|
هيكل ---- والدرس الأخير
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 15:06
المحور:
الادب والفن
توطئة لا بُدّ منها – أنشغل الفضاء الأعلامي في الأيام الماضية بوفاة الكاتب والصحفي " محمد حسنين هيكل " الذي غادر دنيانا بعد مكوث فيها جاوز التسعين عاماً ، وفي الوقت الذي أختلف الناس عليه في حياته أختلافهم عليه في مماته ، وأشار خطه الأنساني البياني بالهبوط ، وعند اللحظة الأوكسيجينية الشحيحة وهو يحاول جاهداً أستنشاقها وهو يخاطب الأطباء لا تتعبوا أدواتكم ، ولا تقفوا بأجهزتكم ومعداتكم في وجه الموت ، فأدركتُ حينها أنهُ يريد أنْ يموت بكرامة ، وبلا ألم ، أذا ما حانت ساعة الحقيقة ، وعلمتُ أنّ فلسفتهُ وصيرورتهُ في الحياة هي { المفهوم النوعي لا الكمي } . العرض – من ضياع الوقت أن أعرّف بهذا الطود الشامخ لكونه أشهر من نارٍ على علم - وللضرورة أحكام - فهو " محمد حسنين هيكل " 23 سبتمبر 1923 – 17 فبراير 2016 ، أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين ، فهو روائي وصحفي وسياسي ، واشتهر كناقد ومحلل سياسي في الشؤون العربية منذ أكثر من خمسين عاماً ، وهو منظّر سياسي بارز ، ومؤرخ للتأريخ العربي الحديث خاصة تأريخ الصراع العربي الأسرائيلي ، فقدرته التحليلية والأستراتيجية للأحداث مع علاقاته القوية مع الرؤساء والزعماء العرب والدوليين مكنتهُ من الوصول إلى وثائق وأرشيفات توثيق غاية في الأهمية ، فكان أنْ بدأ بأصدار أكثر من مئة كتاب من الكتب السياسية المتميزة باللغة العربية والأنكليزية ، وترجمت كتبه إلى 32 لغة ، فهو بحق عميد الصحفيين العرب ، فقد شغل رئاسة تحرير جريدة الأهرام الواسعة الأنتشار لمدة 17 عام من 1957 حتى 1974 ، وترأس في مرحلة الستينات مجلس أدارة أخبار اليوم ومجلة روز اليوسف ، وفي 1970 عيّن وزيراً للأعلام ثُم وزيرا للأرشاد القومي ، ويلتقي هيكل مع الأديب الفرنسي الشهير" أندري مارلو" في عالم الفكر والفن ، أنّهُ شراعٌ على النيل جاء من صعيد مصر مرحلاً إلى الشمال حاملاً معهُ خصب النهر العظيم . هيكل هو مجموعة من دروس لا يمكن لأي شخص أياً كان موقعهُ في الأسناد ألا أنْ يتأملها ، فقد ظلّ الرجل حتى آخر لحظاتهِ حريصاً على أستكمال صورته من دون أن يترك الرتوش البسيطة ، أنتهت الرحلة ، وتوقف مشوار العمر وطويت صفحة أنسانية وفكرية وسياسية وصحفية من أهم صفحات التأريخ الحديث في مصر ، مات الأستاذ محمد حسنين هيكل أحد أهم وأشهر الصحفيين المصريين ، وكان آخر توصياته لأبناء شعب الكنانة : على المصريين أنْ لا يرتكبوا خطيئة أهالي بيزنطة .. عندما أنهمكوا في الجدل حول جنس الملائكة ونسوا أنّ الأعداء على الأسوار . وأذكروامحاسن موتاكم أناهنا لست بموقع مدافع عن الرجل لأنتماءه للجنس البشري الذي يختزن في أعماقه مجموعة أرهاصات متضاربة حول القضايا الساخنة منذ الخمسينات وحتى يوم وفاته في عصر 17 فبراير ، لذا ظهر ضده رتلٌ من النقاد المختلفين معه ، وبالمقابل حصل على جيوشٍ من المؤيدين والمحبين وخصوصاً من القادة المصريين كعبد الناصر الذي – حسب رأي – صنع نجوميته . -والذي أعجبني جرأته وصراحته الصحفية في لقاءه مع قناة CBCالمصرية ديسمبر 2015{وجه أنتقادا حاداًإلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وللرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحرب عاصفة الحزم على اليمن ، وأنتقد هيكل اللجوء الخليجي إلى خيار الحرب ، كان المفروض أستخدام قوة المنطق لا منطق القوّة . - وأنّ القوّة العربية المشتركة لا تستهدف ( داعش ) بل تعمل على تقويته سرا وعلانيه بغطاء طائفي ومذهبي مقيت . - وصرح عن فشل حكام العراق الجدد بعد السقوط فقال بالحرف الواحد :{ أنهم مجموعة من لصوص المال ،نهبوا ثرواته وزرعوا الفتنة الطائفية فيه } . - كان ضوءاًفي طريق يهتدي بها الحركات السياسية الطامحة نحو الأنعتاق من الظلم والأستبداد والتحرر من الأستعمار . - عمل بجد ونشاط على تسليط الضوء على عقلية الحكام العرب وفضحهم أمام الأمة . - كان شاهداً على على التحولات الدراماتيكية للعصر العربي . - كان ضد سياسة الأنفتاح ومعاهدة كامب ديفد .------ في 3-3-2016
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموصل ليست للبيع
-
يوم الشهيد الشيوعي ------ ذكريات مرّة
-
الأسلمة السياسية ---- تحت المجهر !!!
-
ماراثون بغداد المحبة والسلام
-
كليوباترا/ قراءة نقدية في تجليات الأدب المقارن
-
حديثة ---- مدينة الصمود والتحدي
-
مصروفات - الضيافة - / ضحك على الذقون !!!
-
ناديه مراد / القديسة
-
نقاط ساخنة
-
ملحمة كلكامش/مقاربات سياحة تأريخية في مفهوم - الخلود-
-
رؤية تحليلية موضوعية بين أسقاطات 2015 وفوبيا المجهول في 2016
-
أنّها - طبخة أمريكية - سعودية - بطعم سعودي مُرْ !!!
-
سياسة - التصفير - الغبية لأردوغان !!!
-
سد الموصل / أفقٌ رهيب !!! في ظل الأهمال الحكومي
-
أحذروا الماكر - أحمد داوود أوغلو- !!!
-
الحراك الجماهيري / آفاقه ---- وأمكانية تحقيق مطاليبه
-
الحرية للناشط المدني - عقيل الربيعي -
-
قالت لي العصفوره
-
يا نساء العالم أتحدن / لكسر قيودكن!!!
-
أمنيات وأحلام مشروعه / وشيءٌ من الهذيان !!!
المزيد.....
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|