أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام حتاته - عبدالناصر : الحقيقة والاسطورة (1)















المزيد.....

عبدالناصر : الحقيقة والاسطورة (1)


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثارنى ماحدث فى مجلس النواب المصرى من يومين من الاستنكار الشديد الذى وصل الى التهديد بالفصل من المجلس والتخوين والعماله لتوفيق عكاشه لمقابلته السفير الاسرائيلى ، ويتم كل هذا ممن يلتحفون رداء الناصرية ومن يسير ورائهم ، حتى وصل الامر بكبيرهم ان يضرب النائب عكاشه بالحذاء وسط استحسان الكثير من اعضاء المجلس ومن المصريين
المهزلة التى حدثت فى المجلس هى انعكاس لثقافة من انتخبوهم (ثقافة الكراهية ... ثقافة التكفير والتخوين ... ثقافة نظرية المؤامرة )
وينسى السادة الافاضل ان عكاشه قابل السفير الاسرائيلى فى القاهرة بناء على اتافقية السلام التى وقعها السادات مع اسرائيل وبموجبه تمت عودة سيناء التى اضاعها الرئيس الملهم والقائد والبطل ( اللى جابه القدر- كما غنت ام كلثوم ) جمال عبدالناصر – تصفيق حاد
وينسوا ان اتفاقية السلام وافق عليها مجلس الشعب ايام السادات ، ومن المعروف ، ومن المعروف ان قرارات رئيس الجمهورية وقوانين مجلس الشعب تصدر بصفتهم الاعتبارية وليس بصفتهم الشخصية ولهذا فهى ملزمة لاى رئيس قادم واى مجلس قادم
اثارنى واستفزنى ان يهللوا لمن انهزم فى كل معاركة وترك سيناء محتله ليقوم السادات بحرب اكتوبر لتحرير جزء منها واستكمال الباقى بمعاهدة كامب ديفيد
ماحدث لمصر فى عهد عبدالناصر ، والمؤمنين به والمصفين له حتى الان لايحتاج الى تحليل سياسى بقدر مايحتاج الى تحليل نفسى
صناعه الكراهية التى صنعها عبدالناصر ونظرية المؤامرة التى حكم بها الشعب تحتاج الى تحليل نفسى
عبدالناصر حكم مصر وهو مصاب بعقدتين نفسيتين ، هما عقدة الفقر ، وعقدة الفالوجا

** عقدة الفقر
اذا اردنا ان نتتبع عقدة الفقر من بدايتها تعالوا نتخيل معا عبدالناصر( الاب) وهو يقوم بتوزيع البريد راكبا دراجة او حمارا ويضع المنديل المحلاوى تحت الطربوش ليقيه من برد الشتاء وحر الصيف
جمال عبدالناصر يتربى بعيدا عن ابوه لزواجه من امراة اخرى
علينا ان نتخيل يوم ذهب عبدالناصر افندى الى الجيار باشا ليتوسط من اجل الحاق ابنه جمال بالكلية الحربية ، وكيف كان الخطاب بينهم
- الله يطول عمرك ياباشا ، وربنا مايحرمنا منك ابدا ، ليا طلب عند معاليك
- خير ياعبد الناصر افندى
- ابنى جمال عايز يدخل الكلية الحربية ، وطمعانين فى فضلك علينا وتتوسط له
- بس ياعبدالناصر افندى ......
- ربنا يخليك ياباشا ، الواد عايز يكون ضابط ـ وفى النهاية حايكون جميلك فوق راسنا كلنا
- خلاص ... يجى بكرة معايا وانا نازل مصر اعدى على الكلية الحربية واوصى عليـة
فى الصباح توجه الشاب جمال ووقف بجوار سيارة الباشا منتظر حضورة ،
جاء الباشا وجرى السائق لبفتح له الباب الخلقى للسيارة ، اما الشاب جمال فجلس بجوار السائق لان الباشا لم يدعوة للجلوس بحانبة فى المقعد الخلفى
ركب الشاب جمال بجوار السائق وهو يشعر بالمهانه ، فقد جرى العرف فى هذا الزمان ان السادة يجلسون فى المقعد الخلفى والخدم والمعاونين يجلسون بجانب السواق ومازالت بقاياها موجودة حتى الان
هل عرفنا لماذا ظل محمود الجيار مدة طويلة ياور لجمال بعد ان اصبح رئيسا لمصر ؟

التحق جمال بالكلية الحربية ومن الطبيعى ان يكون معظمهم من اولاد الباشاوات والوجهاء والاعيان ، فقد كانت الحربية بالنسبة لهم نوع من الوجاهه الاجتماعية
فهل كانوا يرحبون بالشاب ابن البوسطجى بينهم ؟
وكان معظم من يتخرج منهم يشترى لهم والديهم نجمتين من الذهب الخالص ليضعوها على الكتفين لرتبة الملازم ، فهى اشترى عبدالناصر افندى لابنه هذه النجوم الذهبية ام اكتفى بالنجوم النحاسية التى يقوم بتلميعها بين الحين والاخر ؟
زوج خالتى كان اميرالاى ( عميد ) بالجيش المصرى قبل الثورة ، كنت صبيا وانا اسمعه يقول لابى ان جمال كان ياتيه فى البيت وهو ضابط صغير فيجلسه فى الانترية ولايفتح له الصالون
وهنا تبدأ عقدة النقص ككره الثلج ، تتدحرج لتكبر ، فلو كان عاش فى وسط مناسب له اجتماعيا لكان افضل ، ولكن اللهيب الاجتماعى ظل بداخلة يكبر كل يوم

** عقدة الفالوجا :
ثم جائت حرب فلسطين 1948 لتنضم عدة جيوش عربية مع بعضها البعض ، وفى الحقيقة لم تكن جيوش ولكنها عبارة عن وحدات رمزية لمعظمها ، فقد كان الاعتقاد السائد بينهم وبين قادتهم ان مجموعه ما اطلق عليه العصابات الصهيونية ستنهار وتستسلم سريعا امام جيوش منظمة
ولكن اتضح ان هذه المجموعات اليهودية المسلحة اعتمدت حرب العصابات ضد هذه الجيوش او لنقل الوحدات الرمزية لهذه الجيوش ، ومن المعروف ان اسلوب حرب العصابات يكون فاعلا امام الجيوش المنظمة خصوصا اذا كانت هذه الجيوش هدفها الاول ان تكون للاستعراض امام ملوك هذه الدول فى المناسبات العامة
وكانت النتيجه ان حققت هذه العصابات ( ... !!! ) نصرا حاسما على عدة جيوش عربية وتمت محاصرة الرائد جمال عبدالناصر مع جنوده فى الفالوجا
، واعتقد ان بداية التفكير فى الثورة كان هناك ... فى الفالوجا
حصارة ممن كان يعتبرهم مجموعه عصابات اصابه بازمه نفسية بالتاكيد ،
واعتقد انه اصاب والى الان معظم المصريين والعرب خصوصا بعد ان بدا نجم اسرائيل يعلو فى المنطقة بعد هزيمة 1967 ، فقد اصيب العرب بحالة من الدونية والقزمية والعدمية امام النجاح الذى تحققه اسرائيل كل يوم فى كافة المجالات والفشل الذى يلازم العرب فى كافة المجالات
وان كانت الاسلحة الفاسدة كبش الفداء لهذه الهزيمة الا اننا لم نرى اى حديث بشأنها بعد ان حكم الثوار مصر ، وكان الاولى بهم ان يتابعو المتسبب فيها ويقدم الى القضاء ، فهزمية جيش مصر امام مجموعات مسلحة يهودية ليست بالامر الهين على نفسية هؤلاء الضباط

وعاد عبدالناصر من الفالوجا محملا بعقدته الاصلية ( الفقر ) بعقدة اخرى ( الفالوجا ) اللتان لازمتاه طوال حياته وكانت سببا رئيسيا فى كل ماحاق بمصر ومازلنا ندفع ثمنه حتى
كانت عقدة الفقر دافعا له للتفوق ليصبح استاذا لمادة اركان الحرب فى الكلية الحربية تلازمهاعقدة الفالوجا ليبدأ التفكير فى التغيير
ومن هنا بدأ فى تكوين خلايا تنظيم الضباط الاحرار الذين هالهم مدى التردى التى وصل اليها الجيش المصرى وهزيمته امام مجموعه من العصابات .

ومن يستمع الى بيان الثورة الذى القاها وقتها انور السادات من الاذاعه المصرية سيجد انه لم يكن يحمل اى شئ عن الثورة او خلع الملك ، مجرد تطهير لقيادات الحيش ، وان يتولى امره المخلصين للوطن
يقول هيكل فى كتابه ( خريف الغضب ) ان عبدالناصر كلف السادات بالقاء بيان الثورة حتى يورطه لانهم عرفوا انه ذهب ليلة الثورة الى السينما مع زوجته جيهان وافتعل مشاجره من احد المشاهدين حتى اذا فشلت الثورة فى ساعاتها الاولى يكون السادات بعيدا ، ولكن الحقيقة ان القاء السادات لبيان الثورة جاء على خلفية قضية امين عثمان والتى اتهم فيها السادات واصبح معروفا لدى الكثير من الناس ، ثم ان مشاركته فى قضية امين عثمان جعلت منه بطل شعبى عند معظم المصريين ، ووجوده فى التنظيم يكسب التنظيم مصداقية لدى الشعب
وطبعا تولية محمد نجيب رئاسة التنظيم هو فى الحقيقة لنفس السبب ، فقد فاز فى رائاسة نادى الضباط على مرشح الملك واصبح معروفا ، ثم ان التنظيم الذى لايضم اكثر من بكباشى ( مقدم ) كان فى حاجة الى رتبه كبيرة تكسبة احترام شعب شرقى يلعب السن فيه دورا كبيرا للاحترام .

ولكن السؤال الاهم : لماذا لم تتدخل القوات الانجليزية فى شرق القناه والمقدر عددها بخمسين الف جندى لحمايته مما جعل الضباط يصعدون من سقف مطالبهم فيطالبون برحيل الملك نفسه ؟ وكيف استجاب الملك بهذه السهولة ورحل ؟
والسؤال الثانى : الم يكن وجود القوات البريطانية فى الشرق على القناه فى حسابات الضباط الاحرار ؟
كانت المدة منذ اعلان قيام الثورة حتى رحيل الملك ثلاثة ايام ، بدأت بالمطالبة بالتطهير وانتهت بالرحيل ، والقوات الانجليزية لم تتحرك ، وهنا علينا ان نستدعى معامل آخر للقوة من خارج اللعبة استعان به الضباط الاحرار تحسبا للقوات الانجليزية وهم العم سام .وكيف كانت عقدة الفالوجا طلاقا فيما بعد بين عبدالناصر والعم سام
ونستكمل فى المقال القادم



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاوعى محرك التاريخ 2/2
- ثلاثية : الحاكم - الكاهن - الشاعر
- اللاوعى محرك التاريخ
- اكذوبة الاصل الآرامى للقرآن
- اشكاليات فى الفكر الدينى
- هل كان ابراهيم التوراتى ديوثا ؟
- من هشام حتاته الى القمص زكريا بطرس
- رؤية تحليلية لسقوط طائرة شرم الشيخ
- العلاقة العكسية بين القهر والابداع
- السيسى وشباب البنطلون الساقط ... !!
- فى حضرة الفرعون العظيم رمسيس الثانى
- البغاء المقدس
- كتاب الموتى ومِنسَأَة النبى ابراهيم
- المرأة فى الاسلام ( 3- اخير )
- نيرون العرب يحرق اليمن
- الاسلام مع المرأة (2)
- المرأة فى الاسلام
- رحلة المراة من التقديس الى التبخيس
- قدم النبى محمد واسطورة خالد بن سنان
- عودة الروح : مصرترقص وتغنى


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام حتاته - عبدالناصر : الحقيقة والاسطورة (1)