الفرنسية. فيما تمتد سخريتك الى ماري انطوانيت ويزداد اعجابك بميرابو ونابليون . رغم ان هنالك من يصف نابليون بالهوس .. وهذا الرأي باعتقادي خاطئ . لم تكن فرنسا قد تبلورت بشكلها الصلب الحالي لولا نابليون ..! وعجز القائمون على شؤون مؤتمر فينا ، رغم دهاء الانكليز الذين لعبوا به دور القيادة من ان يزحزحوا فرنسا او يقتطعوا منها شبرا .. والمانيا كيف فجر طاقاتها (فيختة) ، عندما انكسرت امام نابليون وبعد ذلك وحدها بسمارك . وكيف جمع شتات ايطاليا كافور .. وهنالك من يقول ان هتلر مهووس بالعظمة .. ابدا كان يقطر انسانية ( محمد حسنين هيكل ) وكانت وطنيته تدفعه على افعاله بعد ان نضج في رايه وعقله ان كل الافعال الشريرة ، كان يصنعها اليهود بما يمتلكون من مال واساليب دنيئة ...خسيسة . وقد اثر عليه الفيلسوف العظيم ( فردريك نيتشة ) صاحب نظرية البقاء للاصلح .. فهتلر لم يجد اليهود هم الاصلح ، ولا الانكلو سكسون وهو المنحدر من العنصر الجرماني الاري ..! وايضا من الصناع المهرة للامجاد .. امبراطور اليابان ( ميجي 1868- 1912 ) وهنا اروي حادثة واحدة تدلل على عظمته واسهامه في بناء الحضارة ليس لبلده فقط بل وللانسانية عندما قامت اليابان بارسال الفتى ( اوساهيرا ) ضمن بعثة الى المانيا ليتعلم الصناعة ، الذي يقول : كنت اخدم الالماني الذي اتعلم منه سر الصناعة في المعمل وفي منزله رغم اني من ( الساموراي ) وهذه طائفة الفرسان المحاربة في اليابان والتي تعد من الطبقات الاولى في المجتمع الياباني ... ولكن ذلك الطالب يقول : لم يضيرني ذلك لاني كنت اخدم اليابان . وبعد تسع سنوات من العمل المضني الشاق والخدمة المذلة في بلاد الغربة يعود الى اليابان .. يعود الى بلده بعد ان اتقن بشكل كامل صناعة المحركات وخاصة محركات السيارات حسب ( هانزلينجر ، التربية في المانيا ) وتمكن مكن صنعها بعد عودته وقدم طلبا للقاء الامبراطور فسمح له . وفي ساحة القصر المليئة بالهدوء والزهور والجمال الامبراطوري والترف الباذخ ، يضع عشرة محركات في هذه الباحة الجميلة ويشغلها في ان واحد ، وبعد ان احدثت دويا وضجيجا هائلين روعت الامبراطور وهو في غرفته فعندما اطلع على الامر . بادره الطالب اوساهيرا ، سيدي : لقد نقلنا سر قوة اوربا الى اليابان ويشعر الامبراطور بالغبطة ويقول هذه اعذب موسيقى سمعتها في حياتي .. ويأمر له بجائزة هي الاعلى من نوعها في اليابان في حينها كانت ( خمسة الاف جنيه استرليني ) عرفانا من الامبراطور بوطنية هذا الطالب المجد وتفوقه . فهل من يفعل ذلك الان . ولم تكن كاترين عظيمة ابدا الا انها كانت تحرص على بناء روسيا اولا ، ومن ثم اعادة الثقة في نفس انسانها الذي يجب ان يتفوق ويحافظ على انجازاته وعلى ارضه من الابتلاع ، وفعلا وفقت لذلك واصبحت عظمتها فوق جباه سكان روسيا .. اما ايفان الذي يصفونه بالرهيب فهو الذي امتدت في زمنه رقعة روسيا واستعاد الاراضي التي اقتطعت منها والحق الهزائم المنكرة بالقبائل المغولية ( الذهبية ) الى غير رجعة واصبحت روسيا يحسب حسابها في العالم واروبا .. ونموذجا اخر من صناع التاريخ ( تيودور روزفلت T.R 1901- 1909)هكذا كان يحب ان يناديه الاميركان T.R ، لتواضعه ولشعوره بالقرب منهم الذي يعد بحق باني اميركا الحقيقي وصانع قوانينها وراسى اسس المجد والتفوق فيها بعد العظماء الذين سبقوه من امثال واشنطن وابراهام لنكولن وسواهم . فأي مطلع على سيرة هذا الرجل سيجد ان التاريخ يسجد بين يديه ، واصبحت الدنيا طيعة له بما يمتلكه من اصرار وعزيمة واقدام وشجاعة ووطنية .. وفكر نير نقلت اميركا الى دولة يحسب حسابها المانيا وانكلترا وفرنسا واليابان . وهي التي قالت لبريطانيا العظمى قفي .. سيبدأ نجمك بالافول حيال الوهج الساطع لنجم امريكا .. وفعلا تم ذلك باصرار هذا الرجل العبقري .. متعدد المواهب والقدرات . لم يخطر في باله يوما ان يقرأ لميكافيلي .. ولكنه قرأ العقد الاجتماعي لجان جاك روسو واشعار غوته وربما لوركا وبعض العظماء عشاق الحريه والقيم الانسانيه ؛ لا عشاق القتل والتفخيخ .. فكان يبتكر وتتفتق عبقريته فيسيطر على سكك الحديد وينتزعها من الاحتكار وهي قطعا كانت تشبه شرايين الدم بالنسبة لاميركا . وامم المزارع والغى الفوارق واصبح الاميركي في زمنه والى الان النموذج . فصناعة التاريخ تحتاج الى رجال الى نكران ذات الى ( T.R ) الذي كان جمهوريا وقد قال عن نفسه كنت جمهوريا وديمقراطيا في ان معا .. يعني كنت امريكيا .. لذا تمكنت من قيادة اميركا الى بر السلام والتقدم والرقي . فالتاريخ لايصنع بالفئوية والحزبية الضيقة والعنصرية والعرقية والطائفية والعبوات اللاصقه والكواتم والتصفيات الجسديه والتسقيط واثارة الازمات وخلط الاوراق .. التاريخ يصنع بان تحب شعبك مثلما فعل ( رضا شاه ) 1924 – 1945 ، وكل الضغوط الروسية والبريطانية التي مورست ضده لم تثنيه عن عزمه ، عن حب شعبه وعن حب ايران ، وتمكنه من القضاء على دويلات الطوائف والكوخات والاغوات والمشايخ وتوحيد ايران وكسر سطوة الملالي والاغوات المتخلفة في حينها الى ان اضطرت بريطانيا وروسيا خلعه والمجيء بابنه ، وهكذا هو ماو تسي تونغ ، وتيتو ، وغاندي ونهرو ، غاندي الذي قتل الانكليز بالصبر والجوع وتحمل المشاق والتقشف الى ان تحرر من ارجاسهم ولم يقل ان حزبي هو الافضل وطائفتي هي الاعلى وانا على الحق وسواي على الباطل – ومن ليس منا فهو علينا ابد . كان ابا واخا للجميع وانتم تعلمون الهند وما فيها من تنوع وتعدد ومشارب فكان يحب الجميع دون تمايز ؛ فاحبه الجميع وخلدوا ذكراه واصبح مثلهم الاعلى. واني اذ استذكر هؤلاء في الزمن الحديث والمعاصر فقط ؛ والا فالعظماء كثيرون ، الذين ابتنوا لنا حضارة انسانية ولووا عنق التاريخ والزمن واسقطوا افعالهم على جغراقية الارض ليقولوا للبشرية بصمت ( هؤلاء نحن ) اي بمعنى ان عملهم كان يتكلم ، فلم نكن نجد فيهم من تصارع على منصب او عطل حركة الدولة لان حزبه لم يأخذ نصيبه في الحكم او في الوظيفة ولم نجد فيهم من حول الوزاره الى حزبه او عشيرته وجيرها لهم . والاهم من ذلك لم تشر سجلاتهم الى فساد مالي او اداري الذي سيضل يلاحق هذه المرحله كوصمة عار الى الابد.. وانما كان رائدهم اوطانهم والانسانية وشعوبهم .. فمتى يتعظ الاخرون . وبلاد الرافدين ولادة وليست عقيمة واغلب ابطال الارض وانجازات الحضارة وصناع التاريخ من هذه الارض على مر العصور والازمنة .والتاريخ امامكم واضحا يطرح الرديء في المزابل ويسجل بفخر لمن يخدم شعبه وقومه ؛ فاقرأوه بتمعن وننتظر منكم صنع تاريخ مجيد حتى نسجل .لاننا عاطلين هذه الايام . والحمد لله رب العالمين.



#حسن_علي_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن علي خلف - ننتظر: رجالا يصنعون التاريخ