أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - حطايا حميد عثمان -الثانية/4-11















المزيد.....

حطايا حميد عثمان -الثانية/4-11


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطايا حميد عثمان - الثانية/ 4-11
(علينا ان نتعلم التصالح مع حقيقة ان بعض الناس قد يقولون ما لا نحب ، بهذه الطريقة فقط نستطيع ان نعيش معاً) براتراند راسل
ذكرنا في سياق الحلقة السابقة بأن التمرد الثاني ل(حميد) أنهى الازدواجية التي كان يتأرجح في ظلها أناه العليا بين الجامع والمدرسة ليكون مدخلاً لصراع اكثر تعقيداً و ضراوة مع العالم الخارجي، صراعاً لمواجهة إشكالية أخرى، وكانت اشكالية الصراع من أجل الهوية في مدينة كانت سياسة التمييز العرقي الممنهج بين المواطنين لها جذورها العميقة منذ العهد التركي، والذي جدد قوته وزخمه في ظل الحكم الملكي.
قد يتساءل القارئ ماذا نعني بالهوية؟
ما نعنيه هنا، بالتأكيد ليس التفسير القانوني للكلمة، أي كل ما يحمله المرء من وثائق تصدر من السلطات الرسمية تثبت اسمه واسم أبيه وأمه وسنة ومكان تولده و مهنته وبقية الأوصاف الخارجية التي تُثبت كون حامل الهوية هو الشخص المعني المعترف به أو بها بموجب السجلات الرسمية. ولا التصنيفات الهلامية المتبعة والشائعة للأشخاص على أساس الإنتماء الى فئة من الفئات التي يصنف العراقي من الناحية السياسية عادة : شيوعي، پارتي، إتحادي، بعثي يساري، بعثي يميني، جلالي، ملايي، إسلامي،علماني، رجعي، تقدمي...وإنما المقصود بالهوية، في هذا المقال، تعريفها الفلسفي و هي التطابق مع الذات على الرغم من ما يلحق بالانسان من تغيرات. فإذا كانت هوية الشخص، عند ديكارت، يتأسس على الوعي كمكون ثابت. ولكن فرويد توصل الى أن هوية الشخص هي بناء ديناميكي ناتج من صراع بين مكونات النفس الثلاثة( الهو، الأنا، الأنا العليا)مع العالم الخارجي.
في تقديري يعطينا هذا التعريف الفرويدي للهوية الأدوات اللازمة للحفر المعرفي بهدف الوصول الى جذور خلافات جمال الحيدري وغيره من الشيوعيين مع حميد عثمان وفيما اذا كانت اتهامهم لحميد بالخيانة؛ التهور؛ الفرعون أو وصفه بأنه من معدن ردئ نبعت من اسباب موضوعية أو اسباب ذاتية لكل واحد منهم قاموا بتأويلها الى خلاف سياسي وفكري لتظليل الحقائق، منها عدم تودده بما فيه الكفاية ل( حسين أحمد الرضي ) الذي حُوِل إلى ايقونة الحزب الشيوعي العراقي بعد فهد.
ولم أجد وسيلة أجدى من الإستعانة ببعض الامثلة المستنبطة من الواقع من زوايا مختلفة و في أزمان وظروف متغيرة مرّت على المدينة التي نشأ فيها حميد عثمان، كمحاولة لتقريب القارئ الى أبعاد هذه الإشكالية (1) وانعكاساتها.
1- يرسل ملا عثمان من دكانه الذي كان في السوق الكبير إبنه حميد الى بيته في محلة تيراوه لمهمة ما، بعد أن يتأخر حميد عن العودة اكثر من المعتاد، يقلق ملا عثمان، وعلى إثر ذلك يتجه ملا عثمان الى البيت عسى أن يعرف سبب تأخر إبنه وفيما إذا كان شيئاً مكروهاً قد وقع، يسلك المسار المعتاد وعندما يصل الى القرب من حصار أحمد أفندي ( المعروف بمنطقة أوروزدي حالياً) يجد ملا عثمان إبنه حميد في حالة تشابك مع ولدين أخرين بعمره أو أكبر منه قليلاً ، وكان جالساً على صدر أحدهم ويتبادل اللكمات مع الأخر. وبعد أن يفك الإشتباك ويستفسر عن السبب يتبين له بأن الاشتباك حصل بين إبنه والأخرَيْن دون وجود معرفة سابقة بينهما وبين حميد وكان الخلاف قد نشاء بعد ان اكتشف الأخران بأن حميد لم يكن(إربلياً). وبعد حوالى عقدين من هذا الحادث رأيت بعيني مراراً مجاميع من شباب تيراوة يعدون عُدتهم، وكانت الأحجار، للهجوم على القلعة للإشتباك في معارك تعتمد على رمي الحجر مع شباب من القلعة كانوا يجتمعون عند باب القلعة الشمالي متحصنين بموقعهم العالي والإنحدار الشديد لسفح القلعة، لردع المهاجمين ومنعهم من الصعود. لا أدري فيما اذاكان هذا الباب موجوداً أثناء ما حدث ل (حميد).
2- بعد حوالي ستة عقود من الحادثة الأولى، بداية القرن الواحد والعشرين، كنت في زيارة أحد معارفي إسمه باسا في محله الذي كان في بناية المهندس عثمان قادر القريبة من دائرة تربية أربيل، بدأت علاقتي به عندما كنا نعمل في مديرية بلدية أربيل. كان باسا عامل فني وأنا مهندس ميكانيك، استمرت العلاقات بيننا حتى بعد تقاعده و تركي للوظيفة عام 1987، وهو من أهل شقلاوة وزوجته من عينكاوة حسب ما أعتقد، وألح علىّ أثناء زيارة له أن أصاحبه لزيارة جيرانه حجي نورالدين مختار محلة شورش الذي كان محله في نفس البناية، إعترضت في بادئ الأمر ولكنه ألح في طلبه، وقلت له أخاف كنتما في خلية واحدة عندما كنتما شيوعيين أيام زمان، أجابني بأنه يشعر بالإحراج من زياراتي له من دون المرور على محل الحجي نورالدين رغم وجود علاقة قرابة بيننا، حيث كانت زوجة جدي الوسطانية لها علاقة قرابة مع الحجي.
لتحقيق رغبة باسا، ذهبنا معاً الى محل المختار. كانت الكراسي على يمين الحجي مشغولة كلها بإستثناء كرسيين بالقرب من الباب حيث جلسنا، من عادتي أن لا أبادر بالمصافحة أو المعانقة كلما دخلت مجلساً عامراً بالضيوف.
من دون أن يُكلِف المختار نفسه أية مجاملة تمهيدية بإعتبارنا ضيوف عنده، وجه إلىّ كلاماً لم أكن أتوقعه ولم أعرف دوافعه حينئذ، وقال ما نصه بالكوردية ( خوتان به هه و لىري حساب نه كه ن ئه نگو هه وليري نينه ) لا تعتبروا انفسكم إربليين أنتم لستم إربليين!
كان في سياق جوابي المفصل للمختار توضيحاً بأنني أميز بوضوح الفرق بين ( هه ولىري وخه لكي هه ولير)، إربلي و أهل أربيل لم أصرح طوال حياتي بأنني إربلي ولكنني لي الحق بأن أعتبر نفسي من أهل أربيل لإنني ولدت في هذه المدينة.... أنهيت جوابي ب: جاءت زيارتي هذه بناء على طلب وإلحاح جيرانك هذا المسيحي، مشيراً الى باسا، ولا تتوقع بأنني قدمت الى هنا لكون إبنك فيصل ارتفعت مرتبته، وهو الأن يعمل في مكتب مسعود البارزاني في سه ري ره ش لإنني إخترت، منذ عهد بعيد، نمطاً من الحياة يُغنيني عن الكثير من الأمور والتنازلات. بعدها غادرنا، مع باسا، محل المختار منهياً زيارة كانت عابرة، لكن حصيلتها كانت العديد من الأسئلة والتساؤلات.

(1) للتمييز الدقيق بين المشكلة والإشكالية يمكن الا ستعانة بهذين الرابطين:
http://youtu.be/WwHB1PnFKGU
http://youtu.be/K8N9HTlqab8






#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطايا حميد عثمان -الثانية/4 - 10
- بحثوا.... وماذاكانت النتيجة؟
- على هامش المقال المعنون - ملاحظات مختصرة على مقال ...-
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-9
- ملاحظات مختصرة على مقال فاضل عباس البدراوي المطوَلْ
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-8
- خطايا حميد عثمان - الثانية /4-7
- خطايا حميد عثمان- الثانية/4-6
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-5
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-4
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-3
- خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية -4
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3
- - خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية
- - خطايا حميد عثمان - 1


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - حطايا حميد عثمان -الثانية/4-11